عربي21:
2024-12-23@10:11:55 GMT

التداعيات العسكرية لطوفان الأقصى على العراق!

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

يبدو أنّ تداعيات معركة "طوفان الأقصى" الغزّاوية لها أوّل وليس لها آخر، وهي حرب أدخلت المنطقة والعالم في دوّامة من القلق السياسي، والإنذار العسكري، والترقُّب الدولي.

وآخر تلك التداعيات القمّة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض، يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ومع ذلك فإنّ تداعيات "الطوفان" على المستوى الميداني العسكري ظهرت بشكل واضح في العراق ولبنان واليمن.



والفصائل التي تستهدف القوّات الأمريكية في العراق تُسَمّي نفسها "المقاومة الإسلامية"، وهي فصائل "شيعية" ضمن تشكيلات الحشد الشعبي، ومرتبطة رسميا بمكتب القائد العامّ للقوّات المسلّحة ورئيس الوزراء، محمد شياع السوداني!

وبخصوص الحالة العراقية فإنّ الثابت بين العراقيين:

- أنّهم مع الفلسطينيين في صراعهم التاريخي ضدّ الاحتلال.

- وهم مقتنعون تماما بأنّ أمريكا وإسرائيل وجهان لحالة واحدة.

- وهنالك قبول شعبي عراقي، وبدرجات متفاوتة، للضربات الموجّهة للقواعد الأمريكية بالعراق!

ولاحظنا خلال العقدين الماضيين تنامي الاستهداف المسلّح للقوات الأجنبية المحتلّة في العراق، وهذا الاستهداف يُمكن تقسيمه إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى كانت قبل الانسحاب الأمريكي الرسمي من العراق نهاية العام 2011، وتحديدا خلال مرحلة (2003-2011) ولم يكن لفصائل "المقاومة" الحاليّة أيّ أثر!

والمرحلة الثانية بعد العام 2013، حيث شُكِّلَت بعض الفصائل "الشيعية" للقتال بجانب النظام السوري خلال الثورة السورية!

ولكنّ ظهور الغالبيّة العظمى من هذه الفصائل التي تقول اليوم بأنّها تستهدف التواجد الأمريكي كان بعد العام 2014، لأنّها شُكِّلَت بعد فتوى الجهاد الكفائي للمرجع "الشيعي" علي السيستاني، في حزيران/ يونيو 2014، نتيجة لسيطرة "داعش" على ثُلث العراق، ولاحقا شُكِّل الحشد الشعبي الذي يضمّ هذه الفصائل!

ويمكن تحديد بداية هجمات فصائل المرحلة الثانية على القوّات الأمريكية بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، بداية العام 2020 بطائرة أمريكية ببغداد.

وبعد "طوفان الأقصى" ازدادت الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة الملغّمة المُسْتَهْدِفة لقاعدتي "عين الأسد" في الأنبار الغربيّة، والحرير في أربيل بإقليم كردستان العراق!

وأكّد المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجنرال باتريك رايدر، في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أنّ القوّات الأمريكية في العراق وسوريا تَعرّضت لـ38 هجوما باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة منذ منتصف تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، ممّا أسفر عن إصابة 45 جنديّا أمريكيا، من بين أكثر من 2500 عسكري أمريكي داخل العراق!

وغالبيّة هجمات "المقاومة" لم تصل لأهدافها بسبب قوّة أنظمة الدفاع المرتبطة بالقواعد الأمريكية، إلا أنّ واشنطن، ورغم منظومتها الدقيقة، قلقة من تزايد تلك الهجمات، ولهذا كانت الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لبغداد في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الحاليّ، ومباحثاته المطوّلة مع رئيس حكومة بغداد!

وصرّح بلينكن بعد الزيارة للصحفيين: "لا نُريد أيّ مواجهة مع إيران، ولكن سنتّخذ كلّ الإجراءات لحماية قوّاتنا ومواطنينا. ونبذل جهودنا لضمان عدم توسّع الصراع أبعد من غزّة"!

ونفّذت "فصائل المقاومة"، بعد ساعات من مغادرة بلينكن، ثلاث عمليّات منفصلة بطائرات مُسيّرة على قاعدتي عين الأسد والحرير!

وتوجه واشنطن بين حين وآخر ضربات جوّيّة موجعة لتلك الفصائل داخل العراق وسوريا!

وبعد ساعات من لقائه بوزير الخارجية الأمريكي، غادر رئيس الوزراء العراقي لطهران، والتقى بالمرشد الأعلى علي الخامنئي.

ولا شكّ بأنّ زيارة السوداني مرتبطة بزيارة بلينكن، وربّما محاولة عراقية، وبضغوط أمريكية، لإدخال طهران على خطّ الضغط على الفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بإيران أو التي تواليها للكفّ عن مهاجمة القوّات الأمريكية!

والضربات الجوّيّة والصاروخية أحرجت السوداني، وهو اليوم لا يمكنه إدارة الملفّ الأمني في مباحثاته مع الأمريكيين!

ورغم أنّ إيران تَبرّأت من علاقتها بهجمات "المقاومة"، وأنّ الفصائل "تحظى بقرار مستقلّ"، إلا أنّ بيانات وتصريحات زعماء تلك الفصائل تؤكّد الولاء الواضح والعلني لطهران!

وبسبب التداخل في الأحداث تريد واشنطن مَسْك العصا من المنتصف، فهي تقف مع إسرائيل في حربها بغزة، وتحاول أيضا أن تُؤمِّن مصالحها، وتحمي جنودها في المنطقة. وهذه معادلة صعبة للغاية، ولا يمكن تطبيقها بسهولة بسبب التداعيات الكبرى لطوفان الأقصى!

وتحاول الفصائل العراقية ضرب العديد من "العصافير/ الأهداف" بطائرة مسيّرة واحدة، ومنها الضغط العسكري على واشنطن لقطع دابر أيّ "تفكير" بتوجيه ضربات جوّيّة أو صاروخية للداخل الإيراني، وأنّ مصالح واشنطن في العراق، وربّما في المنطقة، ليست بمَأمَن من هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ!

ومن الرسائل الأخرى إظهار "التضامن مع غزة"، وإحراج حكومة بغداد، وزيادة نفوذ الفصائل الداخلي، الأمني والسياسي!

ويبدو أنّ تداعيات طوفان الأقصى مستمرّة داخل العراق وخارجه وآخرها بثّ "الفصائل"، الاثنين الماضي (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، لاعترافات "إليزابيث تسوركوف"، الجاسوسة "الإسرائيلية/ الروسية" التي يقال بأنّها محتجزة لدى كتائب حزب الله العراقي، واختفت أواخر آذار/ مارس 2023. وهذه رسالة "مُبْهمة" لإسرائيل وواشنطن، وربّما ورقة ضغط لصالح طهران!

ورغم الحقائق الواضحة بخصوص الصراع مع "إسرائيل"، لكنّ الحقيقة أنّ العراقيين يعلمون بأنّ هجمات "فصائل المقاومة" ضدّ المصالح الأمريكية تُنفّذ بأجندات خارجية ولا علاقة لها بالعراق أو فلسطين، وهذه هي الحقيقة الراسخة بلا أدنى شكّ!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الفلسطينيين هجمات الإيراني العراق إيران امريكا فلسطين هجمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الثانی فی العراق

إقرأ أيضاً:

الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية لتايوان

بكين- يمانيون

أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، عن استيائها من المساعدات العسكرية الأمريكية المستمرة لتايوان وقدمت احتجاجا صارما لواشنطن.

وأكدت أن تلك المساعدات تنتهك بشكل خطير مبدأ “الصين الواحدة” وسيادتها ومصالحها الأمنية.

ونشرت وزارة الخارجية الصينية بيانا لها، فجر اليوم الأحد، قالت فيها: “وافقت الولايات المتحدة مرة أخرى على مساعدات عسكرية ومبيعات الأسلحة لمنطقة تايوان الصينية. وهذا ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وخاصة بيان 17 أغسطس 1982”.

وتابعت الخارجية الصينية في بيانها أن هذا الأمر “يشكل انتهاكا صارخا لالتزام قادة الولايات المتحدة بعدم دعم استقلال تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للغاية إلى القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان. وتدين الصين بشدة هذا القرار وتعارضه بشدة، وتقدمت باحتجاجات جدية على الفور إلى الولايات المتحدة”.

ولفت البيان الصيني إلى أن قضية تايوان تؤثر على المصالح الأساسية للصين واصفة إياها بأنها “الخط الأحمر” في العلاقات الصينية الأمريكية الذي لا يمكن تجاوزه.

وكان البيت الأبيض قد أعلن، أول أمس الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 571 مليون دولار، حيث طلب بايدن من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تسهيل إرسال مواد وخدمات عسكرية لدعم تايوان.

وكانت وزارة الدفاع التايوانية قد أعلنت وصول أول شحنة من دبابات “أبرامز” أمريكية الصنع، حيث تسلمت الجزيرة 38 دبابة، وذلك لأول مرة منذ 30 عاما، حيث لم تتسلم تايبيه دبابات جديدة من واشنطن منذ عام 1994.

ويشار إلى أن العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية الصينية وجزيرة تايوان انقطعت، في العام 1949، بعد أن انتقلت قوات الكومنتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيك، التي هُزمت في الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، إلى تايوان.

في وقت تعتبر الصين الجزيرة ذات الحكم الذاتي جزءا لا يتجزأ من أراضيها متوعدة باستعادتها بالقوة إن لزم الأمر، كما أن بكين نرفض أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.

 

 

مقالات مشابهة

  • الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية لتايوان
  • سوريا.. الشرع يجتمع بالفصائل العسكرية (صور)
  • الشرع يجتمع بالفصائل العسكرية
  • الشرع يناقش مع الفصائل شكل المؤسسة العسكرية الجديدة بسوريا
  • الجولاني يكشف موقف الفصائل العسكرية السورية في المستقبل
  • عاجل| القيادة العامة بسوريا: الشرع ناقش في لقائه مع الفصائل العسكرية شكل المؤسسة العسكرية الجديدة
  • مقتل 5 من جنود الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في جباليا
  • سوريا وتكرار أحداث الإطاحة بصدام حسين في العراق.. نائب أمريكي يبيّن لـCNN ما يهم واشنطن بعد وصول الفصائل المسلحة للسلطة وسقوط نظام الأسد
  • في أول رد.. فصيل مسلح: لا يمكن لأي جهة نزع سلاح المقاومة في ظل الوجود الأمريكي
  • في أول رد.. فصيل مسلح: لا يمكن لأي جهة نزع سلاح المقاومة في ظل الوجود الأمريكي - عاجل