أجرت الإذاعة البريطانية بي بي سي حواراً مع رئيس حركة العدل والمساواة السودانية د. جبريل ابراهيم، أجاب فيه على أسئلة مهمة بعد إعلان انضمام الحركة للقتال مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع المتمردة. نص الحوار: لماذا قررتم الدخول في الحرب ضد قدس؟ قررنا الدخول في الحرب للدفاع عن المدنيين الذين يتم الاعتداء عليهم في السودان بصفة عامة ودارفور بصفة خاصة حيث التطهير العرقي و الجرائم ضد الإنسانية حيث يدفن الناس احياء في الجنينة او مكبلين كما في نيالا، او اغتيال خميس أبكر والي غرب دافور.

الخطر الان ليس انتقال الحرب لدارفور بل انقسام البلاد على غرار النموذج الليبي وهو ما لا يمكن ان نسمح به. ولكنك الان ستخوض الحرب بجانب الجيش السوداني الذي ظللت تقاتله لعقود و اغتال شقيقك و مؤسس الحركة د. خليل، هل كان هذا قرارا سهلا؟ كلا، لم يكن سهلا لذلك استغرق الامر عدة أشهر لاتخاذ القرار، لكن على اي حال لقد وقعنا اتفاق سلام مع ذات الجيش الذي قاتلناه، وكان الدعم السريع جزء من الاتفاق. معظم جنود الدعم السريع في الحقيقة ينحدرون من اقليم دارفور ويمكن ان يعدو جيرانا بحكم المكان، لكنهم في مقدمة من يقومون بالانتهاكات و قتل المدنيين، لذلك المهم الان هو بقاء السودان موحدا و حماية المدنيين وضمان سلامتهم. فور التوقيع على اتفاق السلام قمنا بانشاء قوات مشتركة من الحركات ساهمت في تأمين القوافل التجارية و تأمين المرافق الحيوية في الاقليم و كردفان. اما وقد قرر الدعم السريع مهاجمة المدن الرئيسية في الاقليم و عاصمته الرمزية الفاشر رأينا انهم يتجهون لخطتهم البديلة وهي تقسيم البلاد بعد فشل السيطرة على العاصمة. شاهدنا في الاسابيع الاخيرة كيف تمدد الدعم السريع في عدد من مدن الاقليم مثل نيالا و الجنينة والان يتوعدون الفاشر. كيف ترى مستقبل الصراع في الاقليم وهل هنالك مخاطر من تصاعد حده الصراع؟ ربما، لكن هذه ليس خيارنا، هذا خيار الدعم السريع الذي اختار نقل الميدان لكردفان و دارفور و اعلنوا عزمهم الهجوم على الفاشر وهي المدينة التي نزح اليها الناس من الجنينة، نيالا، كتم، طويلة، و مناطق اخرى من الاقليم بعد تعرضهم للانتهاكات هناك. نتيجة لذلك، ازداد عدد سكان الفاشر لحوالي ثلاثة اضعاف مما يجعل الهجوم عليها اعتداء على جميع مكونات الاقليم، وعلى الاغلب سيهجمون على الضعين ايضا. لذلك يجب علينا ان نكون يقظين ومستعدين واذا اصروا على الهجوم على اي من المدينتين سنتقاتلهم، ليس لنا خيار. هل ستقاتلون في الفاشر و دارفور فقط، ام ستدعمون الجيش في مناطق اخرى كالخرطوم وكردفان؟ نحن سودانيون و حيثما يعتدى على المواطن السوداني سندافع عنه بغض النظر عن منطقته. لا ندعي اننا نملك من القدرات ما يممكنا من بسط الامن في جميع اصقاع البلاد لكن سنبذل كل ما لدينا لتوفير الحماية والامن للمواطن في جميع انحاء السودان. تتهمون الدعم السريع بتلقي دعم لوجيستي من دولة تشاد، ما هو الدور الذي يمكن ان تقوموا به في هذا الصدد؟ لقد تحدثنا للرئيس التشادي ان هذا ليس من مصلحة تشاد حيث انها ستكون الهدف التالي للدعم السريع بعد السودان اذ يهدف الدعم السريع لتشكيل امبراطورية في المنطقة حتى النيجر، لذلك لن يكون السودان البلد الوحيد الذي سيتأثر بالحرب. نقلنا رؤيتنا بوضوح للقيادة التشادية ان تعي خطورة دعم هكذا مليشيا، وسنواصل اتصالاتنا بجميع الاطراف التي توفر الدعم للدعم السريع للكف عن ذلك. الصفحة الإعلامية لحركة العدل والمساواة السودانية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

هل تنجح الفاشر في التصدي لتكتيكات الدعم السريع؟

الفاشرـ يستعد أحمد سليمان وعائلته، المكوّنة من 6 أفراد، لاحتمال هجوم جديد من قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان، في ظل معاناة السكان من نقص حاد في الغذاء وفقدان المأوى الآمن، وسط تصاعد الهجمات على المدينة المكتظة بالمدنيين.

فقبل نحو شهرين، اضطر 8 من أقارب سليمان إلى الفرار إلى قرية قرب مدينة دار السلام المجاورة، لكن القرية نفسها تعرّضت لاحقًا لهجوم من قوات الدعم السريع وتحولت إلى أنقاض.

وقال سليمان (34 عامًا) في حديث للجزيرة نت "لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان، ولن نغادر الفاشر، سنبقى صامدين في هذه المدينة، مضيفا "عشنا نحو 200 هجوم من المليشيا، فقدنا خلالها العديد من الأحبة الأبرياء، لم يتبق لنا شيء في هذه الدنيا".

وتابع "كل ليلة ننام على أصوات القصف والانفجارات، لقد اعتدنا هذا الرعب، وأطفالنا يعيشون في قلق دائم، نريد لهم أن يشعروا بالأمان، لكننا لا نملك القدرة على تحقيق ذلك، ورغم التحديات، سنبقى هنا".

تهديدات متزايدة

في الأيام الأخيرة، أطلقت قيادة قوات الدعم السريع تهديدات جديدة بشن هجمات على مدينة الفاشر المحاصرة، وجاء ذلك بالتزامن مع دعوات من بعض الفصائل المسلحة المنضوية تحت تحالف "تأسيس" تحثّ المدنيين على مغادرة المدينة والتوجه نحو مناطق تعدّها أكثر أمانا.

إعلان

وفي 5 أبريل/نيسان الجاري، دعت كل من حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس والطاهر حجر، المواطنين إلى الخروج من الفاشر نحو المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مؤكدين استعدادهم لتأمين ممرات آمنة تسهّل مغادرة المدنيين من المدينة ومخيمي زمزم وأبو شوك.

لكن المتحدث باسم "القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح"، العقيد أحمد حسين مصطفى، اعتبر تلك الدعوات محاولة للتغطية على الهزائم المتتالية التي منيت بها قوات الدعم السريع في الخرطوم والمناطق المجاورة.

وقال للجزيرة نت إن "القوة المشتركة حققت انتصارات مهمة، وتمكّنت من هزيمة قوات الدعم السريع في نحو 200 مواجهة، مما أضعف قدرتهم على التقدم نحو الفاشر"، مؤكدا مقتل عدد من قادة المليشيا خلال هذه المعارك.

وأشار إلى استمرار قوات الدعم السريع في ارتكاب "جرائم بشعة"، شملت قصف المدنيين، وحرق القرى، وتهجير السكان قسرا، مؤكدا أن "إرادة القوة المشتركة، مدعومة بالمقاومة الشعبية، ستبقى صامدة حتى القضاء على المليشيات واستعادة حقوق الشعب".

مشهد متناقض

وفي مشهد متناقض، أظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من حركتي الهادي إدريس والطاهر حجر وهم يستقبلون مدنيين نازحين من الفاشر في مناطق نائية، ضمن عمليات إجلاء من المدينة ومخيمات زمزم وأبو شوك، التي تواجه تهديدات بالقصف.

لكن الناشط السياسي محمد الحاج اعتبر، في تصريح للجزيرة نت، أن هذه المشاهد "ليست سوى دعاية إعلامية"، مشددًا على أن "الوضع الإنساني في الفاشر مقلق للغاية بفعل الحصار المفروض من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء".

وأضاف "دورنا كناشطين هو تسليط الضوء على معاناة المدنيين والمطالبة بدعم إنساني عاجل لهم".

وفي السياق ذاته، كشف مصدر من منطقة كورما غربي الفاشر -فضل عدم الكشف عن هويته- أن قافلة تابعة لقوات محايدة من تحالف "تأسيس" كانت في طريقها لاستقبال مدنيين وتوفير المياه لهم تعرّضت لكمين مسلح في قرية كويم غرب الفاشر من قبل مجموعة موالية لقوات الدعم السريع.

إعلان

وأوضح المصدر أن الكمين أسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخرين، مشيرا إلى أن التوتر يتصاعد بين الأطراف، في حين يبدي المدنيون قلقًا متزايدًا حيال نوايا الجهات التي تدعو إلى إجلائهم.

تحركات عسكرية

وتفيد التقارير الميدانية بأن قوات الدعم السريع عززت وجودها في ولايتي جنوب ووسط دارفور، مع رصد عمليات تجنيد جديدة وتحركات عسكرية في محيط مدينتي نيالا وزالنجي. كذلك تنشط مجموعات مسلحة محدودة داخل الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة الفاشر، في حين يتواصل القصف المدفعي على المدينة من الخارج.

وفي المقابل، أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة تنفيذ عمليات نوعية خلال اليومين الماضيين داخل مدينة الفاشر، أسفرت عن إسقاط 7 طائرات مسيّرة، وتدمير عدد من المركبات القتالية، ومقتل عناصر من الدعم السريع، بحسب بيان صحفي صدر عن القيادة.

 

كارثة إنسانية في الأفق

وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة ولاية شمال دارفور، خالد يوسف أبو ورقة، في تصريح للجزيرة نت، إن قوات الدعم السريع تستخدم "سلاح التجويع" لتركيع سكان مدينة الفاشر، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني المتدهور يزداد سوءا منذ أكثر من عام.

وأضاف "الحصار المفروض على المدينة يتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية ويشكّل جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وذلك ما يستدعي تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي للضغط على هذه المليشيات لفك الحصار".

وأكد أبو ورقة أن حكومة الولاية تبذل جهودا لتخفيف المعاناة من خلال دعم مباشر للأسر وتقديم المساعدات عبر التكايا، لكنه شدد على أن هذه الجهود لا تكفي لمواجهة حجم التحديات، مطالبا بتكثيف الدعم المحلي والدولي لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المحاصرين.

مقالات مشابهة

  • منسقية النازحين تتهم الدعم السريع بارتكاب مجزرة في أبو شوك وقتل وإصابة 40 شخصاً
  • «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة أم كدادة .. عشرات الضحايا في الفاشر ومعسكر أبوشوك بشمال دارفور
  • هل تنجح الفاشر في التصدي لتكتيكات الدعم السريع؟
  • مليشيا الدعم السريع تعلن سيطرتها على أم كدادة وتواصل هجماتها في دارفور
  • 12 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر  
  • ما أهمية معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني من الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 12 مدنيا وإصابة 17 في قصف مدفعي للدعم السريع
  • الجيش السوداني يكشف عن تدمير 10 سيارات قتالية لـ “الدعم السريع” في محيط الفاشر 
  • الجيش السوداني يقطع الطريق على المتمردين بالفاشر ويكبدهم خسائر كبيرة
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان