ألقى سامح شكري، وزير الخارجية، كلمة في الاجتماع الوزاري للنسخة الثانية لقمة صوت الجنوب العالمي، والتي عقدت اليوم، بتنظيم من حكومة جمهورية الهند، تضمنت الإشارة إلى ما يشهده استقرار النظام العالمي من مخاطر، حيث يعكس القصف الإسرائيلي الكبير وغير المسبوق لقطاع غزة تحيز وعجز النظام الدولي عن وضع حد للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام بجانب إسرائيل.

 

وشدد الوزير شكري على دعوة مصر لوقف فوري لإطلاق النار والأعمال العدائية للسماح بالتعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة وتمهيد الطريق للجهود السياسية الهادفة لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم. 

وأشار وزير الخارجية إلى أنه في ظل الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم، وما تواجهه الدول النامية من تحديات هيكلية وبازغة، فإن النظام العالمي القائم على القواعد، والعمل متعدد الأطراف المبني على مباديء السيادة الوطنية والاحترام المتبادل والفوائد المشتركة والتضامن يجب أن يشكلا أولوية لدول الجنوب العالمي.

 ونوه بأن الأزمات الأخيرة كشفت عن اختلال التوازن وعيوب في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وبصفة خاصة فيما يتعلق بالتمويل، مشدداً على الحاجة لإصلاح النظام المالي الدولي من منظور يعتبر أن التعامل مع التغير المناخي يعد جزءاً مكملاً للتنمية المستدامة وليس بديلاً لها، بالإضافة إلى أهمية تأسيس آليات جديدة وفعالة لتمويل التنمية مع إصلاح الآليات الحالية، وبما يتضمن تعزيز قدرة بنوك التنمية متعددة الأطراف على الإقراض، وضمان قيام المؤسسات المالية الدولية بدعم الدول النامية في التعامل مع الأزمات الحالية والمستقبلية.

كما نوه وزير الخارجية على أهمية التعامل بصورة فعالة ومستدامة مع الديون السيادية المتزايدة للدول النامية، بما في ذلك الدول متوسطة الدخل، مختتماً كلمته بالإشادة بالتفعيل المتوقع قريباً لصندوق الخسائر والأضرار الذي تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر المناخ الأخير بشرم الشيخ، باعتباره مثالاً لفاعلية العمل متعدد الأطراف.

وأعرب عن أمله في أن تتمخض عن القمة الثانية لصوت الجنوب العالمي عن رسائل قوية ترتقي لحجم المسئوليات وتطلعات شعوب دول الجنوب للعالمي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الخارجية سامح شكرى غزة إسرائيل وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

الحروب الطويلة والأزمات وأثرها على الاقتصاد العالمي وعلى النسيج الاجتماعي وأمن الدول

1. التأثير الاقتصادي العالمي:

الحروب، خصوصًا عندما تشترك فيها قوى إقليمية أو عالمية، كما هو الحال في أوكرانيا وربما في الشرق الأوسط، تخلق عدم استقرار كبير في الأسواق. يشمل ذلك:

التضخم: من خلال عدم استقرار المناطق المنتجة للطاقة، مثل الشرق الأوسط،حيث تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز. هذا ينعكس على الاقتصاد العالمي بأسره، حيث أن الطاقة ضرورية للإنتاج ونقل البضائع. بالفعل، دفعت الحرب في أوكرانيا أسعار الطاقة إلى مستويات مقلقة، وسيكون لأي صراع واسع النطاق آخر آثار مشابهة، إن لم يكن أكثر خطورة.

تعطيل سلاسل التوريد: التجارة الدولية ستتعرض لاضطرابات شديدة. على سبيل المثال، أدت العقوبات على روسيا واضطرابات صادرات الحبوب الأوكرانية إلى زعزعة استقرار إمدادات الغذاء في العديد من البلدان النامية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

2. تفاقم التفاوتات والفقر:

تزيد الصراعات الطويلة من حدة الفقر، خصوصًا في البلدان المتأثرة مباشرة أو المعتمدة على التجارة الدولية. وتعاني الفئات الأكثر ضعفًا بالفعل من آثار الأزمات المتعددة:

زيادة الفقر: يؤدي التضخم، إلى جانب ندرة السلع الأساسية، إلى تفاقم الفقر، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة لملايين الأشخاص. وتعاني المناطق المتأثرة بالحرب من تدمير البنية التحتية، وتوقف الأنظمة الاقتصادية، وهجرة جماعية للأشخاص الباحثين عن الأمان.

عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي: يغذي اليأس الناجم عن الفقر عدم الاستقرار الاجتماعي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التصرفات اليائسة: العنف، الجريمة، أعمال الشغب، وحتى الثورات. وقد تصبح الفئات التي تشعر بأنها مهملة من النظام أكثر تطرفًا، مما يزيد من مخاطر الجريمة والإرهاب.

3. العودة إلى « قانون الغاب »:

ربما يكون انهيار الأمن الاجتماعي وزيادة العنف مبررًا. فالأزمات الاقتصادية الواسعة النطاق غالبًا ما تخلق « حالات استثنائية » حيث تصبح المؤسسات مثقلة أو ضعيفة، مما يؤدي إلى العودة إلى أشكال « العدالة الوحشية ».

زيادة الجريمة: عندما تصبح الموارد نادرة، يصبح العنف وسيلة للبقاء بالنسبة للبعض. قد تظهر موجات من الجريمة، خصوصًا إذا فشلت الحكومات في الحفاظ على النظام. نرى بالفعل في بعض البلدان تصاعدًا في العنف خلال فترات الأزمة.

السكان المهمشون: الأشخاص الذين يعيشون في فقر شديد هم غالبًا أول من يتأثر بالأزمة. عندما لا يرون أي مخرج، قد يلجؤون إلى حلول قصوى، مما يزيد من انعدام الأمن في بعض الأحياء والمناطق.

4. الآثار المتسلسلة للأزمات المتعددة:

بعد خروج العالم بالكاد من أزمة كوفيد-19، يواجه الاقتصاد العالمي سلسلة من الصدمات: الحرب في أوكرانيا، عدم الاستقرار في قطاع الطاقة، تصاعد التوترات الجيوسياسية، والآن ربما صراع بين إسرائيل وإيران. هذه الأزمات مجتمعة قد تؤدي إلى:

تفاقم التوترات العالمية: لا يخرج العالم سليمًا من سلسلة من الأزمات بهذا الحجم. الضغوط على الأنظمة المالية والسياسية والاجتماعية قد تجعل الحكومات أكثر هشاشة.

زيادة الهجرة: تؤدي الأزمات أيضًا إلى زيادة أعداد اللاجئين والمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أماكن أخرى. يضيف ذلك تحديات إضافية للبلدان المضيفة، من حيث الاندماج والأمن.

5. كيف يمكن الحد من هذه الآثار؟

إن دور المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، حاسم في محاولة نزع فتيل النزاعات قبل أن تتفاقم وتؤثر أكثر على الاقتصاد العالمي. بالتوازي مع ذلك، يمكن لإدارة أكثر مسؤولية للموارد الاقتصادية، وتضامن دولي متزايد، وسياسات اجتماعية معززة أن تحد من بعض الآثار الأكثر تدميرًا للصراعات والأزمات الاقتصادية.

هذا التعدد في الأزمات قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الاقتصادية والاجتماعية في العالم. المفتاح للحد من هذه التأثيرات سيكون قدرة الحكومات على تنفيذ سياسات دعم، إلى جانب جهود دبلوماسية متضافرة لتقليل مخاطر الحرب وعدم الاستقرار على نطاق واسع.

 

مقالات مشابهة

  • "الخارجية" تبرز إسهام مصر الرائد في العلاقات السياسية والاقتصادية متعددة الأطراف بدورة الجنوب العالمى
  • تونس تنتخب الأحد: استحقاق رئاسي وسط غياب المنافسة وتصاعد الأزمات الاقتصادية
  • وزارة الخارجية تبرز إسهام مصر الرائد في العلاقات السياسية والاقتصادية متعددة الأطراف
  • مساعد وزير الخارجية للشئون الامريكية يستقبل رؤساء المكاتب الاقتصادية والتجارية والزراعية بالسفارة الأمريكية في القاهرة
  • وزير الخارجية لرئيس الحكومة اللبنانية: الرئيس السيسي وجه بكل الدعم المناسب لإغاثة الشعب الشقيق
  • مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية يستقبل رؤساء المكاتب الاقتصادية والتجارية والزراعية
  • مجموعة الأزمات الدولية: على الأطراف المتنازعة تنفيذ اتفاق المركزي بحسن نية منعاً للانهيار
  • مجموعة الأزمات الدولية: على الأطراف المتنازعة تنفيذ اتفاق المركزي بحسن نية لمنع الانهيار الاقتصادي
  • الحروب الطويلة والأزمات وأثرها على الاقتصاد العالمي وعلى النسيج الاجتماعي وأمن الدول
  • كاتب صحفي: النظام الدولي الحالي غير قادر على حل الأزمات