«البابا تواضروس المـجدد» .. راعي الشباب الذىي اهتم بالنهوض بالعمل المؤسسي داخل الكنيسة لتكون «عصرية»
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
11 عاماً قضاها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على الكرسى المرقسى، شهدت حرصه الدائم على التطوير والتجديد فى جميع المجالات الكنسية، رافعاً شعار «فيتجدد مثل النسر شبابك» (مر 103: 5)، فلقَّبه البعض بـ«البابا المُجدِّد».
ويُعتبر البابا تواضروس صديقاً للأطفال، وقد كان مسئولاً عن لجنة الطفولة داخل المجمع المقدس خلال فترة أسقفيته، وكان يهتم كثيراً بمرحلة الطفولة لخلق أجيال للمستقبل تكون على قدر وافٍ من التعليم روحياً وكنسياً، كما كان يهتم كثيراً بمهرجانات الكرازة المرقسية وملتقى الأطفال المبدعين، فكان يؤمن بتنمية المواهب والإبداع فى سن الطفولة، وكانت له خدمات كثيرة فى رعايتهم، هذا إلى جانب اهتمامه أيضاً بالشباب، وله محاضرات كثيرة فى مؤتمرات الشباب، وبعد اعتلائه الكرسى البطريركى، كرّس لهم لقاء شهرياً يسرد لهم فيه قصصاً من الكتاب المقدس، وتتم ترجمة هذه القصص للأطفال إلى اللغة الإنجليزية، وهى القصص التى سبق عرضها على القنوات المسيحية.
كما يحرص البابا منذ توليه رعاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الزيارات المتكررة للكنائس على المستويين المحلى والخارجى ببلاد المهجر، ليكون على تواصل دائم مع شعب الكنيسة فى الداخل وفى الخارج، وكذلك منذ توليه كرسى البطريركية أيضاً قرر البابا التعامل مع عدد من القضايا المهمة، وعلى رأسها ملف التعامل مع الطوائف المسيحية الأخرى، ومنها أيضاً قضية «الأحوال الشخصية» التى كانت من أهم الملفات التى حرص على التعامل معها بنفسه.
فقد عبّر البابا عن محبة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واستعدادها الدائم للتقارب مع الكنيسة الكاثوليكية بالتواصل الإيجابى، كما تدخل أيضاً بإيجابية لحل مشاكل الكثيرين من المتضررين من جهة الأحوال الشخصية.
حرص على ضخ دماء جديدة في المؤسسات والهيئات الكنسية ووطد العلاقات مع الكنائس الأخرىوعن التجديد تحدَّث البابا تواضروس قائلاً فى مقال له بمجلة «الكرازة»: إن «الكنيسة منذ تأسيسها تقوم على نظام إدارى من مرحلة إلى مرحلة حسب معطيات الزمان الذى توجد فيه الكنيسة، ومع امتداد الكنيسة واتساع مجالات أنشطتها، احتاجت إلى التجديد فى النظام الإدارى، وذلك حسب المسئوليات التى تتطلبها الخدمة»، لافتاً إلى أن التجديد فى الكنيسة هو بمثابة ضخ لدماء جديدة. وتابع البابا: «جرى تجديد لجنة سكرتارية المجمع المقدس، فى نموذج سلس للتغيير والتجديد الناعم، بروح المحبة الكاملة التى تسود أعضـاء الهيئة العليا فى الكنيسة، وهى المجمع المقدس»، مشيراً إلى أنه على نفس الوتيرة من التجديد وضخ الدماء الجديدة وتكوين الخبرات والتأهيل للمسئوليات التى تحتاجها خدمة الكنيسة، جُددت آلية العمل فى المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية، منوهاً بأنه لتجديد العمل الإدارى بالكنيسة، فقد افتُتح معهد جديد فى العلوم الإدارية والتنموية، لتقديم دورات ودراسـات للأساقفة والكهنة والرهبان والمكرسات والشمامسة والخدام والخادمات عن العمل الإدارى والتنظيمى.
وشدد على أن الجهد المبذول فى تطوير العمل الكنسى قائم على روح المحبة والأمانة والبعد عن الهوى الشخصى والذات والرؤية الضيقة أو الفكر النفسانى العقيم، مطالباً بأن يكون هذا محور دراسة وتأمل فى اجتماعات مجالس الكنائس ومجامع الكهنة واجتماعات الخدام فى سائر الكنائس والإيبارشيات.
ولقد كان أول ملفات التجديد هو العلاقة مع الطوائف الأخرى، وتكملة لما بدأ فى العهود السابقة شهد عهد البابا تواضروس مرحلة جديدة من العلاقات، خاصـة مع زيارته فى مايو الماضى إلى روما تلبية لدعوة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، للمشاركة فى ذكرى مرور خمسين عاماً على يوم الصداقة بين الكنيستين، ونادى البابا تواضروس، خلال هذا اللقاء، بسلام العالم، وتضمنت الزيارة صلاة مسكونية -غير ليتورجية- مشتركة من أجل السلام فى العالم، توطيداً للعلاقات بين الكنيستين.
وكان وما زال ملف الأحوال الشخصية هو محور اهتمام الأقباط خلال الفترة الماضية، وذلك بعدما عانى الكثيرون لسنوات طويلة من اللوائح السابقة، خاصة لائحة 2008، التى قصرت أسباب الطلاق على بند واحد هو «الطلاق لعلة الزنا» بمعناه الحرفى فقط دون النظر إلى الظروف والملابسات التى قد تدفع به أو تؤدى إليه، ولقد شهد عهد البابا تواضروس نظرة أشمل فى أزمة متضررى الأحوال الشخصية، منها إعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للأقباط، الذى يتضمن النظر فى بنود أخرى -إلى جانب علة الزنا- تسمح بالطلاق، مثل «الإدمـان والإلحاد»، التى من المقرَّر أن توضع بعين الاعتبار وتطبَّق عقب إقرار القانون من قبَل مجلس النواب، كما شـهد عهد البابا أيضاً إعادة هيكلة المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية واستحداث مجالس فرعية.
كما يُعد البابا تواضروس أول من أقام الميرون - أحد أسرار الكنيسة السبع- باستخدام التقنية الحديثة عام 2014، بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد الذى كانت نتائجه مبهرة، إذ قام بوضع زيوت عطرية جاهزة عالية النقاوة، وشارك فى عمله فى المرة الأولى 88 من المطارنة والأساقفة، فضلاً عن ذلك فقد تم بهذا الأسلوب الجديد عمل الميرون بكميات أكبر لمواجهة احتياجات الكنائس ورسومات الميرون، خاصة أن الكنيسة تشهد نهضة روحية على اتساع الكرازة وزيادة عدد الكنائس فى الداخل وفى بلاد المهجر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تواضروس الثاني البابا تواضروس الكنيسة الأحوال الشخصیة المجمع المقدس
إقرأ أيضاً:
قضى 44 عاما على الكرسي المرقسي.. الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة البابا غبريال
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الجمعة، الموافق التاسع والعشرون من شهر بابه القبطي، بذكرى نياحة البابا القديس غبريال السابع البطريرك الخامس والتسعين من بطاركة الكرازة المرقسية.
البابا غبريال السابعوقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 1285 للشهداء ( 1568م ) تنيَّح البابا القديس غبريال السابع البطريرك الخامس والتسعون من بطاركة الكرازة المرقسية.
واضاف السنكسار أن هذا القديس ولد بمنشية الدير المحرق باسم روفائيل، رباه أبواه تربية مسيحية حقيقية، ولما كبر مضى وترَّهب بدير القديسة العذراء المعروف بالسريان في برية شيهيت وسار سيرة رهبانية فاضلة.
ولما تنيَّح البابا يوأنس الثالث عشر اجتمع رأي الأساقفة والأراخنة على اختياره بطريركاً فرسموه يوم الأحد 4 بابه سنة 1242 للشهداء ( 1525م ).
وبذل هذا البابا مجهوداً كبيراً في تعمير دَيْرَّي الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بالصحراء الشرقية بعد خرابهما مدة طويلة.
وقد رسم الأنبا يوساب الثالث مطراناً على الحبشة سنة 1547م فعادت العلاقات بين الكنيستين بعد مدة من القطيعة.
وكان في طريقه إلى دير الأنبا أنطونيوس، ونزل في المركب عند الميمون متوجهاً إلى الناحية الشرقية للنيل ولكنه تنيَّح في المركب فنقلوه ودفنوه في كنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة بعد أن قضى على الكرسي المرقسي 43 سنة و25 يوماً.
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.