«البابا تواضروس الحكيم».. دستوره الوطنية ووحدة البلاد «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
فى بداية تقلده مهام الكنيسة، أكد البابا تواضروس الثانى أن الكنيسة ليست حزباً ولا دخل لها فى الشأن السياسى، ولكنها مؤسسة وطنية لا تنفصل عن الوطن فى أى وقت عصيب مر عليها، ليبدأ عمله بدور حكيم فى صالح الوطن والكنيسة بعد أحداث 2011، ولم تكن علاقة الكنيسة بالدولة خلال عام توليه المهام الكنسية فى أفضل حال، بل كان هناك سوء تفاهم متبادل، إذ خرج البطريرك الـ118، بعد يومين من توليه منصبه، معترضاً على مسودة الدستور الذى طرحته حكومة الإخوان عام 2012، قائلاً: «الدستور يجب أن يكون شاملاً ويعبر عن كل المصريين».
وخلال الفترة التالية استُهدفت الكنائس بالحرق ومحاولات الهدم، واعتدت جماعة الإخوان على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والمقر البابوى، ونالت بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 من أكثر من 65 كنيسة فى 15 محافظة، بالإضافة إلى محاولات زرع الفتنة الطائفية، ليرد البابا تواضروس الثانى على تلك الأحداث بمقولته التاريخية «إن أحرقوا كنائسنا سنصلى فى المساجد، وإن أحرقوا المساجد سنصلى فى الشوارع. وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، ليؤكد بتلك العبارة أن الوحدة والتضامن أهم بكثير من أى اعتداءات تتعرض لها المؤسسات الدينية، كما دعا إلى الحفاظ على وحدة الوطن وضمان حرية ممارسة العبادة لجميع المواطنين دون تمييز أو عنصرية.
وأظهرت تصريحات البابا تواضروس، عقب ثورة الثلاثين من يونيو، تمسكه بوحدة وسيادة مصر، حيث عبّر عن رفضه التدخل الأجنبى فى الشئون المصرية، ورفض لقاء الوفود الأجنبية، ومنح تلك المسئولية للأنبا موسى، أسقف الشباب، الذى كان يشترك معه فى الرؤية الوطنية، كما شارك البابا بعد أشهر من توليه منصبه فى إقرار خارطة الطريق وعزل الرئيس محمد مرسى، فى لحظة فارقة فى تاريخ الوطن.
وبعد مرور 11 عاماً على تولى البابا تواضروس الثانى كرسى البابوية، استمر فى دوره الوطنى الذى بدأه منذ اليوم الأول، حيث أصدر توجيهاته بضرورة مشاركة الكنيسة فى العمل المجتمعى من خلال أسقفية الخدمات العامة ودعم مبادرة «حياة كريمة» التى ساهمت فى تحسين أوضاع المحتاجين فى العشوائيات، كما أكد أهمية المشاركة الوطنية فى بناء مصر والفخر بالإنجازات التى تحققت فى تلك الفترة.
وطالب البطريرك الـ 118، فى تصريحات له، المصريين بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة من أجل رسم صورة لمصر أمام العالم كله، مؤكداً أن المشاركة واجب وضرورة لاستكمال مسيرة التنمية وصنع المستقبل الأفضل الذى نتطلع إليه، كما أعرب عن دعمه للرئيس فيما يتعلق بالأوضاع داخل غزة ورفض نقل الفلسطينيين إلى سيناء، وحث الأقباط على المشاركة فى تقديم المساعدات للفلسطينيين.
«كريم»: دوره الوطني بارزوقال كريم كمال، الكاتب والباحث فى الشأن القبطى، إن البابا تواضروس الثانى تولى المسئولية فى ظل ظروف سياسية صعبة للغاية، حيث كانت مصر تحت حكم الجماعة المحظورة التى كانت تقود البلد فى ذلك الوقت نحو الهاوية، ونجح البابا تواضروس فى التعامل معهم من خلال تأكيده أن الكنيسة القبطية تؤمن بأن مصر وطن للجميع يقوم على أسس المواطنة، وقد حاولت الجماعة المحظورة جر الكنيسة أكثر من مرة إلى صراعات عديدة، ولكن البابا تعامل معها بكل حكمة.
وأضاف، لـ«الوطن»، أنه عندما خرج الشعب المصرى إلى الميادين فى 30 يونيو، انحاز البابا تواضروس إلى الشعب وساند ثورته من خلال مواقف وطنية سوف يذكرها التاريخ بكل فخر، وأثناء ذلك تم حرق عدد من الكنائس فى محاولة لإثارة الأقباط، ولكن كان رد البابا «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، مشيراً إلى أنه خلال 11 عاماً قاد البابا تواضروس الكنيسة بكل حكمة، محافظاً على الدور الوطنى للكنيسة الممتد منذ تأسيس الكرسى المرقسى، واستكمل الدور الوطنى فى العصر الحديث الممتد من عهد البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، وحافظ على هذا الدور الذى يقوم على أهمية المواطنة والحفاظ على الوطن والدفاع عنه فى جميع المحافل الدولية، وهو دور محل تقدير الأقباط وكل المصريين.
«رامي»: مؤمن بأن الكنيسة وطنية حتى النخاعوأشار الدكتور رامى عطا، أستاذ الصحافة بأكاديمية الشروق، إلى أن البابا تواضروس جاء خلفاً للبابا شنودة الثالث، ليؤكد أنه يسير على خطى الآباء البطاركة الذين سبقوه فى تأكيد وطنية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ودورها فى خدمة المجتمع، وهو ما أوضحه فى عظاته وكتاباته وحواراته التليفزيونية والصحفية، بالإضافة إلى مواقفه، فهو يؤمن بأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة وطنية حتى النخاع، موضحاً أن البابا تواضروس حدد دور الكنيسة بقوله: «الكنيسة معنية بالشأن الروحى أولاً وأخيراً للإنسان المسيحى، وخادمة لكل إنسان فى المجتمع، كما أنها معنية بهموم الوطن؛ بأفراحه وأحزانه، ولا تتأخر عن مشاركة المجتمع بالصلاة والعمل والخدمة والمساعدة من أجل تحقيق السلام الداخلى والسلام الاجتماعى والانسجام الشعبى بالفكر والقول والفعل فى مجتمع بلادنا العزيزة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تواضروس الثاني البابا تواضروس الكنيسة البابا تواضروس الثانى
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس الثاني يرسم 19 كاهنًا للقاهرة وإفريقيا وأمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني القداس الإلهي، صباح اليوم، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وخلاله سام قداسته ١٩ كاهنًا جديدًا للخدمة ببعض مناطق الكرازة المرقسية بمصر والخارج، بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة.
وتمت سيامة ١٥ كاهنًا لكنائس القاهرة وثلاثة للخدمة في إفريقيا وكاهن واحد لكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وحملت عظة القداس التي ألقاها قداسة البابا رسائل مشجعة من خلال إنجيل القداس وهو فصل من إنجيل القديس لوقا البشير (لو ١٢: ٤ - ١٢) حيث أشار قداسته إلى أن هذا الفصل، يتضمن وعدين وتحذيرًا هامًا:
١- وعد "لا تخافوا": وفيه رسالة طمأنينة، موجهة لنا جميعًا، ولكنها اليوم نوجهها خصيصًا للكهنة الجدد ولأسرهم، لا تخافوا من مسؤوليات الخدمة، أو من المستقبل.
٢- تحذير من التجديف على الروح القدس: والتجديف يقصد به الإصرار على الخطية. وفي حياة الكاهن التجديف قد يأخذ صورًا عديدة، أبرزها الكسل والاستهانة، وعدم الأمانة.
٣- وعد "أنت ليس منسيًّا أمام الله: فالله لا ينسى عملك لأجله، فهو لا ينسى:
- توبتك ونقاوة قلبك وفكرك.
- قراءتك ودراستك للكتاب المقدس.
- صلواتك الخاصة، وصلواتك لأجل شعبك بوصفك مصليا وشفيعا عنهم.
- افتقادك لشعبك وبحثك الدائم عنهم.
- بشاشتك خلال تعاملاتك مع الشعب.