صدر عن «مؤسسة الفكر العربي» التقرير العربي الثاني عشر للتنمية الثقافية، تحت عنوان «الفكر العربي في عقدين 2000-2020، التحولات، التحديات، الآفاق»، متمحورًا حول عناصر يقرأ من خلالها التحولات التي طرأت على الفكر العربي خلال العقدين المنصرمين، والتحديات التي يواجهها هذا الفكر، والآفاق التي يؤمل أن يحققها في المستقبل، وذلك عبر خمس محاور: سياسية، وفلسفية، واجتماعية، وتربوية، ورقمية، واقتصادية.

وتصدّر التقرير كلمة لرئيس مؤسسة الفكر العربي، الأمير خالد الفصيل، لفت فيها إلى أن العقدين المنصرمين شهدا كثافة أحداث، وتحولات إقليمية وعالمية. لافتًا إلى أن مجابهة المخاطر والتحديات تحتم «البحث فيها على قاعدة رؤيوية نافذة، تستند إلى الفكر الاستكشافي التحليلي التوعوي كسلاح هو الأمضى في عملية مجابهة المخاطر والتحديات»، وهو الأمر الذي يحاول التقرير القيام به، ليجلي كما يقول الفيصل «متواليات حركة الواقع نفسها، وحركة الفكر عربيًا وعالميًا». مبينًا أنه إزاء أخطار قضايا العصر التي تجدر مناقشتها بتمعن وجدية «يسهم هذا اتقرير، في الإضاءة على حركة الفكر العربي في العقدين الأخيرين إضاءة رصينة، عبر تتبع منطلقاته المعرفية وتوجهاته النظرية، وكيفية خوضه في المسائل والقضايا العربية على اختلافها، وتداخلها بعضها ببعض».
فيما بيّن المدير العام للمؤسسة، الدكتور هنري العويط، أن الفترة الزمنية التي يدور في فلكها التقرير شهدت الكثير من المجريات والأحداث، مبينًا «أن بدايات القرن الحالي عنت إلى حد كبير العرب وشعوبهم وأراضيهم ومواردهم وثرواتهم، وثقافتهم»، مضيفًا: «طبعت أحداث مأسوية بدايات هذا القرن الذي انطلق، في ما خص العالم العربي، وسط الأزمات والحروب والتدخلات الأجنبية، وأيضًا في غمرة الانتفاضات وتطلعات الشباب والرجال والنساء إلى تغيير الواقع الذي يعيشون فيه»، وهو الأمر الذي ينعكس على المحاور الخمسة التي تطرّق لها التقرير.
ويستند التقرير كما أسلفنا إلى ثلاث عناصر محورية، يتساءل فيها عن ماهية التحولات التي طرأت على الفكر العربي في العقدين المنصرمين، والتحديات التي يواجهها هذا الفكر اليوم، والآفاق التي يؤمل أن يرودها في المستقبل. أما حاوره، فمقسمة لخمس محاور: سياسية، وفلسفية، واجتماعية، وتربوية، ورقمية، واقتصادية. وتندرج تحت هذه المحاور أبحاث ودراسات كتبها كبار الباحثين العرب من مختلف أنحاء الوطن العربي.
ويدور المحور السياسي حول الفكر السياسي العربي، مستعرضًا مواقفه من الأحداث الخطيرة التي شهدها العالم العربي في السنوات الـ20، محللًا إشكالياتها، ومحددًا التحديات الكبرى التي يواجهها، ليصوغ تصوّرات ورؤى من شأنها الإسهام في معالجة عدد من أبرز القضايا التي استأثرت باهتمامه.
أما المحور الفلسفي فيتناول الفكر الفلسفي في العالم العربي، والتحولات التي عرفها في العقدين المنصرمين، والآمال المعقودة على حاملي لوائه من جيل الشباب، إذ سعى الباحثون إلى تناول مجموعة من القضايا التي خاض هذا الفكر فيها، ودراسة نماذج من الأنماط الجديدة التي راح يتجلى عبرها في عدد من البيئات والفضاءات.
فيما تطرّق محور العلوم الاجتماعية والتربوية، من خلال عدد من المباحث، إلى إبراز ما أنجزته العلوم الاجتماعية العربية من دراسات نظرية مبتكرة وما صاغته من رؤى تحليلة جديدة في فهم المجتمعات العربية، آخذةً في الاعتبار ما طرأ على هذه المجتمعات في العقدين الماضيين من تغيرات في مختلف الحقول والميادين، وما طرأ من تحولات على التخصصات التي تتكوّن منها العلوم الإنسانية والاجتماعية بفضل ظاهرة العولمة. وأما على صعيد الفكر التربوي، فيتناول المسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتق التعليم، في مراحله كافة، ومختلف أنماطه.
وتناول المحور الرقمي الفكر العربي وطريقة تعامله مع الثورة الرقمية، إذ توزّعت مباحثه الخمسة على فئتين، عُنيت أولاهما بمعالجة موضوع الثقافة الرقمية العربية خلال العقدين المنصرمين، على صعيد نظري وفي إطار العام، فيما نحت الفئة الثانية منحًى مختصًا، مقاربةً الموضوع من ناحية اللغة العربية وما تواجه من تحديات، والأدب الرقمي، والحروب المستندة إلى الرقمنة.
واختتم التقرير بالمحور الاقتصادي، متناولًا المشكلات الاقتصادية المزمنة التي يتخبط فيها العالم العربي؛ كالفقر، والبطالة، بالإضافة إلى الأزمة العالمية التي عصفت بالعالم وأبعادها الاجتماعية على الواقع العربي، كما تطرّقت الأبحاث للتداعيات الحالية والمخاطر المرتقبة الناجمة عن تدهور أسعار النفط، وغيرها.
وشارك في إعداد التقرير باحثون كبار من الوطن العربي، كالبروفيسور اللبناني جوزيف مايلا أستاذ العلوم الجيوسياسية والوساطة والعلاقات الدولية، والبروفيسور المصري علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية، والدكتور الإماراتي يوسف الحسن، والدكتور العراقي عبدالحسين شعبان، والدكتور الليبي يوسف الصواني، المختص بالسياسة والعلاقات الدولية. وأستاذ الفلسفة الحديثة والجماليات المغربي محمد نورالدين أفاية، وأستاذ الفلسفة الجزائري مصطفى كيحل، والبروفيسور التونسي فتحي التريكي، والدكتور الجزائري محمد الزين، وأستاذ العلوم الاجتماعية المصري الدكتور سعيد المصري، والدكتورة المصرية شيرين أبوالنجا، والأكاديمية المصرية محيا زيتون، والناقدة المغربية زهور كرام، والدكتور الكويتي عامر ذياب التميمي، والباحث السعودي الدكتور يوسف مكي، وغيرهم، ليقدموا من خلال مباحث التقرير وتقسيماته قراءةً جامعةً تعرض للخوط العريضة، عبر آليات تحليل للتحولات العميقة التي طبعت القدين، وأبرزت إشكالياتها وتحدياتها.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الفکر العربی فی العالم العربی فی العقدین

إقرأ أيضاً:

محافظ شمال سيناء يشيد بالدور الأوقاف في نشر الفكر الوسطي الصحيح

التقى اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، الدكتور خالد خضر، نائب وزير الأوقاف ورئيس القطاع الديني بالوزارة، في اجتماع تناول جهود وزارة الأوقاف في نشر الوعي الديني ومواجهة الأفكار المتطرفة، مؤكدًا على أهمية تلك الجهود في تعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظة.

إشادة بدور وزارة الأوقاف

أشاد محافظ شمال سيناء بالدور الفعّال لوزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي الصحيح، مشيرًا إلى أن ذلك أسهم بشكل كبير في محاربة الأفكار المتشددة التي كانت تهدد أمن المجتمع.

وأكد أن التقاليد والعادات الاجتماعية السائدة في المجتمع السيناوي، إلى جانب جهود الأجهزة الأمنية ومؤسسات الوعظ والإرشاد، ساهمت في إضعاف نفوذ التنظيمات الإرهابية، مما عزز حالة الأمن والاستقرار في المحافظة.

تعزيز التسامح والاعتدال

من جانبه، أكد الدكتور خالد خضر على أهمية دور المؤسسات الدينية في نشر قيم التسامح والاعتدال وتعزيز التماسك الاجتماعي، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف ملتزمة بمواصلة جهودها لدعم استقرار المجتمع السيناوي.

كما شدد على ضرورة تعزيز الخطاب الديني المعتدل لمواجهة الفكر المتطرف، بما يحقق بناء مجتمع متسامح قادر على التصدي للتحديات الراهنة.

 

اللقاء يؤكد التزام الجهات التنفيذية والدينية بتوحيد الجهود لبناء مجتمع مستقر وآمن في شمال سيناء، من خلال نشر الفكر المستنير وترسيخ القيم الدينية الصحيحة، بما يعزز الأمن ويضع أسسًا قوية للتنمية المستدامة.وفى نهاية اللقاء قدم مشايخ الأوقاف الشكر لمحافظ شمال سيناء 

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟
  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟
  • مذاهب الفقهاء في تعدد المساجد التي تصحّ فيها الجمعة بالبلدة الواحدة
  • حسين الزناتي: مصر وتونس قواسم وتحديات مشتركة من الدولة الفاطمية حتى الربيع العربي
  • الزناتي: مصر وتونس قواسم وتحديات مشتركة من الدولة الفاطمية حتى الربيع العربي
  • محافظ شمال سيناء يشيد بالدور الأوقاف في نشر الفكر الوسطي الصحيح
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة
  • هالة أبوعلم عن التلفزيون المصري: أزمة ماسبيرو في الإدارة التي تتجاهل الكوادر
  • مراسل سانا: أصوات الانفجارات التي سمعت في مدينة تدمر ناجمة عن عدوان إسرائيلي استهدف أبنية سكنية والمدينة الصناعية فيها