الثورة نت:
2025-02-09@04:56:24 GMT

الميادين والكيان الهش

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

الهزيمة الكبرى التي تعرضت لها دولة الكيان الصهيوني بفعل العمل البطولي الأسطوري لأبطال المقاومة في غزة في السابع من أكتوبر 2023م، لا شك أنه عرى الكيان الصهيوني وكشف للعالم زيف الدعايات التي ظلت تتحدث عن هذا الكيان وتصفه بالديمقراطي إلى غير ذلك من الأوصاف التي أذهلت بعض العرب وجعلتهم يعتقدون أنهم أقزام أمام هذا الكيان، لكن المقاومة العربية الباسلة في لبنان وفلسطين عرته وكشفت أنه مجرد كيان هش يمكن التأثير عليه وإسقاطه من قبل مجموعة مجاهدين أبطال امتلكوا الإرادة فقط وليس لديهم نفس الأسلحة، يتضح هذا جليا من خلال رد الفعل النزق والحاقد الذي دمر المساكن فوق رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ ولم يستثن شيئاً حتى المستشفيات الملاذ والملجأ للجرحى لم تسلم من نزواته الشيطانية، وهو ما جعل دول الرأسمالية المتوحشة تتكالب ويتقاطر زعماؤها إلى فلسطين المحتلة لنصرة هذا الكيان ومحاولة رفع معنوياته وفي إطار وردود الفعل النزقة من هذا النظام الطارئ على الحياة وها هي ردود الفعل تمتد إلى ابسط الأشياء وتحاول أن تستهدف كل شباب فلسطين إن لم يكن بالموت فبالاعتقال والاعتقال هنا يتم عقابا على رفع شعار من شعارات حماس أو صورة للمقاومة أو أي شيء يتحدث عن هذه المقاومة أو حتى تعليق بسيط في وسائل التواصل الاجتماعي يتم اعتقال هؤلاء الشباب على الفور، بحيث اصبح هذا الإجراء المتعسف يطال حتى الأطفال في الأرضي المحتلة، وامتد نفس الغضب إلى قناة الميادين، هذه القناة التي تمثل صرخة في وجه الظلم والعدوان واستطاع مؤسسها المناضل غسان بن جدو أن يحولها إلى مصدر لإقلاق وإزعاج دول الغرب وفي المقدمة دولة الكيان الصهيوني وأيضا الكثير من زعماء العرب المتصهينين وهو ما جعل دولة الكيان الصهيوني تقدم على حظر بث هذه القناة في الأراضي المحتلة، وشمل هذا الإجراء كل الروافد الناطقة بالإنجليزية والإسبانية، لأنها كانت الأكثر تأثيراً والأكثر ضرراً على هذا الكيان، بحيث اتضح هذا الدور الإيجابي الهام من خلال تلك المظاهرات المليونية العارمة التي شهدتها شوارع لندن ومدن إسبانيا والتي خرجت رغم تهديدات رئيس وزراء بريطانيا ووزير داخليتها، كيف لا وقد كان لهذه القناة دور إيجابي فاعل في محو الخداعات التي ظلت تتجه صوب عقول وذاكرة المواطنين البسطاء في الغرب وأمريكا وتقدم لهم صورة بشعة عن الإنسان الفلسطيني والعربي بشكل عام مقابل الإسهاب في الحديث عن مظلومية اليهود، لكن الإعلام العربي الوطني بدأ يمحو هذه الصورة من الأذهان، واستطاعت قناة الميادين أن تنقل المشهد كما يجري في فلسطين المحتلة، فأيقظت بعض الضمائر في الغرب وكل هذه الشواهد تؤكد عظمة طوفان الأقصى الذي عرى الحكومات العربية المتواطئة مع الكيان الصهيوني ومعايير الغرب المزدوجة وكشف نفاق الغرب وكيف أنه بكل مكوناته يقف إلى جانب الظالم ضد المظلوم الذي لا حول له ولا قوة .


أخيرا نعلن تضامننا المطلق مع قناة الميادين صوت العروبة والإسلام المتفرد الوحيد في هذه الظلمة الحالكة وبعد أن أصبحت حتى بعض القنوات العربية تمثل رأس حربة متقدمة تدافع عن دولة الكيان الصهيوني الغاصب وتكنَّ العداء للشعب الفلسطيني، كما يحدث مع قناة الحدث الأكبر حينما تصف أبطال المقاومة في العراق بالإرهابيين وتصف الأمريكيين المحتلين بالضيوف!! إنها آخر المهازل ونقول لكل هؤلاء “لا تركنوا إلى هذا الكيان الهش ولا من يقف خلفه، فغزة الجريحة ستنهض من تحت الأنقاض وتتحول إلى شوكة حادة تخنق هذا الكيان الصهيوني الغاصب وتقض مضاجع أسياده في أمريكا وأوروبا وتؤرق المطبعين من العرب والمسلمين وليس ذلك على الله ببعيد”.
والله من وراء القصد

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: دولة الکیان الصهیونی هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: هكذا حطمت غزة أساطير الغرب

إبادة إسرائيل لغزة، بتمويل من الديمقراطيات الغربية، فرضت محنة نفسية لعدة أشهر على ملايين البشر، ليصبحوا شهودا مكرهين على عمل من أعمال الشر السياسي، ويدركوا بصدمة، وهم يسمعون صراخ أم تشاهد ابنتها تحترق حتى الموت في مدرسة قصفتها إسرائيل، أن كل شيء ممكن، وأن تذكر الفظائع الماضية لا يضمن عدم تكرارها في الحاضر، وأن أسس القانون الدولي والأخلاق ليست آمنة على الإطلاق.

في هذه الجمل يتلخص المقال الذي اقتبسته مجلة فورين بوليسي -كما تقول- من كاتب "العالم بعد غزة" للروائي والكاتب الهندي بانكاج ميشرا، الذي انطلق فيه من ذكرى محرقة وارسو عام 1943، عندما حمل بضع مئات من الشباب اليهود في حي وارسو كل الأسلحة التي تمكنوا من العثور عليها وردوا على مضطهديهم النازيين، في ما لم يكن سوى سعي لإنقاذ بعض الكرامة واختيار طريقة الموت، كما يقول قائدهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: ما المعتقد الديني لترامب؟ هكذا غيّر الاقتراب من الموت شيئا في إيمانهlist 2 of 2موقع إيطالي: ما الذي تخفيه المفاوضات حول مستقبل القواعد الروسية بسوريا؟end of list

وأشار الكاتب، بعد التذكير بندوب المحرقة وولادة دولة إسرائيل وحروبها مع العرب، بأن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان سببا جديدا في إحياء الخوف من محرقة أخرى، لن تتردد القيادة الإسرائيلية الأكثر تعصبا في التاريخ في استغلاله.

وبالفعل ادعى زعماء إسرائيل الحق في الدفاع عن النفس ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكن كما اعترف عمير بارتوف، المؤرخ الرئيسي للمحرقة، فإنهم سعوا منذ البداية إلى "جعل قطاع غزة بأكمله غير صالح للسكن، وإضعاف سكانه إلى الحد الذي يجعلهم إما ينقرضون أو يبحثون عن كل الخيارات الممكنة للفرار من المنطقة".

إعلان

الغرب لم يفعل شيئا

وهكذا شهد المليارات من البشر هجوما غير عادي على غزة، كان ضحاياه -كما قالت بلين ني غرالاي، المحامية الأيرلندية التي رافعت نيابة عن جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي- "يبثون تدميرهم في الوقت الحقيقي على أمل يائس وعبثي في أن يفعل العالم شيئا"، ولكن العالم، أو الغرب على وجه التحديد، لم يفعل شيئا.

ورغم أن الضحايا في غزة يتنبؤون بموتهم على وسائل الإعلام الرقمية قبل ساعات من إعدامهم، وأن قتلتهم بثوا أفعالهم على تيك توك، فقد عتمت أدوات الهيمنة العسكرية والثقافية الغربية على تصفية غزة، من زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا الذين هاجموا المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، إلى محرري صحيفة نيويورك تايمز الذين أصدروا تعليمات لموظفيهم بتجنب مصطلحات "مخيمات اللاجئين" و"الأراضي المحتلة" و"التطهير العرقي".

كان الوعي بأن مئات من الناس يُقتلون أو يجبرون على مشاهدة قتل أطفالهم -ونحن نواصل حياتنا- يسمم حياة الملايين، وكانت مناشدات أهل غزة، وتحذيراتهم من أنهم وأحبائهم يوشكون أن يقتلوا، تليها أنباء عن قتلهم، تزيد من الإذلال والشعور بالعجز الجسدي والسياسي.

ستتراجع الحرب في النهاية إلى الماضي -كما يذكر المقال- وقد يسوي الزمن كومة الرعب الشاهقة، لكن علامات الكارثة ستبقى في غزة لعقود، في الأجساد المصابة والأطفال الأيتام وأنقاض المدن والمشردين والوعي بالحزن الجماعي، وحتى الذين شاهدوا عن بعد قتل وتشويه عشرات الآلاف على شريط ساحلي ضيق، ورأوا تصفيق أو عدم اكتراث الأقوياء، سوف يعيشون بجرح داخلي وصدمة لن تزول لسنوات.

أما النزاع في كيفية وصف عنف إسرائيل بأنه الدفاع المشروع عن النفس أو الحرب العادلة في ظروف حضرية صعبة أو التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، فلن يُحَل أبدا، ولكن ليس من الصعب أن نرى علامات الفظاعة النهائية والمخالفات الأخلاقية والقانونية الإسرائيلية، في القرارات الصريحة والروتينية من جانب القادة الإسرائيليين بالقضاء على غزة.

إعلان

كما لن يكون من الصعب أن نراها في موافقة الجمهور الضمنية، وفي نعت الضحايا بأنهم شر مع أن معظمهم كانوا أبرياء تماما، وفي حجم الدمار الذي كان أكبر مما أحدثته الحلفاء بألمانيا، وفي كون وتيرة عمليات القتل وملء المقابر الجماعية في جميع أنحاء غزة وأساليبها التي تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وفي حرمان الناس من الوصول إلى الغذاء والدواء، وفي تعذيب السجناء العراة، وفي تدمير المدارس والجامعات والمتاحف والكنائس والمساجد وحتى المقابر، وفي صبيانية الشر المتمثلة في رقص الجنود الإسرائيليين في ملابس الفلسطينيات القتلى أو الهاربات، وفي شعبية مثل هذا النوع من الترفيه على تيك توك في إسرائيل، وفي الإعدام الدقيق للصحفيين الذين يوثقون إبادة شعبهم في غزة.

لا توجد كارثة تقارن بغزة

حدث الكثير في السنوات الأخيرة من الكوارث الطبيعية والمالية والسياسية، ولكن لا توجد كارثة تقارن بغزة، وما تركته من الحزن الهائل والحيرة والضمير الميت، ولم يسفر أي شيء عن مثل هذا القدر من الأدلة المخزية على افتقارنا إلى الحماس والسخط وضيق الأفق وضعف الفكر، مما دفع جيلا كاملا من الشباب في الغرب إلى مرحلة الرشد الأخلاقي بسبب أقوال وأفعال وتقاعس شيوخهم في السياسة والصحافة.

وكان الحقد العنيد والقسوة التي أبداها الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الفلسطينيين -حسب الكاتب- من بين الألغاز المروعة التي طرحها الساسة والصحفيون الغربيون، إذ كان من السهل عليهم حجب الدعم غير المشروط للنظام المتطرف في إسرائيل مع الاعتراف بضرورة ملاحقة وتقديم المذنبين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، للعدالة.

وتساءل الكاتب لماذا ادعى بايدن أنه شاهد مقاطع فيديو فظائع لا وجود لها، ولماذا زعم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن إسرائيل "لها الحق" في حجب الطاقة والمياه عن الفلسطينيين، ولماذا قفز يورجين هابرماس للدفاع عن مرتكبي التظهير العرقي المعلنين؟ وما الذي دفع مجلة أتلانتيك إلى نشر مقال يزعم أن "قتل الأطفال أمر ممكن قانونيا"؟

إعلان

وتساءل الكاتب عن تفسير بناء وسائل الإعلام الغربية كل أفعال إسرائيل للمجهول، ولماذا ساعد مليارديرات الولايات المتحدة في حملات القمع القاسية ضد المتظاهرين في الحرم الجامعي؟ ولماذا فصل الأكاديميون والصحافيون، وحظر الفنانون والمفكرون من العمل، ومنع الشباب من العمل لمجرد أنهم يتحدون الإجماع المؤيد لإسرائيل؟ ولماذا استبعد الغرب الفلسطينيين من مجتمع الالتزام والمسؤولية الإنسانية، في حين دافع عن الأوكرانيين وحماهم؟

وخلص الكاتب إلى أن بغض النظر عن كيفية تعاملنا مع هذه الأسئلة، فإنها تجبرنا على النظر بشكل مباشر إلى الظاهرة التي نواجهها، الكارثة التي تسببت فيها الديمقراطيات الغربية بشكل مشترك، والتي دمرت الوهم الضروري الذي نشأ بعد هزيمة الفاشية في عام 1945 حول إنسانية مشتركة يدعمها احترام حقوق الإنسان والحد الأدنى من المعايير القانونية والسياسية.

مقالات مشابهة

  • شاهد | حماس من إيران.. إعلان انتصار غزة والمحور وهزيمة الكيان
  • البخيتي: النظام السعودي تجاوز التطبيع إلى التحالف العسكري والاقتصادي مع الكيان الصهيوني
  • استجابة لشكاوي المواطنين.. أحياء الإسكندرية تنفذ حملات مكبرة لإزالة الإشغالات من الشوارع و الميادين الرئيسية
  • فورين بوليسي: هكذا حطمت غزة أساطير الغرب
  • الكيان الصهيوني يطلق النار على عائلات فلسطينية نازحة في مخيم الفارعة ويقتحم عزون
  • حماس: تدهور صحة الأسرى المحررين تكشف الأوضاع المأساوية التي يعيشونها داخل سجون العدو الصهيوني.
  • الولايات المتحدة توافق على منح الكيان الاسرائيلي (ام القنابل)
  • فهم لخطاب حي على الفلاح
  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • برلماني عن مُخطط تهجير الفلسطينيين: الكيان الصهيوني اعتاد على أسلوب البلطجة