ابن عمه: البابا تواضروس منظم جدا وطيب القلب وعشق الرهبنة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قال القمص أنطونيوس باقى، وكيل المقر البابوى لمنطقة شمال كاليفورنيا وغرب الولايات المتحدة الأمريكية، إن البابا تواضروس استطاع قيادة الكنيسة بحكمة فى وقت مرت مصر فيه بمفترق الطرق -وقت الثورة وحكم الإخوان- كما وضع العديد من اللوائح والأنظمة التى أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الكنيسة، وأضاف «باقى»، وهو ابن عم البابا تواضروس، خلال حواره لـ«الوطن»، أن العائلة كانت سعيدة بالمكانة التى وصل إليها البابا، موضحاً أنه شارك فى التصويت بالقرعة الهيكلية.
البابا أول من سلك طريق الكهنوت فى العائلة، فهل يمكنك أن تشاركنا ببعض الذكريات الشخصية التى تربطك بالبابا وكيف هى علاقته بالعائلة؟
- كان البابا وما زال شخصاً محباً ومبالغاً فى لطفه على المستوى العائلى، فكانت علاقته مع أسرته رائعة، خاصة علاقته مع والدته، كان دائماً يُعامل والدته بكل حب واحترام، وكانت هناك علاقة وثيقة بينه وبين أخته الكبيرة أيضاً، كنا دائماً نتجمع كعائلة كبيرة فى المناسبات المختلفة على الرغم من أنه كان يعيش مع عائلة والدته فى دمنهور وأنا مقيم فى الزقازيق، لكنه كان حريصاً على الحضور، كما كان فى صغره يسبق الآخرين فى الفكر والتفكير والعطاء على الرغم من صغره.
هل تذكر أى مواقف مشتركة مع البابا تود مشاركتها مع الناس؟
- ذكريات كثيرة وجميلة جداً تتعاقب فى ذهنى، ولكن فى أحد الأيام عندما زرت البابا فى دمنهور، كنت صغيراً جداً فى تلك الفترة، والبابا كان فى العشرينات من عمره وقدم لى درساً جميلاً قبل النوم، حيث طلب منى أن أقوم برسم الصليب على الأربع جهات: على رأسى وعلى قدمى وعلى يدى اليمنى واليسرى، وقال لى إن ذلك سيكون تذكيراً دائماً بالصليب وسيحفظك طوال الليل، وحقاً، لا يزال هذا التدريب جزءاً من حياتى حتى اليوم، وهو شىء تعلمته من البابا.
ما القيم التى تعلمتها من البابا؟ وكيف أثرت على حياتك؟
- كان البابا ولا يزال شخصاً محباً وطيباً يمارس حياته بتلقائية شديدة، وخدمته أهم ما عنده وكان أميناً فى حياته وعمله.
لماذا لم يختر البابا ممارسة مهنة الصيدلة؟
- تخرج البابا فى الصيدلة وكان بإمكانه العمل فى الصيدليات أو حتى فى شركات الدعاية الخاصة بالدواء، وكان لديه فهم عميق للسوق وسياسته، إلا أنه رفض العمل لأنه كان يعلم أن بعض الفقراء لا يستطيعون الحصول على الدواء، ودائماً ما كان يعتقد أن الإنسان يجب أن يحصل على الدواء الذى يحتاجه دون معوقات، لذا رفض العمل الذى يحمل فى فكرته احتمال الشك أو عدم الأمانة فى تقديم الخدمة، ولهذا السبب رفض فكرة العمل فى شركة أدوية بسبب المواعيد المحددة التى تؤثر على وقته فى خدمته، وبدلاً من ذلك، انتقل للعمل فى مجال مختلف مرتبط بالصيدلة واكتسب خبرة قيمة فى صناعة الأدوية، وبقى وفياً لخدمته.
القمص أنطونيوس باقى: توجه للدير في ظروف صعبةحدثنا عن كواليس دخوله الدير وموقف الأسرة من هذا القرار؟
- بعد وفاة زوج شقيقته الكبرى هدى، كانت الوفاة فى الإسكندرية، وكنت أعلم بأن البابا تواضروس كان يفكر فى الذهاب إلى الدير بعد وفاة زوج أخته لكنه كان يتردد بسبب التزامه بالعائلة، وسألته عما يخطط لفعله، وكان مرتبكاً جداً، وحائراً بين شوقه للعيش فى الدير والتفرغ للحياة الرهبانية، والتزامه بأسرته، وكانت هذه قرارات صعبة بالنسبة إليه، والفضل فى تشجيعه لاتخاذ القرار يعود إلى الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، الذى شجعه على الانتقال إلى الدير مطمئناً إياه بأنه سيهتم بأسرته، وكانت هذه الفترة صعبة بالنسبة له، ولكنه اتخذ القرار بفضل اشتياقه للحياة الرهبانية، وكان يفكر فيها باستمرار، ومع ذلك كان أيضاً خادماً مخلصاً جداً لأسرته ومجتمعه، فحينما دخل الدير استمر فى خدمة الله والناس بنفس الشغف والاجتهاد.
الأنبا باخوميوس شجعه بعد قطعه وعدا للاهتمام بعائلتهخرج البابا من عائلة كهنوتية، فكيف كانت مشاعر العائلة حينما تم إعلانه بطريركاً للكرازة المرقسية؟
- الحقيقة كانت العائلة سعيدة بمثل هذه المكانة التى وصل إليها البابا، حتى إننى شاركت فى التصويت فى الانتخابات البابوية بنفسى، ومنذ اللحظة التى تم فيها الاختيار وسمعت اسمه أثناء القرعة الهيكلية، بدأت دموع الفرح تتساقط، وكانت الفرحة حيث كان من الجميل أن أكون أحد أفراد عائلة البطريرك، وأما عن مشاعر والدته سامية التى كانت فى المستشفى، فى ذلك اليوم، على الرغم من فرحتها الكبيرة لأن ابنها اختير ليكون البابا البطريرك، كانت تشعر فى الوقت نفسه بالقلق والمسئولية، وكانت تخشى عبء المسئولية الكبيرة التى ستكون على عاتقه، وكانت تعلم أن الخدمة ستكون صعبة وأن الناس لن يتركوه فى سلام، وكانت عاقلة ومتزنة جداً فى تعبيرها عن هذه المشاعر، والحقيقة أن مشاعرها تشبه بعض الشىء ما شعرت به العذراء مريم عندما شاهدت ابنها يصلب على الصليب.
المتفانىيمكننى القول إن البابا تواضروس وضع العديد من اللوائح والأنظمة التى أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الكنيسة، وسيتم الاعتماد عليها حتى لو تم إجراء بعض التعديلات عليها، وفى الحقيقة يتميز البابا تواضروس بشخصية منظمة للغاية، سواء فى إدارة الأمور الكنسية بمصر والإسكندرية أو فى الجوانب الإدارية الأخرى المتعلقة بالكنيسة، وهذه السمات تعكس مهارته فى الإدارة والقيادة، وتظهر تفانيه فى خدمة الكنيسة والمجتمع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تواضروس الثاني البابا تواضروس الكنيسة البابا تواضروس
إقرأ أيضاً:
اهتم بتعليم الشعب.. الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة القديس سلفستروس بابا روما
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الأربعاء ، الموافق السابع من شهر طوبه القبطي ، بذكرى نياحة القديس سلفستروس بابا روما.
القديس سلفستروس بابا روماوقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين ، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 51 للشهداء ( 335م ) تنيَّح القديس سلڤستروس بابا روما.
وأضاف السنكسار: وُلِدَ هذا القديس في روما من أبوين مسيحيين وبعد وفاة والده ربته أمه على المبادئ المسيحية وتثقَّف بالعلوم الدينية والفلسفية، فرسموه كاهناً. ولما ظهرت فضائله اختاروه بطريركاً بعد انتقال البابا ملطيانوس سنة 324م في أيام الملك قسطنطين الكبير.
أحد 12 نبياً الصغار .. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بتذكار نياحة حجي النبيقام بإصلاحات كثيرة.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة البابا مرقس الثامنوتابع السنكسار: وقام أيضاً هذا البابا بإصلاح ما أفسده المضطهدون، واهتم بتعليم الشعب وتثبيته على الإيمان المستقيم، كما عقد مجمعاً في فرنسا حرم بدعة الدوناتيين.
وواصل: وفي أيام هذا البابا انعقد المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقية سنة 325م لمحاكمة أريوس الذي حضره 318 أسقفاً. وحكموا فيه بحرم أريوس وإثبات ألوهية السيد المسيح ووضعوا في هذا المجمع أيضاً قانون الإيمان النيقاوي.
واختتم السنكسار: ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي إحدى عشرة سنة.
كتاب السنكسار الكنسيجدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
وصل لدرجة السياحة الروحانية.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة الأنبا بيجيمي السائحشهيد بلا سيف.. الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة القديس بيمن المعترفوالسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.