ابن عمته: أؤمن تماما بأن البابا تواضروس يقود الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قيادة حكيمة وهادئة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قال القمص يوحنا زكريا، كاهن كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبوسيفين بإمارة الشارقة فى الإمارات، إن البابا تواضروس لم ينشغل عن عائلته، وكان دائم السؤال عن كل فرد على الرغم من أعباء مكانته، وأضاف أن ابن خاله الذى صار البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، شخص مميز على المستوى العائلى بحبه الظاهر للتصوير وتسجيل اللحظات الجميلة، وكذلك خطه المميز.
تجمعك مع البابا تواضروس علاقة قرابة، فكيف كان البابا على المستوى العائلى؟
- البابا تواضروس على المستوى العائلى هو شخص هادئ يركز مع الكل ويهتم بالجميع، خاصة فى اللحظات الصعبة، وأتذكر كيف اهتم بى عندما توفيت والدتى وكنت فى الخامسة عشرة من عمرى وهو يكبرنى بـ12 سنة، لكنه كان مهتماً بى على الرغم من صغر سنه، وكان يراسلنى من خلال الخطابات ويطمئن على أحوالى، ولقبه فى العائلة صانع سلام، ورجل الأزمات، حيث يتدخل ويحلها ويعطى كل شخص ما يريد، وعلى المستوى العائلى هو شخص مميز بحبه للتصوير وتسجيل اللحظات، كما أنه مميز بخطه الجميل، ومحب للعلم ويشجع الجميع على العلم ويدفع للاهتمام بالعلم ودائم السؤال عن دراستنا.
القمص يوحنا زكريا: أُشفق عليه من أعباء الكرسي البابوي وكنت أخشى أن يتعرض للظلم أو للمقارنة بسلفهحدثنا عن أبرز المواقف التى تجمعك مع البابا على مستوى القرابة خارج الكنيسة؟ وما ذكرياتك معه التى لا تنسى؟
- فى الحقيقة ذكرياتى مع البابا لا تنسى، وقد شملت مواقف عديدة بدأت منذ عام 2005 عندما دعانى للكهنوت فتحدثت معه فى اليوم الذى سيتم رسامتى فيه، ولم أنس تعليقه الطريف، حيث قال لى: أنت الوحيد الذى لا يرتدى اللون الأسود فى العائلة -يقصد زى الكهنة- سترتديه يوماً ما، ولكن المهم أن تكون سعيداً، غير أن الموقف الذى لم أنسه قد حمل فيه حكمة وعمق قداسة البابا عندما قال لى: يجب أن تكون زوجتك سعيدة، وأنت أيضاً يجب أن تكون سعيداً، لا تخطو خطوتك نحو الكهنوت إلا عندما تشعران بالسلام والفرح معاً، وحملت تلك الرسالة دعماً لى كبيراً فى تلك اللحظة، وبعد رسامتى كاهناً دعانا البابا تواضروس لقضاء يوم فى بيت الكرمة، ولكن حدثت بعض الظروف أعاقت خروجنا ولم نستطع الاتصال بالبابا لنخبره بتلك الظروف لكن البابا ظل يبحث عنا وقلقاً على سلامتنا حتى ساعة متأخرة من الليل، وجاء لنا ليطمئن علينا، كل هذه المواقف تجسدت فى شخصية البابا وحكمته، وتركت أثراً عميقاً فى قلبى.
هل كان البابا يهتم بالعائلة قبل رهبنته؟ وكيف ظهر ذلك الاهتمام؟
- كان يكتب لنا خطابات للاطمئنان على حالنا بعد وفاة والدتى منذ أكثر من 40 سنة بدءاً من 1980، وبالرغم من تنقلى المستمر من مكان إلى آخر على مدار حياتى، فإننى ما زلت أحتفظ بها، وهى خطابات تحمل قيمة كبيرة فى نفسى.
تمت ترقيتك إلى رتبة القمصية على يد البابا تواضروس، فكيف كان شعورك فى ذلك الوقت؟
- هذا اليوم كان مميزاً وكنت سعيداً بشكل كبير، حيث تمت رسامتى كاهناً فى عهد البابا شنودة، وتمت ترقيتى إلى رتبة القمصية فى عهد البابا تواضروس، وتحديداً فى عيد رهبنته، وتلك كانت فرصة رائعة لمشاركة هذه اللحظة الفريدة معه.
كيف كان شعور العائلة يوم وقع الاختيار على البابا ليكون بطريركاً للإسكندرية؟ وما الرسالة التى وجهتها له؟
- كنت أتابع القرعة الهيكلية لاختيار البابا تواضروس الثانى، وكنت أشعر بالفخر والسعادة، لكن كان هناك شىء ما بداخلى يجعلنى أشفق عليه من الأعباء الكثيرة التى تنتظره، كنت أقول لنفسى إن هذه مهمة صعبة جداً، وقد لا يقدرها الناس حق قدرها، كما كنت أخشى أن يتعرض للظلم أو للمقارنة بقداسة البابا شنودة الثالث.
أخشى أن أتسبب في أي ضرر أو إحراج له بسبب تهاوني أو تقصيري في خدمتيباعتبار أنك ابن عمة البابا، صلة القرابة تلك هل تشعرك بالخوف أم الفخر؟
- أشعر بمشاعر مختلطة من الفخر والخوف تجاه البابا تواضروس، فأنا فخور بصلة القرابة تلك وأنه أصبح بطريركاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لكننى أخشى عليه من أى شىء قد يضر به أو يسبب له إزعاجاً، خوفى ليس من الظروف الخارجية التى قد تواجهه، مثل الضغوط السياسية أو الدينية، بل من تصرفاتى أنا شخصياً، فأنا أخشى أن أتسبب فى أى ضرر أو إحراج له بسبب تهاونى أو تقصيرى أو حتى مجرد قول شىء قد يساء تفسيره، ولهذا السبب، أحاول أن أقلل من زياراتى له، فأنا أعلم أنه من السهل علىّ الدخول إلى المقر البابوى، لكننى أفضل البقاء بعيداً حتى لا أتسبب فى أى مشكلة، وعلى الرغم من مشاعرى المختلطة، فإننى أدعم البابا وأصلى من أجله دائماً، فأنا أؤمن به وأؤمن بأنه يقود الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قيادة حكيمة.
علاقته بالعائلةخلال اللقاءات التى تجمعنا، نتحدث دائماً عن العائلة، فهو يسأل عن كل فرد منا باهتمام وحنان، وفى إحدى المرات كنت فى الرعاية المركزة لمدة ثلاثة أسابيع، كنت أشعر أن حالتى تتدهور، فكتبت رسالة إلى البابا أطلب منه مساعدتى فى اختيار اثنين من المرشحين للكهنوت فى الكنيسة التى كنت أخدم فيها، وذلك عام 2016، وكان الوقت مبكراً، لكن رغم ذلك، رد على رسالتى فى نفس اليوم، وقال لى: أنت ستخرج من المستشفى وستكون بخير، أنت من ستقيم قداس رسامة الكهنة الجدد، وربنا يعطيك الصحة، لا تقلق ولا تخف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تواضروس الثاني البابا تواضروس الكنيسة أخشى أن علیه من
إقرأ أيضاً:
قداسة البابا تواضروس يواصل سلسلة ثنائيات في أمثال المسيح باجتماع الأربعاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية مساء أمس الأربعاء، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك ضمن سلسلة "ثنائيات في أمثال المسيح"، حيث تناول موضوع "استثمر حياتك في السماء" من خلال مَثَل بيت العاقل وبيت الجاهل.
استند قداسته إلى إنجيلي متى (7: 24-27) ولوقا (6: 46-49)، موضحًا أن المقصود بالعاقل والجاهل هو الأسلوب الذي يختاره الإنسان لبناء حياته، وأكد أن الصخر في الكتاب المقدس يرمز إلى المسيح، مما يعني أن الإنسان الحكيم هو من يبني حياته على طاعة الوصايا الإلهية، بينما يشير الرمل إلى الارتباط بالأمور الأرضية، مما يجعل الإنسان معرضًا للانهيار أمام التحديات.
الظروف تكشف حقيقة الأساسوشرح قداسة البابا كيف تؤثر الظروف على الإنسان بناءً على أساسه الروحي، حيث فسر عناصر المثل كالتالي:
-المطر: يرمز إلى المشكلات اليومية أو المعوقات الشديدة في الحياة الروحية، والتي لا تؤثر على الإنسان العاقل الثابت على الصخر.
-الأنهار: تعبر عن الكوارث والتجارب الصعبة مثل فقدان الأحباء أو التعرض للخيانة، والتي يستطيع المؤمن اجتيازها بإيمانه القوي.
- الرياح: تشير إلى الكلمات، سواء كانت مدحًا أو نقدًا، مؤكدًا أن الإنسان الحكيم يركز على كلام الله بدلًا من التأثر بكلام الآخرين.
وشدد قداسته على أهمية استغلال فترة الصوم الكبير لمراجعة النفس، والتأكد من أن الحياة الروحية مبنية على أساس قوي، مشيرًا إلى أن كلمة الله تجعل الإنسان قادرًا على التمييز بين البر والخطية.
واختتم البابا تواضروس عظته بالتأكيد على أن الإنسان العاقل هو من يسمع ويعمل بكلمة الله، مما يجعله ثابتًا في مواجهة التحديات، بينما الجاهل الذي يهمل وصايا الله يكون سقوطه عظيمًا.