الرؤية- الوكالات

يتعرض المصابون والأطقم الطبية والنازحون بمستشفى الشفاء في قطاع غزة إلى إبادة جماعية بحسب وصف مدير المجمع الطبي محمد أبو سلمية، الذي أكد أن المستشفى تحول إلى سجن كبير يسقط فيه شهداء كل دقيقة.

وأضاف أبو سلمية أن "غزة كلها تباد، والمرضى يموتون داخل بيوتهم، وهذه جريمة حرب، كما أن الصورة سوداوية، ولا يوجد سوى الجثث والموت، والاحتلال لا يزال يحاصر المجمع".

وعن حالات الجرحى والمرضى داخل المستشفى، ذكر أبو سلمية أن الحالات تتفاقم بسبب عدم القدرة على توفير الأدوية، معتبرا أنه "من العار أن يموت الجرحى من دون أن يجدوا مكانا للعلاج"، خصوصا أن الاحتلال يمنع دخول الصيدلية المركزية للمجمع.

وأشار مدير مجمع الشفاء إلى أن كل يوم يمر على الأطفال الخدج يمثل خطرا على حياتهم، مؤكدا أن الحضانات التي أحضرها الاحتلال لا قيمة لها من دون كهرباء.

واتهم أبو سلمية قوات الاحتلال بتخريب أجهزة حيوية بالمستشفى عند دخوله، مطالبا إياها بعدم إيذاء المرضى والنازحين والأطقم الطبية، مؤكداً أن ما يدّعيه الاحتلال بوجود أسلحة بالمستشفى محض تلفيق.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن 50 مريضا منهم 4 من مرضى الكلى و3 من الأطفال الخدج، استشهدوا في الأيام الماضية بسبب نفاد الأدوية وحصار قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات.

وتابع أن نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء تسبب في استشهاد 20 من مرضى العناية المركزة لتوقف أجهزة دعم الحياة، لافتاً إلى أن 35 من مرضى الفشل الكلوي لم يتلقوا العلاج منذ أسبوع.

وأضاف: "يجب على قوات الاحتلال توفير ممر آمن يسمح بإدخال الإمدادات المعيشية والطبية والوقود إلى المستشفيات التي يحاصرها في شمال قطاع غزة وعلى رأسها الشفاء".

من جهته، اتهم رئيس قسم الحروق بمستشفى الشفاء بغزة أحمد مفيد المخللاتي، قوات الاحتلال الإسرائيلي بسرقة عدد من الجثث من داخل المجمع الطبي.

ولفت المخللاتي إلى أن الاحتلال اقتحم مبنيين داخل المجمع، وأن الدبابات لا تزال موجودة، مبيناً أن الوضع العام غير آمن، ولا يمكن إجراء عمليات لعدم توفر الكهرباء، كما أن الطعام الذي وصل لا يكفي إلا لنحو 40% من الموجودين داخل المستشفى.

تضارب الروايات الإسرائيلية

وفي ظل الوضع المأساوي، تضاربت الروايات الإسرائيلية بخصوص وجود مركز قيادة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مستشفى الشفاء، إذ حذف الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للناطق باسمه داخل المستشفى بعد اقتحامه ونشر مقطعا جديدا معدلا، مما أثار تساؤلات عن حقيقة الادعاءات الإسرائيلية بخصوص المجمع الطبي.

ونفت حركة حماس الرواية الإسرائيلية والادعاءات الأمريكية عن استخدامها المستشفيات والمدارس مواقع عسكرية ووصفتها بالفضيحة للجيش الإسرائيلي.

وعلق دينيس فرانسيس رئيس الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على الحرب الغاشمة على قطاع غزة قائلا: "إن الخسائر البشرية الناجمة عن الحصار والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا توصف، وقد لا نعرف أبدا العدد الدقيق للضحايا لكن المؤكد أن آلافا لقوا حتفهم دون داع".

أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، فأشار إلى أنه يرجح أن يكون عدد الضحايا أعلى بكثير من المعلن، حيث لم تحدث الأرقام منذ 5 أيام بسبب انهيار شبكات الاتصال في غزة.

وأضاف: هناك مستشفى واحد فقط يستقبل مرضى داخليين حاليا هو مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، وأن أكثر من 41 ألف وحدة سكنية دمرت أو تضررت بشدة بسبب القصف الإسرائيلي، وهو ما يعادل حوالي 45% من إجمالي المساكن في غزة، كما أن طبيعة وحجم الأضرار التي لحقت بالمدنيين يشيران لاستخدام متفجرات شديدة التدمير في مناطق مكتظة بالسكان".

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزي بوريل، إن الاتحاد الأوروبي يطالب بهدنة إنسانية فورية وبإتاحة مزيد من الفرص لوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة، موضحا: "هناك ضحايا بالآلاف في صفوف المدنيين في غزة، وعلى إسرائيل أن تحترم القانون الدولي الإنساني".

وبيّن: "الحرب على حماس في غزة نتيجة فشل سياسي عام للمجتمع الدولي، كما أن الحرب في غزة أكدت لنا أنه لا يمكن ترك القضية الفلسطينية دون حل".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: قوات الاحتلال مستشفى الشفاء أبو سلمیة قطاع غزة کما أن إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجراح الفلسطيني عدنان البرش.. من مستشفيات غزة إلى الشهادة في سجون الاحتلال (شاهد)

استشهد الطبيب الفلسطيني الشهير، وجراح العظام في قطاع غزة، عدنان البرش، في سجون الاحتلال خلال الحرب على قطاع غزة، بعد أن تعرض للتعذيب على يد قوات الاحتلال، وترك وراءه قصصا كبيرة من عمله في القطاع رغم الحرب والحصار، كما نشر  موقع شبكة "سكاي نيوز".

وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21، إن الدكتور عدنان البرش أمضى معظم حياته المهنية جراح عظام شهير في علاج الأطراف المكسورة في مستشفى الشفاء بغزة، وكان واحدًا من أفضل الأطباء المدربين في القطاع. 

عمل على مدار الساعة

عندما اندلعت الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كان يعمل على مدار الساعة؛ وتُظهره الصور الموجودة على هاتفه المحمول وهو يحفر بمجرفة هو وزملاؤه قبورًا جماعية بينما كانت أصوات الانفجارات تدوي خلف جدران المستشفى.

بعد فترة وجيزة من اندلاع الصراع، أدرك الجراح وزوجته ياسمين أن عالمهما قد تغير إلى الأبد. وتتذكر ياسمين أنها قالت له مع بداية الحرب إنه سيكون هناك الكثير من العمليات الجراحية وسيحتاجون إلى مساعدته، فذهب إلى المستشفى لاستقبال الجرحى وبقي هناك لمدة 24 ساعة دون راحة، وكان يقضي أيامه في غرفة العمليات وينام ليلًا في غرفة الأطباء.

كما كان يحتفظ بمذكرات من نوع خاص على هاتفه المحمول، يوثق فيها المشاهد المأساوية التي كانت تتكشف من حوله، وقال وهو يصور أحد المشاهد في غرفة العمليات المزدحمة: "رغم الألم، نحن صامدون".

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل ادعت وجود أنفاق تحت مستشفى الشفاء، وبينما كانت القوات الإسرائيلية تتقدم نحو المبنى، وثق الدكتور البرش الأجواء داخله؛ حيث يُظهر مقطع فيديو آخر على هاتفه المحمول أحد زملائه في غرفة الموظفين وهو يتذكر محادثة مؤلمة مع زوجته. 

وبحلول منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، كان مستشفى الشفاء تحت حصار القوات الإسرائيلية، وبعد أسبوع، صدرت الأوامر بإخلاء المرضى والموظفين ونحو 50,000 نازح من السكان الذين كانوا يحتمون حوله.

وقد صوّر الدكتور البرش مشهد الصفوف الطويلة من الناس وهم يسيرون باتجاه جنوب غزة، لكن الجراح المخضرم لم يتبعهم، بل اتجه إلى الشمال الشرقي، وتحديدا إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، وما وجده هناك عند وصوله أصابه بالصدمة؛ حيث قال في مقطع فيديو إنه وجد بعض الجرحى ينتظرون إجراء عمليات جراحية منذ أكثر من عشرة أيام، وكانت جروحهم ملتهبة بشدة.



وفي 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حاصرت الدبابات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي، وتم إطلاق القذائف على الطابق الثاني واستشهد 12 شخصًا على الأقل.

نجا الدكتور البرش وأصيب بخدوش طفيفة، لكن المدخل الأمامي للمبنى تم تدميره بالكامل، وقال في مقطع فيديو آخر: "الدمار في كل مكان".

تهديد واعتقال

بحلول أوائل كانون الأول/ ديسمبر 2023، انتقل الدكتور البرش إلى مستشفى صغير في الشمال يسمى مستشفى العودة، وتُظهره الصور المنشورة على صفحة المستشفى على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يفحص المرضى والإرهاق ظاهر على وجهه.

قتلوه قتلهم الله
الدكتور عدنان البرش شهيداً، بعد أن قتله العدو تحت التعذيب.

الدكتور عدنان من كبار جراحي العظام في قطاع غزة، وثبت طوال الحرب في مستشفى الشفاء، وبعد اقتحام المستشفى أول مرة خرج وانطلق من فوره، لا لبيته، وإنما ليكمل مهمته في مستشفيات الشمال (كمال عدوان و مستشفى… pic.twitter.com/JiR9NS5Eqm — Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) May 2, 2024

وقد حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى في 5 كانون الأول/ ديسمبر، وكان الموظفون قلقين مما قد يفعله الجنود. وفي نهاية المطاف، أخبرهم مدير المستشفى أن عليهم مغادرة المبنى.

وقال الدكتور الدكتور محمد عبيد، صديق الدكتور البرش وزميله، إن المدير أخبرهم أن الجيش الإسرائيلي لديه بيانات كاملة عن جميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و65 سنة في مستشفى العودة، وأنهم أخبروه أنه إذا لم يخرج جميع الرجال فسوف يدمرون مستشفى العودة بكل من فيه من نساء وأطفال. وقد خرج الرجال من المستشفى وتم اعتقال خمسة أشخاص منهم الدكتور البرش.

وأقر الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب لـ"سكاي نيوز" بأن جنوده احتجزوا الدكتور البرش، وجاء في البيان أن الجراح الفلسطيني نُقل في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2023 إلى قاعدة "سدي تيمان"، والتي أصبحت تُستخدم لاحتجاز المعتقلين منذ بداية الحرب.

ويعتقد الدكتور خالد حمودة، وهو سجين سابق في المعسكر، أن العديد من السجناء في "سدي تيمان" هم من الأطباء المتخصصين؛ مشيرا إلى أن المعسكر الذي احتجز فيه كان يضم حوالي 100 سجين، ربعهم على الأقل يعملون في مجال الرعاية الصحية. 

ويقول الدكتور حمودة إن الحراس في القاعدة أجبروه على مساعدتهم، ويتذكر أنه طُلب منه إحضار الدكتور البرش عند البوابة، وعندما أحضره قال زميله إنه تعرض للضرب المبرح وشعر بألم في جميع أنحاء جسده.



وأضاف الدكتور حمودة أن الدكتور البرش كان على الأرجح مصابًا بكسور في الأضلاع، ولم يكن قادرًا حتى على الذهاب إلى الحمام بمفرده.

وقال الجيش الإسرائيلي لـ"سكاي نيوز" إنه بعد أن الانتهاء من إجراءات نقل الدكتور البرش، غادر سجن "سدي تيمان" في 20 كانون الأول/ ديسمبر وأصبح "تحت مسؤولية" مصلحة السجون الإسرائيلية.

وفاة في ظروف غامضة

وفي نيسان/ أبريل، نُقل الجراح إلى سجن عوفر بالقرب من القدس، وتوفي بعد وصوله بوقت قصير، وتم الإعلان عن نبأ وفاة الجراح في بيان صادر عن جمعيتين لدعم الأسرى الفلسطينيين في بداية شهر أيار/ مايو، ولم يقدم الإسرائيليون أي تفسير أو سبب للوفاة.

وحسب إفادة أحد الأسرى، قال إنه كان يعرف الدكتور البرش في غزة، لمحامين من منظمة "هموكيد" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فقد وصل الدكتور عدنان البرش إلى القسم 23 في سجن عوفر في منتصف نيسان/ أبريل 2024.

الدكتور عدنان البرش، شهيد في سجون الإحتلال، بعد تعذيبه.. الله يرحمك❗️

???? pic.twitter.com/TfvvPHUkan — علي (@allouush) May 3, 2024

وأضاف أنه وصل في حالة يرثى لها، وكان من الواضح أنه تعرض للاعتداء، حيث توجد إصابات في جسده، وكان عاريًا من الجزء السفلي.

وأضاف الأسير السابق أن حراس السجن ألقوا بالدكتور في وسط الساحة وتركوه هناك، ولم يكن قادرًا على الوقوف، فساعده أحد السجناء ورافقه إلى إحدى الغرف، وبعد بضع دقائق سُمع صراخ السجناء من الغرفة معلنين أن الدكتور عدنان البرش قد توفي.



وفي تصريح لـ"سكاي نيوز"، نفى متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية أن تكون مسؤولة عن وفاة البرش، لكن الموقع أوضح نقلا عن زملاء البرش وزوجته ياسمين أنه كان في حالة بدنية جيدة قبل اعتقاله، وتقول زوجته: "كان نور حياتي وقد فقدته".

وختم الموقع بأن الدكتور البرش كان مستعدُا للمخاطرة بحياته لإنقاذ الآخرين، وتمثل قصته واحدة من عدد لا يحصى من القصص المروعة التي دفنت تحت الأنقاض في غزة.

مقالات مشابهة

  • وكيل صحة بني سويف تحيل أطباء وصيادلة وتمريض مستشفى الواسطى المركزي للتحقيق
  • وفاة 23 من نازحي شرق الجزيرة بالكوليرا في شندي شمالي السودان
  • الجراح الفلسطيني عدنان البرش.. من مستشفيات غزة إلى الشهادة في سجون الاحتلال (شاهد)
  • رغم المجازر المستمرة.. واشنطن لا ترى أساسا لارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في غزة
  • رغم المجازر المستمرة.. واشنطن لا ترى أساس لارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في غزة
  • هيئة إغاثة فلسطينية لـ«البوابة نيوز»: الوضع الإنساني بغزة «كارثي» والاحتلال يكذب
  • واشنطن ترد على اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة
  • محافظ بورسعيد ينعى المتوفين في حادث طريق بورسعيد - المطرية
  • مستشفى شهداء الأقصى بغزة يناشد العالم توفير الأدوية لإنقاذ حياة مئات المرضى والجرحى لديه
  • جريمة إبادة جماعية.. عشرات القرى لم يصلها الماء منذ 3 سنوات جنوبي العراق