لم يتوقع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يتورط في هذا المأزق الذي أصبح مستنقعا، لن يخرج منه سالما أبدا. أصبح قطاع غزة، بما شهده خلال أسابيع قليلة، نموذجا للإرادة والتحدي في وجه احتلال بغيض لايعرف القيم الإنسانية ولا المبادئ الأخلاقية التي يتعلمها العسكريون، ولا المواثيق الدولية، ولا اتفاقيات جنيف الأربع، التي تؤكد علي تفادي قتل او إصابة المدنيين العزل في زمن الحرب.
لم يحدث في تاريخ القضية الفلسطينية ما يشهده حاليا قطاع غزة الفلسطيني من أحداث دموية واعتداءات وحشية على المواطنين العزل، كانت نتيجتها استشهاد ما يقرب من ١١٥٠٠ شهيد وإصابة أكثر من ٣٠ ألفا، حسب أخر الاحصائيات المعلنة من قبل وزارة الصحة الفلسطينية. ووفق الأرقام المعلنة، فإن أكثر من نصف الشهداء والمصابين، أطفال ونساء، تعرضوا لأبشع أنواع القصف الجوي الذي أدى لهدم المنشأت على رؤوس ساكنيها واختفاء المئات تحت الأنقاض، لم يتم العثور عليهم حتى الأن، واعتبروا في عداد المفقودين. وبلغ إجرام الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، حدًا، لم يخطر على بال أكبر عتاة الإجرام قديما وحديثا؛ فلم يحدث في تاريخ الحروب أن لجأ طرف يحارب طرفا آخر، إلى قصف المستشفيات ودور العبادة، والتهجير القسري لأكثر من مليون مواطن، تركوا ديارهم وكل مايمتلكون من متاع، هربًا من تلك الأعمال الوحشية والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل نهار.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ينجح نتنياهو في تنفيذ خطته بتفريغ قطاع غزة من سكانه وضمه إلى إسرائيل بالقوة المسلحة وإدارته عن طريق جيش الاحتلال؟ إن الإجابة على هذا السؤال ليست بالأمر الهين، خاصة أن المقترحات التي قدمتها دوائر الاستخبارات الإسرائيلية لصناع القرار في تل أبيب لم تلق قبولًا، فلا يزال الوقت مبكرًا، من وجهة نظر بنيامين نتنياهو لاتخاذ القرار النهائي بالنسبة لمستقبل الأوضاع في قطاع غزة؛ إذ هو يطمع إلى استئصال منظمة حماس من جذورها وتصفيتها تماما في القطاع، رغم إدراكه، ووزير دفاعه جالانت، أن الصراع يكلف إسرائيل عشرات القتلي والمصابين، إضافة إلى حالة الهلع التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، بشكل لم يحدث له مثيل في تاريخ إسرائيل منذ نشأتها عام 1948. لقد سقط نتنياهو في مستنقع لن يخرج منه سالمًا، إذ هو يواجه مقاومة شرسة من جانب أفراد يختفون كالأشباح، ولو كان جيش الاحتلال الإسرائيلي متمتعًا بأدنى المبادئ الأخلاقية للعمل العسكري، كما يدعى، لتفرغ للبحث عن القوة الخفية التي تحاربه، ولما تعرض أبدًا للمدنيين العزل، خاصة الأطفال والنساء.
منذ أيام، تقدمت إحدى منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى أمام إحدى المحاكم الاتحادية، مدعمة بالوثائق التي تدين القيادة الأمريكية لدعمها الحكومة الإسرائيلية في ارتكاب أبشع الجرائم ضد المدنيين من أهالي غزة الأبرياء. وليت منظمات حقوق الإنسان في العالم العربي تتحرك لتوثيق هذه الجرائم لرفع دعوي أمام محكمة العدل الدولية، لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، الذي فاق في إجرامه، مافعله شارون ومناحم بيجن وموشي ديان وعصابات الهاجاناه، خلال أكثر من ٧٠ عامًا.. لقد سقط نتنياهو سقطة مدوية وسوف يتم محاكمته قريبًا داخل إسرائيل عن طريق لجنة، نتوقع أن يتم تشكيلها علي غرار لجنة اجرانات، التي حاكمت قادة اسرائيل عقب حرب أكتوبر. ولن يكون لأمثال هذا المجرم نتنياهو ووزير دفاعه وقادة جيشه، من مصير، إلا في مزبلة التاريخ.
* أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة بنها
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو المأزق قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: إسرائيل ستتحرك ضد الحوثيين
سرايا - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن إسرائيل ستواصل التحرك ضد جماعة الحوثي في اليمن، متهما إياها بتهديد الملاحة العالمية والنظام الدولي، ودعا الإسرائيليين إلى الثبات.
وأضاف في بيان مصور، بعد يوم من سقوط صاروخ أطلق من اليمن على منطقة تل أبيب مما تسبب في عدد من الإصابات الطفيفة، “مثلما تحركنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فسوف نتحرك بقوة أيضا ضد الحوثيين”.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 736
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 22-12-2024 08:18 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...