حماس ليست وحدها.. من يقاتل على الأرض في غزة؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يركز الاحتلال وكذلك الدول الداعمة لعدوانه على قطاع غزة، على حركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث جعل القضاء عليها أولوية له، لا سيما الجناح العسكري التابع للحركة المتمثل بكتائب الشهيد عز الدين القسام.
وفي خضم الأحداث المتسارعة وتصدر كتائب القسام أقوى فصائل المقاومة للمشهد في غزة، تغيب حركات مقاومة أخرى تقاتل في القطاع جنبا إلى جنب مع القسام.
فكرة "المقاومة"
يصب الاحتلال اهتمامه على حركة حماس، حتى يظن المتابع أنه لو تمكن من القضاء على وجودها في القطاع سينهي المقاومة، إلا أن الواقع على الأرض يبدو مغايرا تماما.
تقاتل إلى جانب القسام عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية، وهذا يفتح الباب على مصراعيه أمام سؤال جوهري، هل تتعلق المقاومة في غزة بحركة حماس فقط، وإن كانت هي من تقودها وعلى عاتقها الثقل الأكبر؟
تبدو فكرة "المقاومة" متجذرة بالشعب الفلسطيني بشكل كبير، لذا لن تجد عائلة فلسطينية سواءا في الضفة أو القطاع إلا ولديها مقاومون أو شهداء وأسرى، ويبدو ذلك تفسيرا منطقيا لفشل الاحتلال بالقضاء على المقاومة رغم الحروب الشعواء التي شنها، وعلى سبيل المثال ما زال مخيم جنين يمثل عقدة لدى الاحتلال بعد عدة حروب قادها ضد المخيم كان آخرها في أيار/مايو الماضي.
وقال ذلك جليا، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الثامن من الشهر الجاري عندما أكد، أن حركة حماس فكرة لا تنتهي، ومن يريد وضعا مغايرا عليه تلبية حقوق الشعب الفلسطيني بالسلام الشامل.
وأضاف الصفدي خلال لقاء مع صحفيين وكتاب، "إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه وبخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية وحقوق شعبها، فإننا سنعود للحرب كل 5 أو 6 سنوات، ولن يشهد أحد الاستقرار والأمن الذي يطالب به كل العالم".
فصائل المقاومة في غزة
تنتشر في القطاع عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية التي تمثل مختلف أطياف الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من تباين الأيديولوجية إلا أنها متفقة بشكل واضح على مقاومة الاحتلال، كخيار لا يمكن التنازل عنه.
كتائب القسام
تمثل الكتائب، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تأسست عام 1987، وتعتبر من أقوى الفصائل الفلسطينية المسلحة على الإطلاق، وأكثرها عددا وتسليحا نوعيا.
وتظهر ترسانتها العسكرية في كل مواجهة مع الاحتلال، بصواريخ بعيدة المدى كصاروخ عياش الذي يصل إلى 250 كم، بالإضافة لطائرات مسيرة وطوربيدات وصواريخ مضادة للدروع شديدة التدمير مصنعة داخل القطاع.
الله أكبر ولله الحمد
مشاهد إثخان عظيمة بجنود الاحتلال..
أجهزوا على الصهاينة من مسافة قريبة..
الآن كتائب القسام تبث مشاهد من استهداف مجاهديها القوات الصهيونية المتوغلة في بيت حانون شمال قطاع غزة.
#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/XEcEOLPvOB — رضوان الأخرس (@rdooan) November 17, 2023
سرايا القدس
الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي تأسست عام 1982، وتعتبر الثانية من حيث القوة والتسليح بعد كتائب القسام.
وفي شهر نيسان/أبريل هذا العام أظهرت السرايا جزءا من ترسانتها خلال عرض عسكري في غزة، شمل صواريخ من طراز "بدر 3" برأس متفجر يزن 400 كيلوغرام، وطائرات مسيرة محلية الصنع، من طراز "سحاب" الاستطلاعية والهجومية، ومسيرة "صيّاد" الهجومية، ومسيرة "هدهد" الاستطلاعية.
وشاركت سرايا القدس في عملية طوفان الأقصى منذ يومها الأول، كما أكدت أنها تقاتل كتفا إلى كتف بجانب كتائب القسام في صد قوات الاحتلال بجميع محاور التوغل في غزة.
عاجل فيديو
سرايا القدس تستهدف المواقع العسكرية والجنود والآليات المتوغلة في محاور التقدم بقذائف الهاون .#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/99Pup9LUCL — بلال نزار ريان (@BelalNezar) November 17, 2023
ألوية الناصر صلاح الدين
وتمثل الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التي تأسست عام 2000.
وأعلنت الألوية بداية العدوان على غزة الجهوزية والنفير العام لكافة مقاتليها للرد لصد العدوان المستمر والمتصاعد على قطاع غزة.
ألوية الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي توجه رسالةً للعدو الغاشم الذي يتوعد القطاع بالاجتياح pic.twitter.com/uYmIquaPH9 — د.حذيفة عبدالله عزام (@huthaifaabdulah) October 26, 2023
كتائب شهداء الأقصى
تمثل الجناح العسكري لحركة فتح، حيث تأسست مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وكان لها دور مركزي في العمل العسكري الفلسطيني، وقدمت مئات الشهداء والأسرى.
وتشارك الكتائب في صد عدوان الاحتلال على قطاع غزة، حيث نعت عددا من كوادرها الذين استشهدوا خلال العدوان المستمر على القطاع، كما تبنت قصف تحشدات للاحتلال جنوب غزة.
وأعلنت الكتائب "كتيبة طولكرم" أواخر الشهر الماضي عن نجاحها في إيقاع قوة راجلة تابعة لجيش الاحتلال في كمين محكم في منطقة شويكة في مدينة طولكرم في الضفة الغربية.
اشتباكات عنيفة بين كتائب شهداء الأقصى وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة pic.twitter.com/OMxLRhALqt — سلطان (@sul6an_21) November 9, 2023
كتائب شهــداء الأقصـى: إطلاق رشقات صاروخية تجاه الأراضي المحتلة رداً على الجرائم ضد المدنيين.#GazaHolocaust #هولوكست_غزة pic.twitter.com/9Wuo5M264N — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 11, 2023
كتائب أبو علي مصطفى
وتسمى أيضا قوات المقاومة الشعبية وتعد الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي شكلت عام 2000 حيث كان اسمها "قوات المقاومة الشعبية" وتم تغيير الاسم لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى بعد اغتيال الاحتلال للأمين العام للجبهة في رام الله عام 2001.
وتشارك الكتائب في صد العدوان منذ أيامه الأولى وأكدت أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال إلى جانب بقية فصائل المقاومة الفلسطينية.
ونشرت الكتائب مقاطع مصورة لعمليات قصف استهدفت تجمعات الاحتلال على تخوم قطاع غزة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/كتائب ابو علي مصطفى pic.twitter.com/2fOh72gPXp — نمر الكسابره (@Nimer_Al_Kasabr) November 10, 2023
قوات الشهيد عمر القاسم
وتمثل الجناح الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، وتحمل اسم الأسير الشهيد عمر القاسم الذي يعد من أشهر المناضلين الفلسطينيين ضد الاحتلال حتى توفي في سجونه عام 1989.
وانخرطت القوات في معركة طوفان الأقصى منذ يومها الأول، كما تشارك في المعارك التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في محاور توغل جيش الاحتلال بقطاع غزة.
وأعلن الناطق باسم القوات، أبو خالد، اليوم الجمعة أنها أرغمت العدو الإسرائيلي على التراجع في العديد من محاور القطاع، مؤكدا أن مقاتليها يخوضون قتالا ضاريا ضد دبابات الاحتلال.
???? مقطع جديد ????
مشاهد من اقتحام مقاتلي كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) لمواقع عسكرية إسرائيلية. pic.twitter.com/cBT86QEsIV — رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) October 8, 2023
غرفة العمليات المشتركة في غزة
حرصت فصائل المقاومة في القطاع على تنظيم عمليات المقاومة وعدم ترك الأمر للاجتهادات أو القرارات الفردية، خصوصا أن المعركة ضد الاحتلال طويلة وقاسية وبناءا على ذلك شكلت الغرفة المشتركة للفصائل في غزة.
ويبدو أن غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في غزة استطاعت تحييد تباين سياسة وأيديولوجية الفصائل المنضوية تحت لوائها لمصلحة الوحدة في مواجهة الاحتلال.
وأعلن عن الغرفة للمرة الأولى في غزة عام 2006، وظهرت حيث ضمت بداية الأمر الجناحين المسلحين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهما كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس.
وفي تموز/يوليو عام 2018 أعلن عنها رسميا بالتزامن مع انطلاق مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.
ويعمل داخل غرفة العمليات 12 جناحا عسكريا، "كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى- لواء العامودي، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب لمقاومة الوطنية الفلسطينية، وكتائب أبو علي مصطفى، وكتائب الشهيد جهاد جبريل، وكتائب الأنصار، وكتائب المجاهدين، ومجموعات الشهيد أيمن جودة، وجيش العاصفة".
وكان الظهور اللافت لعمل الغرفة، خلال مناورات "الركن الشديد" التي نفذتها أواخر عام 2020، وشملت تدريبات برية وبحرية وجوية بالذخيرة الحية تحت غطاء الطائرات المسيرة التي حلقت في أجواء القطاع، وتخللها إطلاق صواريخ تجريبية باتجاه البحر.
جانب من مناورة #الركن_الشديد pic.twitter.com/dHs2tULpJy — يونس الزعتري #عين_على_العدو (@YounesZaatari) December 30, 2020
وأصدرت غرفة العمليات بيانات مشتركة في عدة مناسبات سياسية أو عسكرية، ما أكد أنها باتت تمثل نواة لجيش متكامل في قطاع غزة، هدفه مقاومة الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة القسام فصائل المقاومة سرايا القدس غزة القسام سرايا القدس فصائل المقاومة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فصائل المقاومة الفلسطینیة الجناح العسکری غرفة العملیات کتائب القسام طوفان الأقصى کتائب الشهید فی القطاع علی مصطفى قطاع غزة pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
الدويري: فيديو القسام ترجمة لحديث أبو عبيدة وأداء جديد للمقاومة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن المشاهد التي بثتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تأتي ترجمة عملية لما صرح به الناطق باسم القسام أبو عبيدة، حول جاهزية المقاومة على امتداد قطاع غزة واستعدادها للثبات حتى النصر أو الاستشهاد.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن العمليات العسكرية باتت تتوزع بوضوح على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، لافتا إلى أن استهداف جنود الاحتلال شرق بلدة بيت حانون يؤكد اتساع رقعة العمل المقاوم واستخدامه تكتيكات ميدانية متجددة وفق المعطيات المتاحة.
وكانت كتائب القسام قد بثت، اليوم السبت، مشاهد وثقت قنص 4 من جنود وضباط الاحتلال ببندقية "الغول" في شارع العودة شرق بيت حانون، ضمن استكمال كمين "كسر السيف"، الذي شهد أيضا استهداف معدات عسكرية بقذائف مضادة للدروع، بحسب مقطع القسام.
وأضاف الدويري أن تطورات العمليات الحالية تشير إلى دخول المقاومة مرحلة جديدة من العمل المسلح، تعتمد فيها على القنص والكمائن بدل المعارك المفتوحة، معتبرا أن الأداء الجديد يمثل جزءا من حرب استنزاف طويلة الأمد لا يستطيع جيش الاحتلال تحملها.
إعلانوأشار إلى أن غياب العمليات الكبرى خلال الأسابيع الماضية كان انعكاسا لحالة التمركز الدفاعي لجيش الاحتلال، الذي فرض منطقة عازلة بعمق يتراوح بين 700 و1100 متر، وأوضح أن الواقع الميداني لم يكن يسمح بتحركات واسعة للمقاومة حتى تمكنت من إعادة بناء قوتها.
استغلال فترة التوقفوبيّن اللواء الدويري أن المقاومة استفادت من فترة وقف القتال، التي امتدت 42 يوما، في ترميم قدراتها البشرية والمادية، مما سمح لها بالعودة إلى ساحة الميدان بأساليب مدروسة تلائم ظروف القتال المحدودة المفروضة عليها.
ولفت إلى أن طبيعة العمليات الحالية، التي تقوم بها مجموعات صغيرة عبر الكمائن والقنص، تهدف إلى إنهاك الاحتلال تدريجيا، مضيفا أن هذه الإستراتيجية تجبر إسرائيل على إعادة حساباتها في ما يتعلق بخططها الميدانية في قطاع غزة.
وأكد أن الشريط الذي ظهر فيه مقاتلو القسام وهم يقنصون جنودا فوق دبابة، يعد بمثابة رسالة واضحة للاحتلال بأن المقاومة قادرة على الوصول إلى أي نقطة داخل المناطق العازلة التي يسيطر عليها، رغم كل الإجراءات الأمنية المشددة.
ورأى الدويري أن تكرار هذه العمليات في مناطق مثل شرق الشجاعية وحي التفاح وشمال بيت حانون، يؤكد أن المقاومة تعتمد على توزيع الجهد العسكري بطريقة ذكية تشتت قوات الاحتلال وتفقده زمام المبادرة.
واعتبر أن استمرار العمليات النوعية، رغم محاولات الاحتلال فرض وقائع ميدانية جديدة، سيشكل أحد العوامل الرئيسية التي ستدفع إسرائيل إلى تقليص وجودها العسكري، مشيرا إلى أن الشارع الذي شهد عملية القنص كان ميدانا سابقا لمسيرات العودة الكبرى.
تغير الخطاب الرسميوتابع اللواء الدويري أن التطورات الميدانية تزامنت مع تغير في الخطاب الإسرائيلي الرسمي، وأشار إلى أن تصريحات رئيس الأركان إيال زامير أصبحت أكثر تحفظا مقارنة ببدايات العدوان، في ظل فشل الأهداف المعلنة لعملية القضاء على المقاومة.
إعلانوأضاف أن المشهد السياسي أيضا بدأ يشهد تحركات جديدة مع زيارة رئيس جهاز الموساد إلى قطر لاستئناف المفاوضات، في وقت تتحدث فيه الإدارة الأميركية عن ضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع، في إشارة إلى تراجع الدعم الكامل لنهج الحسم العسكري.
وختم الدويري حديثه بالتأكيد على أن المقاومة الفلسطينية فرضت واقعا ميدانيا وسياسيا جديدا، من شأنه أن يدفع الاحتلال إلى التفكير جديا بمغادرة القطاع تحت ضغط الاستنزاف المستمر وفشل كل محاولات كسر إرادة المقاتلين الفلسطينيين.
وكانت إسرائيل أعلنت استئناف عملياتها العسكرية في غزة بذريعة الضغط على حركة حماس لحملها على تقديم تنازلات في ما يتعلق بملف الأسرى المحتجزين، وذلك بعد أن رفضت حكومة بنيامين نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى سريان الاتفاق، نفذت إسرائيل عدوانا غير مسبوق شمل اجتياحا بريا لقطاع غزة المحاصر والمدمر.