تصاعدت في الأيام الأخيرة حدة التهديدات الإسرائيلية ضد حزب الله ولبنان بشأن التدخل في حرب غزة مع تحذيرات من إعادة لبنان إلى العصور الظلامية إذا ما فكر حزب الله في توسيع عملياته ضدها.

التصريحات الإسرائيلية جاءت على لسان وزير الأمن الإسرائيلي، الجنرال- احتياط يوآف غالانت، الذي هدد بقصف بيروت إذا ما تجاوز حزب الله الخط الأحمر وفكر في خوض حرب شاملة.

نتنياهو هو الآخر، هدد حزب الله قائلا: لقد حذّرت حزب الله، لا تخطئوا وتدخلوا الحرب، فهذه ستكون غلطة حياتكم، دخولكم الحرب سيحسم مصير لبنان.

في الوقت نفسه لا يبدو أن الأمر يتعلق بدخول حزب الله الحرب في غزة، ولكن بضرورة تدمير حزب الله نفسه بعد تدمير حماس، فجاء علة لسان نتنياهو أن الخطوة الأولى في ردع حزب الله هي الانتصار على حماس.

سيناريوهات مستقبل لبنان 

الدكتور جمال زحالقة، رئيس حزب التجمع الوطني في أراضي 48، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أكد أن القيادة الإسرائيلية بشقيها السياسي والأمني تجمع أن الأوضاع على الجبهة اللبنانية، بعد الذي حدث في السابع من أكتوبر، تغيّرت بشكل دراماتيكي بسبب خشية المستوطنين على الحدود من أن يتكرر عندهم ما حدث في قضاء غزة، وسرعان ما تحوّلت إلى خوف وهلع بعد اندلاع مواجهات عسكرية مع حزب الله والمنظمات الفلسطينية الموجودة في لبنان.

وقال "زحالقة" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" إنه بعد إخلاء نحو 70 ألف مستوطن من المنطقة الحدودية، جرى سحب المدرعات والفرق العسكرية إلى الخلف، لإبعادها عن مرمى نيران القذائف المضادة للمدرعات، وهكذا تشكّل شريط حدودي أمني لبناني داخل الحدود الإسرائيلية، ما أثار حفيظة النخب الأمنية، التي تعوّدت على أكثر من شريط أمني عبر الحدود.

وأوضح أن سكان مستوطنات "الغلاف اللبناني"، لن يعودوا إليها، إذا لم يحدث تغيير في الأوضاع الأمنية، وفي مقدمتها إبعاد قوات حزب الله إلى خلف نهر الليطاني، مع تدابير أمنية دفاعية شاملة ومحكمة.

وتابع الدكتور جمال زحالقة أن أمام إسرائيل عدة سيناريوهات، أولها أن تنتظر إسرائيل نهاية الحرب، وربما قبل ذلك، للقيام بحملة سياسية ودبلوماسية مدعومة أمريكيا وأوروبيا، للتوصل إلى اتفاق يجري بموجبه تنفيذ التفسير الإسرائيلي لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، بحيث لا يكون لحزب الله أي وجود عسكري، دائم أو مؤقّت، جنوب الليطاني، وقد تشمل مثل هذه المبادرة إغراءات بتقديم مساعدات اقتصادية لإنقاذ الاقتصاد اللبناني من محنته، التي أصبحت مزمنة.

والسيناريو الثاني في حالة إذا لم تستطع إسرائيل التوصل إلى اتفاق سياسي يرضيها ويرضي مستوطنيها في «الغلاف اللبناني»، فقد تلجأ إلى خوض معركة عسكرية محدودة، واحتلال منطقة جنوب الليطاني بانتظار مبادرات دولية لإنهاء المعارك والتوصل إلى اتفاق جديد لإبعاد حزب الله عن الحدود، وفرض شريط أمني منزوع السلاح داخل الأراضي اللبنانية لا ترابط فيه سوى قوات «اليونيفيل» والشرطة اللبنانية، وقد تكتفي إسرائيل بهذا السيناريو، لكن من المستبعد أن يقبل به حزب الله، وقد تتوسع المواجهة المحدودة

فيما يبقى السيناريو الثالث هو سيناريو الحرب الشاملة على الجبهة الإسرائيلية ـ اللبنانية، احتمالا قائما، إما أن تندلع مباشرة بمبادرة من حزب الله تبعا للتطورات في الحرب على غزة، أو أن تقوم بها إسرائيل وتبريرها بحرب الاستنزاف على الحدود، وربما تنشب حربا بعد فشل مساع دبلوماسية، أو تبعا لتدهور معركة عسكرية كبيرة لكن محدودة.

وأشار الدكتور جمال زحالقة إلى أنه قد يحدث سيناريو الحرب الشاملة قبل أو بعد أن تنتهي الحرب على غزة، وقد أعرب دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى عن أنه لن تكون لإسرائيل أي شرعية في خوض مثل هذه الحرب بعد انتهاء المعارك في غزة، ولكن بإمكانها استغلال فوضى الحرب والمعارك القائمة الآن لشن حرب طاحنة في لبنان بلا معارضة دولية قوية.

وشدد على أن السيناريو الرابع والأشد خطورة هو أن تسعى بعض الأطراف في الدولة الصهيونية إلى جر الولايات المتحدة لمواجهة شاملة ضد إيران وحلفائها في المنطقة، عبر استغلال الحرب على غزة والوجود العسكري الأمريكي الكثيف في شرقي المتوسط والخليج.

دخول حزب الله إلى الصراع 

في ذات السياق، أوضح الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دخول حزب الله في الصراع الدائر أمر حتمي في ظل المعطيات الحالية في قطاع غزة وما يحدث من تطورات.

وقال "غباشي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" إنه إذا رأى حزب الله اللبناني حركة المقاومة الفلسطينية حماس بدأت تتكشف وقاربت على الوصول إلى نهايتها فلا بديل عن دخول هذه الحرب.

وشدد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أنه في حالة نجاح إسرائيل في القضاء على حركة حماس سيأتي الدور على حزب الله في لبنان بلا شك.

وأضاف الدكتور مختار غباشي: حزب الله يعلم هذا الأمر جيدا ويدركه في ظل مشهد عالمي ودولي متخاذل ومشهد عربي عاجز عن فعل شيء.

وتابع أن حزب الله بشكل العنصر الثاني من عناصر الخطر على إسرائيل في المنطقة بعد حركة حماس في قطاع غزة، ولذلك فإنها ستسعى إليه إذا ما نجحت في القضاء على حماس.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حزب الله حماس غزة الجيش الإسرائيلى نتنياهو المستوطنات هزيمة حماس حزب الله

إقرأ أيضاً:

بوادر أزمة محتملة بين إسرائيل وإدارة ترامب بسبب "حزب الله"

أشار مسؤولين إسرائيليين كبار إلى نيتهم ​​البقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بسبب الانتشار البطيء للجيش اللبناني، مما أثار مخاوف في واشنطن، بحسب صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة، اليوم الخميس، إن مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نقلت تحذيراً إلى المسؤولين الإسرائيليين، مفاده: "نحن لا نريد أن ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان".

إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006 - موقع 24تساءلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، ما إذا كان حزب الله سيعيد تنظيم نفسه كما حدث في عام 2006 بعد حرب لبنان الثانية، على خلفية وقف إطلاق النار أم لا. مزاعم

وكان من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي بدأ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لمدة 60 يوماً، وخلال هذا الوقت، كان من المتوقع أن ينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان ويفكك مرافق تخزين الأسلحة التابعة لحزب الله.

ومع ذلك، اتهم المسؤولون الإسرائيليون الجيش اللبناني بـ"الفشل في الوفاء بمهمته"، مع ظهور مزاعم تفيد بأن "بعض أفراد الجيش يزودون مقاتلي حزب الله بالمعلومات قبل عمليات التفتيش المخطط لها".

وفي الأيام الأخيرة، أعلن حزب الله أنه سيتحرك إذا بقيت القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد فترة الستين يوماً، مما أثار مخاوف بين فريق ترامب من أن أي تمديد للبقاء الإسرائيلي قد يشعل فتيل الأعمال العدائية.

وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يترك إيران نمراً من ورق - موقع 24تناول الكاتب الصحافي والباحث دانييل ويليامز اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، مسلطاً الضوء على آثاره في الاستقرار الإقليمي وتأثيره على ديناميكيات القوة الجيوسياسية في الشرق الأوسط. انتشار بطيء وقالت "جيروزالم بوست" إن صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم حاولوا أن يشرحوا لنظرائهم الأمريكيين أن الانتشار الذي قام به الجيش اللبناني كان بطيئاً وغير كاف، الأمر الذي ترك حافظ على وجود حزب الله إلى حد كبير، وأنهم يزعمون أن هذا يستلزم استمرار الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن الحفاظ على مشاركة الولايات المتحدة في آلية المراقبة، والتي تضم إسرائيل ولبنان وفرنسا وحزب الله ، يشكل أولوية، وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن الزعامة الأمريكية تشكل أهمية حاسمة لضمان فعالية الآلية، وخاصة في الضغط على الجيش اللبناني للتحرك بحزم ضد حزب الله، وأكدوا أن التنسيق مع الولايات المتحدة أمر ضروري لمنع الأمريكيين من الانسحاب من دورهم الإشرافي في لبنان.

مقالات مشابهة

  • بيانات وصور.. صحيفة أميركيّة: هذا ما قامت به إسرائيل بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • الأسوأ لم يأت بعد.. خبراء يكشفون حجم المخاطر في لوس أنجلوس
  • الرئيس اللبناني يتمسك بانسحاب إسرائيل بحلول 26 الجاري
  • هدنة غزة تربك حسابات الحوثيين ... سيناريوهات البحث عن أسباب البقاء
  • بحلول 26 يناير..عون يطالب إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان
  • ملجأ آمن.. كنيسة لبنانية تواجه خروقات إسرائيل بـالصمود
  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟
  • لبنان تقبض على جاسوس لصالح إسرائيل
  • لبنان بعد الحرب.. هل يقلب القادة الجدد الطاولة على حزب الله؟
  • بوادر أزمة محتملة بين إسرائيل وإدارة ترامب بسبب "حزب الله"