من غزة للضفة.. محارق صهيونية مستمرة تحت جنح الظلام وعالم متخاذل
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
الاحتلال يحول مجمع الشفاء لثكنة عسكرية ويجرف محيطه.. والجثث تحاصر المحتجزين«أبوسليمة»: نتعرض للإبادة.. وكل دقيقة شهيد.. ونواصل الدفن فى المقبرة دون مقومات للحياةإسرائيل توسع عملياتها فى الضفة المحتلة وتستخدم «القنبلة الإسفنجية» للعثور على الأنفاقانتشار الأمراض بين النازحين.. والأونروا: ما يحدث فى القطاع أكبر عملية تهجير منذ النكبة
واصلت أمس قوات الصهيونية النازية جرائمها فى قطاع غزة والضفة المحتلة وسط انقطاع شبه تام فى الاتصالات والإنترنت بسبب نفاد الوقود، وانعدام المواد الغذائية وخروج المستشفيات عن الخدمة.
ارتكبت قوات النازية الصهيونية سلسلة مجازر تحت جنح الظلام ارتقى خلالها عشرات المئات من الفلسطينيين العزل وسط أزمة خانقة فى الإسعاف لخروج المستشفيات عن الخدمة فى شمال القطاع ومدينة غزة، وأعلنت مصادر فلسطينية استشهاد أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعى، الذى تم تفجيره فى وقت سابق متأثرا بجروحه فى غارة للاحتلال على القطاع.
وقام الاحتلال الصهيونى بتفتيش أبنية مستشفى الشفاء واحدا تلو الآخر لاشتباهه باستخدام حماس للمستشفى كمقر ومركز بنى تحتية، زعم المتحدث باسمه، دانيال هاجارى، العثور على نفق عند مدخل مستشفى الشفاء، فيما يواصل مهندسون بتدمير البنية التحتية فى المكان.
وأكد مدير مجمع الشفاء الطبى فى غزة الدكتور محمد أبو سليمة، أن الصورة سوداوية ولا يوجد سوى الجثث والموت، والاحتلال لا يزال يحاصر المجمع، مشيرا إلى سقوط شهداء كل دقيقة، وقال إن الاحتلال يتحرك بحرية داخل المستشفى وهو ما ينفى وجود أى مقاومة، مضيفا: نتعرض للإبادة ونواصل دفن الجثث بالمقبرة التى تم حفرها داخل المستشفى.
وأضاف «أبو سليمة» أن ما سمح الاحتلال بدخوله من ماء وغذاء لا يكفى سوى مئتى شخص حيث نبذل كل ما بوسعنا لإبقاء الأطفال المبتسرين على قيد الحياة، وشدد مدير مجمع الشفاء الطبى على أن الحضانات التى أحضرها الاحتلال لا قيمة لها دون كهرباء وقال الصحفى، خضر الزعنون، إن الاحتلال الإسرائيلى قام خلال ساعات الليل وفجر الجمعة بتفجير ثلاثة أماكن فى مستشفى الشفاء، وأكد أن حال الجرحى والمرضى والأطفال المبتسرين يرثى له فى ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر الأوكسجين والأدوية والماء والغذاء.
وأوضح «الزعنون» أنه تم تفجير المطبخ الخاص بالطهى للمرضى والجرحى والمطعم المرافق له، ومكان خاص بقسم التنمية البشرية، بالإضافة إلى قسم مخصص للهندسة والصيانة.
وأكد أنه تم زرع المتفجرات داخل هذه الأماكن غير المأهولة وتفجيرها مما سبب حالة من الهلع والذعر لدى المرضى والجرحى والعاملين والنازحين الموجودين داخل المستشفى، وأشار إلى أن المستشفى محاصر بالدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية لليوم الثامن على التوالى، وأنه تم تجريف الشوارع المحيطة بالمستشفى.
تسعى طائرات الاستطلاع بدون طيار إلى كشف الهياكل المخفية، فى حين تم تجهيز الطائرات الحربية بقنابل خارقة للتحصينات مصممة لاختراق الهياكل الصلبة للوصول إلى أعماق تحت الأرض.
وتقوم الجرافات بتطهير المناطق التى يشتبه فى أنها تقع فوق الأنفاق بينما يتم استخدام الكلاب الهجومية والمركبات غير المأهولة والروبوتات للمساعدة فى استكشاف التضاريس تحت الأرض.
ويستخدم الاحتلال القنابل الكيميائية لا تحتوى على متفجرات ولكنها تتوسع بسرعة وتصلب الرغوة لإغلاق المداخل، والمعروفة باسم «القنبلة الإسفنجية».
وتهدف هذه التكتيكات عالية التقنية إلى تجنب خطر إرسال عناصر بشرية إلى أنفاق حماس التى يبلغ طولها مئات الكيلومترات، حيث تعتقد إسرائيل أن مسلحين مدججين بالسلاح يحمون أنفسهم من الهجوم المستمر على غزة، كما وسعت قوات الاحتلال عملياتها ضد المقاومة بالضفة المحتلة خاصة فى مدينة جنين معقل المقاومة الحصين، ووقعت مواجهات دامية فجر خلالها الشبان الفلسطينيين عددا كبيرا من الآليات العسكرية.
وأحكمت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية فى محيط المسجد الأقصى المبارك، ومنعت المصلين من الدخول لأداء الصلاة للجمعة الخامسة على التوالي، واعتدت قوات الاحتلال على عدد من الشبان بالضرب على مدخل باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، فيما منعت آخرين من الدخول.
وأعربت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها البالغ من انتشار الأمراض فى قطاع غزة حيث تسبب القصف الإسرائيلى المستمر منذ أسابيع فى تكدس السكان فى الملاجئ مع نقص شديد فى الغذاء والمياه النظيفة.
وقال ممثل المنظمة فى الأراضى الفلسطينية، ريتشارد بيبركورن، «نشعر بقلق بالغ بخصوص انتشار الأمراض عند حلول موسم الشتاء»، وأضاف أنه جرى رصد أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة وما يربو على 44 ألف حالة إسهال فى القطاع المكتظ بالسكان، مشيرا إلى أن الأعداد أعلى بكثير من المتوقع.
ووصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» ما يحدث فى قطاع غزّة، بأنه أكبر عملية تهجير للفلسطينيين منذ نكبة فلسطين عام 1948، فى ظل محاولات متعمدة لشلّ عمل الوكالة فى قطاع غزّة.
وأكد المفوض العام للوكالة فيليب لازارينى، أن ما حدث فى قطاع غزّة هو نزوح جماعى قسرى تحت انظار الوكالة، حيث أجبر نهر من الناس على الفرار من منازلهم، وشدد «لازارينى» على أنه طوال الأسابيع الستّة للحرب على القطاع، كان هناك محاولة متعمّدة لشلّ عمليات الوكالة فى قطاع غزة، ومنها الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطينى، وأنّ أطفال غزة يفتقرون إلى قطرة المياه وكسرة الخبز.
وقالت «الأونروا» إن الوضع بالنسبة لكثير من الناس أصبح أكثر يأسا، كما يواجه آلاف النازحين فى غزة، الذين يضطرون الآن للعيش فى الهواء الطلق، ظروفا متفاقمة كل يوم.
بجهود مصرية.. ضخ 150 ألف لتر سولار لمستشفيات القطاعاستمرار فتح معبر رفح لسفر المصابين والجنسيات وارتفاع حصيلة قوافل المساعدات
نجحت أمس الجهود والضغوط المصرية على كافة الأصعدة فى إعادة تدفق الوقود إلى قطاع غزة، وزيادة حجم المساعدات إلى قطاع غزة.
ودخل ما يقرب من 150 ألف لتر سولار من معبر رفح إلى المستشفيات فى غزة، واستقبلت مصر 173 مصابًا و144 مرافقًا لهم، وكذلك 4785 من حاملى الجنسيات الأجنبية و513 مصريا، من خلال معبر رفح البري.
وبلغ حجم المساعدات المتواجدة بالعريش نحو 8505 أطنان مقدمة من مصر ممثلة فى الهلال الأحمر المصرى، والتحالف الوطنى، وحياة كريمة بنحو 6740 طنا، وقدمت عدد من الدول العربية العدديد من المساعدات مثل، الأردن والإمارات وتونس وقطر والكويت والجزائر والعراق وكينيا والبحرين والمغرب وليبيا والسعودية.
ودخلت الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية القطاع وبلغت نحو 1096 شاحنة خلال الفترة بين 21 أكتوبر حتى 12 نوفمبر الجارى، وفقا للمكتب الإقليمى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (OCHA).
وتوزعت المساعدات على 5 قطاعات، بواقع 365 شاحنة للأمن الغذائى و185 للصحة و135 لقطاعات متعددة و132 للمياه ومستلزمات النظافة والصرف الصحى و108 للملاجئ والمعدات وثمان شاحنات للتغذية، وقدمت هذه المساعدات عبر 20 دولة وسبع مؤسسات تابعة للأمم المتحدة وأربع منظمات إنسانية، بينها الصليب الأحمر.
وقال المكتب إنه خلال الفترة بين السابع و21 من أكتوبر الماضى كان من المفترض دخول نحو 2100 شاحنة مواد إغاثية عبر معبر رفح، إلا أن هذا الأمر لم يحدث بسبب تداعيات الحرب. وأضاف أن معدل دخول الشاحنات اليومى كان أقل بنحو 30% من عدد الشاحنات التى كان من المفترض دخولها عبر معبر رفح فقط وأقل بنحو 10% لجميع نقاط العبور مع غزة.
وشهد يوم الثامن من نوفمبر أكبر معدل لدخول الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية بواقع 106 شاحنة، فيما لم تدخل أية شاحنة يومى 24 و28 أكتوبر الماضي، ونشر المكتب رسما توضيحيا يظهر عدد الشاحنات الداخلة عبر رفح خلال الفترة المذكورة.
وبلغ عدد الشاحنات التى أرسلها مكتب تنسيق الشئون الإنسانية 516 شاحنة، فيما توزع العدد الباقى على الأونروا (119) والشاحنات المقدمة من الدول (100) وبرنامج الأغذية العالمى (75) واليونيسيف (67) والصليب الأحمر (24) ومنظمة الصحة العالمية (16)، وتدعو الأمم المتحدة إسرائيل إلى فتح معبر كرم أبو سالم للسماح بدخول كميات أكبر من المساعدات.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، إن كل المخابز توقفت عن العمل منذ السابع من نوفمبر بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح والتلفيات.
وكان المتحدث باسم وكالة الأونروا قد قال فى وقت سابق، إن المنظمة تحتاج إلى 160 ألف لتر من الوقود لعملياتها فى غزة، فيما لم يتم الحصول إلا على 23 ألفاً وبشروط، وأكدت الأونروا فى وقت سابق توقف محطتين لتوزيع المياه فى جنوب غزة عن العمل فى 13 نوفمبر بسبب نقص الوقود، مما أدى إلى حرمان 200 ألف شخص من مياه الشرب.
الشعوب الغاضبة تواصل الضغط على حكوماتها لوقف الحرب بمظاهرات حاشدة
واصلت أمس الشعوب غضبها تنديدها بالمجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى بعدة مدن وعواصم فى أوروبا بتظاهرات مؤيدة للفلسطينيين ووقف إطلاق النار، وخرج المئات فى وسط مدينة برشلونة فى مظاهرة تطالب الحكومة الإسبانية بوقف فورى لتجارة الأسلحة مع إسرائيل، متهمين إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية فى غزة،
وتتعرض الحكومات الغربية لضغوطات ومطالبات بوقف إطلاق نار فورى على القطاع عن طريق الاحتجاجات التى قام بها مئات الآلاف فى عدة دول.
واعتقلت الشرطة الأمريكية عددا من المتظاهرين طالبوا بوقف إطلاق النار فى غزة، ورفعوا شعارات رافضة للدعم العسكرى الذى تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.
وتجمع المحتجون الذى وصل عددهم 200 متظاهر على جسر «باى بريدج» المتجه إلى مدينة سان فرانسيسكو، حيث تعقد قمة منتدى التعاون الاقتصادى لآسيا والمحيط الهادى «أبيك»، وتنقل عشرات من مئات من رجال الشرطة المتجمعين من سيارة إلى أخرى لمطاردة واعتقال المحتجين، بينما أعادت السلطات ببطء فتح جسر «باى بريدج».
ودعا المتظاهرون إلى وقف إطلاق النار فى الحرب بين إسرائيل وحماس، ورفعوا لافتات كتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية» و«لا مساعدات عسكرية أمريكية لإسرائيل» أثناء قيامهم بإغلاق طريق الركاب الرئيسى المؤدى إلى المدينة.
وقالت إحدى المجموعات المشاركة فى الاحتجاج لوكالة رويترز فى رسالة بالبريد الإلكترونى، إن الشرطة اعتقلت العشرات من المتظاهرين، واستمر المتظاهرون فى ترديد الهتافات «فلسطين حرة» و«فلسطين ستتحرر» بعد اعتقالهم.
وقام ما يصل إلى 250 من الضباط باحتجاز المتظاهرين، بعدما أصدرت دورية الطرق السريعة فى ولاية كاليفورنيا أمرا بتفريقهم، ونشرت السلطات شاحنات سحب «جرارات» على الجسر لتحريك السيارات التى استخدمها المتظاهرون لوقف حركة المرور، عندما بدأت المظاهرة خلال ساعة الذروة الصباحية.
كما وقعت اشتباكات بين ضباط الشرطة وبين المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين خلال محاولتهم دخول محطة القطار فى برشلونة، وتسبب نحو 100 محتج مؤيد لفلسطين فى إيقاف حركة المرور على جسر جاك كارتييه فى مدينة مونتريال بكندا، معبرين عن احتجاجهم ضد الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما رددوا، «كفى لحصار غزة الآن» و«لا صوت لنا، لا تواطؤ».
وزُرعت الأعلام الفلسطينية واستخدمت لافتات تحمل رسائل تطالب بوقف التمويل للمجازر وحرية لفلسطين، بينما ارتدى المحتجون ملابس سوداء وأقنعة لإخفاء هوياتهم، كما تم إغلاق مدخل الجسر بالمقاعد والطاولات قبل ساعات الصباح الباكر.
وأشار منظمو الاحتجاجات إلى أن هدف المظاهرة هو السعى لتحقيق العدالة، استمر الإغلاق حتى ساعات الصباح المتأخرة، قبل أن يتم فتح الجسر مرة أخرى حوالى الساعة 8:20 صباحًا، وفقًا لسلطات مقاطعة كيبيك.
وخرج حوالى نصف مليون شخص إلى الشوارع، ونشرت الشرطة أكثر من 2000 ضابط لضمان سلمية المسيرة، وجاءت هذه المظاهرة بعد أسبوع من الجدل السياسى حول إمكانية التجمع فى عطلة نهاية الأسبوع عندما تحيى بريطانيا ذكرى قتلاها فى الحرب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطاع غزة المجلس التشريعى الاحتلال الصهيونى الاحتلال الإسرائيلى الاراضي الفلسطينية غزة معبر رفح عبر رفح فى قطاع فى غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة زيادة الاحتلال لكمية المساعدات الواردة لغزة بعد ضغط أمريكي؟
زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها زادت من كمية المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب ضغط أمريكي، مدعية أنها فتحت معبرا جديدا لهذا الغرض.
وتضرب موجة جديدة من الجوع أجزاء واسعة من قطاع غزة، في ظل منع الاحتلال دخول المواد الأساسية المنقذة للحياة، واستمرار فرض الحصار المطبق، لا سيما في مخيم جباليا والمناطق المحيطة فيه منذ ما يزيد على 40 يوما متواصلة.
ونفت مصادر خاصة لـ"عربي21" مزاعم الاحتلال بشأن المساعدات، وقالت إن دولة الاحتلال ما زالت تقيد دخول الغذاء والمستلزمات الأساسية الأخرى إلى قطاع غزة، ما أدى انتشار المجاعة مجددا، في ظل أزمة غذاء طاحنة وغير مسبوقة يعاني منها النازحون في شمال وجنوب قطاع غزة على حد سواء.
30 شاحنة فقط
وتستخدم دولة الاحتلال الجوع كسلاح في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 400 يوم، حيث تحرم السكان من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وكشف مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، الاثنين أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع لا يتجاوز 30 شاحنة يومياً، وهو ما يمثل 6 بالمئة فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.
ولم يقف الأمر عند حد المجاعة، بل إن النقص الحاد في المواد والمستهلكات الطبية والأدوية، يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى في مستشفيات قطاع غزة، خصوصا في المناطق الشمالية، لا سيما مستشفى كمال عدوان الذي يمنع عنه الاحتلال الدعم الطبي بالأدوية والكوادر الطبية، منذ ما يزيد عن 40 يوما متواصلة، على وقع عملية عدوان وحشي وإبادة جماعية مستمرة في جباليا والمناطق المحيطة فيها.
"معبر كيسوفيم"
وزعمت قوات الاحتلال، الثلاثاء، افتتاح معبر جديد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو معبر كيسوفيم الواقع إلى الشرق من المحافظة الوسطى.
ويأتي إعلان الاحتلال فتح معبر "كيسوفيم" مع قرب انتهاء مهلة شهر واحد حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل لزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
الحكومة في غزة تعلق
وخلافا للادعاءات الإسرائيلية، نفى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مؤكدا في تصريح خاص لـ"عربي21" أن كل ما يروج له الاحتلال محض أكاذيب، وبعض العائلات فارقت الحياة بسبب تفشي الجوع.
وقال الثوابتة، إن "جيش الاحتلال يمارس محاولات تضليل للرأي العام، وهو يكذب ويقول إنه يسمح بادخال المساعدات إلى قطاع غزة، وشماله"، مضيفا: "ننفي نفيا قاطعا إدخال المساعدات إلى محافظة شمال قطاع غزة، وهناك عائلات ماتت من الجوع بسبب عدم تمكنها من الحصول على مساعدات أو طعام أو غذاء".
وشدد الثوابتة في حديثه لـ"عربي21" على أن جيش الاحتلال ما زال يحاصر محافظة شمال غزة، ويمنع عنها المساعدات والسلع والبضائع، في إطار سياسة التجويع، ما أدى إلى انتشار المجاعة بشكل كبير بين صفوف المواطنين.
وأكد المسؤول الحكومي على أن قوات الاحتلال تغلق جميع المعابر مع قطاع غزة، فمعبر رفح مغلق منذ ما يزيد عن 190 يوما، مذكرا بأن أكثر من ستمئة ألف طن من المساعدات والمواد الغذائية والسلع والبضائع متكدسة على الجانب الآخر من المعبر، لكن الاحتلال يرفض إدخال هذه المساعدات، الأمر الذي فاقم الواقع الإنساني بشكل كبير جدا.
ضغط أمريكي
وفي 13 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، رسالة إلى وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، تلوِّح بالإضرار بالمساعدات العسكرية بحال عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة في غضون 30 يوما.
وأطلقت لجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة، تحذيرات عاجلة، داعية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية "خلال أيام" وليس أسابيع لتفادي مجاعة محققة في قطاع غزة، خاصة في مناطقه الشمالية.
وبينما حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة أيضا من ارتفاع غير مسبوق في حالات سوء التغذية التي باتت تضرب جميع الفئة العمرية من أطفال وشباب ومسنين ونساء ورجال. ترفض دولة الاحتلال الاستجابة إلى هذه التحذيرات، خصوصا في شمالي قطاع غزة، حيث تنفذ هناك إبادة جماعية منذ نحو 40 يوميا متواصلة في إطار خطة لتفريغ تلك المناطق من سكانها.