صحيفة الاتحاد:
2025-03-10@13:34:41 GMT

«COP28».. طريق العالم لنظم غذائية مستدامة

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

شروق عوض (دبي)
وسط استعدادات الإمارات لطرح «إعلان الإمارات بشأن الأنظمة الغذائية المرنة، والزراعة المستدامة والعمل المناخي»، في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي تستضيفه الدولة خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في «مدينة إكسبو دبي»، فإن هذا الاستعداد يعد مؤشراً على اهتمام القيادة الرشيدة بحلول مستدامة لأمن الغذاء من خلال زيادة تحفيز العمل الجماعي على التحول إلى نظم غذائية مستدامة.


وأوضح متخصصون في البحوث والاستطلاعات العالمية في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن «COP28» يعد منصة عالمية لتغيير الوضع الذي تشهده دول العالم من متغيرات مناخية متسارعة تزيد من صعوبة الإيفاء بالاحتياجات الغذائية، حيث تسعى دولة الإمارات من خلال وضع التحول العالمي إلى نظم زراعية وغذائية مستدامة على رأس أولوياتها في مؤتمر الأطراف، إلى إيجاد الحلول الصديقة للبيئة ودعم المشاريع التي تهدف إلى تأسيس منظومة دولية مستدامة لإنتاج الغذاء.

التحول العالمي
وقالت اليازية الحوسني، باحث رئيس في مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، إن إعلان دولة الإمارات بشأن «الأنظمة الغذائية المرنة، والزراعة المستدامة والعمل المناخي» في مؤتمر الأطراف «COP28»، يهدف إلى تعزيز جهود التحول العالمي إلى نظم غذائية مستدامة، وإيجاد حلول مبتكرة وطموحة للقضايا المتعلقة بالأغذية، والتسريع في تنفيذ المبادرات الخاصة بالنظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي من خلال التركيز على الإنتاج والاستهلاك ومواجهة فقدان الأغذية وهدرها.
وبيّنت أن مسألة تعزيز النظم الغذائية المستدامة تعتبر أمراً حاسماً في العصر الحديث، حيث تواجه بعض دول العالم تحديات متزايدة في مجال توفير الغذاء الآمن للسكان، مؤكدة التركيز على هذه المسألة تحقق العديد من الفوائد كحماية البيئة من خلال اتباع أحدث الممارسات الخاصة بإنتاج الغذاء، إذ تمكن هذه الممارسات التقليل من استخدام الموارد الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية مثل الماء والأراضي والطاقة، اضافة إلى المحافظة على التنوع البيولوجي، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المتسببة في تغير المناخ.
وأضافت: من الفوائد زيادة الأمن الغذائي، حيث تسهم النظم الغذائية المستدامة في القدرة على تلبية احتياجات الغذاء للسكان، وذلك من خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة وتعزيز الإنتاجية الزراعية، الأمر الذي يمكن من خلال زيادة إنتاجية المحاصيل وتحسين جودة الأغذية المتاحة، إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للجميع، إضافة إلى تحسين صحة الإنسان، حيث تؤثر النظم الغذائية المستدامة بشكل إيجابي على الصحة من خلال توفير غذاء صحي ومتوازن، مما يقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بالتغذية غير السليمة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري.

أخبار ذات صلة 7 وسائل لـ«نقل مستدام» في أبوظبي الإمارات.. رائدة في إصدار الصكوك والسندات الخضراء مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

أولوية استراتيجية
من جانبه، قال سلطان ماجد محمد، مدير إدارة استطلاعات الرأي العالمية في المركز، إن استعدادات الإمارات لطرح ذلك الإعلان المشار إليه أعلاه، تدلل على إيلاء الدولة أهمية كبيرة لإيجاد حلول مستدامة لأمن الغذاء الذي يعد ضمن أولوياتها الاستراتيجية، كما تؤكد على دعم الإمارات اللامحدود للممارسات الزراعية المستدامة، وتشجيع استخدام التقنيات والابتكارات المستدامة في مجال الزراعة، وتعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز النظم الغذائية المستدامة، وتمكين المزارعين الصغار وتوفير الدعم المالي والتقني لهم بهدف تحسين أنظمة الإنتاج الزراعي، وزيادة الوعي العام بأهمية النظم الغذائية المستدامة من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية في المدارس ووسائل الإعلام.
وأوضح، أن إعطاء رئاسة «COP28» الأولوية للنظم الغذائية ضمن أجندة عمل المؤتمر، يعكس حرصها على مواجهة التحديات العالمية الملحة، ودفع منظومة التحول لتأمين مستقبل مستدام للجميع، لافتاً إلى أن نتائج المؤتمر قد تقود دول العالم إلى مستقبل أكثر استدامة وأمناً غذائياً، بالإضافة إلى تحقيق الأولوية الاستراتيجية لدولة الإمارات والمتمثلة في تحسين الإنتاج والتغذية والبيئة والحياة، عبر التعاون والشراكات الواسعة مع كل الأطراف المعنية بهذا الشأن.
وأشار إلى أن تعزيز النظم الغذائية المستدامة ليست ضمن مسؤوليات الحكومات والمنظمات فقط، بل تتطلب تعاوناً شاملاً وجهوداً مشتركة من جميع أفراد المجتمعات، إذ يمكن للجميع أن يلعب دوراً في هذا المجال وفقاً لاحتياجات وتطلعات الأجيال الحالية والمقبلة.

مواجهة التحديات
من جانبها، أكدت روضة المرزوقي، مسؤولة جناح المركز في «COP28»، أن مؤتمر الأطراف يوفر منصة لا مثيل لها من الفرص التي تجمع صناع السياسات والعلماء وقادة الصناعة في مجال الأغذية وأمنها للخروج باستراتيجيات مخصصة لتنويع النظم الغذائية المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي العالمي والتغذية الصحية، مبيّنة أن دولة الإمارات تلعب دوراً فعالاً في مثل هذه الاستراتيجيات، بدءاً من الاستفادة من التقنيات الزراعية المتقدمة ومروراً بالترويج للنظم الغذائية المستدامة والتي ستكون ذات أهمية عالمية في المؤتمر.
وبيّنت أن النظم الغذائية المستدامة تحافظ على البيئة، وتسهم في تعزيز الأمن الغذائي الذي بدوره يلبي جميع احتياجات البشر، مشيرة إلى أن هذه النظم لا تتعلق بالطعام نفسه فقط، ولكن تشمل إعداد وتقديم ونقل وتوزيع وتعبئة الغذاء واستهلاكه، حيث تعرف منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بأن الغذاء المستدام ليس فقط تلك النظم الغذائية التي تعتني بالبيئة، وانما هي التي تتكيف مع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل مكان، والهدف من النظام الغذائي المستدام هو الحد من التأثيرات البيئية للغذاء التي تحدث في جميع أنحاء العالم، حيث تنتج الزراعة والثروة الحيوانية عدداً هائلاً من النفايات، وتلوث المياه والتربة، وتنتج غازات دفيئة معينة تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وأكدت أن الإمارات تشتهر بحلولها البيئية المبتكرة، وخير دليل على ذلك استثماراتها الكبيرة في التكنولوجيا الزراعية وتحلية المياه والغذاء المستدام، مشيرة إلى أن مؤتمر الأطراف يعد منصة عالمية لتحفيز العمل العالمي على التحول إلى النظم الغذائية المستدامة من خلال التركيز على البحث وتبادل المعرفة والتطوير والابتكار والتكنولوجيا، لما لهم الدور الأبرز في مواجهة التحديات كتغيير النظم القائمة، وإيجاد الحلول المبتكرة، والتمويل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي تغير المناخ الاستدامة الأنظمة الغذائية الأمن الغذائی مؤتمر الأطراف من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

إماراتيات: الاستثمار في المرأة يعزز دورها في مسيرة التنمية المستدامة

أكدت رائدات وسيدات أعمال أن شعار يوم المرأة العالمي 2025 "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم"، يعتبر نهجاً عملياً في الإمارات أخذت به قيادة الدولة إيماناً منها بأهمية تمكين ودمج المرأة في سوق العمل ومختلف المجالات، حتى أصبحت المرأة الإماراتية اليوم شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية المستدامة.

وقالت الرئيس التنفيذي لستاندرد تشارترد في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان، رولا أبو منه: "الاستثمار في المرأة هو استثمار في مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة، ليس لأنها تشكل نصف المجتمع فحسب، بل لأنها قوة دافعة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، فقد أظهرت التجارب أن تمكين المرأة يفتح آفاقاً جديدة ويحفز الابتكار ويسرع التنمية".


دور محوري

وبدورها أشارت سيدة الأعمال، الحسناء سيف النعيمي، إلى أن المرأة تلعب دوراً محورياً في تحقيق التنميه المستدامة وتساهم فى مختلف المجالات الإقتصادية، والإجتماعية، والبيئية فهي شريك أساسي فى سوق العمل وتعزز النمو الإقتصادي من خلال ريادة الأعمال والمشاركة فى القطاعات الحيوية كما تسهم في تحسين جودة الحياه من خلال دورها في التعليم والصحة مما يساعد على بناء مجتمعات أكثر أستدامة".
ولفتت أن المرأة تساهم فى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الوعي البيئي مما يدعم أهداف التنمية، والقيادة الحكيمة عملت على تمكينها عبر توفير فرص متكافئه فى التعليم والتوظيف وتعزيز دورها فى صنع القرار انطلاقاً من إيمانها أن تمكين المرأه ليس مجرد حق إنساني بل ضرورة لتحقيق تنمية متوازنه مستدامه للمجتمعات".



اقتصادات مزدهرة

ولفتت مؤسس ورئيس دائرة سيدات الأعمال لتمكين النساء، الدكتورة ليلى رحال العطفاني، أن شعار "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم" ليس مجرد شعار، بل هو دعوة حقيقية لتمكين المرأة وتعزيز دورها في مسيرة التنمية المستدامة".
وقالت: "عندما نستثمر في المرأة، فإننا نستثمر في بناء مجتمعات قوية، واقتصادات مزدهرة، وأجيال مبتكرة، بالإضافة لبناء قياديات ملهمات لمستقبل زاهر متطور. المرأة ليست فقط قائدة، بل هي رمز للنجاح والطموح، وسرّ التغيير الإيجابي في عالمنا اليوم، لم تعد المرأة نصف المجتمع فقط، بل هي قوته و بناءه و أساسه يداً بيد مع الرجل، وشريك أساسي في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا. ودعم الرجل لها كان الأساس في نجاحها، لأن التقدم الحقيقي يتحقق بالتعاون والتكامل والتأزر والاحترام".


دولة رائدة

بدورها، لفتت سيدة الأعمال، إيمان السوم إلى أن الإمارات من الدول الرائدة على الصعيد العالمي في مجال دعم وتمكين المرأة الإماراتية التي تمكنت من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتنموية وأصبحت شريكاً رئيسياً في تطور المجتمع، بفضل حرص القيادة الحكيمة التي آمنت بقدرات إبنة الإمارات.

مقالات مشابهة

  • "ديليفرو" تتيح لمستخدمي تطبيقها الذكي المساهمة لدعم حملة "وقف الأب"
  • «ديليفرو» تتيح لمستخدمي تطبيقها الذكي المساهمة لدعم حملة «وقف الأب»
  • سلامة الغذاء.. 260 ألف طن رسالة غذائية مصدرة والسعودية على رأس الدول المستوردة
  • الهطالي: المرأة شريك في التنمية المستدامة
  • انعقاد دورة نمذجة الأنظمة الخاصة بالمعهد الدولي لتطبيقات النظم لعام 2025
  • طوارئ أبوشوك للنازحين تطالب برنامج الغذاء العالمي بتنفيذ برنامج المساعدات الغذائية
  • إماراتيات: الاستثمار في المرأة يعزز دورها في مسيرة التنمية المستدامة
  • الإمارات تحتفل بيوم المرأة العالمي..تسريع العمل نحو المساواة والتمكين
  • الإماراتية تقترح حلولاً معمارية لإنتاج الغذاء في الصحراء
  • مؤسسة «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: 10 متطلبات غذائية لصيام صحي