فيثاغورس (Pythagoras) فيلسوف وعالم جليل من علماء الرياضيات وكان يطلق عليه بيتاغور"بمعني محب الحكمة وهي اول كلمة تطلق على الفلسفة ايضا" اسمه فيثاغورس بن منيسارخوس وأرتبط اسمه باسم بلدته ساموس فيسمى فيثاغورس الساموسي، وساموس هي مسقط رأس عالمنا فيثاغورس، وهي جزيرة تتبع مقاطعة ساموس اليونيانية.
ولد فيثاغورس وتوفي قبل الميلاد،وتوفي عن عمر يناهز "75عام "، (حيث ولد عام 570 ق.
ولد فيثاغورس على بعد أميال من جزيرة ساموس اليونيانية والمقابلة لأسيا الصغرى "تركيا الآن"، لأب يسمى منسارخوس (Mnesarchus) وهو تاجر من مدينة صور اللبنانية وكان يحترف النقاشةعلى الأحجار الكريمة "جواهرجي". يقال أنه أحضر محصول الذرة إلى جزيرة ساموس في وقت مجاعة حدثت هُنَاكَ الأمر الذي جعل سكانها يشعرون بالأمتنان له وجعلوه واحدا منهم فأعطوه الجنسية الساموسية، وتزوج منساخورس من واحدة من فتيات جزيرة ساموس تسمى " فيثاي". جاء فيثاغورس كثمرة لهذا التزاوج وأمضى طفولته في جزيرة ساموس. كان والده بحكم كونه تاجرا كثير السفر ورافق فيثاغورث والده في أسفاره، حيثُ زار عدّة مدن من بينهما زار إيطاليا، رجع فيثاغورث بصحبة والده إلى موطن والده مدينة صور اللبنانية، وتلقّى هُنَاكَ العلم على يد الكلدانيين وبعض رجال سوريا المتثقّفين. تعلم فيثاغورس الموسيقى فكان يعزف على القيثارة، وأيضا تعلم كتابة الشعر.
إشهر أساذته وأولهم الفيلسوف فيريسيديس الذي نشأ في بلدة سيروس اليونيانية وهو من أوائل الفلاسفة الذين ظهروا في الفترة الفاصلة بين "الميثولوجيا وتعني الخرافات والأساطير" والفلسفة. ويعد فيريسيديس من حكماء الفلاسفة السبعة، ونادى فيريسيديس بفكرة تقمص الفلاسفة" وهي تعني تناسخ الأرواح وتعني أن الأنفس بعد الممات تنتقل إلى أشخاص أخرين ولا تفني" وهذا المبدأ اثر في فيثاغورس الذي تبناه طوال مشوار حياته. ثاني أهم أساتذة فيثاغورس هُوُ طاليس الميليسي "وقد زاره فيثاغورس وعمره مابين 18 إلى 20 عام حوالي عام " في مدينة ميلتوس في أيونيا، بغرب تركيا. يسمى طاليس بأبو العلوم لأنه أول فيلسوف اعتمد على العقل والتفكير والأدلة العقلية. وهو أحد فلاسفة الأغريق السبعة. الذين قادو الفكر الانساني من مرحلة الاسطورة والخرافة إلى مرحلة التفكير والفلسفة. من أفكار طاليس أن الماء هُوُ أصل العالم ومادة الوجود الأولى وتتنوع شكل الأشياء بسبب تنوع شكل الماء فهو يكون سائل ويصح غاز حيث يتبخر بالحرارة ويتجمد في برودة الشتاء. والماء هُوُ الذي تدور حوله الحياة فتكون الحياة حيث يكون الماء وتنعدم الحياة حيث ينعدم. وعليه فالماء العنصر الأزلى الأول الذي يتشكل منه كل شيء في الكون. تصور أن الأرض عبارة عن قرص دائري متجمد من الماء يسبح في الامحدود من الماء. وكان يرى بأن كل شيء حوله حي فالمغناطيس به حياة يمكنها تحريك الحديد وكذلك كل الأشياء حولنا هي حية.
تعلم فيثاغورس أصول الرياضيات من طاليس ونصحه طاليس بالسفر إلى مصر لتلقى المزيد من العلوم من كهنة المعابد بمصر. ثالث أساتذة فيثاغورس هُوُ الفيلسوف أناكسيماندر وهو تلميذ طاليس وهو أول من قال بأن هُنَاكَ قوانين وهي التي تحكم الطبيعة. هُوُ أول من استخدم كلمة لا نهائي وأدخلها في تعبيراته الفلسفية. صنع المِزولَة التي تقدر الزمن "صنعها وليس اخترعها"، وكان له اجتهادات في رسوم الخرائط.
أما عن مشوار حياته فيثاغورس فسافر فيثاغورس إلى مصر طلبا للعلم متنقلا بين معابدها وكان عندها عمره نحو 22 عام، قضى في مصر فترة شبابة طالبا للعلم حيث إستقر في مصر ما يُقارب 22 عامًا، أتقن خلال هذه الفترة المبادئ الرياضية وبعض المعتقدات الدينية، تعرضت مصر أثناء وجوده إلغزو الفارسي الذي ترتب عليه أسر فيثاغورس وأُخذ سجينًا إلى بابل وعاش فيها ما يُقارب 12 عامًا، تعلّم خلالها الرياضيات والمعتقدات الدينية الشرقية، حتّى أُطلق سراحه بعمر 56 عامًا تقريبًا.
رجع فيثاغورس بعد رحلتي العلم والسجن إلى مسقط راسه جزيرة ساموس، ومن ساموس بدأ رحلته في تعليم ما تعلمه طوال مشوار حياته، حيثُ بدأ بتعليم الناس فلسفته الحياتية الخاصة، والرياضيات، وحبة الحكمة"التصوف"، الذي تعلّمه في مصر وبابل، تعرض فيثاغورس لبعض المضايقات من الكارهين له والمستنكرين لأفكاره الأمر الذي إضطره إلى مغادرة موطنه جزيرة ساموس إلى ايطاليا حيث إستقر في جنوبها تحديدا في كروتونا حوالى عام 518 قبل الميلاد. حيث وجد من يقدر أفكاره ويحترمها وهناك أسّس مجتمعه الفلسفي الخاص به. أسّس جماعة أُخوّة دينية تدعى الجماعة الفيثاغورية، تضم عددا من الأتباع والطلاب من رجال ونساء، وعلى الرغم من أنها مدرسة فلسفية أخوية دينية، إلّا أنها ساهمت إلى حد كبير في تطوير الرياضيات والفلسفة العقلانية الغربية، ومن الصعب تمييز تعاليم فيثاغورس عن تعاليم تلاميذه فقد كانوا يساعدونه في حل الكثير من المعضلات الصعبة، ولم يصل إلينا الكثير من كتاباته، إلّا أن العديد من الإكتشافات تنسب إليه، أشهرها نظرية فيثاغورس المثلثات القائمة. طبق فيثاغورس على جماعته قواعد سلوك صارمة مثل عدم التحدث إلا في الأوقات المحددة، إرتداء ملابس خاصة والتزام النظام الغذائي النباتي. وكان يعتقد فيثاغورس أن كل شيء عبارة عن أرقام وأن الرياضيات هي المفتاح لفهم العالم من حولنا.
تزوج فيثاغورس في سن يقارب الستين من امرأةٍ تدعى ثينو وأنجب ابنةً اسماها دامو، وابنًا يدعى تيلوجيس، والذي خلف أباه كمعلم وربما هو من علّم الفيلسوف إمبيدوكليس. ويقول آخرون إن ثينو كانت واحدةً من تلاميذه، وليست زوجته، كما يقال إن فيثاغورس لم يتزوج ولم يكن له أبناء.
كان فيثاغورس يؤمن بالارقام ويقدسها واسس جماعته على نهجه فكانوا يقيمون الصلاة للرقم 10. كان يحب التستر والكتمان حتى أنه كان يلقي دروسه من وراء ستارة، وكذلك كان يتوجب على من ينضم إلى قائمة تلاميذه أن يلتزم الصمت لمدة 5 سنوات.
درس فيثاغورس الأعداد الحقيقية والكسرية، والأعداد الطبيعية والأعداد الصحيحة. كما ساهم فيثاغورس في فهمنا للزوايا والمثلثات والمساحة والنسبة والمضلعات، والمجسمات متعددة السطوح. وتعد نظرية فيثاغورس للمثلث القائم الزاوية أبسط وأقيم وأهم النظريات الهندسية. ربط فيثاغورس الموسيقى بالرياضيات؛ وساعده عزفه لمدة طويلة على القيثارة ذات السبعة أوتار، في أدراك كيف أن التناغم يحصل باهتزازات الأوتار على أطوال معينة. وأدرك فيثاغورس أيضًا أن هذه المعرفة يمكن تطبيقها على الآلات الموسيقية الأخرى.
أما عن مثلث فيثاغورث فالغريب أن فيثاغورس لم يكن البشري الأول الذي عرف العلاقة بين أضلاع المثلث القائم الزاوية بل سبقه اليها الهنود والبابلين الذين أوصلتهم التجربة لإدراك هذه الحقيقة. لكن يُعزى إلى فيثاغورس أنه أول من أبرز هذه الحقيقة بصورة منطقية مقوننة وشاملة فصارت نظرية. وكما كان المثلث القائم الزاوية سر من اسرار نجاح فيثاغورس كان أيضا هذا المثلث لغزا من الألغاز التي حيرته وكادت تودي بكل أفكاره الفلسفية التي تخص الأرقام. جائت نظرية فيثاغورس لتعلي من مكانة وقدسية الأرقام وأن كل شيء من حولنا أساسه الأرقام. وأنه يمكن التعبير عن كل شيء برقم. لكن العجيب أن نفس نظريته كانت السبب في إرباكه هُوُ وجماعته حيث أن وتر مثلث قائم الزاوية لضلعين متساويين طول كل منهما متر سيكون هُوُ الجذر التربيعي للعدد 2 وهذا الجذر التربيعي هُوُ في حد ذاته محير من حيث كونه ليس بعدد لأننا ببساطة نحصل عليه مقرب "ليس له قيمة معينة". هذا الأمر جعل فيثاغورس وجماعته يتكتمون على هذا الأمر المزعج وقد ذكر بعض المؤرخين أن أحد تلاميذه لم يطق صبرًا وجهَر بهذه الأسرار الأمر الذي دعى بجماعة فيثاغورس أن تغرقه حيًا في عرض البحر.
أماعن وفاة فيثاغورس نفس فتختلف الروايات التي تتحدث عن وفاة فيثاغورس، فيقال إنه قتل على يد بعض الغوغاء الغاضبين، أو أنه قد قُبض عليه في حرب بين أغريجنتوم والسيركوسانيين وقتل على يد سيراكوسانز، أو أنه مات منتحرًا، حيث أن مدرسته في كروتونا قد أحرقت فذهب إلى ميتابونتوم حيث إمتنع عن تناول الطعام حتى الموت.
لكن ذُكرَ في كل من روايتيي أنه رفض الدوس على محصول من نباتات الفول خلال هربه، مما أدى إلى الإمساك به.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يشارك في ختام مؤتمر التقوى الشعبية في جزيرة كورسيكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
زار البابا فرنسيس اليوم جزيرة كورسيكا للمشاركة في ختام مؤتمر التقوى الشعبية في المتوسط، مداخلة تطرقت إلى مواضيع عديدة محورها أهمية هذه التقوى وكيفية تحليلها والاستفادة منها.
في إطار زيارته الرسولية إلى أجاسيو في جزيرة كورسيكا اليوم الأحد ١٥ كانون الأول ديسمبر شارك قداسة البابا فرنسيس في الجلسة الختامية لمؤتمر حول التقوى الشعبية في منطقة المتوسط. وفي مداخلته أعرب الأب الأقدس عن سعادته للقاء المشاركين في هذا المؤتمر من دارسين وأساقفة من فرنسا ومن دول مختلفة، ثم تحدث عن أن منطقة المتوسط قد دخلت التاريخ وكانت مهد حضارات كثيرة حققت تطورا كبيرا وشهدت للأهمية الثقافية والدينية والتاريخية لهذه البحيرة الكبيرة وسط ثلاث قارات، قال قداسة البابا، لهذا البحر الفريد في العالم، البحر المتوسط. وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن البحر المتوسط في الأدب الكلاسيكي اليوناني واللاتيني كان المكان المثالي لنشأة الأساطير والقصص والملاحم، ولا يمكن أن ننسى من جهة أخرى كيف مكن الفكر الفلسفي والفنون وتقنيات الإبحار حضارة المتوسط من تطوير ثقافة رفيعة وفتح دروب للاتصالات وتأسيس بنى تحتية وشبكات مياه وأنظمة قضائية ومؤسسات مُركبة لا تزال مبادئها الأساسية سارية وآنية اليوم.
انتقل الأب الأقدس بعد ذلك إلى الحديث عن الخبرة الدينية الخاصة التي نشأت ما بين المتوسط والشرق الأدني، خبرة ارتبطت بإله إسرائيل الذي كشف عن نفسه للبشرية وبدأ حوارا لا يتوقف مع شعبه وصولا إلى الذروة في الحضور الفريد ليسوع ابن الله الذي عرَّف بشكل نهائي بوجه الآب وحقق العهد بين الله والبشرية
وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن مرور أكثر من ألفي سنة منذ تجسد ابن الله حيث تتابعت حقبات وثقافات كثيرة، وأضاف أن الإيمان المسيحي قد شكل في بعض المراحل التاريخية حياة الشعوب بل وحتى المؤسسات السياسية، بينما يضعف اليوم وخاصة في البلدان الأوروبية التطلع إلى الله وتزداد اللامبالاة إزاء حضوره وكلمته. إلا أنه من الضروري التحلي بالحذر خلال تحليل هذا المشهد وذلك لتفادي أفكار متسرعة وأحكام مسبقة ايديولوجية تعتبر في بعض الأحيان حتى اليوم الثقافة المسيحية وتلك العلمانية في تناقض. على العكس، قال الأب الأقدس، من الأهمية بمكان لمس انفتاح متبادل بين هاتين النظرتين، فالمؤمنون هم وبصفاء أكبر في انفتاح على إمكانية عيش إيمانهم بدون فرضه، باعتباره خميرة لعجينة العالم والأوساط التي يعيشون فيها.
أما غير المؤمنين أو مَن ابتعدوا عن ممارسة الطقوس الدينية فليسوا غرباء عن البحث عن الحقيقة والعدالة والتضامن، وغالبا ورغم عدم انتمائهم إلى أي دين ما يحملون في قلوبهم تعطشا أكبر وبحثا عن معنى، ما يدفعهم إلى التساؤل حول سر الحياة والبحث عن قيم أساسية من أجل الخير العام. وفي هذا الإطار يمكننا لمس جمال التقوى الشعبية وأهميتها، تابع البابا فرنسيس مذكرا بأن البابا القديس بولس السادس كان قد بدل كلمة التدين الشعبي بالتقوى الشعبية، فهي تعود بنا من جهة إلى التجسد كأساس الإيمان المسيحي، التجسد الذي يتم التعبير عنه دائما في ثقافة الشعوب وتاريخها ولغاتها ويتم نقله من خلال الرموز والعادات والطقوس والتقاليد.
ومن جهة أخرى تجذب ممارسة التقوى الشعبية وتشرك أشخاصا ممن هم على عتبة الإيمان، أي مَن لا يواظبون على ممارسة الإيمان إلا أنهم يعثرون في التقوى الشعبية على خبرة جذورهم ومشاعرهم وأيضا المثل والقيم التي يعتبرونها مفيدة لحياتهم وللمجتمع.