الأسبوع:
2024-12-29@06:30:43 GMT

غزة الصامدة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

غزة الصامدة

مر أكثر من 40 يوما على بدء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة الصامدة وأهلها الأبطال، الذين علموا الدنيا كلها معاني الشجاعة والصبر والعزيمة، أمام مجازر الاحتلال وأطنان القنابل والصواريخ التي تلقى عليهم، وفي ظل الحصار الكامل وانقطاع المياه والكهرباء والوقود، وعدم وجود أغذية أو أي مكان آمن.

ورغم أصوات الانفجارات التي لا تتوقف، ورغم رائحة الموت التي تعم كل الشوارع والمستشفيات، وتلال الركام المتناثرة في كل الأحياء من شمال القطاع لجنوبه، والألم الذي أصاب كل أسرة، ومسح عائلات بأكملها من السجل المدني، وبرغم من كل ما لا يمكن وصفه بالكلمات من مشاعر الألم والقهر، إلا أن غزة صامدة، ومتماسكة، ومجتمعها الذي صمد في وجه عشرات الحملات العسكرية يصمد اليوم من جديد وينهض كل يوم نافضًا غبار الدمار، ليبحث عن تمسكه بالحياة وبقضيته العادلة.

شوارع ومنازل غزة لا زالت ممتلئة بالصامدين المصممين على التمسك بأرضهم ومواجهة مصيرهم بشجاعة، رغم المحاولات المتكررة من جانب الاحتلال لتهجيرهم.

إن صمود أهل غزة وقوة إيمانهم وصبرهم، أبهر العالم كله، وخاصة الغربي، حين يشاهد مقاطع فيديو لفلسطينيين يقولون من وسط الدمار والقتل " الحمد لله".. ويتساءل البعض، أية قوة روحية ملأت قلوب هؤلاء البشر؟.. في أرض يخرج الأطفال من تحت ركام مبانيها، إن كتبت لهم النجاة، وهم يرددون " الله معنا".

صمودهم الراسخ يعكس إرادة من حديد لا تلين، وصبرهم الذي لا يعرف الحدود يثبت أن الأمل ما زال حيًا رغم الصعاب. ولكن ليس فقط ذلك، فحسن أخلاقهم وقدوتهم في التحدي والتضحية لم تتأثر. نجد في قلوبهم روح التسامح والرغبة في السلام، ولم نسمع منهم شكوى أو كلمة نابية تجاه العالم.

كما علّمتنا غزة وألهمتنا، فإنها كشفت لنا أيضا الكثير من الحقائق، وخاصة ما يتعلق بالقوانين والمواثيق الدولية والإعلام والكرامة.. الإنسانية كلها جلست أمام امتحان غزة، بعضها سقط بامتياز، وبعضها نجح بصعوبة، الدروس كثيرة ومزدحمة بصور مشرقة للإيمان والصمود، والدعم والتضحية، أما المرايا الكاشفة فمزدحمة أيضا، بصور مظلمة للتوحش والخنوع والخذلان، وإعلان وفاة الحضارة، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان.

وفي أحيان كثيرة يعجز المرء عن تفسير حالة الصمود التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ولكن عندما يستمع إلى قصص أهل المعاناة والتضحية، يدرك سر الصمود والاستعداد للتضحية، وهو الإيمان بالله وبعدالة القضية الفلسطينية.

وستبقى غزة بعون الله عصية على الانكسار والخضوع، وستستمر حاضنة الوطنية الفلسطينية، وجزءًا من الدولة الفلسطينية التي ستقوم لا محالة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قوات الاحتلال قطاع غزة اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي حركة حماس الكيان الصهيوني شهداء فلسطين المقاومة الفلسطينية قصف غزة العدوان الاسرائيلي تهجير الفلسطينيين مخطط اسرائيل مجزرة جباليا غزة الصامدة

إقرأ أيضاً:

آخر قلاع الصمود..إسرائيل تحرق مستشفى كمال عدوان شمال غزة

أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي،اليوم الجمعة، مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والذي كان يقدم خدماته لأكثر من 400,000 نازح، كآخر مشفى عامل في شمال القطاع، ممثلاً آخر قلاع الصمود.

وأفادت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن جيش الاحتلال أجبر المرضى والمصابين والكوادر الطبية والطواقم الصحفية على إخلاء المستشفى بالقوة، مضيفة أن "كمال عدوان" هو الوحيد الذي يعمل في شمال قطاع غزة، ويقدم الخدمة الطبية للمواطنين.

وبين مدير الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش أن الاحتلال اقتحم مستشفى كمال عدوان وأخرج 350 شخصا هم كل من كانوا فيه من مرضى وكوادر، فيما انقطع الاتصال بالمستشفى وسيارات الإسعاف التي ذهبت للمستشفى.


وقال مدير الصحة بغزة، الدكتور منير البرش:"نحن لا نعرف مصير الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان ولا مصير الكوادر المرافقة".

وأضاف:"الاحتلال أحرق مستشفى كمال عدوان واستخدم أمس روبوتات متفجرة ضخمة لتدميره".

وأردف:"مستشفى كمال عدوان سيظل شاهدا على الفشل الأخلاقي والإنساني للمنظمات الدولية".

وأشار البرش إلى أن الاحتلال قتل أمس 5 من الكوادر الطبية في المستشفى بصاروخ مباشر.

وقال مدير الإعلام الحكومي بغزة للجزيرة: "عار على العالم الذي فشل في منع الاحتلال النازي من إحراق مستشفى كمال عدوان"، مضيفا: "نحن نعيش 450 يوما من الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحقنا".

بدورها قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تصريح صحفي، إن "اقتحام جيش الاحتلال المجرم مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية في محيطه؛ جرائم حرب صهيونية تتم وسط تخاذل دولي، وتواطؤ كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة في حملة الإبادة في قطاع غزة".

وأضافت الحركة:" اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني المجرم لمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار من فيه من أطقم طبية ومرضى وجرحى ونازحين على مغادرته تحت تهديد السلاح، بعد تكثيف القصف الهمجي على محيط المستشفى ليلة أمس ما أدى لارتقاء أكثر من خمسين شهيداً، بينهم خمسة من الكادر الطبي في المستشفى؛ هو جريمة حرب تضاف للسلسلة الطويلة من الجرائم التي يرتكبها العدو المجرم بحق شعبنا، وسط تخاذلٍ عالميٍ وأمميٍ متواصل عن القيام بدورهم في حماية المدنيين والمرافق المدنية".

وتابعت:"نحمّل الاحتلال الصهيوني المجرم، ومن خلفه الإدارة الأمريكية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية في قطاع غزة؛ المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والجرحى والأطقم الطبية العاملة في المستشفى، بعد عزلهم الكامل عن وسائل الاتصال والتواصل، وما يتسرب من أنباء عن تعرّضهم للتنكيل، واعتقال أعداد منهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة".

وطالبت "حماس" المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الدول والأطراف الفاعلة بـ"التحرك الفوري وكسر حلقة الصمت والعجز أمام هذه الإبادة، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن توقف العدوان الصهيوني والإبادة المستمرة بحق شعبنا، والعمل على محاسبة هذا الكيان المارق وقادته الإرهابيين على جرائمهم ضد الإنسانية".

 


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند آخر قلاع الصمود.."إسرائيل" تحرق مستشفى كمال عدوان شمال غزة مقتل مستوطنة بعملية طعن قرب"تل أبيب" مجاهد قسّامي يفجر نفسه بقوة إسرائيلية ورفاقه يستهدفون قوة النجدة سوريا..قوات الأمن تداهم أوكار فلول نظام الأسد في حماة(صور) مدير "الصحة العالمية" ينجو بإعجوبة من قصف مطار صنعاء Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • فونسيكا:”بن ناصر جاهز ولكن !”
  • صلاح حسب الله: الخضوع من الإرهابي أحمد الشرع ليس مفاجئا ولكن سيناريو محكم
  • حسام أبو صفية عنوان الصمود
  • أعمال هاني حوراني.. ملامح الإنسان التي تتقاطع مع ملامح المدينة
  • أنت مرتاح ولكن ضغط دمك مرتفع.. ما السبب؟
  • آخر قلاع الصمود..إسرائيل تحرق مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • كيف استطاعت المقاومة في غزة الصمود خلال 2024؟.. أسباب مهمة
  • بيان حزب الله .. حول الاستهداف الاسرائيلي لليمن
  • أول تعليق من حزب الله علي هجوم إسرائيل ضد اليمن
  • هكذا علّق الحزب على العدوان الاسرائيلي على اليمن