11 عاماً قضاها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على الكرسى المرقسى، شهدت حرصه الدائم على التطوير والتجديد فى جميع المجالات الكنسية، رافعاً شعار «فيتجدد مثل النسر شبابك» (مر 103: 5)، فلقَّبه البعض بـ«البابا المُجدِّد».

ويُعتبر البابا تواضروس صديقاً للأطفال، وقد كان مسئولاً عن لجنة الطفولة داخل المجمع المقدس خلال فترة أسقفيته، وكان يهتم كثيراً بمرحلة الطفولة لخلق أجيال للمستقبل تكون على قدر وافٍ من التعليم روحياً وكنسياً، كما كان يهتم كثيراً بمهرجانات الكرازة المرقسية وملتقى الأطفال المبدعين، فكان يؤمن بتنمية المواهب والإبداع فى سن الطفولة، وكانت له خدمات كثيرة فى رعايتهم، هذا إلى جانب اهتمامه أيضاً بالشباب، وله محاضرات كثيرة فى مؤتمرات الشباب، وبعد اعتلائه الكرسى البطريركى، كرّس لهم لقاء شهرياً يسرد لهم فيه قصصاً من الكتاب المقدس، وتتم ترجمة هذه القصص للأطفال إلى اللغة الإنجليزية، وهى القصص التى سبق عرضها على القنوات المسيحية.

واجه مشاكل «الأحوال الشخصية» بإجراءات جديدة.. وتدخل لحل أزمات كل المتضررين

كما يحرص البابا منذ توليه رعاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الزيارات المتكررة للكنائس على المستويين المحلى والخارجى ببلاد المهجر، ليكون على تواصل دائم مع شعب الكنيسة فى الداخل وفى الخارج، وكذلك منذ توليه كرسى البطريركية أيضاً قرر البابا التعامل مع عدد من القضايا المهمة، وعلى رأسها ملف التعامل مع الطوائف المسيحية الأخرى، ومنها أيضاً قضية «الأحوال الشخصية» التى كانت من أهم الملفات التى حرص على التعامل معها بنفسه.

فقد عبّر البابا عن محبة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واستعدادها الدائم للتقارب مع الكنيسة الكاثوليكية بالتواصل الإيجابى، كما تدخل أيضاً بإيجابية لحل مشاكل الكثيرين من المتضررين من جهة الأحوال الشخصية.

حرص على ضخ دماء جديدة في المؤسسات والهيئات الكنسية ووطد العلاقات مع الكنائس الأخرى

وعن التجديد تحدَّث البابا تواضروس قائلاً فى مقال له بمجلة «الكرازة»: إن «الكنيسة منذ تأسيسها تقوم على نظام إدارى من مرحلة إلى مرحلة حسب معطيات الزمان الذى توجد فيه الكنيسة، ومع امتداد الكنيسة واتساع مجالات أنشطتها، احتاجت إلى التجديد فى النظام الإدارى، وذلك حسب المسئوليات التى تتطلبها الخدمة»، لافتاً إلى أن التجديد فى الكنيسة هو بمثابة ضخ لدماء جديدة. وتابع البابا: «جرى تجديد لجنة سكرتارية المجمع المقدس، فى نموذج سلس للتغيير والتجديد الناعم، بروح المحبة الكاملة التى تسود أعضـاء الهيئة العليا فى الكنيسة، وهى المجمع المقدس»، مشيراً إلى أنه على نفس الوتيرة من التجديد وضخ الدماء الجديدة وتكوين الخبرات والتأهيل للمسئوليات التى تحتاجها خدمة الكنيسة، جُددت آلية العمل فى المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية، منوهاً بأنه لتجديد العمل الإدارى بالكنيسة، فقد افتُتح معهد جديد فى العلوم الإدارية والتنموية، لتقديم دورات ودراسـات للأساقفة والكهنة والرهبان والمكرسات والشمامسة والخدام والخادمات عن العمل الإدارى والتنظيمى.

وشدد على أن الجهد المبذول فى تطوير العمل الكنسى قائم على روح المحبة والأمانة والبعد عن الهوى الشخصى والذات والرؤية الضيقة أو الفكر النفسانى العقيم، مطالباً بأن يكون هذا محور دراسة وتأمل فى اجتماعات مجالس الكنائس ومجامع الكهنة واجتماعات الخدام فى سائر الكنائس والإيبارشيات.

ولقد كان أول ملفات التجديد هو العلاقة مع الطوائف الأخرى، وتكملة لما بدأ فى العهود السابقة شهد عهد البابا تواضروس مرحلة جديدة من العلاقات، خاصـة مع زيارته فى مايو الماضى إلى روما تلبية لدعوة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، للمشاركة فى ذكرى مرور خمسين عاماً على يوم الصداقة بين الكنيستين، ونادى البابا تواضروس، خلال هذا اللقاء، بسلام العالم، وتضمنت الزيارة صلاة مسكونية -غير ليتورجية- مشتركة من أجل السلام فى العالم، توطيداً للعلاقات بين الكنيستين.

وكان وما زال ملف الأحوال الشخصية هو محور اهتمام الأقباط خلال الفترة الماضية، وذلك بعدما عانى الكثيرون لسنوات طويلة من اللوائح السابقة، خاصة لائحة 2008، التى قصرت أسباب الطلاق على بند واحد هو «الطلاق لعلة الزنا» بمعناه الحرفى فقط دون النظر إلى الظروف والملابسات التى قد تدفع به أو تؤدى إليه، ولقد شهد عهد البابا تواضروس نظرة أشمل فى أزمة متضررى الأحوال الشخصية، منها إعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للأقباط، الذى يتضمن النظر فى بنود أخرى -إلى جانب علة الزنا- تسمح بالطلاق، مثل «الإدمـان والإلحاد»، التى من المقرَّر أن توضع بعين الاعتبار وتطبَّق عقب إقرار القانون من قبَل مجلس النواب، كما شـهد عهد البابا أيضاً إعادة هيكلة المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية واستحداث مجالس فرعية.

كما يُعد البابا تواضروس أول من أقام الميرون - أحد أسرار الكنيسة السبع- باستخدام التقنية الحديثة عام 2014، بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد الذى كانت نتائجه مبهرة، إذ قام بوضع زيوت عطرية جاهزة عالية النقاوة، وشارك فى عمله فى المرة الأولى 88 من المطارنة والأساقفة، فضلاً عن ذلك فقد تم بهذا الأسلوب الجديد عمل الميرون بكميات أكبر لمواجهة احتياجات الكنائس ورسومات الميرون، خاصة أن الكنيسة تشهد نهضة روحية على اتساع الكرازة وزيادة عدد الكنائس فى الداخل وفى بلاد المهجر.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تواضروس الثاني البابا تواضروس الكنيسة الأحوال الشخصیة المجمع المقدس

إقرأ أيضاً:

نتنياهو للشعب الإيراني: لو اهتم بكم نظامكم لتوقف عن إنفاق الدولارات من أجل الحروب بالشرق الأوسط


خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، الشعب الإيراني، مؤكدا على أن بلاده "تقف إلى جانبهم.

وقال نتنياهو في كلمته إنه: "لا يوجد مكان على وجه الأرض لا يمكننا الوصول إليه"، مضيفا أنه: "لو اهتم بكم نظامكم لتوقف عن إنفاق الدولارات من أجل الحروب بالشرق الأوسط".

وتابع: "أتحدث كثيرا عن القادة في إيران. ولكن في هذه اللحظة الحاسمة، أريد أن أخاطبكم، مواطني إيران.. كل يوم ترون نظاما يستعبدكم ويحول المنطقة بأكملها إلى حرب. إسرائيل تقف إلى جانبكم، فلا تدعوا المتعصبين يدمرون أحلامكم

مقالات مشابهة

  • الأنبا مارك يشارك في احتفالات الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية بتكريس زيت الميرون
  • الحكومة تسحب مشروعات قوانين من البرلمان لإعادة النظر فيها.. منها «الأحوال الشخصية»
  • الكنيسة الكاثوليكية تحتفل باليوم العالمي الـ110 للمهاجرين واللاجئين في القدس
  • سياحة المهرجانات فرصة قوية للترويج للمقاصد المصرية
  • نتنياهو للشعب الإيراني: لو اهتم بكم نظامكم لتوقف عن إنفاق الدولارات من أجل الحروب بالشرق الأوسط
  • البابا تواضروس الثاني يلتقي أعضاء هيئة تدريس الكلية الإكليريكية بمناسبة العام الجديد
  • وزارة الرياضة تنتهى من تجديد 160 معلباً بمراكز الشباب بـ 22 محافظة
  • البابا تواضروس يشارك في حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة
  • البابا تواضروس يبعث رسالة إنسانية مؤثرة حول أحداث المنطقة
  • البابا تواضروس الثاني يستقبل الأنبا باڤلوس أسقف اليونان