بوابة الوفد:
2024-09-17@05:49:11 GMT

مانديلا الصغير وغزة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

نيلسون مانديلا قضى على العنصرية فى جنوب إفريقيا؛ اليوم أحفاده يواجهون عنصرية إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية؛ اليوم أحفاد الآباء الأوائل لحركة التحرر الوطنى فى مواجهة الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا يعيدون ما بدأه الأجداد من نضال ضد العنصرية بكل أشكالها وحلفاء الأمس هم أعداء اليوم، على رأس هؤلاء أحفاد المناضل الرمز نيلسون مانديلا.

النائب ببرلمان جنوب إفريقيا زوليفيل مانديلا، حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، خلال فعاليات أول مؤتمر إفريقى للتضامن مع فلسطين فى أوائل مارس 2022، فى العاصمة السنغالية، دكار. قال مانديلا الصغير إن إسرائيل غرست مخالبها فى إفريقيا بالأسلحة وبرامج التجسس، والمساعدات اللى تستخدم كأدوات للمساومة.

مانديلا الصغير أضاف أيضاً أن «إسرائيل» كانت تصدر أسلحة للدول الإفريقية بعد اختبارها على الفلسطينيين، إن «إسرائيل» تعد بتقديم هذه المساعدات باسم التنمية والأمن الغذائى، لكنها لن تسهم فى محاربة الفقر بإفريقيا إلا إذا كان الأمر يتناسب مع مصالحها السياسية، وأطلق عليها وصف «دبلوماسية دفتر الصكوك». 

زوليفيل مانديلا أشار إلى أن شركات وأفراداً إسرائيليين تدخلوا بإذن من الحكومة الإسرائيلية فى الحملات الانتخابية فى كل الدول الإفريقية تقريباً، فى بوتسوانا (2014)، وغانا (2016)، ومالاوى (2020)، ونيجيريا (2015 و2019)، وزامبيا، ودول أخرى. وإنه تم استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على الصحفيين وشخصيات سياسية أخرى قبل الانتخابات فى غانا سنة 2016. وهذا أكدت عليه جريدة «ذى هيرالد» الغانية فى عام 2020 عن تورط شخصيات استخباراتية إسرائيلية كانت تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات الوطنية التى انعقدت تلك السنة.

وقال إن الشعوب الإفريقية والشعب الفلسطينى يشتركان فى كفاح مشترك ضد الاحتلال والاستعمار والفصل العنصرى، مضيفاً أن جده نيلسون مانديلا كان يقول «تحررنا لن يكتمل ما دامت فلسطين لم تتحرر».

وعن العدوان الحالى على غزة؛ قال حفيد مانديلا لقناة الغد، إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، وإبادة جماعية للفلسطينيين، وأن الشعب الفلسطينى ضحية منذ نكبة عام 1948. وأكد أن المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة ترتكب أخطاء فى إفريقيا وكذلك فى الشرق الأوسط، وأن الوقوف بجانب الفلسطينيين اليوم واجب وطنى. ودعا كل دول العالم للوقوف بجانب الفلسطينيين والخروج فى مظاهرات، لدعمهم فى وجه الاحتلال الغاشم الذى يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وتابع: «إسرائيل دولة احتلال، وترغب من كل الدول التزام الصمت، ولكننا سنكون دائما ضد المحتل». 

موقف مشرف من مانديلا الصغير، لكنه غير مستغرب من حفيد رجل أفنى عمره فى مجابهة العنصرية، وإن كانت العنصرية الإسرائيلية فاقت العنصرية فى جنوب إفريقيا، وتخطتها بمراحل، وابتكرت أساليب أكثر عنفاً ووحشية ولا إنسانية مما كانت عليه فى جنوب إفريقيا؛ يكفى للتدليل على ذلك، أرقام الضحايا والفارق الكبير المفزع ما بين «الأبارتهايد» الجنوب الإفريقى، و«الأبارتهايد» الإسرائيلى.

لجنة العدالة الانتقالية ما بعد نهاية نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا وجدت أن الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا خلف نحو 21,000 ضحية بسبب العنف السياسى، منها 7000 حالة وفاة فى الفترة ما بين 1984 حتى عام 1989. ونحو 14000 حالة وفاة و22000 إصابة خلال المرحلة الانتقالية ما بين عامى 1990 وحتى عام 1994.

أما عن إسرائيل فحدث ولا حرج؛ فى الفترة من 7 أكتوبر الماضى حتى تاريخه، فى فترة تقترب من الأربعين يوماً، وحتى كتابة هذه السطور، خلف العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة نحو 11320 شهيداً، بينهم 4650 طفلاً، و3145 امرأة. وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 198 ما بين طبيب وممرض ومسعف. كما استشهد 22 من رجال الدفاع المدنى، واستشهد أيضاً 51 صحفياً. وبلغ عدد الإصابات نحو 29200 إصابة، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.

لذلك؛ إذا كانت العنصرية السابقة فى جنوب إفريقيا، وعنصرية الدولة العبرية الممتدة والمستمرة حتى تاريخه، هى عنصرية متشابهة إلى حد التطابق فى البدايات؛ حيث اقترنت بدايتهما بتاريخ واحد وهو عام 1948 تاريخ قيام العبرية وأيضاً وصول الحزب الوطنى ممثل الأقلية البيضاء فى جنوب إفريقيا وبداية عملية منظمة وممنهجة ومقننة من العنصرية ضد الجماعة الإفريقية السوداء فى جنوب إفريقيا، كما أن جنوب إفريقيا تحت حكم الأقلية البيضاء كانت إحدى الدول اللى صوتت لصالح خطة التقسيم التابعة للأمم المتحدة فى عام 1947، والتى أدت إلى إقامة الدولة اليهودية. كما أن كلاً منهما صنيعة وتركة الاستعمار البريطانى.

غير أن الفصل العنصرى الإسرائيلى فى احتلال فلسطين أسوأ كثيراً من ذلك الذى كان موجوداً فى جنوب إفريقيا، وأكثر عنفاً، ووحشية، وإرهاباً. إسرائيل نقلت واستنبطت تجربة العنصرية الجنوب إفريقية بحذافيرها «أبارتهايد إسرائيلى فى فلسطين»، سواء من حيث القوانين التى تؤسس لسيادة اليهود وسيطرتهم مثل قوانين المواطنة والجنسية، وغيرها من القوانين العنصرية، لكن الأساس فى تطبيق «الأبارتهايد» من جانب إسرائيل هو قانون الطوارئ فى الضفة الغربية الذى تحرص على تمديده كلما انتهى، منذ إطلاقه فى 1967، وهو قانون يشرع الاستيطان والمزيد من التعديات على الفلسطينيين، وفى يناير الماضى، صدق الكنيست الإسرائيلى على القانون، وتم تمديده 5 سنوات إضافية، ليصبح سارى المفعول حتى 15 فبراير 2028. وكما قال مانديلا الكبير، ومن بعده نكرر: «تحررنا لن يكتمل ما دامت فلسطين لم تتحرر».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاراضي الفلسطينية العنصرية نیلسون ماندیلا فى جنوب ما بین

إقرأ أيضاً:

سفراء 3 دول في جنوب إفريقيا يشيدون بدور المملكة العالمي في خدمة الإسلام

أشاد عدد من سفراء الدول العربية في جمهورية جنوب إفريقيا بالدور العالمي العظيم الذي تتبناه المملكة في خدمة الدين ونشر قيم التسامح، مؤكدين أن زيارة إمام وخطيب المسجد الحرام د. ياسر الدوسري إلى جنوب إفريقيا جانب من جوانب نشر رسائل المملكة للتسامح والاعتدال.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقال سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى جمهورية جنوب إفريقيا د. وصفي عياد: جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة، في نشر الصورة الحقيقية السمحة، والمعتدلة، عن الدين الإسلامي، تُعد انعكاسًا واستمرارية لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله في عمره-، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-.نشر الصورة الحقيقية للإسلاموأضاف عياد: هي حقيقة جهود مقدرة ومباركة، في نشر الصورة الحقيقية عن الدين الإسلامي المعتدل.
أخبار متعلقة حتى 8 صباحًا.. ضباب خفيف على أجزاء من 7 مناطقتحذير من استغلال المحتالين اليوم الوطني السعودي 94 بعروض وهميةوأكد أن زيارة إمام الحرم المكي د. ياسر الدوسري إلى جمهورية جنوب إفريقيا في وقت أحوج ما يكون إليه العالم الإسلامي حقيقة بالتعريف بسماحة الإسلام والمسلمين، والأفكار المعتدلة خاصة للشباب في هذه المرحلة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى جنوب إفريقيا د. وصفي عياد - اليوم
وأوضح أن الدوسري كانت موضع ترحيب وحفاوة، وكان لها الأثر الكبير في نفوس الناس، سواء في الحضور في المسجد، أو أيضًا في الوسط الدبلوماسي حتى في بريتوريا، مؤكدًا الحاجة إلى مثل هذه الزيارات لما لها من أثر في نشر الصورة الحقيقية عن الدين الإسلامي.رعاية الحجاج والمعتمرينوأشاد السفير الأردني في ختام تصريحه، بالجهود التي تبذلها المملكة لخدمة الحجاج والمعتمرين بقوله: ما وجدناه من رعاية كبيرة في الديار المقدسة من لحظة وصولنا إلى المطار، وأداء مناسك الحج والمشاعر، حقيقة لمسنا الجهود الكبيرة والجبارة التي تبذل لتسهيل أداء هذه الفريضة المباركة لضيوف الرحمن.
كما نوه بجهود الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - وفقهما الله - في نشر القيم السمحة للدين الإسلامي ، ونشر الرسالة الحقيقة التي تعرف بالوسطية ودين الاعتدال إللي هو الدين الإسلامي الكريم، والشريعة السمحة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سفير دولة الكويت في جنوب إفريقيا سالم بن راشد الشبلي - اليومتعزيز الوسطية والاعتدالوقال سفير دولة الكويت في جنوب إفريقيا سالم بن راشد الشبلي: "لا شك أن زيارة فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام اد. ياسر الدوسري إلى جنوب إفريقيا لها أثر كبير، ولاقت ترحيبًا واسعًا من الجاليات المسلمة، لما لهذه الزيارة من رمزية وأثار مباركة في تعزيز الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي بين أصحاب الثقافات المختلفة".
وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وبمتابعة من الوزير الشيخ د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في نشر الصورة الحقيقة لسماحة الدين الإسلامي ببرامج نوعية.
وواصف الأعمال التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة العمل الإسلامي ونشر قيم التسامح والوسطية ومحاربة التطرف والغلو، بأنها أعمال جليلة في كل أرجاء المعمورة لرفعة ونصرة الدين الإسلامي، وإظهار الصورة الحسنة للإسلام ولرعاية المسلمين في كل بقاع الأرض وتقديم العون لهم، ويتجلى ذلك بوضوح في خدمة الحجاج والمعتمرين خلال أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السفير الليبي في جنوب إفريقيا د. عبدالقادر عبدالوهاب - اليومدور عالميأما السفير الليبي في جنوب إفريقيا د. عبدالقادر عبدالوهاب فقال: "سعدنا بلقاء إمام وخطيب المسجد الحرام د. ياسر الدوسري في لقاءات هادفة ونقاشات جادة، في بلد مثل جنوب إفريقيا المتنوع في الأعراق والثقافات، واللغات، وكانت الزيارة مهمة وكرسالة للتسامح، ولتعزيز التعايش، وبيان سماحة الدين الإسلامي، وما يحمله من الخير للبشرة".
وأكد السفير الليبي أن دور المملكة العربية السعودية العالمي في نشر قيم الوسطية والتسامح والتعايش السلمي، دور كبير تبنته المملكة بإقتدار، منوهًا بالدور العظيم الذي تنفرد به المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وتجويد خدمات الحج والعمرة والزيارة.
وقال: لمست شكر وامتنان الحجاج والمعتمرين في ليبيا لما لمسوه من خدمات نوعية وتقنية، سهلت لهم أداء المناسك.

مقالات مشابهة

  • سفراء 3 دول في جنوب إفريقيا يشيدون بدور المملكة العالمي في خدمة الإسلام
  • عطاف يستلم أوراق إعتماد سفير جنوب إفريقيا 
  • بتقديم أدلة جديدة.. جنوب إفريقيا تصر على إدانة “إسرائيل” في قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها
  • جنوب إفريقيا “مصممة” على متابعة قضية “الإبادة” ضد إسرائيل
  • جنوب إفريقيا "مصممة" على متابعة قضية "الإبادة" ضد إسرائيل
  • جنوب إفريقيا مصممة على متابعة قضية «الإبادة الجماعية» ضد إسرائيل
  • سفيرة فلسطين بجنوب إفريقيا: زيارة إمام الحرم المكي من جوانب جهود السعودية لنشر التسامح
  • جنوب إفريقيا تؤكد تصميمها على متابعة قضية “الإبادة الجماعية” ضد إسرائيل
  • جنوب إفريقيا تؤكد تصميمها على متابعة قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها ضد “إسرائيل”
  • جنوب إفريقيا تقدم أدلة جديدة في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل