عربي21:
2025-03-05@18:19:16 GMT

التداعيات العسكرية لطوفان الأقصى على العراق!

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

يبدو أنّ تداعيات معركة "طوفان الأقصى" الغزّاوية لها أوّل وليس لها آخر، وهي حرب أدخلت المنطقة والعالم في دوّامة من القلق السياسي، والإنذار العسكري، والترقُّب الدولي.

وآخر تلك التداعيات القمّة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض، يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ومع ذلك فإنّ تداعيات "الطوفان" على المستوى الميداني العسكري ظهرت بشكل واضح في العراق ولبنان واليمن.



والفصائل التي تستهدف القوّات الأمريكية في العراق تُسَمّي نفسها "المقاومة الإسلامية"، وهي فصائل "شيعية" ضمن تشكيلات الحشد الشعبي، ومرتبطة رسميا بمكتب القائد العامّ للقوّات المسلّحة ورئيس الوزراء، محمد شياع السوداني!

وبخصوص الحالة العراقية فإنّ الثابت بين العراقيين:

- أنّهم مع الفلسطينيين في صراعهم التاريخي ضدّ الاحتلال.

- وهم مقتنعون تماما بأنّ أمريكا وإسرائيل وجهان لحالة واحدة.

- وهنالك قبول شعبي عراقي، وبدرجات متفاوتة، للضربات الموجّهة للقواعد الأمريكية بالعراق!

ولاحظنا خلال العقدين الماضيين تنامي الاستهداف المسلّح للقوات الأجنبية المحتلّة في العراق، وهذا الاستهداف يُمكن تقسيمه إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى كانت قبل الانسحاب الأمريكي الرسمي من العراق نهاية العام 2011، وتحديدا خلال مرحلة (2003-2011) ولم يكن لفصائل "المقاومة" الحاليّة أيّ أثر!

والمرحلة الثانية بعد العام 2013، حيث شُكِّلَت بعض الفصائل "الشيعية" للقتال بجانب النظام السوري خلال الثورة السورية!

ولكنّ ظهور الغالبيّة العظمى من هذه الفصائل التي تقول اليوم بأنّها تستهدف التواجد الأمريكي كان بعد العام 2014، لأنّها شُكِّلَت بعد فتوى الجهاد الكفائي للمرجع "الشيعي" علي السيستاني، في حزيران/ يونيو 2014، نتيجة لسيطرة "داعش" على ثُلث العراق، ولاحقا شُكِّل الحشد الشعبي الذي يضمّ هذه الفصائل!

ويمكن تحديد بداية هجمات فصائل المرحلة الثانية على القوّات الأمريكية بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، بداية العام 2020 بطائرة أمريكية ببغداد.

وبعد "طوفان الأقصى" ازدادت الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة الملغّمة المُسْتَهْدِفة لقاعدتي "عين الأسد" في الأنبار الغربيّة، والحرير في أربيل بإقليم كردستان العراق!

وأكّد المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجنرال باتريك رايدر، في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أنّ القوّات الأمريكية في العراق وسوريا تَعرّضت لـ38 هجوما باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة منذ منتصف تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، ممّا أسفر عن إصابة 45 جنديّا أمريكيا، من بين أكثر من 2500 عسكري أمريكي داخل العراق!

وغالبيّة هجمات "المقاومة" لم تصل لأهدافها بسبب قوّة أنظمة الدفاع المرتبطة بالقواعد الأمريكية، إلا أنّ واشنطن، ورغم منظومتها الدقيقة، قلقة من تزايد تلك الهجمات، ولهذا كانت الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لبغداد في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الحاليّ، ومباحثاته المطوّلة مع رئيس حكومة بغداد!

وصرّح بلينكن بعد الزيارة للصحفيين: "لا نُريد أيّ مواجهة مع إيران، ولكن سنتّخذ كلّ الإجراءات لحماية قوّاتنا ومواطنينا. ونبذل جهودنا لضمان عدم توسّع الصراع أبعد من غزّة"!

ونفّذت "فصائل المقاومة"، بعد ساعات من مغادرة بلينكن، ثلاث عمليّات منفصلة بطائرات مُسيّرة على قاعدتي عين الأسد والحرير!

وتوجه واشنطن بين حين وآخر ضربات جوّيّة موجعة لتلك الفصائل داخل العراق وسوريا!

وبعد ساعات من لقائه بوزير الخارجية الأمريكي، غادر رئيس الوزراء العراقي لطهران، والتقى بالمرشد الأعلى علي الخامنئي.

ولا شكّ بأنّ زيارة السوداني مرتبطة بزيارة بلينكن، وربّما محاولة عراقية، وبضغوط أمريكية، لإدخال طهران على خطّ الضغط على الفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بإيران أو التي تواليها للكفّ عن مهاجمة القوّات الأمريكية!

والضربات الجوّيّة والصاروخية أحرجت السوداني، وهو اليوم لا يمكنه إدارة الملفّ الأمني في مباحثاته مع الأمريكيين!

ورغم أنّ إيران تَبرّأت من علاقتها بهجمات "المقاومة"، وأنّ الفصائل "تحظى بقرار مستقلّ"، إلا أنّ بيانات وتصريحات زعماء تلك الفصائل تؤكّد الولاء الواضح والعلني لطهران!

وبسبب التداخل في الأحداث تريد واشنطن مَسْك العصا من المنتصف، فهي تقف مع إسرائيل في حربها بغزة، وتحاول أيضا أن تُؤمِّن مصالحها، وتحمي جنودها في المنطقة. وهذه معادلة صعبة للغاية، ولا يمكن تطبيقها بسهولة بسبب التداعيات الكبرى لطوفان الأقصى!

وتحاول الفصائل العراقية ضرب العديد من "العصافير/ الأهداف" بطائرة مسيّرة واحدة، ومنها الضغط العسكري على واشنطن لقطع دابر أيّ "تفكير" بتوجيه ضربات جوّيّة أو صاروخية للداخل الإيراني، وأنّ مصالح واشنطن في العراق، وربّما في المنطقة، ليست بمَأمَن من هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ!

ومن الرسائل الأخرى إظهار "التضامن مع غزة"، وإحراج حكومة بغداد، وزيادة نفوذ الفصائل الداخلي، الأمني والسياسي!

ويبدو أنّ تداعيات طوفان الأقصى مستمرّة داخل العراق وخارجه وآخرها بثّ "الفصائل"، الاثنين الماضي (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، لاعترافات "إليزابيث تسوركوف"، الجاسوسة "الإسرائيلية/ الروسية" التي يقال بأنّها محتجزة لدى كتائب حزب الله العراقي، واختفت أواخر آذار/ مارس 2023. وهذه رسالة "مُبْهمة" لإسرائيل وواشنطن، وربّما ورقة ضغط لصالح طهران!

ورغم الحقائق الواضحة بخصوص الصراع مع "إسرائيل"، لكنّ الحقيقة أنّ العراقيين يعلمون بأنّ هجمات "فصائل المقاومة" ضدّ المصالح الأمريكية تُنفّذ بأجندات خارجية ولا علاقة لها بالعراق أو فلسطين، وهذه هي الحقيقة الراسخة بلا أدنى شكّ!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الفلسطينيين هجمات الإيراني العراق إيران امريكا فلسطين هجمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الثانی فی العراق

إقرأ أيضاً:

تصريحات سياسية تكشف: حل الفصائل أو مواجهة العواقب الوخيمة

3 مارس، 2025

بغداد/المسلة: تصاعدت التحذيرات الدولية تجاه العراق بشأن ملف الفصائل المسلحة، إذ كشف رئيس مجلس النواب الأسبق، سليم الجبوري، عن مضمون رسالة دولية وصلت إلى بغداد، تشدد على ضرورة إنهاء الوجود المسلح للفصائل، وإلا فإن البلاد ستواجه عواقب وخيمة.

الجبوري، الذي تحدث خلال مقابلة تلفزيونية، أشار إلى أن الأوضاع الإقليمية، خاصة في سوريا، لن تؤدي إلى تغيير النظام السياسي في العراق، مؤكدًا أن الديمقراطية تظل الوسيلة الوحيدة لأي تحول سياسي. كما شدد على أهمية تعامل العراق مع سوريا وفق المصالح الوطنية، خصوصًا في الشأن الأمني، محذرًا من أن أي تردد في الاستجابة للمتغيرات قد يضر بمصالح البلاد.

وفي سياق العلاقة مع إيران، اعتبر الجبوري أن ارتباط العراق بطهران أدى إلى عزله عن محيطه العربي والدولي، مشيرًا إلى أن الضغوط تتزايد على بغداد لقطع علاقتها بمحور المقاومة، الذي تعرض مؤخرًا لضربات قاسية. وأضاف أن وجود إيران في المنطقة لن يتأثر بما يحدث في سوريا ولبنان، لكنه أكد أن العراق يجد نفسه اليوم أمام خيارات صعبة فيما يخص تموضعه الإقليمي.

أما فيما يتعلق بملف التطبيع مع إسرائيل، فقد أوضح الجبوري أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطًا مباشرًا على العراق في هذا الاتجاه حاليًا، رغم وجود شخصيات سياسية عراقية لا تعارض الفكرة.

سياسيًا، تطرق الجبوري إلى ما وصفه بـ”الهيمنة الشيعية” على القرار السني، معتبرًا أن السنة مشاركون في العملية السياسية لكنهم ليسوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار. وانتقد التحالف الثلاثي الذي تشكل في فترة سابقة، معتبرًا أنه كان “فتنة”، وأن تداعياته كشفت طبيعته الخارجية.

تصريحات الجبوري تسلط الضوء على واقع سياسي متشابك يواجه العراق، حيث الضغوط الدولية والإقليمية تتقاطع مع الحسابات الداخلية، في وقت يبدو فيه أن خيارات بغداد تضيق أمام الاستحقاقات المقبلة.

وتتابع بغداد بقلق وترقب خطوات الإدارة الأميركية الجديدة، تسعى لاستكشاف آفاق التفاهم معها، خصوصاً في ظل التصعيد الإقليمي المتصاعد على مختلف الجبهات، بما فيها الجبهة الإيرانية وانعكاساتها على العراق.

ويتجلى هذا التصعيد في قضايا مثل وقف استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات الطاقة في العراق، والموقف من الفصائل المسلحة.

وبينما أصدرت بغداد بياناً رسمياً حول فحوى المكالمة بين السوداني وروبيو، نشرت واشنطن رواية مختلفة حملت تهديدات صريحة لإيران، بل إن البيان الأميركي ذهب إلى حد وصف دور إيران في المنطقة بـ«الخبيث»، وهو تعبير لم يرد في النسخة العراقية من البيان.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مثيرة يكشفها جهاز الشاباك الإسرائيلي حول فشل التصدي لطوفان الأقصى
  • تفاصيل المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية
  • هههههه..مصدر حشدوي: الحشد لن يتفكك والمقاومة مستمرة بأمر من الإمام “الغايب”
  • المقاومة: لا تفكيك للفصائل ونبحث عن صيغة تفاهم مع الحكومة لتعزيز لغة القانون
  • المقاومة: لا تفكيك للفصائل ونبحث عن صيغة تفاهم مع الحكومة لتعزيز لغة القانون - عاجل
  • العراق 2025: هل تتحول الفصائل إلى أحزاب؟
  • الفصائل الفلسطينية تبارك عملية حيفا وتؤكد: العملية أثبتت فشل المنظومة الأمنية للاحتلال
  • صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟
  • الحشد الشعبي يرفض حله أو الاندماج في الجيش ويؤكد على استمرار المقاومة تحت راية خامئني
  • تصريحات سياسية تكشف: حل الفصائل أو مواجهة العواقب الوخيمة