إبادة جماعية في مستشفى الشفاء بغزة.. والاحتلال يحوّل المستشفى إلى سجن كبير للمصابين والنازحين والأطقم الطبية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
الرؤية- الوكالات
يتعرض المصابون والأطقم الطبية والنازحون بمستشفى الشفاء في قطاع غزة إلى إبادة جماعية بحسب وصف مدير المجمع الطبي محمد أبو سلمية، الذي أكد أن المستشفى تحول إلى سجن كبير يسقط فيه شهداء كل دقيقة.
وأضاف أبو سلمية أن "غزة كلها تباد، والمرضى يموتون داخل بيوتهم، وهذه جريمة حرب، كما أن الصورة سوداوية، ولا يوجد سوى الجثث والموت، والاحتلال لا يزال يحاصر المجمع".
وعن حالات الجرحى والمرضى داخل المستشفى، ذكر أبو سلمية أن الحالات تتفاقم بسبب عدم القدرة على توفير الأدوية، معتبرا أنه "من العار أن يموت الجرحى من دون أن يجدوا مكانا للعلاج"، خصوصا أن الاحتلال يمنع دخول الصيدلية المركزية للمجمع.
وأشار مدير مجمع الشفاء إلى أن كل يوم يمر على الأطفال الخدج يمثل خطرا على حياتهم، مؤكدا أن الحضانات التي أحضرها الاحتلال لا قيمة لها من دون كهرباء.
واتهم أبو سلمية قوات الاحتلال بتخريب أجهزة حيوية بالمستشفى عند دخوله، مطالبا إياها بعدم إيذاء المرضى والنازحين والأطقم الطبية، مؤكداً أن ما يدّعيه الاحتلال بوجود أسلحة بالمستشفى محض تلفيق.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن 50 مريضا منهم 4 من مرضى الكلى و3 من الأطفال الخدج، استشهدوا في الأيام الماضية بسبب نفاد الأدوية وحصار قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات.
وتابع أن نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء تسبب في استشهاد 20 من مرضى العناية المركزة لتوقف أجهزة دعم الحياة، لافتاً إلى أن 35 من مرضى الفشل الكلوي لم يتلقوا العلاج منذ أسبوع.
وأضاف: "يجب على قوات الاحتلال توفير ممر آمن يسمح بإدخال الإمدادات المعيشية والطبية والوقود إلى المستشفيات التي يحاصرها في شمال قطاع غزة وعلى رأسها الشفاء".
من جهته، اتهم رئيس قسم الحروق بمستشفى الشفاء بغزة أحمد مفيد المخللاتي، قوات الاحتلال الإسرائيلي بسرقة عدد من الجثث من داخل المجمع الطبي.
ولفت المخللاتي إلى أن الاحتلال اقتحم مبنيين داخل المجمع، وأن الدبابات لا تزال موجودة، مبيناً أن الوضع العام غير آمن، ولا يمكن إجراء عمليات لعدم توفر الكهرباء، كما أن الطعام الذي وصل لا يكفي إلا لنحو 40% من الموجودين داخل المستشفى.
تضارب الروايات الإسرائيلية
وفي ظل الوضع المأساوي، تضاربت الروايات الإسرائيلية بخصوص وجود مركز قيادة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مستشفى الشفاء، إذ حذف الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للناطق باسمه داخل المستشفى بعد اقتحامه ونشر مقطعا جديدا معدلا، مما أثار تساؤلات عن حقيقة الادعاءات الإسرائيلية بخصوص المجمع الطبي.
ونفت حركة حماس الرواية الإسرائيلية والادعاءات الأمريكية عن استخدامها المستشفيات والمدارس مواقع عسكرية ووصفتها بالفضيحة للجيش الإسرائيلي.
وعلق دينيس فرانسيس رئيس الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على الحرب الغاشمة على قطاع غزة قائلا: "إن الخسائر البشرية الناجمة عن الحصار والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا توصف، وقد لا نعرف أبدا العدد الدقيق للضحايا لكن المؤكد أن آلافا لقوا حتفهم دون داع".
أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، فأشار إلى أنه يرجح أن يكون عدد الضحايا أعلى بكثير من المعلن، حيث لم تحدث الأرقام منذ 5 أيام بسبب انهيار شبكات الاتصال في غزة.
وأضاف: هناك مستشفى واحد فقط يستقبل مرضى داخليين حاليا هو مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، وأن أكثر من 41 ألف وحدة سكنية دمرت أو تضررت بشدة بسبب القصف الإسرائيلي، وهو ما يعادل حوالي 45% من إجمالي المساكن في غزة، كما أن طبيعة وحجم الأضرار التي لحقت بالمدنيين يشيران لاستخدام متفجرات شديدة التدمير في مناطق مكتظة بالسكان".
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزي بوريل، إن الاتحاد الأوروبي يطالب بهدنة إنسانية فورية وبإتاحة مزيد من الفرص لوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة، موضحا: "هناك ضحايا بالآلاف في صفوف المدنيين في غزة، وعلى إسرائيل أن تحترم القانون الدولي الإنساني".
وبيّن: "الحرب على حماس في غزة نتيجة فشل سياسي عام للمجتمع الدولي، كما أن الحرب في غزة أكدت لنا أنه لا يمكن ترك القضية الفلسطينية دون حل".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: قوات الاحتلال مستشفى الشفاء أبو سلمیة قطاع غزة کما أن إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
28 شهيدا بغزة والاحتلال يوسع عمليته شمالي القطاع
#سواليف
استشهد رجل وزوجته بقصف من مسيّرة إسرائيلية على فلسطينيين شمال شرقي مدينة رفح، وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 28 منذ فجر اليوم الجمعة، في حين أعلن جيش الاحتلال توسيع عمليته البرية شمالي القطاع.
وقد أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة حي المنارة جنوب شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما أكد المراسل استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف لخيمة تؤوي نازحين في مناطق غربية من مواصي خان يونس.
مقالات ذات صلةوقد كثف الاحتلال غاراته الجوية الليلية على المناطق الشمالية من مدينة رفح جنوبي القطاع، إلى جانب قصفه المدفعي على الأطراف الشرقية من حي الزيتون بمدينة غزة.
بدوره، قال مدير المستشفى المعمداني في غزة للجزيرة، إن الوضع كارثي وخرج عن السيطرة مع المجازر المتتالية، في ظل الحصار المفروض على القطاع.
وناشد مدير المستشفى المعمداني المعنيين الضغط لفتح المعابر لتخفيف الضغط على المنظومة الصحية، قائلا “لا يوجد في شمال قطاع غزة سوى جهاز تصوير طبقي واحد بينما نحتاج عشرات”.
وفي مدينة غزة، قال مراسل الجزيرة إن غارة إسرائيلية دمرت محطة لتحلية المياه في حي التفاح شرقي المدينة، مما أدى لاشتعال النيران فيها.
إعلان
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن أكثر من 90% من أهالي القطاع باتوا بلا مصدر للمياه النظيفة بعد تدمير الاحتلال أكثر من 700 بئر، وإخراج 75% من الآبار ومحطات التحلية عن الخدمة.
توسيع العمليات
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يعمل على توسيع نشاطه البري في شمال قطاع غزة، في حين نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إن العمليات العسكرية في غزة ستتوسع وتتعمق تدريجيا.
كما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن العملية التي تشنها الفرقة 252 في حي الشجاعية تمت بمرافقة موجة واسعة من الغارات، في حين ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش يوسع المنطقة العازلة على حدود غزة وقوات الفرقة 252 تعمل على مشارف حي الشجاعية.
وقد اضطر آلاف الفلسطينيين -أمس الخميس- للنزوح القسري من حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، عقب إنذارات الاحتلال بالإخلاء الفوري.
وحملت العائلات ما تيسر من أمتعتها وسارت نحو مناطق وسط وغرب المدينة بحثًا عن مأوى آمن، وسط نقص حاد في وسائل النقل والوقود.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، بعد أن عطلت الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، لتخّلف من حينها أكثر من ألف شهيد فلسطيني معظمهم أطفال ونساء.