الدور على حزب الله.. خبراء يكشفون سيناريوهات إسرائيل بشأن لبنان
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تصاعدت في الأيام الأخيرة حدة التهديدات الإسرائيلية ضد حزب الله ولبنان بشأن التدخل في حرب غزة مع تحذيرات من إعادة لبنان إلى العصور الظلامية إذا ما فكر حزب الله في توسيع عملياته ضدها.
التصريحات الإسرائيلية جاءت على لسان وزير الأمن الإسرائيلي، الجنرال- احتياط يوآف غالانت، الذي هدد بقصف بيروت إذا ما تجاوز حزب الله الخط الأحمر وفكر في خوض حرب شاملة.
نتنياهو هو الآخر، هدد حزب الله قائلا: لقد حذّرت حزب الله، لا تخطئوا وتدخلوا الحرب، فهذه ستكون غلطة حياتكم، دخولكم الحرب سيحسم مصير لبنان.
في الوقت نفسه لا يبدو أن الأمر يتعلق بدخول حزب الله الحرب في غزة، ولكن بضرورة تدمير حزب الله نفسه بعد تدمير حماس، فجاء علة لسان نتنياهو أن الخطوة الأولى في ردع حزب الله هي الانتصار على حماس.
سيناريوهات مستقبل لبنانالدكتور جمال زحالقة، رئيس حزب التجمع الوطني في أراضي 48، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أكد أن القيادة الإسرائيلية بشقيها السياسي والأمني تجمع أن الأوضاع على الجبهة اللبنانية، بعد الذي حدث في السابع من أكتوبر، تغيّرت بشكل دراماتيكي بسبب خشية المستوطنين على الحدود من أن يتكرر عندهم ما حدث في قضاء غزة، وسرعان ما تحوّلت إلى خوف وهلع بعد اندلاع مواجهات عسكرية مع حزب الله والمنظمات الفلسطينية الموجودة في لبنان.
وقال "زحالقة" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" إنه بعد إخلاء نحو 70 ألف مستوطن من المنطقة الحدودية، جرى سحب المدرعات والفرق العسكرية إلى الخلف، لإبعادها عن مرمى نيران القذائف المضادة للمدرعات، وهكذا تشكّل شريط حدودي أمني لبناني داخل الحدود الإسرائيلية، ما أثار حفيظة النخب الأمنية، التي تعوّدت على أكثر من شريط أمني عبر الحدود.
وأوضح أن سكان مستوطنات "الغلاف اللبناني"، لن يعودوا إليها، إذا لم يحدث تغيير في الأوضاع الأمنية، وفي مقدمتها إبعاد قوات حزب الله إلى خلف نهر الليطاني، مع تدابير أمنية دفاعية شاملة ومحكمة.
وتابع الدكتور جمال زحالقة أن أمام إسرائيل عدة سيناريوهات، أولها أن تنتظر إسرائيل نهاية الحرب، وربما قبل ذلك، للقيام بحملة سياسية ودبلوماسية مدعومة أمريكيا وأوروبيا، للتوصل إلى اتفاق يجري بموجبه تنفيذ التفسير الإسرائيلي لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، بحيث لا يكون لحزب الله أي وجود عسكري، دائم أو مؤقّت، جنوب الليطاني، وقد تشمل مثل هذه المبادرة إغراءات بتقديم مساعدات اقتصادية لإنقاذ الاقتصاد اللبناني من محنته، التي أصبحت مزمنة.
والسيناريو الثاني في حالة إذا لم تستطع إسرائيل التوصل إلى اتفاق سياسي يرضيها ويرضي مستوطنيها في «الغلاف اللبناني»، فقد تلجأ إلى خوض معركة عسكرية محدودة، واحتلال منطقة جنوب الليطاني بانتظار مبادرات دولية لإنهاء المعارك والتوصل إلى اتفاق جديد لإبعاد حزب الله عن الحدود، وفرض شريط أمني منزوع السلاح داخل الأراضي اللبنانية لا ترابط فيه سوى قوات «اليونيفيل» والشرطة اللبنانية، وقد تكتفي إسرائيل بهذا السيناريو، لكن من المستبعد أن يقبل به حزب الله، وقد تتوسع المواجهة المحدودة
فيما يبقى السيناريو الثالث هو سيناريو الحرب الشاملة على الجبهة الإسرائيلية ـ اللبنانية، احتمالا قائما، إما أن تندلع مباشرة بمبادرة من حزب الله تبعا للتطورات في الحرب على غزة، أو أن تقوم بها إسرائيل وتبريرها بحرب الاستنزاف على الحدود، وربما تنشب حربا بعد فشل مساع دبلوماسية، أو تبعا لتدهور معركة عسكرية كبيرة لكن محدودة.
وأشار الدكتور جمال زحالقة إلى أنه قد يحدث سيناريو الحرب الشاملة قبل أو بعد أن تنتهي الحرب على غزة، وقد أعرب دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى عن أنه لن تكون لإسرائيل أي شرعية في خوض مثل هذه الحرب بعد انتهاء المعارك في غزة، ولكن بإمكانها استغلال فوضى الحرب والمعارك القائمة الآن لشن حرب طاحنة في لبنان بلا معارضة دولية قوية.
وشدد على أن السيناريو الرابع والأشد خطورة هو أن تسعى بعض الأطراف في الدولة الصهيونية إلى جر الولايات المتحدة لمواجهة شاملة ضد إيران وحلفائها في المنطقة، عبر استغلال الحرب على غزة والوجود العسكري الأمريكي الكثيف في شرقي المتوسط والخليج.
دخول حزب الله إلى الصراعفي ذات السياق، أوضح الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دخول حزب الله في الصراع الدائر أمر حتمي في ظل المعطيات الحالية في قطاع غزة وما يحدث من تطورات.
وقال "غباشي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" إنه إذا رأى حزب الله اللبناني حركة المقاومة الفلسطينية حماس بدأت تتكشف وقاربت على الوصول إلى نهايتها فلا بديل عن دخول هذه الحرب.
وشدد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أنه في حالة نجاح إسرائيل في القضاء على حركة حماس سيأتي الدور على حزب الله في لبنان بلا شك.
وأضاف الدكتور مختار غباشي: حزب الله يعلم هذا الأمر جيدا ويدركه في ظل مشهد عالمي ودولي متخاذل ومشهد عربي عاجز عن فعل شيء.
وتابع أن حزب الله بشكل العنصر الثاني من عناصر الخطر على إسرائيل في المنطقة بعد حركة حماس في قطاع غزة، ولذلك فإنها ستسعى إليه إذا ما نجحت في القضاء على حماس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حزب الله حماس غزة الجيش الإسرائيلى نتنياهو المستوطنات هزيمة حماس حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقرير: خبراء صواريخ روس زاروا إيران وسط الاشتباكات مع إسرائيل
تشير مراجعة لسجلات سفر وبيانات توظيف، إلى أن عدداً من كبار خبراء الصواريخ الروس زاروا إيران خلال العام الماضي، وسط تعزيز الجمهورية الإسلامية تعاونها الدفاعي مع موسكو.
وتم حجز السفر لخبراء الأسلحة الـ7 من موسكو إلى طهران، على متن رحلتين في 24 أبريل (نيسان) و17 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وفق وثائق تحوي تفاصيل الحجزين الجماعيين بالإضافة إلى بيان الركاب للرحلة الثانية.
وأظهر مرسوم نشرته الحكومة الروسية، ووثيقة على موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت، أن سجلات الحجز تتضمن أرقام جوازات سفر الرجال، حيث يحمل 6 من الـ 7 الرقم "20" في بداية رقم الجواز.
Russian missile experts flew to Iran amid clashes with Israelhttps://t.co/hjWfXvw8lL
— Economic Times (@EconomicTimes) March 4, 2025ويشير ذلك إلى أن جواز السفر يُستخدم في أعمال رسمية للدولة، ويصدر لمسؤولين حكوميين في رحلات عمل خارجية وعسكريين يعملون انطلاقاً من الخارج. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما كان يفعله السبعة في إيران.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية إن "خبراء الصواريخ الروس قاموا بزيارات متعددة لمواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية العام الماضي، ومنها منشأتان تحت الأرض، وبعض الزيارات جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي". ولم يحدد المسؤول الموقع، طالباً عدم الكشف عن هويته لتتسنى له مناقشة المسائل الأمنية.
وقال مسؤول دفاعي غربي، يراقب التعاون الدفاعي الإيراني مع روسيا وطلب عدم الكشف عن هويته أيضاً، إن عدداً غير محدد من خبراء الصواريخ الروس زاروا قاعدة صواريخ إيرانية، على بعد 15 كيلومتراً تقريباً غرب ميناء أمير آباد على الساحل الإيراني على بحر قزوين في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الزوار الذين أشار إليهم المسؤولون يشملون الروس في الرحلتين.
وأفادت مراجعة لقواعد البيانات الروسية التي تحتوي على معلومات عن وظائف المواطنين أو أماكن عملهم، ومنها الخاصة بسجلات الضرائب والهواتف والسيارات، بأن الروس السبعة الذين حددتهم رويترز لديهم جميعاً خلفيات عسكرية رفيعة المستوى، منهم اثنان برتبة كولونيل وآخران برتبة لفتنانت كولونيل.
كما أظهرت السجلات أن اثنين من الخبراء في أنظمة صواريخ الدفاع الجوي، وأن 3 متخصصون في المدفعية والصواريخ، بينما يتمتع أحدهم بخلفية في تطوير الأسلحة المتقدمة، وعمل آخر في ميدان لاختبار الصواريخ. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الجميع لا يزالون يقومون بتلك الأدوار، إذ تراوحت بيانات التوظيف من 2021 إلى 2024.
وجاءت رحلاتهم إلى طهران في وقت حرج بالنسبة لإيران، التي وجدت نفسها منجرة إلى معركة انتقامية مع عدوها اللدود إسرائيل، تبادل فيها الجانبان شن ضربات عسكرية في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.
واتصلت رويترز بجميع الرجال عبر الهاتف. ونفى 5 منهم أنهم ذهبوا إلى إيران أو أنهم عملوا لصالح الجيش أو كلا الأمرين، بينما رفض أحدهم التعليق وأغلق آخر الهاتف.
ورفضت وزارتا الدفاع والخارجية الإيرانيتان التعليق على ذلك، وأيضاً مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري، وهو قوة النخبة التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب التعليق.
وأثر التعاون بين البلدين بالفعل على حرب روسيا على أوكرانيا، مع نشر أعداد كبيرة من طائرات شاهد المسيرة الإيرانية في ساحة المعركة.
ووقعت موسكو وطهران اتفاقية عسكرية مدتها 20 عاماً في العاصمة الروسية في يناير (كانون الثاني) الماضي.