لجريدة عمان:
2024-12-18@06:57:56 GMT

نوافذ :لا حدود ثابتة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

[email protected]

يأتي مفهوم التأطير كأحد المفاهيم المعيقة في الثقافة الاجتماعية، وبقدر إعاقته لكثير من مشروعات الحياة، حيث يبقي الفكرة في إطارها الضيق، ولا يفسح لها المجال للانطلاق والتحرر «التفكير خارج الصندوق» وبقدر معرفة الكثيرين بهذه الإشكالية التي يوجدها التأطير، ومع وجود نتائج ملموسة لإشكالية ممارسة التأطير، إلا أن هناك من يرى أن التأطير أحد المفاهيم الاجتماعية المهمة، انطلاقًا من فهم مفاده أن الإطار الذي يحيط بالأشياء يحافظ على أصالتها، وعلى كينوناتها، وعلى صفاتها الأصلية، حيث لا تتعرض للتغريب الذي يبعدها عن هويتها، وعن بيئتها، وعن شكل الإطار الاجتماعي الذي تربت عليه الأجيال، وبقدر هذه الوجاهة عند البعض، إلا أن المسيرة الزمنية لا تتوافق مع هذه النظرة، بل تتصادم معها بصورة مباشرة، فتربك حساباتها، وتناقض ثوابتها، وتذهب بعيدًا إلى حيث التوغل في بنيانها «تركيبتها البنائية» بحيث تظهر على السطح شيئا مختلفا، وإن كان ممسوخًا في بعض الأحيان، لا هو مع الأصل، ولا هو ما التقليد، والمهم هو أن هناك شيئًا آخر غير مرتبط بأصله بصورة مطلقة.

تذهب الفكرة هنا إلى أن للزمن عوامل للتغيير، والإنسان؛ انطلاقًا من حاجياته المتجددة، والمستمرة؛ هو الذي يطالب بالتغيير، وعدم الثبات عند نقطة معينة أو مستوى واحد من الحياة، ولذلك فهناك صوتان جوهريان متضادان في كثير من نقاط التلاقي، صوت يذهب إلى التغيير المطلق، وآخر يذهب إلى بقاء الأشياء على ما هي عليه، وهذا التوجس من الجانبين هو الذي يؤثر على عمليات التغيير في المجتمع، فالأول ينطلق من مخزون قيمي يتحكم في كثير من قراراته، والثاني ينطلق من منظور مستقبلي يوجد فيه كمية من الحوافز الذاهبة إلى التغيير، وكما هو ملاحظ أن العامل الزمني هو الفاعل في حقيقة الطرفين، حيث يراكم من قناعات الطرف الأول، ويعمل على تأسيس بناءات جديدة عند الطرف الثاني، ويبقى النزاع قائما.

تعمل الحدود الثابتة -وهي حدود معنوية- على تأطير الأنشطة الإنسانية، وقد لا يصرح بها الفرد، ولكنه يسقطها على كثير من ممارساته اليومية، بصورة متعمدة، أو بصورة لا إرادية، فجل ممارساتنا في هذه الحياة تنضم تحت هذه العباءة الشفافة، وهي ليست وحيا طارئا، وإنما تأصيلا لمجمل القناعات التي نصل إليها مع تراكم خبرة الحياة، وتراكم العمر، ومن تجربة الخطأ والصواب التي نمر عليها، بعمد أو بغير عمد، وعلى الرغم من تأثيراتها على وضع بعض المطبات لمسيرات الحياة اليومية، إلا أنها تبقى ضرورة لقياس الوعي أو الفهم الاجتماعي لمجمل ما يدور حوله من أنشطة الحياة اليومية، كما يعكس ذلك القدرة على التفريق بين الخطأ والصواب، فليس كل قديم سيء، ولا يمكن أن ينعتق أيضا من أي عيب، وكذلك الحديث يمر بنفس الحكم، والحياة بطبيعة حركتها اليومية، لا يمكن أن تتأطر في قوالب وفق أهواء الناس وإراداتهم الشخصية المطلقة، فالكم الكبير من الأعداد البشرية التي تتقاسم ما يتيسر لها من وسائل وأدوات لتسيير حياتها اليومية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوافق على نمط محدد في العيش، ولا الآمال ولا الطموحات، حيث يغذي كل ذلك مجموعة من العوامل الذاتية المتسلسلة عبر شجرة الأنساب العميقة.

«لا شيء يشبه شيئا

ولا أحد يعوّض غياب أحد

أشياؤنا المختلفة إن ضاعت ليس لها بديل». نص للشاعر محمود درويش

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء: مصر تسير بخطى ثابتة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة وتوفير سكن ملائم للمواطنين

تواصل الدولة المصرية جهودها الدؤوبة للتوسع في طرح المشروعات السكنية التي تلبي احتياجات مختلف فئات وشرائح المجتمع، وذلك ضمن رؤية شاملة لإرساء العدالة الاجتماعية وخلق بيئة متكاملة المرافق والخدمات تتيح للمواطنين السكن الملائم والعيش الكريم، مع العمل على تيسير إجراءات التقديم على المواطنين، وفي الوقت ذاته تعمل الدولة أيضًا على تفعيل الشراكات مع القطاع الخاص وتعزيز الاستثمار في هذا القطاع الحيوي لتلبية الطلب المتزايد على الوحدات السكنية، مع وضع برامج تمويلية مرنة لدعم المستفيدين، بما يضمن تحقيق أهداف الخطط الاستراتيجية المتعلقة بالتنمية العمرانية المستدامة، وهو الأمر الذي وجد صداه لدى المؤسسات الدولية التي أشادت بجهود مصر في هذا الملف.

وفي هذا الصدد نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على حرص الدولة المصرية على السير بخطى ثابتة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة وتوفير سكن ملائم لجميع المواطنين، وذلك في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية.

وأبرز التقرير أنه تم طرح 18 إعلاناً ضمن المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين للمواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل، مشيراً إلى استفادة نحو 3 ملايين مواطن من مبادرات سكن لكل المصريين.

وأشار التقرير إلى أن عدد الوحدات السكنية التي تم وجار طرحها للمواطنين منخفضي الدخل بلغ أكثر من مليون وحدة سكنيه، في حين بلغ عدد الوحدات السكنية التي تم وجار تنفيذها لمتوسطي الدخل 27.9 ألف وحدة سكنية.

واستعرض التقرير، أوجه الدعم الممنوحة للمواطنين، حيث بلغت قيمة التمويل الممنوح للمواطنين من البنوك وشركات التمويل 78.6 مليار جنيه، وكذلك بلغت قيمة الدعم النقدي المباشر يخصم من ثمن الوحدة 10.1 مليار جنيه، كما قُدرت جملة دعم العائد المنصرف من وزارة المالية بـ 15.5 مليار جنيه، بينما بلغت قيمة تعويضات المقاولين التي لم يتم تحميلها للمواطنين وتم صرفها كدعم إضافي للحاجزين 4.4 مليار جنيه، وذلك بخلاف دعم الانتفاع بقيمة الأرض والمرافق الخارجية.

هذا وقد أكد البنك الدولي، أن برنامج الإسكان الاجتماعي «سكن لكل المصريين» في مصر يهدف إلى تيسير حصول مليون أسرة ذات دخل منخفض على سكن بأسعار معقولة، وتوفير قدر أكبر من الاستقرار.

يأتي هذا بينما، تطرق التقرير إلى إعلان سكن لكل المصريين 5 لمتوسطي ومنخفضي الدخل بتيسيرات جديدة للمواطنين، والذي يتضمن طرح 78.7 ألف وحدة سكنية بمساحات تتراوح من 75 م2 إلى 90 م2، مقسمة إلى وحدات تحت الإنشاء وأخرى جاهزة للتسليم الفوري بالمدن الجديدة والمحافظات، وقد تم فتح باب شراء كراسة الشروط ودفع مقدمات جدية الحجز من 26 نوفمبر 2024 حتى 31 ديسمبر 2024، علماً بأنه تم تخصيص 5% من الوحدات المطروحة لذوي الهمم.

وفي سياق متصل، أوضح التقرير المبالغ المستحقة للتقديم، مبيناً أن قيمة مقدم جدية الحجز للوحدات السكنية تتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف جنيه بالمحافظات والمدن الجديدة، على أن يتم دفع أقساط ربع سنوية بمبالغ مختلفة وفقاً لثمن الوحدة المرغوب في التعاقد عليها، في حالة الاستلام خلال 36 شهراً، واستكمال دفع المقدم بقيمة 20% في حالة الاستلام الفوري، مضيفاً أن التعاقد يتم بنظام التمويل العقاري لمنخفضي الدخل بفائدة 8% سنوياً، وبفائدة 12% سنوياً لمتوسطي الدخل، وبمقدم يبدأ من 20% لمدة تقسيط تصل إلى 20 عاماً.

وإلى جانب ما سبق، أبرز التقرير جهود الدولة لتيسير إجراءات التقديم على المواطنين، حيث أظهر أنه تم زيادة عدد مكاتب البريد المميكنة المتاح بها كراسات الشروط إلى نحو 590 مكتباً بدلاً من 350 مكتباً، وكذلك الاتفاق مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي بموافاة الصندوق بالبيانات المطلوبة مركزياً، بجانب تعديل الحد الأدنى لصافي الدخل الشهري لصاحب الطلب من المواطنين منخفضي الدخل للتعامل بنظام التمويل العقاري ليصل إلى 3500 جنيه.

اقرأ أيضاًيصل إلى 120 ألف جنيه.. تفاصيل الدعم المقدم لشقق سكن لكل المصريين 5

أسعار وخطوات حجز شقق سكن لكل المصريين 5

مقالات مشابهة

  • حموشي يمنح ترقية استثنائية للشرطي الراحل عبد الغني رضوان، الذي فارق الحياة أثناء أداء مهامه ببني ملال
  • مدير بنك السودان المركزي بكوستي يؤكد أن عملية تغيير واستبدال العملة تسير بصورة طيبة
  • الهضيبي: لجان حزب الوفد العامة ثابتة دون تغيير منذ 3 سنوات
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • شعبة الدواجن تكشف حقيقة ارتفاع الأسعار
  • خبير جيولوجي: أوروبا استغلت جبال الفحم للحصول على طاقة
  • كيف تختارين لون ظلال الجفون المناسب لعيونك؟
  • محمد الشافعي: الصحفي مثل الجندي الذي يقف على حدود البلاد
  • معلومات الوزراء: مصر تسير بخطى ثابتة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة وتوفير سكن ملائم للمواطنين
  • دعاء راحة القلوب والطمأنينة: تأثيراته وفوائده على الحياة اليومية