بيان يهودي للتحذير من الخلط بين انتقاد "إجرام الصهاينة" و"معاداة السامية".. تفاصيل
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية رسالة مفتوحة وقع عليها أكثر من «2000»كاتب وناشط يهودي، نشرت يوم الخميس، في العديد من المواقع والمجلات الإخبارية الأجنبية، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة و التعبير عن رفضهم ادعاء إسرائيل بأن انتقاد إسرائيل هو بمثابة «معاداة للسامية»، وذلك بعد مشاهدة الواقع الأليم للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ونشر الكُتاب هذه الرسالة والطرح تضامنا مع أولئك الذين يواصلون دعم الحرية للفلسطينيين علانيةً حتى يصل صوتهم للعالم أجمع أنهم ضد المجازر التي يرتكبها الصهاينة.
وقال «الكُتاب اليهود» في رسالتهم المشتركة الداعمة للشعب الفلسطيني في حربهم ضد الصهاينة:"نحن كُتاب وفنانون وناشطون يهود نخلي مسئوليتنا ونعلن أننا ليس لنا أي صلة بالرواية التي تحاول الحكومة الإسرائيلية نشرها على نطاق واسع بأن أي انتقاد لإسرائيل هو بمثابة معاداة للسامية، فلطالما استخدمت إسرائيل وأنصارها هذا التكتيك الخطابي لحمايتهم من المساءلة، وتعظيم استثمار الولايات المتحدة بمليارات الدولارات في الجيش الإسرائيلي، وإخفاء الواقع المميت واللاإنساني لاحتلالها لفلسطين، وإنكار السيادة الفلسطينية، والآن يجري استخدام هذا التكميم الخبيث للأصوات المدافعة عن حرية التعبير حتى من اليهود، وذلك لتبرير القصف العسكري الإسرائيلي المستمر لغزة وإسكات صوت الانتقادات من جانب المجتمع الدولي.
وشدد «الكُتاب والنشطاء اليهود» في رسالتهم أنهم يدينون الهجمات المتكررة والهمجية على الفلسطينيين، وأنهم يأسوا على هذه الخسائر المروعة في الأرواح، مضيفين أنهم مع شعورهم بالأسى إلا أنهم يشعرون كذلك بالرعب حيال ادعاء اسرائيل بأنها تكافح ضد «معاداة السامية»؛ وتتخذ ذلك سلاحًا وذريعة لجرائم الحرب التي ترتكبها لتحقيق الإبادة الجماعية للفلسطينيين، مبينين أن «معاداة السامية» جزء مؤلم للغاية من ماضي مجتمعنا وحاضره؛ ولكن لا نقبل استخدامه لتبرير العدوان الاسرائيلي والقتل والتعرض للأرواح البريئة.
وأوضح «الكُتاب اليهود» أنهم يرفضون رفع شعار «معاداة السامية» حين ترتدي قناع منع انتقاد الصهيونية أو سياسات إسرائيل، مشددين على أن «معاداة الصهيونية» وانتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية، وأن من يقوم بالمساواة بين الاثنين فهو يقوم باستغلال معاناة اليهود لمحو التجربة الفلسطينية والفلسطينيين من الحياة".
وكشف «الكُتاب اليهود» تناقضات الصهاينة في حربهم غير العادلة مع الشعب الفلسطيني، مبينين أن التكتيك الخطابي الذي يروجونه في العالم متناقضًا مع القيم اليهودية التي تحث على الإصلاح ومساءلة السلطة والدفاع عن المظلوم ضد الظالم، وبسبب التاريخ المؤلم لمعاداة السامية، والدروس المستفادة من النصوص اليهودية، فإننا ندافع عن كرامة الشعب الفلسطيني وسيادته، ونرفض التخيير الباطل بين سلامة اليهود أو حرية الفلسطينيين، وبين الهوية اليهودية أو إنهاء اضطهاد الفلسطينيين، مؤكدين أن حقوق اليهود والفلسطينيين تمضي جنبا إلى جنب، فسلامة كل شعب تعتمد على سلامة الشعب الآخر.
وأشار «الكُتاب والنشطاء اليهود» في رسالتهم إلى أنه على مدى سنوات، أيدت عشرات الدول التعريف العملي لمعاداة السامية الذي طرحه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، ومعظم أمثلتها الأحد عشر لمعاداة السامية تتصل بالتعليقات على دولة إسرائيل، مع كون بعضها قابلا للتأويل بأنه يحد من نطاق النقد المقبول، والأنكى من ذلك أن تصنف رابطة مكافحة التشهير «معاداة الصهيونية» على أنها «معاداة للسامية»، برغم تحفظات العديد من خبرائها، وقد أدت هذه التعريفات إلى تعميق علاقات الحكومة الإسرائيلية مع القوى السياسية اليمينية المتطرفة المعادية للسامية في عدة دول أبرزها الولايات المتحدة، مما يعرض اليهود غير المتصهينين للخطر، ولمواجهة هذه التعريفات الشاملة، نشرت مجموعة من الباحثين المتخصصين في «معاداة السامية» إعلان القدس في عام 2020، مع طرح إرشادات أكثر تحديدًا لتعريف «معاداة السامية» وتمييزها عن نقد جرائم ومذابح اسرائيل والصهيونية.
وشدد «الكُتاب اليهود» في رسالتهم لكل أحرار العالم والمنصفين ومحبي السلام أن وصف جميع الانتقادات الموجهة لإسرائيل بأنها «معادية للسامية» يمثل خلطًا بين إسرائيل وجميع الشعب اليهودي في المخيلة العالمية، ففي الأسبوعين الماضيين، رأينا الأمريكان الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء يدافعون عن الهوية اليهودية على أنها دعم لإسرائيل؛ حيث كانت رسالة غامضة موقعة من عشرات الشخصيات العامة ومنشورة في 23 أكتوبر كررت بصورة ببغائية حديث الرئيس بايدن عن نفسه كنصير للشعب اليهودي، استنادا إلى دعمه لإسرائيل، وعندما أجلت مجلة 92NY فعالية للكاتب الفيتنامي «فيت ثانه نغوين»، الذي وقع مؤخرا رسالة تدعو إلى إنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة، فإنها استهلت بيانها بإبراز هويتها كــ"مؤسسة يهودية".
وأشار «الكُتاب اليهود» إلى أن الفكرة القائلة بأن كل انتقاد لإسرائيل هو بمثابة «معاداة للسامية» تمتد لتشمل الفلسطينيين والعرب والمسلمين على أنهم مشتبه بهم بطبيعتهم؛ كعملاء «لمعاداة السامية» حتى لو لم يصرحوا بخلاف ذلك، فمنذ 7 أكتوبر، واجه الصحفيون الفلسطينيون قمعًا غير مسبوق، كما طُرد مواطنون فلسطينيون من وظائفهم في إسرائيل بسبب منشورات لهم على الفيسبوك تعود إلى عام 2022 ذكروا فيها أمور بسيطة مرتبطة بالإسلام كالركن الأول من أركان الإسلام «الشهادة»، كذلك حظر القادة الأوروبيون الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين وجرموا رفع العلم الفلسطيني، ففي لندن، قام مستشفى مؤخرا بإزالة أعمال فنية لأطفال من غزة بعد أن ادعت جماعة مؤيدة لإسرائيل أن تلك الأعمال تجعل المرضى اليهود يشعرون بالضعف والإيذاء وكونهم ضحايا، حتى الأعمال الفنية التي قدمها أطفال فلسطينيون صحبتها بصورة ما هلاوس العنف.
وتابع «الكُتاب اليهود» أن قادة الولايات المتحدة رحبت بهذه الفرصة لتبرير الربط بين سلامة اليهود والتمويل العسكري الراسخ غير القابل للجدال لإسرائيل دون أن تكون لديهم النية لصنع السلام، ففي 13 أكتوبر، وزعت وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة داخلية تحث المسؤولين على عدم استخدام عبارات «خفض التصعيد/وقف إطلاق النار» أو «إنهاء العنف/وقف إراقة الدماء»أو «استعادة الهدوء» ، وفي 25 أكتوبر، شكك بايدن في عدد القتلى الفلسطينيين، ووصفه بأنه «ثمن» للحرب الإسرائيلية، وسيستمر هذا المنطق القاسي في تعزيز «معاداة السامية والإسلاموفوبيا»، فوزارة الأمن الداخلي تتأهب لمواجهة ارتفاع متوقع في وتيرة جرائم الكراهية ضد كل من اليهود والمسلمين التي بدأت تحدث بالفعل.
واختتم «الكُتاب اليهود» رسالتهم بأنه بالنسبة إلى كل واحد منهم، فإن الهوية اليهودية ليست سلاحا يمكن استخدامه في الكفاح من أجل سلطة الدولة، بل هي ينبوع حكمة للأجيال تقول بأن علينا السعي دائما لتحقيق العدالة مضيفين: "نحن نعترض على استغلال آلامنا وإسكات حلفائنا للعدوان على الفلسطينيين وقتل الأطفال وهدم المنازل وتهجير الأبرياء، وندعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإيجاد حل للعودة الآمنة للرهائن الموجودين في غزة والسجناء الفلسطينيين الموجودين في إسرائيل، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر، كما ندعو الحكومات والمجتمع المدني في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء الغرب إلى الوقوف ضد قمع الدعم لفلسطين، كما نرفض السماح بقمع مثل هذه المطالب الملحة والضرورية باسم اليهود".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة لمعاداة السامیة معاداة السامیة معاداة للسامیة على أن
إقرأ أيضاً:
المستوطنون الصهاينة يدنسون ويرقصون في الأقصى
الثورة نت/وكالات استباح المئات من المستوطنين الصهاينة، اليوم الأحد، المسجد الأقصى احتفالًا بما يسمى “عيد “البوريم/ المساخر” اليهودي” وهو ما تشير إلى خطورة المرحلة التي تنذر بحرب دينية واسعة النطاق. وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، نفذ أكثر من 555 مستوطنًا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى ضمن مجموعات متتالية عبر باب المغاربة، الذي تسيطر سلطات العدو الصهيوني على مفاتيحه منذ احتلال القدس عام 1967. وتُنفذ اقتحامات يومية للمستوطنين في المسجد الأقصى باستثناء يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وخلال شهر رمضان، تقتصر الاقتحامات على فترة واحدة فقط بدلًا من فترتين، وهي الفترة الصباحية من السابعة صباحًا حتى الحادية عشرة ظهرًا. وأشارت وسائل الإعلام الى أن المستوطنين الصهاينة أدوا صلواتهم “رقصًا وغناءً وانبطاحًا جماعيًا” خلال اقتحام الأقصى في عدة مناطق منه، وارتدى عشرات المستوطنين ملابس “الكهنة” المخصصة للهيكل. ويوم الخميس الماضي، اقتحم 191 مستوطنًا صهيونيا الأقصى في أول أيام عيد “البوريم”. وتتضاعف أعداد المستوطنين في الأقصى خلال الأعياد والمناسبات اليهودية، ويقوم المستوطنون باستغلالها لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة والصلاة فيه. ومنذ شهر أغسطس الماضي، أصبحت صلوات اليهود في الأقصى تُقام بشكل يومي وعلني، بعد إعلان وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في حينه نيته بناء كنيس في الأقصى. فيما تستمر القيود المفروضة على دخول المسلمين إلى الأقصى خلال شهر رمضان، بوضع السواتر على كافة أبواب الأقصى، وتفتيش الوافدين إليه من النساء والشبان وكبار السن، ومنع الدخول عشوائيًا، ويقتصر عدد المصلين في الأقصى على أهالي القدس والداخل الفلسطيني. كما يُمنع أهالي الضفة الغربية من الدخول إليه، باستثناء يوم الجمعة “مع تحديد الأعداد والأعمار” لمن يُسمح لهم بالدخول، في حين يُمنع أهالي غزة من الدخول إلى الأقصى منذ سنوات. كما أصدرت سلطات العدو الصهيوني عشرات قرارات الإبعاد عن الأقصى خلال الأسابيع الأخيرة، شملت شيوخًا ونشطاء وصحفيين وأسرى محررين. ويتضح يوما بعد يوم أن رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يطلق يد الوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير ويمنحهما جوائز ترضية على حساب المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وارضهم وممتلكاتهم وحياتهم، للحفاظ على ائتلافه الحاكم وإطالة أمد بقائه في الحكم، ويوفر لهما غطاء حكومياً كاملاً لمصادرة المزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها بالاستيطان وتعميق جرائم الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة، وممارسة أبشع أشكال التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين واخضاعهم لنظام فصل عنصري (ابرتهايد) لا يعترف بحقهم في الحياة أو بأي من حقوقهم المدنية كشعب يرزح تحت الاحتلال. الوزير الفاشي بن غفير الذي يحمل دائما عود ثقاب لا يفوت أية فرصة لإشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، بدأها مؤخراً بتحريضه واسع النطق لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك. وحاليا يحاول بن غفير إشعال ما فشل في تحقيقه من خلال المطالبة باستمرار اقتحامات المستوطنين للأقصى في الايام العشر الأخيرة من رمضان، ذلك كله بحماية وإسناد ودعم من قوات العدو الصهيوني التي تخضع أجزء منها لأوامر وتعليمات سموتريتش وبن غفير، وتمارس انتهاكاتها في تكامل واضح بالادوار مع ميليشيات المستوطنين المسلحة وبشرعية حكومة الكيان الغاصب. وعادة ما تندد الهيئات الإسلامية والأوقاف بما يجري ، من استباحة المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدة ان استباحة المستوطنين للأقصى الشريف هو أمر عدواني خطير، غير مسبوق” في اشارة إلى ممارسات المستوطنين داخل باحات المسجد، ومنها “رفْع العلم الإسرائيلي، والنفخ بالبوق، وأداء صلوات دينية يهودية”. ويكرر المستوطنون الصهاينة، اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى في يوميا ماعدا السبت والجمعة في عدة مناسبات بمناسبة أعياد يهودية. ويقول الفلسطينيون، يقولون إن الكيان الصهيوني، لم تعد تلتزم بتعهداته، حيث يعمل على تقسيم المسجد الأقصى، زمانيا ومكانيا، عبر السماح للمستوطنين باقتحامه، والتدخل في شؤونه. وبدأت قوات العدو الصهيوني بالسماح للاقتحامات في العام 2003 رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.