البوابة نيوز:
2024-09-28@05:08:54 GMT

من قلب العريش العام إلى قلب العالم

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

بين رصاص آثم  وتخاذل المجتمع الدولى، تطيب الأيادى المصرية  الجراح الفلسطينية.. ليس التزامًا جغرافيًا  تحكمه الحدود المشتركة وليس التزامًا إنسانيًا فحسب، ولا استعراضًا أمام العالم، ولكن الضمير المصرى والالتزام الأخوى تجاه الأشقاء الفلسطينيين هو ما حول مستشفى العريش العام ومستشفى بئر العبد والشيخ زويد إلى خلية من النحل لمساعدة كل جرحى غزة.

لم يكن ليحدث هذا الدعم الطبى لولا تطوير المستشفيات المصرية والتى كانت منهجًا ودربًا للدولة المصرية طيلة السنوات الماضية، بتوجيهات رئاسية لتطوير البنية التحتية للمستشفيات وتزويدها بأحدث الأجهزة وبأمهر الكوادر الطبية، فلو كانت المستشفيات متهالكة فى سيناء لما استطاعت تقديم ذلك الدعم غير المسبوق، فوجود مستشفيات مجهزة فى شمال سيناء - بالطبع - استطاع توفير وقت لنقل المصابين إلى القاهرة أو أقرب المستشفيات الجامعية، وها هنا مرة أخرى نرى كيف كانت التنمية ورؤية التطوير لهما عائد ورؤية مستقبلية لم نرها حينذاك.
فضلا عن تأمين الطريق وتمهيدها، فكيف لسيارة إسعاف أن تسير من معبر رفح إلى أحد المستشفيات فى طريق غير ممهد أو ملئ بالعناصر الإرهابية والداعشية.

إن وزارة الصحة المصرية لا تدخر جهدًا فى مساعدة المصابين من غزة، بل كثفت وجود الأطباء خاصة من التخصصات المطلوبة كالطوارئ والرعاية والأطفال المبتسرين وحرصت على تواجد كافة التخصصات الأخرى وأساتذة الجامعة أيضًا.

ولأن الدولة المصرية تتفوق على ذاتها دائمًا فى مد يد العون، أقترح على وزارة الصحة إطلاق موقع اليكترونى تدعو فيه كافة الأطباء والتمريض والأطقم الطبية من محافظات مصر للتطوع حسب رغباتهم للمساعدة فى مستشفيات شمال سيناء وخاصة العريش العام مع تقديم الدعم اللوجيستى الجيد لهم من نقل وإقامة، حيث يوضح ذلك الموقع العدد المطلوب من كل تخصص والتخصصات ذات الحاجة الماسة والمطلوبة على وجه السرعة، وأزعم أن تلك المبادرة سيكون لها أصداء إيجابية، فى إعادة توجيه غضب المواطن المصرى الذى لا يستطيع فعل شئ سوى مشاهدة تلك المأساة على الشاشات الإخبارية وتوجيه ذلك الغضب فى طاقة إيجابية للمساعدة وإشراك الأفراد المصريين فى الدعم الطبى، وتخفيف العبء عن الطواقم الطبية لمستشفيات العريش التى بالتأكيد تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية  وبعدد ساعات أكثر من المعتاد.

تنص اتفاقية جنيف الرابعة على  حماية المدنيين وقت الحرب أى عدم المساس بالمستشفيات والمرضى والمدنيين بشكل إلزامى وهذا لم يحدث، ولكن  عندما سقطت مستشفيات غزة إثر العدوان الغاشم، كانت المستشفيات المصرية على أهبة الاستعداد لمد يد العون، وفتحت أبوابها أمام كل المصابين، وذلك هو ميثاق الشرف الإنسانى الملزم التى تستحق عليه الدولة المصرية كل التقدير والاحترام هى وجيشها الأبيض.

*كاتبة صحفية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجراح الفلسطينية مستشفى العريش مستشفى بئر العبد

إقرأ أيضاً:

كانت الحقيقة دائما في مكان آخر

آخر تحديث: 25 شتنبر 2024 - 9:53 صبقلم: فاروق يوسف  لطالما تساءل الكثيرون “هل أُخترع الإعلام من أجل التضليل أم لنقل الحقيقة بكل ما تنطوي عليه من تفاصيل قد لا يكون بعضها مسرا؟في كثير من الأحيان يضلل الإعلاميون أنفسهم حين يشيعون أنهم يعملون في أجواء نظيفة تسودها النزاهة ولا أحد يضغط عليهم لقول ما لا يودون قوله.تلك مناحة صارت قديمة لا لأن الإعلام برمته يعتمد على التمويل الذي يفرض قوة توجهاته بأساليب غير مباشرة فحسب، بل وأيضا لأنه لا يوجد إعلامي غير منحاز.أسطورة “الحياد” أو عدم الانحياز فشلت في العثور عليها ونقلها إلى حيز الواقع دول كثيرة كانت مملكة السويد آخرها، فكيف يكون الأمر إذا تعلق بالأفراد؟ تلك فكرة يغلب الجانب النظري منها على الجانب العملي. ليس الأفراد في ظل النظرية المتشائمة سوى أدوات في ماكنة كبيرة اسمها الإعلام الذي صار في إمكانه اليوم أن يصنع واقعا متخيلا يحل وإن بطريقة مفبركة محل الواقع الحقيقي الذي يفضل الكثيرون عدم التعرف عليه أو إنكاره.ما دفعني إلى التفكير في تلك المسألة ما صار الإعلام العربي يدور بين دروب متاهاته منذ أن بدأت حرب غزة حتى انتهينا إلى كارثة الـ“بيجر”.نحن بطريقة أو بأخرى متأخرون عن الحدث بزمن ليس قياسه مهما. غير أننا وذلك هو الأهم لا نجرؤ على فهم ما نستوعبه من الحدث لكي يقوله بعضنا إلى الآخر. ما نخفيه ضروري لسلامتنا. تلك حقيقة أهملناها لأن فيها الكثير من الإحراج. ربما فيها الكثير من القتل. ذلك لأن الصراع من جانبنا لم يكن رسميا. الميليشيات والمنظمات حلت محل الدول. ومن المضحك القول بحرية التعبير وسط ذلك الاضطراب.أما القضية الفلسطينية التي صارت حبل غسيل فقد كانت لمَن يفكر بإعلام حر مجرد دعاية. حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أهل غزة شبيهة بحرب الـ“بيجر” في لبنان وهي حرب إبادة أيضا.في غزة وفي لبنان يحارب العدو الصهيوني ميليشيات يعتبرها العالم الغربي الذي يُدير شؤون الإعلام في العالم منظمات إرهابية. مَن استمع إلى خطاب حسن نصرالله زعيم حزب الله الأخير لا بد أن انتبه إلى أن ذلك الخطاب خلا من ذكر للدولة اللبنانية التي وقعت التفجيرات على أراضيها وسقط الآلاف من مواطنيها قتلى وجرحى من جرائها.وإذا عدنا إلى حرب غزة فإن يحيى السنوار الذي عُين زعيما لحماس بعد مقتل إسماعيل هنية في طهران لم يتشاور مع أيّ جهة فلسطينية قبل أن يعلن عن نصره في طوفان الأقصى. كان على الإعلاميين أن يتبعوا خطاه صامتين. الكارثة التي ضربت حزب الله لم تقطع خطوط اتصالاته المحصنة فقط، بل إنها عرضته لخسارة الكثير من زعماء الخط الأول الذين يملكون تاريخا نضاليا بالنسبة إليه وسجلا إرهابيا بالنسبة إلى أعدائه.ولكن حربا من ذلك النوع هل تسمح للبنان بمحاورة العالم من موقع المعتدى عليه؟ كل العالم يعرف ما جرى للبنان عبر العشرين سنة الماضية.لا ينفع أن يُخفي اللبنانيون رؤوسهم وراء شعارات تفوقهم في المهاجر. لقد صارت دولتهم تُدار من الضاحية الجنوبية لبيروت وهي أكثر مناطق لبنان تخلفا. أنا على يقين من أن اللبنانيين سيجدون ذلك الكلام مغرضا. ولكن الواقع يؤكد أن لبنان لم يعد للبنانيين. السيد يدخل حربا وعلى لبنان أن يدفع ثمنها. أما ما موقع السيد من الدولة اللبنانية فلا أحد يتساءل عنه.لقد ألغى السيد الدولة اللبنانية. لا يحتاج المرء إلى دليل على ذلك. ولكن يمكن العودة إلى ملفات القضاء اللبناني في ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت لكي يعرف أن العدالة عجزت عن ملاحقة المسؤولين عنه لأنهم في حماية حزب الله. ما لم ينتبه له اللبنانيون أن دولتهم لم تعد موجودة. حين حضر الرئيس الفرنسي إلى بيروت بعد الانفجار قيل له “إن عليه التوجه إلى الضاحية” وهو ما لم يفعله طبعا.لا أحد يتفاوض مع منظمات يعتبرها العالم الغربي إرهابية. كل المفاوضات من أجل وقف حرب الإبادة في غزة تتم بطريقة غير مباشرة. وليست الصفقة الأخيرة نصرا مثلما يتخيلها الكثيرون ممَن هم على استعداد لنسيان حجم الكارثة الإنسانية من أجل الإعلان عن انتصار حماس.الحقيقة الصادمة التي يخفيها الإعلام العربي أن كل تلك الحروب هي حروب إيرانية خاسرة غير أن إيران لا تخسر فيها شيئا بقدر ما تستفيد منها في إطالة الوقت من أجل أن تنجز برنامجها النووي من غير إزعاجات إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • وزارة الصحة: لاستعداد المستشفيات في بيروت لاستقبال مرضى مستشفيات الضاحية
  • الهلال الأحمر العراقي: نصب مستشفيات ميدانية في منطقة القائم الحدودية لعلاج اللبنانيين المصابين
  • أعداد المصابين تجاوزت قدرة المستشفيات.. أطباء لبنان يخوضون حربًا
  • هذه كانت كلمات آخر جاسوس إسرائيلي قبع في السجون المصرية وكان مُتورّطًا بـ”فضيحة لافون” ..
  • «القاهرة الإخبارية»: أعداد المصابين في لبنان تجاوزت قدرة المستشفيات (فيديو)
  • ميقاتي: المستشفيات اللبنانية تعج بالمئات من المصابين المدنيين ومن بينهم نساء وأطفال
  • رئيس جامعة العريش يُشارك في اجتماع المجلس التنفيذي لمحافظة شمال سيناء استعدادًا لاحتفالات أكتوبر
  • رئيس جامعة العريش يُشارك في اجتماع المجلس التنفيذي لمحافظة شمال سيناء
  • مدير العناية الطبية بالصحة اللبنانية: بعض المستشفيات في البلدات الحدودية توقفت عن العمل
  • كانت الحقيقة دائما في مكان آخر