عربي21:
2024-09-19@05:05:17 GMT

التداعيات العسكرية لطوفان الأقصى على العراق!

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

يبدو أنّ تداعيات معركة "طوفان الأقصى" الغزّاوية لها أوّل وليس لها آخر، وهي حرب أدخلت المنطقة والعالم في دوّامة من القلق السياسي، والإنذار العسكري، والترقُّب الدولي.

وآخر تلك التداعيات القمّة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض، يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ومع ذلك فإنّ تداعيات "الطوفان" على المستوى الميداني العسكري ظهرت بشكل واضح في العراق ولبنان واليمن.



والفصائل التي تستهدف القوّات الأمريكية في العراق تُسَمّي نفسها "المقاومة الإسلامية"، وهي فصائل "شيعية" ضمن تشكيلات الحشد الشعبي، ومرتبطة رسميا بمكتب القائد العامّ للقوّات المسلّحة ورئيس الوزراء، محمد شياع السوداني!

وبخصوص الحالة العراقية فإنّ الثابت بين العراقيين:

- أنّهم مع الفلسطينيين في صراعهم التاريخي ضدّ الاحتلال.

- وهم مقتنعون تماما بأنّ أمريكا وإسرائيل وجهان لحالة واحدة.

- وهنالك قبول شعبي عراقي، وبدرجات متفاوتة، للضربات الموجّهة للقواعد الأمريكية بالعراق!

ولاحظنا خلال العقدين الماضيين تنامي الاستهداف المسلّح للقوات الأجنبية المحتلّة في العراق، وهذا الاستهداف يُمكن تقسيمه إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى كانت قبل الانسحاب الأمريكي الرسمي من العراق نهاية العام 2011، وتحديدا خلال مرحلة (2003-2011) ولم يكن لفصائل "المقاومة" الحاليّة أيّ أثر!

والمرحلة الثانية بعد العام 2013، حيث شُكِّلَت بعض الفصائل "الشيعية" للقتال بجانب النظام السوري خلال الثورة السورية!

ولكنّ ظهور الغالبيّة العظمى من هذه الفصائل التي تقول اليوم بأنّها تستهدف التواجد الأمريكي كان بعد العام 2014، لأنّها شُكِّلَت بعد فتوى الجهاد الكفائي للمرجع "الشيعي" علي السيستاني، في حزيران/ يونيو 2014، نتيجة لسيطرة "داعش" على ثُلث العراق، ولاحقا شُكِّل الحشد الشعبي الذي يضمّ هذه الفصائل!

ويمكن تحديد بداية هجمات فصائل المرحلة الثانية على القوّات الأمريكية بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، بداية العام 2020 بطائرة أمريكية ببغداد.

وبعد "طوفان الأقصى" ازدادت الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة الملغّمة المُسْتَهْدِفة لقاعدتي "عين الأسد" في الأنبار الغربيّة، والحرير في أربيل بإقليم كردستان العراق!

وأكّد المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجنرال باتريك رايدر، في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أنّ القوّات الأمريكية في العراق وسوريا تَعرّضت لـ38 هجوما باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة منذ منتصف تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، ممّا أسفر عن إصابة 45 جنديّا أمريكيا، من بين أكثر من 2500 عسكري أمريكي داخل العراق!

وغالبيّة هجمات "المقاومة" لم تصل لأهدافها بسبب قوّة أنظمة الدفاع المرتبطة بالقواعد الأمريكية، إلا أنّ واشنطن، ورغم منظومتها الدقيقة، قلقة من تزايد تلك الهجمات، ولهذا كانت الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لبغداد في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الحاليّ، ومباحثاته المطوّلة مع رئيس حكومة بغداد!

وصرّح بلينكن بعد الزيارة للصحفيين: "لا نُريد أيّ مواجهة مع إيران، ولكن سنتّخذ كلّ الإجراءات لحماية قوّاتنا ومواطنينا. ونبذل جهودنا لضمان عدم توسّع الصراع أبعد من غزّة"!

ونفّذت "فصائل المقاومة"، بعد ساعات من مغادرة بلينكن، ثلاث عمليّات منفصلة بطائرات مُسيّرة على قاعدتي عين الأسد والحرير!

وتوجه واشنطن بين حين وآخر ضربات جوّيّة موجعة لتلك الفصائل داخل العراق وسوريا!

وبعد ساعات من لقائه بوزير الخارجية الأمريكي، غادر رئيس الوزراء العراقي لطهران، والتقى بالمرشد الأعلى علي الخامنئي.

ولا شكّ بأنّ زيارة السوداني مرتبطة بزيارة بلينكن، وربّما محاولة عراقية، وبضغوط أمريكية، لإدخال طهران على خطّ الضغط على الفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بإيران أو التي تواليها للكفّ عن مهاجمة القوّات الأمريكية!

والضربات الجوّيّة والصاروخية أحرجت السوداني، وهو اليوم لا يمكنه إدارة الملفّ الأمني في مباحثاته مع الأمريكيين!

ورغم أنّ إيران تَبرّأت من علاقتها بهجمات "المقاومة"، وأنّ الفصائل "تحظى بقرار مستقلّ"، إلا أنّ بيانات وتصريحات زعماء تلك الفصائل تؤكّد الولاء الواضح والعلني لطهران!

وبسبب التداخل في الأحداث تريد واشنطن مَسْك العصا من المنتصف، فهي تقف مع إسرائيل في حربها بغزة، وتحاول أيضا أن تُؤمِّن مصالحها، وتحمي جنودها في المنطقة. وهذه معادلة صعبة للغاية، ولا يمكن تطبيقها بسهولة بسبب التداعيات الكبرى لطوفان الأقصى!

وتحاول الفصائل العراقية ضرب العديد من "العصافير/ الأهداف" بطائرة مسيّرة واحدة، ومنها الضغط العسكري على واشنطن لقطع دابر أيّ "تفكير" بتوجيه ضربات جوّيّة أو صاروخية للداخل الإيراني، وأنّ مصالح واشنطن في العراق، وربّما في المنطقة، ليست بمَأمَن من هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ!

ومن الرسائل الأخرى إظهار "التضامن مع غزة"، وإحراج حكومة بغداد، وزيادة نفوذ الفصائل الداخلي، الأمني والسياسي!

ويبدو أنّ تداعيات طوفان الأقصى مستمرّة داخل العراق وخارجه وآخرها بثّ "الفصائل"، الاثنين الماضي (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، لاعترافات "إليزابيث تسوركوف"، الجاسوسة "الإسرائيلية/ الروسية" التي يقال بأنّها محتجزة لدى كتائب حزب الله العراقي، واختفت أواخر آذار/ مارس 2023. وهذه رسالة "مُبْهمة" لإسرائيل وواشنطن، وربّما ورقة ضغط لصالح طهران!

ورغم الحقائق الواضحة بخصوص الصراع مع "إسرائيل"، لكنّ الحقيقة أنّ العراقيين يعلمون بأنّ هجمات "فصائل المقاومة" ضدّ المصالح الأمريكية تُنفّذ بأجندات خارجية ولا علاقة لها بالعراق أو فلسطين، وهذه هي الحقيقة الراسخة بلا أدنى شكّ!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الفلسطينيين هجمات الإيراني العراق إيران امريكا فلسطين هجمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الثانی فی العراق

إقرأ أيضاً:

نص رسالة السنوار للسيد القائد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ناصر جنده المخلصين المتقين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغُرّ المحجلين، وعلى آله وصحبه الطيبين، وأصحابه الميامين وعلى المجاهدين والمرابطين إلى يوم الدين، وبعد:

أخي الحبيب / سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يُسعدني أن أكتب لكم هذه الرسالة في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نخوض سوياً معركة طوفان الأقصى المباركة، التي جاءت لتوجه ضربة قويةً للمشروع الصهيوني في المنطقة بشكل عام، وفي فلسطين على وجه الخصوص، ولنكتب بها أولى صفحات وعد الله المقدس بتحرير فلسطين تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾

ويسعدني أن أشكركم على العاطفة الصادقة، والمشاعر الفياضة والإرادة الصلبة التي رأيناها منكم في معركة طوفان الأقصى، سواء في ميدان المقاومة، أو فيما ترسله لنا من مخاطبات وما تحمله وفودكم الكريمة من رسائل.

أخي العزيز/ سماحة السيد عبد الملك

لقد استيقظت فلسطين اليوم، على خبر تدشينكم المرحلة الخامسة من مراحل مشاركتكم في معركة طوفان الأقصى، وإنني بهذا الصدد أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، ولتعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب "تل أبيب" من جديد.

لقد اعتقد العدو الصهيوني بأن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها ضد شعبنا الفلسطيني، وخطوات الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة، التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، ستجعله ينتصر في معركته النازية ضد شعبنا الفلسطيني، فجاءته عمليتكم النوعية صباح أمس لترسل للعدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية، وأعظم تأثيراً على طريق حسم المعركة لصالح شعوبنا الأبية الحُرّة.

وإنني بهذا الصدد أرسل تحياتي لقيادة اليمن الشقيق، وقيادة أنصار الله، ولأبطال الجيش اليمني العزيز الذين أبدعوا في تطوير قدراتهم العسكرية حتى وصلت إلى عمق الكيان الغاصب، كما أُبرق بالتحية للشعب اليمني العظيم، الذي ما فتئ عبر تاريخه عن نصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا تزال ميادين اليمن العزيز تشهد على ذلك أسبوعياً منذ بدأت معركة طوفان الأقصى.

أخي العزيز

يعيش شعبنا في قطاع غزة بين حالتين حالة الألم والمعاناة الشديدة جراء العدوان النازي والإبادة الجماعية والحصار والتجويع وهو ما يتطلب من كل أبناء الأمة اسناده والوقوف معه، وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام التي خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وخاضت معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه، وإنني بهذا الصدد أطمئنكم بأن المقاومة بخير، وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية، وإننا قد أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية وإنّ تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة على طريق دحره عن أرضنا بإذن الله ﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾.

أخوكم

يحيى السنوار

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

مقالات مشابهة

  • عطوان: الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب” يشكل ضربة قوية للصناعة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية
  • خطة أمريكية لانقلاب اماراتي على السعودية في اليمن بدعم إسرائيلي
  • اتصالات المقاومة الساخنة.. هل ستصل رسائل بايجر المشتعلة إلى جيوب الفصائل العراقية؟
  • اتصالات المقاومة الساخنة.. هل ستصل رسائل بايجر المشتعلة إلى جيوب الفصائل العراقية؟- عاجل
  • وزير الخارجية الإيراني: اليمن يمتلك التقنيات ويعزز ترسانته العسكرية بشكل مستقل
  • الوحدة الوطنية: السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال وتحقيق التحرر
  • السنوار: المقاومة بخير وتحضر نفسها لحرب استنزاف
  • نص رسالة يحي السنوار إلى قائد أنصار الله
  • نص رسالة السنوار للسيد القائد
  • حزب الله يشيد بالعملة العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني ويؤكد انها كشفت ضعف كيان الاحتلال