بسام الياسين يكتب .. غزة العطشى تشرب دمعها
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
#غزة_العطشى تشرب دمعها
#بسام_الياسين
شُرعت الرُخصة في الجهاد للعجزة لانهم معذورون. اما شد الركاب،وإعداد العدة،هي على #الاقوياء واجبة، لدفع الاذى وصد العدوان.غزة الصغيرة،الاقل عدداً من حي شُبرا في القاهرة،الاصغر مساحة من محافظة في لبنان،الافقر على وجه البسيطة تتصدى للمهمة و تنتصر للامة. تلك #مفارقة_تاريخية، لا مثيل لها في #التاريخ .
هذه #الغزة_المعجزة، تُسرج خيلها،تشحذ سيوفها حتى يرتفع منسوب فيضانها ليغرق اسرائيل ويقطع انفاسها.فيصحو فجر الامة معها،وتعيد لها كرامتها و ترد اعتبارها،بينما الاكثرية،آثرت الفرجة، ونستحضر قول الصادق المصدوق عنهم :ـ ” لا يضرهم من خذلهم “.وقول الله فيهم :ـ ” لوخرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا “. ـ تثبيطا ـ.
لا مفردة توازي عظمة غزة، عاصمة الشرف العربي،وقد استلهمت روح الصحابة الاستشهادية،في منازلة الصهاينة. فجرفت بدمائها الزكية، ما علق في الذاكرة من هزائم مخزية،مخزونة باللاوعي منذ موقعة بلاط الشهداءـ ( نقطة التحول ضد الاسلام كما يسميها الفرنجة ) ـ وجففت المياه الآسنة كي لا تنق ضفادع الفتنة من الطابور الخامس.اعجاز عصري في العلوم العسكرية،حرك راكد الدم وفجر الاماني العظيمة لدى العامة بعودة الاقصى المستباح…قلة قليلة تقاتل نيابة عن الكثرة الكاثرة،وكأن لا اخوة ليوسف،فقراء منخرطون في المواجهة،واغنياء يُدبجّون بيانات عرمرمية لا تساوي حبرها.بصراحة مطلقة،غزة وحيدة انبرت للمشروع الصهيوني بتهويد فلسطين. ففعلت في بضع اسابيع، ما لم تفعله العربان على مدى سبعين عاما، ونقلت للعالم في بث حي،كيف يتهاوى الكيان رغم الدعم الامريكي الاوروبي.
مقالات ذات صلةغزة،انعشت روح الجهاد عند شباب الامة واعادته الى سكة التضحية،اسقطت عناوين الخداع عن المتخلفين من القواعد والمنافقين متعددي الوجوه ممن اشبعونا خطباً وتهديدا،لكنهم فشلوا في إدخال رضاعة طفل الى غزة او حفاظة لخداج. الواقع قال لنا ولا زال يقول، لا تثقوا بما قالوا ويقولون،فالقول عندهم تسويقي لشراء الوقت واصطياد المغفلين. فاسرائيل مفرمة بشرية،فاقت هولاكو وهتلر وجنكيز خان مجتمعين، وليست دولة قانون. لقد طال انتظارنا وانتم تسوفون وتسحبون من بنك الاكاذيب.
مبهرة غزة،رغم اطنان الحمم النازلة على رأسها،ما زالت واقفة، ما دفع وزير صهيوني للدعوة لاسقاط قنبلة نووية فوقها لتنحني،فيما طلب سناتور امريكي بسويتها بالارض لإستخدامها موقفاً للسيارات.القتلة يريدونها مقبرة دارسة. في ظل صمت دولي تآمري وعربي مفزع.لكن القول قول غزة ولها الكلمة :ـ ان جمر الصراع لن يخبو مع الصهاينة،طالما يهودي بيننا.فدول الاعتلال العربي، لن تكون كما كانت قبل الطوفان،وهذا ينطبق على دولة الاحتلال العبري .
غزة انبتت ابطالاً ميدانيين،وابتكرت نظرية جديدة تقول :ـ الحياة مقاومة.منذ صرخة الولادة حتى الشهقة الوفاة.المقاومة فطرة الانسان الاولى.فلا مكان ولا مكانة،لامرىء دون مقاومة الظلم،القهر،الاذلال،الاستعباد،الاستغلال،الاحتلال. سيدنا محمد قدوتنا في مقاومة رؤوس الكفر،الجهل،التخلف،العبودية. اعلنها للبشرية دون مواربة :ـ من قُتل دون ماله فهو شهيد،ومن قُتل دون دمه فهو شهيد،ومن قُتل دينه فهو شهيد،ومن قتل دون اهله فهو شهيد “.
البطل اذاً، هو الذي يؤسس لمرحلة جديدة، يرسم بدمه خطاً فاصلاً بين تاريحين،لهذا يستحق نصباً تذكارياً في الذاكرة الجمعية للامة، لانه اعاد القضية قضية سياسية لا انسانية ـ خيمة وشوال طحين وعلب سردين ـ،قضية شعب اقتلع من ارضه، وحل مكانه شعب غريب الوجه واليد واللسان والدين. فمن الاستحالة المستحلية،ادارة الظهر لفلسطين .حاولوا محوها من الخارطة فعادت اقوى مما كانت.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الاقوياء التاريخ فهو شهید
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
كان وما يزال الفن له وظائف متعددة، فالفن هو مرأة حضارة الأمم، ويمثل الفن سواء كان " فن جميل " أو " فن تطبيقى " قدرة الأمم على الإبتكار والإبداع والإحساس بالجمال، وينعكس ذلك على تصرفات البشر وأيضًا لا يمكن أن يكون هناك " فن جميل" دون أن يكون هناك مناخ طيب، يسمح بالإبداع ولعل فى العصور القديمة والتى إندثر منها التاريخ، يعود العلماء المؤرخين إلى أحداث هذه الأزمنة من خلال دراسة وفحص لفنون هذه الحقبات الزمنية ، فنحن نطلق على زمن الفراعنة بأنه كان من أعظم الأزمنة، طبقًا لما تم دراسته علي جدران المعابد المصرية، وما تم كشفه عن طريق عالم الحملة الفرنسية (شامبليون) حينما فسر حجر " رشيد" اللغة الهيروغليفية، وإرتباطها باليونانية القديمة، فإستطعنا أن نعلم شيئًا عن تاريخنا القديم، وأيضًا " الفن الجميل والتطبيقى " الذى تركته هذه الحضارة العظيمة.
حيث التماثيل والمعابد، والأنية، والإكسسوارات، والحلى، والصياغة، والمنسوجات والكليم والسجاد، وهذه الألوان البديعة على جدران المعابد التى لم تختفى مع الزمن مما يدل على تقدم شديد فى علوم الكيمياء التى إستخدمها الأقدمين من الفراعنة فى تركيب هذه الخلطات من الألوان.
كما أن الطب والتشريح أيضًا كان له دور فى حفظ الأجسام (المومياوات) كما هى اليوم وإيضًا شيىء رائع ذلك الفن المعمارى والزخرفى الذى علمنا منه عظمة هذه الحضارة.
كما أن " الفن التطبيقى " الذى تمثل فيه الأنية المختلفة الأشكال والأحجام والألوان التى تركتها تلك الحضارة فنجد مثلًا فى المتحف المصرى فى أحد الفتارين العارضة للأوانى عشرات الأنواع من الأكواب والكئوس، هذه للمياه وأخرى للمشروبات الكحولية أو العصائر أو القهوة، وكذلك تلك الأنية الحافظة للزيوت والدهون ( الزبدة ) والبقول والسكر والشاى !!
هذا معناه أن هذه الحضارة كانت حضارة أغنياء وليست حضاره تتسم بالفقر.
حيث نجد أن الفقراء فى عصرنا أو فى أى عصر يمتلكون بالأكثر عدد نوعين من الأكواب أحدهم للماء والأخر هو نفسه لإستخدامات أخرى.
أما إذا تعددت فى أحد المنازل أنواع وأشكال الأكواب فهذا يدل على ثراء هذا المنزل وأصحابه، على سبيل المثال وليس الحصر وبالتالى فإن الأنية والكراسى والوسائد والأسرة (والدواليب) وأيضًا أدوات المنزل والإستخدامات الشخصية (كالأحذية) أو(الشباشب) أو ا(الأحزمة) أو (تيجان الرؤوس) أو (الملابس الكتانية الدقيقة الصنع ) وأيضًا (الحلى والصياغة) كل تلك " الفنون التطبيقية " أيضًا تدل على الثراء الشديد لهذه الحضارة.
ولعل العمارة فى الفنون القديمة، أيضا هى الدالة على عمق تلك الحضارات وعلى ثراء أصحابها وعلى أخلاقهم وممارساتهم الحياتية، فلا شك بأن الإغريق والرومان بعد الفراعنة قد إتسمت حضارتهم بالغناء الشديد وإمتد الفن حتى العصور الوسطى حينما ظهرت أعمال "مايكل أنجلو" فى سقف كنيسة " سان بيترو " " السيستين" وظهرت أعمال "رافائيلى"، و" ليوناردو دافنشى " فى الفاتيكان، كل هذه كانت وظائف أخلاقية، ودينية وأيضًا دالة على ثراء هذه الحقبات الزمنية فالفن يا سادة هو المعبر عن المرحلة
الفن هو المرأة التى نرى فيها صورة مجتمعنا ! والفن أشكال وألوان منه الرسم والنحت، والعمارة والأشغال اليدوية والتصوير حاليًا والسينما والمسرح والموسيقى والطرب.
والسؤال ماذا لو وضعنا فى متاحفنا بعض من فنوننا التى ننتجها اليوم مثل فيلم "شارع الهرم" ماذا يقال عنا فى التاريخ.. اللهم إحفظنا من شرور أنفسنا.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد