البوابة نيوز:
2025-04-17@06:30:30 GMT

ثقافة التبرير (1-2)

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

 

الشيطان والحسد، مبرران اجتماعيان مصريان جاهزان، لتبرير جزء كبير من مشاكلنا الاجتماعية، وجزء أكبر من قصورنا في أداء واجباتنا. مبرران جاهزان للهروب بعيدًا عن جذور مشاكلنا، بحثًا عن حلها، والتمسك بقشورها، التي لا تساعدنا على الحل، بقدر ما تساعد في التبرير، للحفاظ على ماء وجوهنا. ولأؤكد مدى عمق ذلك في الوعي الشعبي، سأحكي لكم حكاية "البغل الذي دخل الإبريق"، التي تحكي عن رجل وزوجته.

الرجل كان فلاحًا يكد في عمله، لإطعام زوجته، ذات الجمال الفائق، والتي كانت راضية وسعيدة مع زوجها الفلاح الفقير. كان الزوجان يعيشان في هناءة وسرور. يعمل الفلاح طوال اليوم، ليعود مساء لبيته، فيجد زوجته في انتظاره، بإبريق الماء ليغسل يديه وقدميه، ثم يتناول عشاءه، الذي قامت بإعداده خصيصًا له. ظل الزوجان على هذا الحال مدة من الزمن، لم ينغص أحد عليهما حياتهما، حتى اقتحم عمدة القرية حياتهما، الذي أعجبه جمال الزوجة، واستكثر على ذلك   الفلاح المعدم أن تكون له زوجة بمثل هذا الجمال. بدأ العمدة يتقرب من السيدة، ويتودد إليها، وما كان من الزوجة إلا أن قامت بصده أكثر من مرة. بدأ يزيد من إغرائه لها، قائلًا لها: "كيف بمثلك، ذات الجمال الفاتن، يقبل بالحياة مع مثل هذا الرجل الفقير؟ فأنت تستحقين من يجعلك أميرة". مثل هذا الكلام بدأ يترك أثره في نفس السيدة، مما انعكس على طريقة معاملتها لزوجها المسكين، فيعود مجهدًا ومرهقًا، فلا يجد إبريقًا ولا ماءً ولا طعامًا، بل لا يجد اهتمامًا به من زوجته، التي بدأت مرحلة من التمرد على حياتها معه، مدعية المرض تارة، وعدم القدرة على مواصلة العيش مع زوجها تارة أخرى. كان الزوج صبورًا في رد فعله، وفي تحمله لظروف زوجته، ظنًا منه في بداية الأمر أنها مريضة، ولما طال الأمر ورأى تمرد الزوجة على استكمال الحياة معه، فتذكر لها معاملتها الطيبة، وطلب منها الراحة، حتى فاجأته بطلبها الطلاق منه. حاول الزوج جاهدًا إثناءها عن قرارها، ولكنها أصرت،  وانتهى الأمر بطلاق الزوج لزوجته. في مساء أحد الأيام اجتمع أهل القرية، محاولين إثناء الزوج عن الطلاق، محاولة منهم للصلح بين الزوج وزوجته. حاول أحد الجالسين أن يبرر ما حدث، قائلا: "دي ساعة شيطان"، فانفجر الزوج قائلًا: لا تظلموا الشيطان، فهو برئ من هذه المشكلة، فالشيطان الحقيقي هو العمدة، الذي ظل يحاول مع زوجته حتى جعلها تتمرد على حياتهما الهادئة. بعد أن انصرف الحاضرون، خلد الزوج إلى النوم، فلما راح في نوم عميق، جاءه الشيطان في منامه، مرتديًا ثوبًا أبيض، على هيئة الملائكة، وقال للزوج: لقد برأتني مع أهل قريتك، وأعدك بأن أعيد زوجتك إليك.  ولكنني أطلب منك طلبًا، أنك في الصباح ستجدني بغلًا قويًا مربوطًا أمام منزلك، خذني إلى السوق، واعرضني للبيع، وكلما جاءك تاجر ارفع في سعري، حتى يأتيك هذا العمدة فقم ببيعي له. بالفعل فعل الفلاح الفقير ذلك، وباع البغل/ الشيطان له بسعر غالٍ جدا. عاد العمدة مختالًا وفرحًا، لأنه اشترى البغل الذي عجز التجار عن شرائه، وقرر أن يعد حفلًا لزواجه من تلك السيدة التي طلقها من زوجها، واحتفالًا بهذا البغل. دعا العمدة جمعًا كبيرًا من الناس، وصمم أن يخدمهم بنفسه، بأن يصب لهم الماء من الإبريق بعد تناولهم الطعام. في هذه اللحظة كان العمدة يربط البغل في مكان قريب من مقر الاحتفال. فجأة وجد العمدة البغل يصغر أمامه حتى صار صغيرًا جدًا، لدرجة أنه قفز في الإبريق، واختفى بداخله. هنا صاح العمدة قائلًا: البغل دخل الإبريق، فظنه الناس يمزح، فراح يكررها مرات عدة، فاعتقد الناس أنه فقد عقله وصار مجنونًا. أصر أبناؤه على إدخاله مستشفى الأمراض العقلية، فتراجعت الزوجة المتمردة عن قرارها في الزواج به. وعاد الشيطان إلى الفلاح ليلًا وأخبره أنه نفذ وعده له، لأنه الوحيد الذي رآه يتحدث بكلام طيب عنه. وفي النهاية عادت الزوجة إلى زوجها الأول، بعد أن أدركت خطأ بتمردها على حياتها. إلى هنا تنتهي هذه الحكاية الشعبية المصرية، ولكن ما علاقة هذه الحكاية، وما علاقة الشيطان، وكذلك الحسد، بموضوعنا "ثقافة التبرير؟".. هذا هو موضوع مقالنا المقبل بإذن الله.

* أستاذ الأدب الشعبى بكلية الآداب، جامعة القاهرة

 

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

هل يحق للرجل منع زوجته من العمل؟.. الإفتاء توضح

زوج مقتدر لا يريد عمل زوجته، ورفضت الجلوس في المنزل، ثم خيرها بين العمل وبين الطلاق..فهل هذه معصية لكلامه؟ وما حكم الشرع في ذلك؟" هكذا ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية خلال إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك.

وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على السؤال مؤكداً ان المسألة لا تعالج بمثل هذا الأسلوب.

وأوضح “شلبي”: "نحن لسنا في صراع"، فهذه حياة زوجية وبيت يحتاج إلى وجود توافق بين الزوجين حتى تسير الحياة، فلا يمكن أن تمشي الحياة الزوجية وكل طرف يقف عند رأيه ويقرر الطلاق إذا لم ينفذ، فكل طرف يتنازل مرة.

وأشار الى أنه على السائل أن يتفاهم مع زوجته في الأمر ومحاولة الوصول إلى حل فيه تراضي بينهما، فإن لم يستطيعوا فليوسطوا بينهم أهل الخير والصلاح، فإن لم يحدث بينهما تفاهم فليذهبا إلى دار الإفتاء المصرية ليوضحا لهما كيف يكون التصرف في هذا الأمر.

هل الدعاء يرد القضاء فعلا؟ اعرف هذه الكلمات التي لا تردهل يكفي قول دعاء الاستخارة بدون صلاة ركعتين؟.. الإفتاء: يجوز بشروطحكم منع الرجل زوجته من العمل

ورد سؤال للصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية عبر موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، جاء فيه،: "ما حكم منع الرجل لزوجته من العمل رغم أنه تزوجها تعمل؟".

وأجاب الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر للرد على استفسارات المتابعين، قائلًا: " إن الحقوق تتقابل مع الواجبات في الزواج، ومن حق الزوج احتباس الزوجة أي أنها تفرغ نفسها لهذه الأسرة وليس حبسها بمعنى الحبس في مكان ما ، ومن حق زوجها عليها ذلك.

وأضاف أن الزوج إذا أذن في اقتطاع جزء من الوقت لصالح الزوجة فهذا يعتبر تنازلًا عن حقه في هذا الوقت، فهو تزوجها تعمل وسكت عن هذا ويعتبر هذا إذن ضمني وفيه تنازل عن حقه في وقت عملها، طالما أنه لم يشترط عدم عملها في عقد الزواج أو يطالبها بالامتناع عن العمل".

وأوضح مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الزواج مبني على التفاهم والمودة والرحمة، وعليهم ان يتفاهمون سويًا ويتنازل طرف للآخر لصالح الأسرة.

حكم اخذ الزوج جزء من راتب زوجته إذا سمح لها بالعمل ؟

هكذا ورد السؤال إلى دار الإفتاء المصرية، لتجيب قائلة: إنه من المقرر شرعًا أن للزوج ذمة مالية مستقلة عن زوجته، وأن للزوجة كذلك ذمة مالية مستقلة عن زوجها، و لا يحق للزوج أن يجبرها على أخذ راتبها.

ونوهت بأنه من المقرر شرعًا أن الزوجة لا يجوز لها العمل إلا بإذن زوجها، فإن خرجت وعملت بدون إذنه الصريح أو الضمني كانت عاصية، لأن الحقوق الزوجية متقابلة، إذا تم عليه الإتفاق أو عليها الاحتباس في منزل الزوجية لحقه.

واستشهدت بقول الله تعالى «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» النساء/34.

وأكدت أنه لا يقدح هذا في الحق المقرر للمرأة في العمل المشروع، وأن لها شخصيتها وذمتها المالية متي كانت بالغة عاقلة، لأن المشروعية لا تنافي المنع، إذ من المقرر شرعا أن للزوج أن يمنع زوجته من صلاة النوافل وصومها مع أنها عبادة مشروعة.

وأوضحت أن الإذن الصريح يتمثل في أن يعلم الزوج زوجته به، والإذن الضمني أن تعمل دون اعتراض منه أو يتزوجها عالما بعملها، وكما أن الزوج هو الذي له حق الإذن في عمل الزوجة خارج البيت، فإن بعض الفقهاء جعلوا له كذلك حق إلغاء هذا الإذن ومنع الزوجة من الاستمرار في العمل إلا إذا كان هناك التزام عليها في هذا العمل ألزمت به نفسها قبل الزواج فإن الزوج لا يملك حينئذ منعها منه.

وأضافت: "وصرح الشافعية والحنابلة بأن للمرأة أن تخرج للإرضاع إن كانت أجرتنفسها له قبل عقد النكاح ثم تزوجت، لصحة الإجارة، ولا يملك الزوج فسخها ولا منعها من الرضاع حتىتنقضي المدة؛ لأن منافعها ملكت بعقد سابق علىنكاح الزوج مع علمه بذلك، وهذا المعنىهو الذي أخذ به القانون عندما قيد هذا الحق للزوج وجعل من إذن الزوج للزوجة بالعمل خارج المنزل إذنا ملزما للزوج يدوم بدوام العلاقة الزوجية بينهما حقا مكفولا لها، فإذا طلب منها بعد ذلك الامتناع عن العمل فلم تمتثل فإنها لا تعد ناشزا ولا تسقط نفقتها، لأنه رضي بهذه الصورة من الاحتباس وأسقط حقه فيما زاد عليها، إلا إن كان عملها هذا منافيا لمصلحة أسرتها أو مشوبا بإساءة استعمال هذا الحق".

واستطردت: "من المقرر شرعا أن للزوج ذمة مالية مستقلة عن زوجته، وأن للزوجة كذلك ذمة مالية مستقلة عن زوجها، وقد روي أن النبي صلىالله عليه وآله وسلم قال: «كل أحد أحق بماله من والده وولده والناس أجمعين» فهذا الحديث يقرر أصل إطلاق تصرف الإنسان في ماله، وعليه: فلا يترتب على الزواج في الشريعة الإسلامية اندماج مالية أحد الزوجين مع مالية الآخر، سواء الأموال السائلة أو العقارات أو الأسهم أو غير ذلك من صور المال المختلفة، ولا يحق للزوج أو للزوجة بموجب عقد الزواج في الإسلام أن يتحكم أحدهما في تصرفات الآخر المالية، كما لا يعطي الشرع حقا ماليا لأحدهما علىالآخر فوق ما يجب على الزوج لزوجته وفوق ما قد يلزمان به أنفسهما أو يتفقان عليه من حقوق أخري. وبناء علي ذلك وفي واقعة السؤال: فذمة الزوجة المالية منفصلة عن ذمة الزوج المالية تماما".

مقالات مشابهة

  • هل يحق للرجل منع زوجته من العمل؟.. الإفتاء توضح
  • مراكش: لقاء تشاوري بين العمدة وغرفة الصناعة التقليدية لتعزيز القطاع
  • فيلم الشيطان شاطر.. تعرف علي أحدث أعمال زينة
  • زينة تبدأ تصوير «الشيطان شاطر» بطولة أحمد عيد
  • بالتعاون مع عثمان أبو لبن.. أحمد عيد يستعد لـ «الشيطان شاطر» | صورة
  • الحمدلله الشيطان اصبح صديقنا!!
  • أمن سلا يعتقل المسلح المعتدي على نائب العمدة
  • حد السوالم.. زوج يضع حدا لحياة زوجته وينتحر شنقًا
  • ترامب وإيران.. الشيطان في التفاصيل
  • بغداد.. مصرع أم وابنتها حرقاً والأمن يتحفظ على الزوج