لجريدة عمان:
2024-09-18@23:35:45 GMT

عُمان.. في يوم مجدها وسؤددها

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

عُمان.. في يوم مجدها وسؤددها

لا تستذكر سلطنة عمان اليوم وهي تحتفل بعيدها الوطني المجيد الماضيَ العريق والتاريخ العظيم فقط، رغم أنه تاريخ مشرّف ومليء بالبناء والمنجزات الحضارية في السياق العماني والسياق الإنساني، ولكنها ترنو إلى المستقبل الذي تسير نحوه بكثير من الاطمئنان أنه سيكون مستقبلا مشرقا بعد أن بذل الآباء والأجداد وكل الأجيال الماضية جهودا كبيرة في تمهيد الطُرُق نحوه.

ورغم التحديات التي تفرضها طبيعة سيرورة التاريخ للأمام وتفاعلاته مع كل ما حوله إلا أن العمانيين بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على يقين تام أنهم يسيرون نحو مستقبل مشرق، وقد علمتهم التجارب كيف يعبرون بنجاح المراحل الصعبة والمعقدة نحو غايتهم التي ينشدونها حيث المجد والمساهمة في البناء الإنساني.

إن ذلك ليس مجرد حلم يبالغ به شعب في يوم عيده الوطني، رغم أن الأحلام مشروعة، ولكنه يقين وإيمان حتى قبل أن يكون طموحا.. وعندما تؤمن الشعوب بأحلامها وبقدرتها على تحقيقها تبدع إبداعات خالدة تصبح ضمن أمجاد الدول ومفاخر الشعوب.

ومن يعُد إلى تاريخ عُمان يجد الكثير من النماذج التي يمكن القياس عليها، كيف استطاع العمانيون في الكثير من مراحل التاريخ الحالكة أن يعبروا بشجاعة وصلابة المسافة الفاصلة بين الخوف والرجاء، وأن ينتصروا على التحديات مهما بدت مستحيلة.. وآخر التحديات الصعبة التي عبرها العمانيون كانت بقيادة سلطان البلاد المفدى ـ أعزّه الله ـ عندما مرت عُمان، والكثير من بلاد العالم، بأزمة مالية ناتجة عن الجائحة الصحية الأخطر التي عاشتها البشرية. لقد شارك العمانيون جميعا بقيادة جلالة السلطان في عبور ذلك التحدي الصعب إلى المرحلة الآمنة التي نعيشها اليوم.. وخرجت عُمان مثل كل مرة أكثر قوة وأكثر خبرة وأكثر يقينا بقيادتها وقوة أبنائها. وسيأتي اليوم الذي ننظر أو تنظر فيه أجيال عُمان القادمة إلى تلك المرحلة باعتبارها مرحلة فاصلة في تاريخ عُمان عبرها العمانيون بالعزيمة نفسها التي عبر فيها أجدادهم مراحل تاريخية مماثلة.

واليوم الذي تحتفل فيه سلطنة عمان بعيدها الوطني، الذي هو رمز عزتها ومبعث من مباعث فخرها، تجد نفسها تسير وفق رؤية واضحة صاغتها القيادة، بتوافق شعبي، لتكون خارطة طريق نحو المستقبل. وفي خطابه أمام مجلس عُمان هذا الأسبوع قال جلالته ـ حفظه الله: «لن نتوانى عن بذل كل ما هو متاح لتحقيق ما رسمناه من أهداف وتطلعات رؤية عمان 2040» وقد أسهمت هذه الخطة بعد قرابة ثلاث سنوات على بدء تطبيقها في تعزيز المكانة المالية لسلطنة عمان وتقدمها في الكثير من المؤشرات العالمية وتحقيق درجات من الحماية الاجتماعية للفئات التي تحتاجها. رغم أنها كانت سنوات صعبة جدا نظرا لما أحاط بها من ظروف اقتصادية ومالية وصحية ومتغيرات سياسة عالمية.

لكنّ هذه اللحظة التاريخية التي نمتلئ فيها يقينا وإيمانا بمستقبلنا كما نمتلئ فيها فخرا واعتزازا بتاريخنا وحاضرنا عليها أن لا تنسينا كل التضحيات التي بذلت من أجل ما نحن فيه طوال التاريخ، وأن علينا أن نعمل بجد مضاعف، كما عمل من قبلنا، حتى نحافظ على كل ما تحقق في مسيرة بناء هذا الوطن.. والمستقبل الذي نريده وننشده يحتاج منّا إلى عمل مقرون بعلم ومعرفة وبوعي كبير « فالعالم لا يتغير بذاته.. إنما الوعي هو الذي يغير العالم» كما يقول الفيلسوف هيجل.. ولذلك فإن الوعي شرط أساسي من شروط التغيير.

إن دعوة جلالة السلطان المفدى خلال خطابه أمام مجلس عُمان إلى أهمية الحفاظ على منظومة المجتمع الأخلاقية والثقافية والتمسك بالسمت العماني دليل واضح على أهمية بناء الوعي بكل ما يحيط بنا من قضايا وتحديات كبرى؛ فالعالم يمر بتحولات تفقده الكثير من مبادئه وقيمه لصالح اعتناق أفكار جديدة لا تتناسب مع قيم الدين الإسلامي الحنيف التي يعتنقها المجتمع العماني ويؤمن بها. وقد ارتبطت قوة العمانيين وصلابتهم عبر التاريخ بقوة تمسكهم بمبادئهم وقيمهم وأخلاقهم.. ولذلك فإننا لا نستطيع في عُمان أن نتقدم نحو المستقبل دون قيم ومبادئ سواء كانت قيما اجتماعية أو سياسية، وقد عرف العالم عنّا ذلك واحترمنا على أساسه وسنبقى على مبادئنا وسمتنا الرفيع.

وكل عام وعُمان كيانا حضاريا عظيما وخالدا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

عدن .. قسم التاريخ بكلية الآداب يقيم حفلاً تكريمياً لأساتذته وطلابه المتميزين

شمسان بوست / د. جهاد وادي ت/ صقر العقربي

تزامناً مع تدشين العام الجامعي الجديد 2024/2025م، نظم قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة عدن صباح اليوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024م حفلاً تكريمياً للأساتذة أصحاب الإصدارات والألقاب العلمية، والطلاب الخريجين من القسم في برامج الدراسات العليا، وذلك برعاية كريمة من رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور، وإشراف مباشر من عميد الكلية الأستاذ الدكتور/جمال محمد ناصر الحسني.

وشهد الحفل حضوراً لافتاً لنواب العميد ورؤساء الأقسام العلمية ومدراء المراكز في الجامعة، وأعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة ومنتسبي القسم، وأُلقيت خلاله عديد من الكلمات التي أكدت على أهمية هذه الفعالية التكريمية للأساتذة في القسم والباحثين، بما يسهم في التشجيع على الإنتاج العلمي والمعرفي في قسم التاريخ بالكلية وتقديراً لدورهم وإنجازاتهم العلمية المختلفة.

وكان للأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن كلمة أشاد من خلالها بالجهود الكبيرة لمنتسبي كلية الآداب وقسم التاريخ تحديداً، متمنياً أن تحذوا جميع الأقسام العلمية بمثل هذه الفعاليات التي تعزز من الترابط فيما بينهم، مؤكداً أن كلية الآداب تعتبر أول كلية في جامعة عدن تدشن عامها الدراسي الجديد بحلة جديدة بتكريم المتفوقين والمتميزين والمبدعين في قسم التاريخ، مشيداً بالكفاءات العلمية في هذا القسم والقادرة على مواصلة تقديم كل جديد، وعبر عن شكره لعمادة الكلية ولرئاسة القسم على نشاطهم الدائم وتوثيقهم لكل الفعاليات والأنشطة التي أقيمت على مدى سنوات.

فيما شدد عميد الكلية الأستاذ الدكتور/جمال محمد الحسني على أن تكون لهذه الفعاليات هوية واضحة في تكريم المبدعين من الأقسام العلمية تقديراً لجهودهم الكبيرة في اختصاصاتهم العلمية، مستعرضاً المراحل التاريخية لتأسيس قسم التاريخ في الكلية وسيره بخطى ثابتة للأمام نحو تطوير الخطط الدراسية، كي تتواكب مع مختلف التطورات في هذا الجانب، مثمناً دور قيادة جامعة عدن ممثلة بالاستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور رئيس الجامعة لدعمه ووقوفه الدائم إلى جانب الكلية في جميع أنشطتها وفعالياتها الأكاديمية والطلابية المختلفة.

من جانبه أكد الدكتور/محمد أبو رجب رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب أن هذه الفعالية ستتضمن عديد من الأنشطة التكريمية وإصدار كتيب يوثق لكل أستاذ إسهاماته العلمية، مع معرضٍ لكل كتب وأبحاث الأساتذة والطلاب وحضورهم العلمي.

عقب ذلك قام الأخ رئيس جامعة عدن وعميد الكلية ورئيس القسم بتكريم الأساتذة الذين كان لهم دوراً بارزاً في العملية التعليمية، وممن لديهم إصدارات علمية، وممن نالوا ألقاباً علمية رفيعة، والباحثين خريجي الدراسات العليا في برامج الماجستير والدكتوراه.

حضر الحفل التكريمي الدكتور/خالد سعيد السويدي عميد كلية الصيدلة، والدكتور/وهيب مهدي عزيبان عميد كلية الإعلام، والدكتور/ماجد علي مثنى عميد كلية الأسنان، والدكتور/عبدالله بن حريز مدير مركز السنة التحضيرية بالجامعة، وحشد غفير من منتسبي القسم العلمي وكلية الآداب.

مقالات مشابهة

  • أمير المدينة المنورة: الخطاب الملكي يؤكد على الخطوات الثابتة التي قادت إلى تحقيق الكثير من المنجزات والمستهدفات
  • أمير منطقة المدينة المنورة: الخطاب الملكي يؤكد على الخطوات الثابتة التي قادت إلى تحقيق الكثير من المنجزات والمستهدفات
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لدينا الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد
  • عدن .. قسم التاريخ بكلية الآداب يقيم حفلاً تكريمياً لأساتذته وطلابه المتميزين
  • هل انتهى التاريخ عند الليبرالية الديمقراطية ؟!
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • تعرف على هدافي دوري أبطال أوربا عبر التاريخ
  • الرياضي الإستوني جان روز يصنع التاريخ على جسر البوسفور!
  • تحتوي على الكثير من الماء.. فوائد الكوسة الصغيرة لجسم الإنسان
  • برو: المقاومة جاهزة للمواجهة وفي جعبتها الكثير لردع العدو