من قلب العريش العام إلى قلب العالم
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
بين رصاص آثم وتخاذل المجتمع الدولى، تطيب الأيادى المصرية الجراح الفلسطينية.. ليس التزامًا جغرافيًا تحكمه الحدود المشتركة وليس التزامًا إنسانيًا فحسب، ولا استعراضًا أمام العالم، ولكن الضمير المصرى والالتزام الأخوى تجاه الأشقاء الفلسطينيين هو ما حول مستشفى العريش العام ومستشفى بئر العبد والشيخ زويد إلى خلية من النحل لمساعدة كل جرحى غزة.
لم يكن ليحدث هذا الدعم الطبى لولا تطوير المستشفيات المصرية والتى كانت منهجًا ودربًا للدولة المصرية طيلة السنوات الماضية، بتوجيهات رئاسية لتطوير البنية التحتية للمستشفيات وتزويدها بأحدث الأجهزة وبأمهر الكوادر الطبية، فلو كانت المستشفيات متهالكة فى سيناء لما استطاعت تقديم ذلك الدعم غير المسبوق، فوجود مستشفيات مجهزة فى شمال سيناء - بالطبع - استطاع توفير وقت لنقل المصابين إلى القاهرة أو أقرب المستشفيات الجامعية، وها هنا مرة أخرى نرى كيف كانت التنمية ورؤية التطوير لهما عائد ورؤية مستقبلية لم نرها حينذاك.
فضلا عن تأمين الطريق وتمهيدها، فكيف لسيارة إسعاف أن تسير من معبر رفح إلى أحد المستشفيات فى طريق غير ممهد أو ملئ بالعناصر الإرهابية والداعشية.
إن وزارة الصحة المصرية لا تدخر جهدًا فى مساعدة المصابين من غزة، بل كثفت وجود الأطباء خاصة من التخصصات المطلوبة كالطوارئ والرعاية والأطفال المبتسرين وحرصت على تواجد كافة التخصصات الأخرى وأساتذة الجامعة أيضًا.
ولأن الدولة المصرية تتفوق على ذاتها دائمًا فى مد يد العون، أقترح على وزارة الصحة إطلاق موقع اليكترونى تدعو فيه كافة الأطباء والتمريض والأطقم الطبية من محافظات مصر للتطوع حسب رغباتهم للمساعدة فى مستشفيات شمال سيناء وخاصة العريش العام مع تقديم الدعم اللوجيستى الجيد لهم من نقل وإقامة، حيث يوضح ذلك الموقع العدد المطلوب من كل تخصص والتخصصات ذات الحاجة الماسة والمطلوبة على وجه السرعة، وأزعم أن تلك المبادرة سيكون لها أصداء إيجابية، فى إعادة توجيه غضب المواطن المصرى الذى لا يستطيع فعل شئ سوى مشاهدة تلك المأساة على الشاشات الإخبارية وتوجيه ذلك الغضب فى طاقة إيجابية للمساعدة وإشراك الأفراد المصريين فى الدعم الطبى، وتخفيف العبء عن الطواقم الطبية لمستشفيات العريش التى بالتأكيد تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية وبعدد ساعات أكثر من المعتاد.
تنص اتفاقية جنيف الرابعة على حماية المدنيين وقت الحرب أى عدم المساس بالمستشفيات والمرضى والمدنيين بشكل إلزامى وهذا لم يحدث، ولكن عندما سقطت مستشفيات غزة إثر العدوان الغاشم، كانت المستشفيات المصرية على أهبة الاستعداد لمد يد العون، وفتحت أبوابها أمام كل المصابين، وذلك هو ميثاق الشرف الإنسانى الملزم التى تستحق عليه الدولة المصرية كل التقدير والاحترام هى وجيشها الأبيض.
*كاتبة صحفية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجراح الفلسطينية مستشفى العريش مستشفى بئر العبد
إقرأ أيضاً:
البرهان واثقون من النصر وقريباً لن تسمعوا بمسيرات تضرب المرافق المدنية
قال القائد العام للجيش السوداني، الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان إنهم واثقون من النصر متعهداً بمواصلة القتال حتى القضاء على قوات الدعم السريع وتحرير السودان بحسب تعبيره.
بورتسودان ــ النورس نيوز
وقال البرهان، خلال مخاطبته تدشين “مبادرة عافية” ببورتسودان اليوم السبت الأمور تسير بصورة طيبة كما خططنا لها ونطلب من أهلنا في كل مكان بالصبر”.
وأضاف “قريبا لن تسمعوا بالمسيرات وهي تضرب المرافق الخدمية والمدنية، وكل الأسلحة التي اقتنيناها طوال تاريخنا دفاعية والآن سنغير هذا المفهوم وننتقل للهجوم وتابع :” انتقلنا من الدفاع إلى الهجوم ولن يهدأ لنا بالا حتى نقتلع المليشيا ومن دعمها وساندها”.
وأبان وزير الدفاع السوداني الفريق الركن يس إبراهيم رئيس المبادرة أن السودان يمر بمحنة لم تسلم منها أسرة ، وقال إن الأوطان تنمو بسواعد بنيها منادياً بضرورة التكاتف والتعاضد حتى تحقق المبادرة أهدافها في مساندة ضحايا الحرب عينيا ونفسيا بغرض تسريع التعافي والالتفات الى إعادة الإعمار و التنمية والتقدم.
وأوضح أن مشروع المبادرة يهدف إلى إعادة بناء المجتمع وحماية من فقدوا الاستقرار بسبب النزاعات مشيرا الى ان أنها تسعى لإشراك كل مؤسسات الدولة ، والقوات المسلحة والقطاعين العام والخاص لتمكينهم من المساهمة في تخفيف معاناة ضحايا الحرب من شرائح المجتمع الضعيفة.
وكان الجيش حقق خلال الشهرين الماضيين مكاسب كبيرة في العاصمة الخرطوم، حيث سيطر على أغلب المواقع العسكرية والدبلوماسية المهمة، وتمكن من طرد الدعم السريع من العديد من المراكز.
إلا أن قوات الدعم السريع أكدت أنها لن تستسلم، وكثفت هجماتها لاسيما عبر الطائرات المسيرة ضد مواقع الجيش ومحطات الكهرباء.
يذكر أن الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة في البلد. إذ تسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة.
الوسومالبرهان الدعم السريع المرافق المدنية المسيرات النصر