نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تقريراً مطولاً عن وضع الجبهة لبنان وإسرائيل في ظل التوترات القائمة هناك بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى.

وقال التقرير الذي ترجمه "لبنان24" إنّ "حزب الله" وسع نطاق إطلاق النار بشكلٍ كبير، كما استخدم وسائل حربية جديدة، وتمكّن من إلحاق أضرار بالجيش الإسرائيلي الذي ردّ بقصف مدفعي وجوي استهدف بنى تحتية لـ"حزب الله" في جنوب لبنان.

 

وأوضح التقرير أنّ هناك خيبة أمل في أوساط المجتمع الإسرائيلي خصوصاً لدى سكان المستوطنات الإسرائيلية المُحاذية للبنان، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يعتبرون أنّ ردود فعل جيشهم ضد هجمات "حزب الله" ضعيفة.

وذكر التقرير أن "الجيش الإسرائيليّ لم يتلقّ بعد الأمر بالهجوم على لبنان وإزالة تهديد قوة الرضوان التابعة لحزب الله"، موضحاً أن "الجهات السياسية في إسرائيل تريد التركيز على القتال في غزة والتعامل مع التهديدات عند الحدود مع جنوب لبنان في وقتٍ لاحق، إذا لزم الأمر". 

وكشفت الصحيفة أنه "خلف الكواليس، يُمارس الأميركيون ضغوطاً شديدة على إسرائيل كي لا تفتح جبهة أخرى، والرسالة الواردة من واشنطن واضحة ولا لُبس فيها ومفادها: لا تخوضوا حرباً مع حزب الله". 

وقالت "يديعوت أحرونوت" إنه يوم 7 تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء عملية "طوفان الأقصى" من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، شعر سكان المستوطنون الإسرائيليون في المناطق المحاذية للبنان بالخوف من أن ما حدث في قطاع غزة سيحدث لهم عاجلاً أم آجلاً ولكن بدرجة أكثر خطورة، وأضافت: "السؤال الوحيد هو متى سيحدث ذلك. المخاوف هذه تعززت أكثر يوم 8 تشرين الأول حينما بدأ حزب الله بإطلاق النار باتجاه إسرائيل". 

وذكر التقرير أن المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة فهمت أنَّ التقييم الإستخباراتي الذي تمّ تقديمه للحكومة وأشار إلى أن الحرب في غزة ستكون متعددة الأطراف، كما أن الجبهة الأكثر خطورة ستكون ضد حزب الله، قد بدأ يتحقق.

وبحسب التقرير، فإنه نتيجة لهذا التقييم، بدأ العديد من رؤساء المجالس في الجليل الأعلى بإخلاء طوعي للسكان، وبعد ذلك تم تنفيذ عملية إخلاء أكبر للمستوطنات بأوامر من الجيش الإسرائيلي.

وفي السياق، لفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية في تل أبيب مضطرتان الآن إلى التعامل مع قضيتين: الأولى: ماذا سيحدث إذا حدث تصعيد كبير لسبب ما مع لبنان وبدأت الصواريخ تتساقط على العمق الإسرائيلي - حتى حيفا وما وراءها. أما المسألة الثانية فهي أكثر صعوبة ووجودية: كيف يمكن لإسرائيل أن تخلق واقعاً أمنياً جديداً عند الحدود مع لبنان، واقع يسمح لسكان المستوطنات القريبة من الحدود للحفاظ على نمط حياة طبيعي من دون خوف يومي على حياتهم وممتلكاتهم.

وأضافت الصحيفة: "بالنسبة للسيناريو الأول، لدى الجيش الإسرائيلي إجابة جيدة. إذا شن حزب الله حرباً شاملة أو قرر مجلس الوزراء الحربي ذلك، فإن إسرائيل قادرة على تدمير البنية التحتية والمقرات وترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار إلى درجة قد تكون خطيرة. كذلك، فإن إسرائيل قادرة بمناورة برية على القضاء على قوة الرضوان والصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والطائرات من دون طيار التي تهدد المستوطنات الحدودية بشكل مباشر، بما في ذلك صواريخ بركان المخيفة التي تحتوي رؤوسها الحربية على ما بين 500 و1000 كيلوغرام من المتفجرات".

وبحسب الصحيفة، كانت خطط الهجوم هذه على بعد أيام وحتى ساعات من التنفيذ، ففي 11 تشرين الأول، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، بقيادة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، بشن هجوم استباقي ومدمر وقوي ومفاجئ على حزب الله في لبنان.
 
وتبعاً لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن هذا الإقتراح الذي تم طرحه على الحكومة العادية، استند إلى تقييم مفاده أن حزب الله، بناء على طلب من إيران، سيواصل مضايقة إسرائيل وشن حرب استنزاف ضدها من أجل مساعدة حماس في غزة.

ووفقاً للتقديرات، يمكن لعناصر "حزب الله" إطلاق مئات من هذه الصواريخ  يوميا في بداية القتال، ويمكن أن تسبب أضراراً جسيمة لسلاح الجو وقواعد المخابرات، ومرافق شركة الكهرباء، ومحطات تحلية المياه وغيرها من الأصول الأساسية. وعلى هذا النحو، سيكون على إسرائيل أن تستثمر كل أنظمتها للدفاع الجوي لحماية هذه الأصول ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها، لكنها ستواجه صعوبة في حماية المواطنين في منازلهم.

وفي مقابل تجنب توجيه ضربة استباقية لحزب الله، عرض الأميركيون، بحسب "يديعوت أحرونوت"، المساعدات المختلفة التي تتلقاها إسرائيل الآن بيد سخية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، الالتزام بمساعدة إسرائيل في اعتراض وابل الصواريخ من لبنان، إذا كان حزب الله هو من يبدأ الحرب. كذلك، فإن هذا الالتزام بالاعتراض ينطبق أيضاً على الصواريخ والطائرات من دون طيار التي توقعت الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، وهي محقة في ذلك، أن تأتي من اليمن وسوريا، وربما العراق.   وفي الوقت الحالي، أثبتت إسرائيل أنها قادرة على التعامل مع تحدي الاعتراض بشكل جيد على أراضيها، لكن هذا قد يتغير بشكل كبير إذا قام حزب الله بتفعيل كامل الترسانة الموجودة تحت تصرفه، وفق الصحيفة الإسرائيلية. المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی یدیعوت أحرونوت حزب الله

إقرأ أيضاً:

تقرير: إسرائيل تجبر طائرة يشتبه أنها تحمل أسلحة لحزب الله على التراجع

انعطفت طائرة إيرانية تابعة لشركة قشم الجوية كانت قادمة من طهران، ومتجهة إلى لبنان أو سوريا فوق المجال الجوي العراقي، السبت، وفقا لبيانات من مواقع تتبع الرحلات الجوية. 

 ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن الطائرة يعتقد أنها كانت تحمل أسلحة إلى حزب الله، وبالتالي، عمل الجيش الإسرائيلي على تحذيرها. 

ويقول الجيش الإسرائيلي إن "حصاره العسكري" على لبنان سيستمر، على الأرجح لفترة طويلة.

كجزء من الحصار، الذي يهدف إلى منع تسليم الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، ضرب الجيش الإسرائيلي جميع المعابر "العسكرية" بين لبنان وسوريا، بما في ذلك نفق، وأصاب أيضا معبرا مدنيا بعد أن بدأ حزب الله باستخدامه. 

Iran's Fars Air Qeshm freighter B747-281F EP-FAB #731822 as QFZ9950 left Tehran for an as-yet-unknown destination. @Dinlas3 @LebanonJets @sipjack1776 pic.twitter.com/Z5S1DHw8zD

— Johnny Gemini (@Borrowed7Time) October 5, 2024

وقصف الجيش الإسرائيلي عدة مستودعات في سوريا في الأيام الأخيرة، يعتقد الجيش أنها استخدمت لتخزين أسلحة إيرانية كان من المقرر تسليمها إلى حزب الله، وفق الصحيفة.

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيحبط محاولات إيران إيصال أسلحة إلى حزب الله عبر مطار بيروت الدولي، مؤكدا أن طائرات حربية إسرائيلية تقوم بدوريات حول مطار بيروت.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "لن نسمح بنقل أسلحة إلى منظمة حزب الله الإرهابية بأي طريقة من الطرق. نعلم بشحنات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله وسنحبطها. طائرات تابعة لسلاح الجو تقوم بدوريات حول مطار بيروت" راهنا.

والسبت، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جديدة على لبنان وخصوصا في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الذي أفاد من جهته عن اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية وإطلاق صواريخ على قاعدة جوية في شمال إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • تقرير: إسرائيل تعترض مسار طائرة يشتبه بأنها تحمل أسلحة لحزب الله
  • تقرير: إسرائيل تجبر طائرة يشتبه أنها تحمل أسلحة لحزب الله على التراجع
  • تقرير يكشف التفاصيل.. لهذه الاسباب بقي نظام الأسد خارج الصراع بين إسرائيل وحزب الله
  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • هذه خطة إسرائيل عند حدود لبنان.. ماذا عن حزب الله؟
  • تقرير يكشف عدد القتلى في لبنان جراء الحملة الإسرائيلية المكثفة خلال 15 يوما
  • تقرير: إسرائيل تحقق انتصارات "دون نتائج"
  • تقرير: الجيش الإسرائيلي في "لعبة طويلة" بلا نتيجة واضحة
  • تفاصيل قتالية من جنوب لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيلي
  • تقرير: إسرائيل دمرت 50 في المائة من ترسانة حزب الله