هجمات السمارة الإرهابية تنهي أسطورة خاوة - خاوة الجزائرية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
بقلم: نورالدين زاوش
رغم أن ممثلي الجزائر في الهيئات الدولية والإقليمية ظلوا يرددون، لقرابة خمسين عاما، نفس الخطاب ونفس التبريرات ونفس المفردات من قبيل: الاستفتاء؛ تقرير مصير الشعب الصحراوي؛ الصحراء الغربية المحتلة؛ اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة؛ إلا أنهم لحد اليوم ما زالوا لم يحفظوا هذه الكلمات بعد، وما زالوا في المحافل الدولية والأممية يقرؤون خطاباتهم من الورقة كالعادة، وهم يرتعدون من هول ما يتوقعونه من رد صاعق لأسود الدبلوماسية المغربية.
حينما تصغي بإمعان لحدة نبرة السيد عمر هلال وهو يترافع في موضوع الصحراء المغربية المقدسة، بكل طلاقة ورباطة جأش في الأمم المتحدة، وترى انتفاخ أوداجه، وتغير قسمات وجهه وهو يتفاعل مع كل كلمة يتفوه بها؛ وكأنها لا تخرج من بين شفتيه إنما من صميم فؤاده، تشعر يقينا أن الحق بجانب قضيته العادلة، وأن الزيغ والضلال بجانب قضية أولئك الأوغاد "التاريخيون" الذين يتلكؤون عند قراءة كل كلمة مكتوبة، ويتلعثمون عند كل جملة مسمومة، ويلوون أعناقهم عندما تختلط عليهم الأوراق مثلما اختلطت عليهم من قبل المبادئ.
إن الذي يجعل نظرية "خاوة، خاوة" بين الشعبين المغربي والجزائري مجرد هرطقة خاوية المضمون، أن الشعب الجزائري يعتقد أن قضية الصحراء المغربية مجرد خلاف سياسي بين النظام المغربي ونظيره الجزائري؛ في حين أن الأخوة في مفهوم المواطن المغربي تمر بالضرورة عبر الاعتراف بالصحراء المغربية، نظاما كان أو مؤسسات أو أشخاصا؛ أما أخوة الجزائريين التي تتمترس خلف الصحراء الغربية فيعتبرها أخوة مزيفة وملغومة؛ وحقَّ له ذلك مادام المغاربة مختلفين في كل شيء؛ إلا في دينهم وملكهم وصحرائهم، وهم مستعدون أن ينفروا عن بكرة أبيهم لينصروا ثالوثهم المقدس فعلا وليس قولا؛ وقد صدق فيهم الحجاج بن يوسف الثقفي قوله: "المغاربة لا يغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم؛ فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض".
ما يقترحه علينا كثير من الجزائريين مغسولي الدماغ أن نظل إخوة وندع ملف الصحراء بالأمم المتحدة؛ ناسين أو متناسين أن البوليساريو ليسوا بالأمم المتحدة بل يسكنون أرض الجزائر ويتناكحون عليها، ويصدرون المئات من بياناتهم العسكرية المضحكة منها، ويأكلون ويشربون ويتسلحون من ميزانية الدولة الجزائرية، على حساب قوت الجزائري مغسول الدماغ وفاقد البصيرة؛ فأية أخوة يريدها هؤلاء، إن لم تكن أخوة الذئب الشرس للحمل الوديع؟
بعد أحداث السمارة الإرهابية وجب إعادة تقييم علاقاتنا ليس فقط مع النظام الجزائري اللقيط وشعبه المُغيب، بل أيضا مع تلك الحفنة من خونة الداخل الذين يتمرغون في خيرات البلاد ويتغنون بمخيمات "القياطن والعجاج"؛ لكن الضفادع حتى ولو وضعتها في قصر من ذهب، فسوف تحن لا محالة إلى مستنقعاتها العفنة وبِرَكِها الآسنة. لذا، وجب على الدولة والمجتمع، على حد سواء، أن يعيدا النظر في طرق تعاملهما مع هذه الكائنات العجيبة التي تفكر كالضفادع وتتصرف مثلها.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
هجمات عسكرية على المدنيين وخطط ترامب.. آخر تطورات الأوضاع في السودان
تتواصل الأوضاع الأمنية المتوترة في السودان، حيث شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الهجمات العسكرية على المناطق المدنية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين.
في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط جديدة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، تتضمن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى السودان، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية.
في هذا التقرير، نستعرض آخر التطورات في السودان، بدءًا من الهجمات التي استهدفت المدنيين في كادقلي وأم درمان، وصولًا إلى التصريحات المثيرة من الإدارة الأمريكية حول الهجرة.
الحكومة السودانية تدين الهجوم على كادقلي
أدانت الحكومة السودانية الهجوم الذي شنته قوات "الحركة الشعبية – جناح الحلو" على مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال. ووصفت الحكومة الهجوم بأنه "جريمة بشعة"، مؤكدة أن الهجوم استهدف بشكل مباشر المدنيين، بما في ذلك سوق المدينة، مراكز الإيواء المؤقتة في المدارس، وبعض المناطق السكنية.
وفي تصريح رسمي، قال وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، الأستاذ خالد علي الإعيسر، إن الهجوم يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية والدولية، التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
كما أضاف أن هذا الهجوم يأتي في وقت يعاني فيه سكان المدينة من تهديدات متواصلة من قوات الحركة الشعبية، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.
دعا الإعيسر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه هذا "الاعتداء اللاإنساني"، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم وفقًا لأحكام القانون الدولي.
ولفت إلى أن الهجوم سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، التي تعاني من الحصار وقطع الطرق، مما يسبب نقصًا حادًا في السلع الغذائية والدوائية.
قصف مستشفى النو بأم درمان
في تطور آخر، أفاد مراسل "وادي النيل" في كرري بسقوط عدد من الضحايا والمصابين جراء قصف استهدف محيط مستشفى النو في مدينة أم درمان، وتسبب القصف في وقوع إصابات بين المدنيين، مما أثار حالة من الهلع والذعر بين المرضى والمرافقين في المستشفى.
لم تُذكر تفاصيل دقيقة حول عدد الضحايا أو طبيعة الإصابات، لكن الوضع في المنطقة لا يزال متوترًا، مع تصاعد المخاوف من تكرار الهجمات العشوائية على المناطق السكنية والمرافق الحيوية. وتعد هذه الهجمات جزءًا من سلسلة من الهجمات التي تستهدف المدنيين والمرافق المدنية في مختلف أنحاء السودان.
قصف منطقة الكدرو شمال بحريفي تطور آخر، أفادت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع شنت قصفًا على منطقة الكدرو شمال بحري، دون الإعلان عن تفاصيل دقيقة بشأن الخسائر الناجمة عن الهجوم. تأتي هذه الهجمات في وقت يشهد فيه الوضع الأمني في السودان توترًا متزايدًا، وسط مخاوف من امتداد الهجمات إلى مناطق أخرى في البلاد.
قرارات ترامب تجاه السودانمن جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطط جديدة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والتي تتضمن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى السودان.
وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن هذه الخطوة جزء من جهوده المستمرة للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب أنه يسعى للحصول على تفويض قانوني يسمح بترحيل المجرمين الذين يقضون عقوباتهم في السجون الأمريكية إلى دول أخرى، بما في ذلك السودان، حيث يمكنهم إكمال فترة محكوميتهم هناك.
واعتبر ترامب هذه السياسة بمثابة "فرصة" للمهاجرين غير الشرعيين لتجربة الحياة في دول أخرى، قائلًا: "فلينقلوا من بلدنا ولندعهم يعيشون هناك لفترة من الوقت، دعونا نرى كيف سيعجبهم الأمر".
وتعكس هذه التصريحات التوجهات الصارمة للإدارة الأمريكية تجاه قضايا الهجرة، مما يثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، خصوصًا في ما يتعلق بالتعامل مع الدول المستقبلة للمهاجرين.
في النهاية يظل الوضع في السودان يشهد تصاعدًا في التصعيد العسكري والهجمات على المدنيين، بينما تتزامن هذه الأحداث مع التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجرة غير الشرعية.
في الوقت نفسه، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم في مناطق مثل كادقلي وأم درمان نتيجة استمرار القصف والهجمات، ما يجعل الحاجة للمساعدات الإنسانية والحلول الدبلوماسية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.