الحرب في السودان تتفاقم يومًا بعد يوم ومخاوف من اندلاع حرب أهلية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
اندلعت حرب في 15 أبريل بين "الجيش السوداني وقوات الدعم السريع" شبه العسكرية بعد أسابيع من التوترات المُتصاعدة والمُتزايدة بين الجانبين بشأن خطة لدمج القوات في إطار مساع للانتقال من الحكم العسكري إلى حكم ديمقراطي مدني.
وطالب "السودان"، الأمم المتحدة، بإنهاء فوري للبعثة السياسية للمنظمة في البلاد، والتي تحمل اسم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس"، حسبما أفادت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة.
وأبلغ وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بذلك في رسالة أطلعت عليها رويترز.
وكتب الصادق في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وجرى توزيعها على مجلس الأمن الدولي، "حكومة السودان طلبت من الأمم المتحدة إنهاء مهمة يونيتامس على الفور. وفي الوقت نفسه، نود أن نؤكد لكم أن حكومة السودان ملتزمة بالتعامل بشكل بناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة".
وتابع أن "الغرض من إنشاء البعثة (كان) مساعدة الحكومة الانتقالية في السودان بعد ثورة ديسمبر 2018"، مضيفا أن أداء البعثة في تنفيذ أهدافها "كان مخيبا للآمال".
ولم يرد متحدث باسم جوتيريش على الفور على طلب للتعليق.
وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان في سبتمبر الماضي أنه سيتنحى عن منصبه، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إعلان السودان أنه غير مرحب به بعد أن أشعلت الخلافات بين الأطراف المتناحرة فتيل الحرب.
تقرير أممي يُحذر من تفاقم خطر النقص الغذائي في السودانأكدت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن عدد الأسر التي تعاني من الجوع تضاعف تقريباً في السودان بعد 6 أشهر من الحرب التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 9000 شخص وفقاً لحصيلة لا تأخذ بالاعتبار مجمل أعداد القتلى، وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها، في حين أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية في حين يحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وقالت منظمة الصحة العالمية و«اليونيسيف» إن «عدد الأسر التي تعاني من الجوع تضاعف تقريباً». ونبهتا، في بيان صحافي، إلى أن «700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، ويحتاج 100 ألف طفل إلى علاج منقذ للحياة بسبب سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية».
وقال متحدث باسم «اليونيسيف» في رسالة إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «أكثر من 20.3 مليون شخص، أو أكثر من 42 في المائة من سكّان البلاد، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد»، وهذا ينطبق بشكل خاص على المناطق التي تحتدم فيها الاشتباكات؛ خصوصاً في دارفور والخرطوم وجنوب كردفان وغرب كردفان.
السودان.. قصف عنيف بأم درمان يُسفر عن 8 قتلى وعشرات المُصابينسقط ثمانية قتلى مدنيين وعشرات المُصابين، إثر قصف مدفعي عنيف طال سوقًا مُكتظًا ومساكن بحي الفتيحاب جنوبي مدينة أم درمان في السودان، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، الأربعاء.
واتهمت تنسيقية لجان مقاومة الفتيحاب في بيان، الدعم السريع بإطلاق عشرات القذائف على الحي القريب من وسط أم درمان، حيث سقط بعضها في السوق الوحيد والمكتظ بالمنطقة وفي عدة مساكن.
وقال البيان إن ثمانية من سكان الحي سقطوا قتلى بسبب القصف المدفعي فضلا عن إصابة العشرات إصابة بعضهم خطرة ووصف ما حدث بأنه مجزرة.
ودعت لجان مقاومة الفتيحاب في بيانها الجيش السوداني ممثلا في سلاح المهندسين القريب من الحي لوقف ما اسمته بالعبث الذي تمارسه قوات الدعم السريع كما طالبت المجتمع الدولي والإقليمي بالضغط على هذه القوات لوقف الانتهاكات بحق المدنيين العزل، وفقا للبيان.
وتابع: بشاعة هذا الفعل يعكس مدى اجرام هذه المليشيات وإرهابها ويرقى ليكون جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وسيحاكم مرتكبيها ولو بعد حين. وأضاف كما نطالب بضرورة اعلان مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية.
ومنذ سبتمبر الماضي تزايدت وتيرة تبادل القصف المدفعي والجوي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما تسبب في مقتل وجرح عشرات المدنيين في الخرطوم والأبيض بولاية شمال كردفان ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
البرهان: "الدعم السريع" حاول طمس هوية الشعب السودانيقال رئيس مجلس السيادة السوداني، "عبد الفتاح البرهان"، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن المجموعات المتمردة مارست جرائم حرب ضد الشعب في أنحاء السودان، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، الجمعة.
وأضاف البرهان: نطالبكم باعتبار هذه القوات والمجموعات المتحالفة معها مجموعات إرهابية.
وتابع: نعمل بكل السبل لوقف هذه الحرب ونقدم الاستجابة لكل المبادرات التي قدمت من الأشقاء.
وأردف البرهان: التدخلات الإقليمية والدولية لمساعدة هذه المجموعات أصبحت واضحة وهي شرارة ستحرق الإقليم.
وصرح: نرى أن تكون هناك مرحلة انتقالية تدار فيها الدولة بحكومة من المستقلين.
وواصل البرهان: مازلنا نمد أيادينا من أجل السلام وإيقاف الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا.
وكان قد توجه البرهان ، الأربعاء، إلى مدينة نيويورك الأمريكية على رأس وفد بلاده المشارك في أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السودانية "سونا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان حرب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوابة الوفد الأمم المتحدة للأمم المتحدة الدعم السریع فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
السودان.. حرب بلا معنى
تحدثنا سابقا في هذا المكان عن السر الذي يكمن خلف غياب الأخبار التي تتناول أسماء أدبية من السودان رغم وجود أسماء أدبية لامعة مثل الطيب صالح ومحمد الفيتوري وإبراهيم إسحق وغيرهم، وتوقعت أن يكون هذا الغياب الإعلامي محصوراً فقط في الجانب الثقافي، لكن الذي يظهر جليا الآن هو أن هذا الغياب يشمل جانباً آخر لا يمكن تجاهله وخاصة في العصر التقني المجنون الذي نعيشه ونقصد بذلك الحرب المدنية الشرسة التي تدور رحاها في السودان الآن والذي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة أكثر من 150000 شخص وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص والمشكلة أن القادم أسوأ من ذلك بكثير إذا لم يتحرك العالم لإيقاف هذه الحرب المدمرة.
لا يبدو أن السودان يحمل أهمية كبيرة للغرب الأبيض حيث لم تتحرّك الأمم المتحدة لإيقاف هذه الحرب ولم نر منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى تتمركز في الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها المكلومين هناك. من الجوانب المظلمة في هذه الحرب جرائم الاعتداء الجنسي التي أصبحت بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة “منتشرة” في هذه الحرب رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. التعذيب والتجويع والسرقة جرائم أخرى ترتكب يوميا.
وربما يكون هذا الغياب بسبب صعوبة فهم الطبيعة الديموغرافية للسودان؛ حيث يجد البعض صعوبة في التفريق بين الطرفين بنفس الطريقة التي يميزون بها الصراع في غزة، على سبيل المثال، بين قوات الاحتلال الصهيوني الذين يمثّلون الجانب الشرير والفلسطينيين أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أرضهم ويقاومون من احتلّها ويمثّلون الجانب المظلوم في هذه الحرب. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يجد المتابع انقساما بين السودانيين أنفسهم إلى الدرجة التي يحملون فيها السلاح ضد بعضهم البعض. هذا بالإضافة إلى إشكالات قبلية لا تنتهي بين طرفي الصراع الذي بدأ في 2023 بين قوات الجيش السوداني النظامية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي بعد اختلاف على مقاسمة السلطة بينهما. خرجت ميليشيا الدعم السريع من رحم قوات الجانجويد التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور إبان حكم عمر البشير.
كل حزب يعتقد أنه سيكسب الحرب التي يبدو أنها ستطول. أصابع الاتهام تتجه إلى قوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم الاغتصاب الجنسي والتعذيب والتجويع والسرقة في هذه الحرب الأمر الذي يجعل من هذه القوات الطرف الشرّير الظالم أمام العالم لأن الذي يرتكب هذه الجرائم والحماقات ضد مواطنيه لا يستحق أن يحكم أو يشارك في حكم هذا الوطن. وتتضح الأمور أكثر لدى المتابع البعيد من خارج السودان عندما يعرف حقيقة الدعم الذي يأتي من جهات خارجية تسعى لتحقيق مآربها التجارية الخاصة التي لا علاقة لها بالسودان. أما قادة الجيش النظامي فهم في ورطة لأنهم إن قدّموا التنازلات للميليشيا خسروا الوطن، وإن قاتلوها فستستمر هذه الحرب التي تؤدي إلى ذات النتيجة.
khaledalawadh @