سرايا - رصد - يوسف الطورة - تدفع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين، باتجاه خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية في قطاع غزة بعد الحرب التي يشنها جيش الاحتلال.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، صرح في وقت سابق رغبة واشنطن إقامة "مناطق آمنة"، جنوب غزة.

في حين أعلنت وكالات رئيسية للأمم المتحدة، رفض أي مشاركة في مقترحات أحادية الجانب لإقامة ما يوصف بمناطق آمنة في القطاع، دون موافقة جميع الأطراف عليها.



في ذات السياق، جدد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، إن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل غزة وكل فلسطين.

وأضاف أن الحركة وفصائل المقاومة متجذرة في أرضها ولن تستطيع سلطات الاحتلال، ولا حلفاؤها تغيير الواقع في القطاع.

وينقل عن وسائل إعلام غربية عن مصادرها قولها: " إن الإدارة الأميركية ترى بحث نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة قد يدفع حكومة الاحتلال للإسراع بإنهاء الحرب".

مؤكدة أن الدول العربية مترددة بمناقشة خطط مفصلة بشأن غزة، مجددة تمسكها في الوقت الحالي بدعوات وقف إطلاق النار.

في الوقت الذي ليس لدى المسؤولين في دولة الاحتلال ثقة في أي جهة خارجية تدخل غزة، تحدثت تقارير عن تزايد الخلاف بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي بشأن تصوراتهما لمستقبل القطاع على افتراض إنهاء سيطرة حماس عليه.

وكانت هيئة البث العبرية أفادت، أن تل أبيب أبلغت واشنطن موافقتها على فكرة نشر قوات دولية في القطاع بعد انتهاء الحرب.

والتقى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "بريت ماكغورك"، كبار المسؤولين في حكومة الاحتلال، على هامش جولة اقليمية استهلها من تل أبيب، لمناقشة عدة مسائل أبرزها ما يسمى "اليوم التالي"، في إشارة الى ما بعد انتهاء الحرب وتحقيق أهدافها.

ونقلت هيئة البث العبرية عن مصادرها، أن الجانبين بحثا مقترحا بنشر قوة دولية في غزة، وأن المسؤولين الذين التقاهم ماكغورك أبدوا موافقة على هذه الفكرة، وأكدوا أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي لا ينبغي أن تسيطر على القطاع.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، جدد تصريحاته بأن سلطة الاحتلال لن تتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة في غزة بعد الحرب.

وقال نتنياهو خلال مقابلته مع وسائل إعلام أمريكية، إن سلطة الاحتلال تريد تولي مسؤولية عسكرية شاملة في قطاع غزة لمنع ظهور ما يزعم وصفه بالإرهاب، ولا تسعى لاحتلال القطاع، على حد وصفه.

الجدير ذكره جددت عمان رفض التواجد الأمني للاحتلال في غزة، ردا على كافة الطروحات والمخططات في القطاع بعد انتهاء الحرب.

وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي، أول أمس الأول، لا توجد فرصة لأن تلعب قوات حفظ سلام عربية مشتركة دورا في غزة بعد الحرب، واصفا النموذج الذي تطرحه حكومة الاحتلال بشأن الوجود الأمني في غزة سيتسبب في أوقات أصعب لجميع الأطراف في المنطقة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: حکومة الاحتلال فی القطاع حفظ سلام دولیة فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مطالب دولية بحماية المدنيين مع تزايد انتهاكات “حرب السودان”

طالبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة طرفا الحرب السودانية بحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، وسط تزايد متسارع في الانتهاكات التي يتعرض لها السكان في مناطق القتال، ورصدت هيئات حقوقية عدد من الانتهاكات المرتكبة من طرفي الحرب، شملت عمليات تعذيب أسرى وحملة اعتقالات وتصفيات وملاحقات طالت مئات المدنيين والسياسيين.

واتهم المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيف ماجانجو طرفي القتال باستهداف المدنيين العزل بالقصف الجوي والأرضي الذي تتعرض له الأسواق والأحياء السكنية بشكل شبه يومي.

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى ‎السودان توم بيرييللو: "يجب على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة والمجموعات المقاتلة معهما احترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين".

وأبدى حقوقيون، مخاوف كبيرة من تدهور أوضاع العالقين في مناطق الحرب، وتزايد الانتهاكات في ظل اتساع رقعة القتال المستمر منذ منتصف أبريل 2023 وشموله أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد والارتفاع الملحوظ في أعداد الضحايا المدنيين.

وتزايدت خلال الأيام الأربع الماضية الغارات الجوية التي ينفذها طيران الجيش، وعمليات القصف المستمرة من قبل قوات الدعم السريع.

ووفقا لتقديرات مرصد حقوق الإنسان ومنظمات حقوقية أخرى فقد سقط منذ الأربعاء أكثر من 55 شخصا بسبب القصف الجوي على مناطق في دارفور بغرب البلاد والعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في الوسط، كما قتل وأصيب العشرات في عمليات قصف استهدفت عدد من الأسواق والأحياء السكنية في أم درمان شمال غرب الخرطوم وفي مدينة الفاشر بشمال دارفور.

وتقول الأمم المتحدة إن القصف الجوي والأرضي المتكرر من قبل طرفي الصراع أدى إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين، وأثر سلباً على الأمن الغذائي وسبل العيش في بلد يواجه أزمة إنسانية وغذائية حادة، وطالبت بإجراء تحقيقات شاملة ومستقلة، ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن انتهاكات القانون الدولي.

وحذرت رحاب مبارك عضو مجموعة محامو الطوارئ من خطورة تلك الانتهاكات التي تضع طرفي القتال أمام طائلة القانون والمسائلة.

الإفلات من العقاب
في حين تعهدت قوات الجيش والدعم السريع مرارا بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة، إلا أن استمرار تلك الانتهاكات عزز الشعور بعدم جدية الطرفين في وقفها.

وعقب جريمة قطع الرؤوس التي ارتكبت في مدينة الأبيض عاصمة كردفان في غرب البلاد، العام الماضي، وعد الجيش في بيان صادر عن ناطقه الرسمي بإجراء تحقيقا في الواقعة، لكن رغم مرور نحو عام كامل لم يصدر الجيش حتى الآن أي بيان يؤكد إجراء التحقيق.

وفي الجانب الآخر، تعهدت قوات الدعم السريع بحماية المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، لكن العشرات قتلوا في مناطق سيطرة الدعم السريع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ويرى حقوقيون أن استمرار الانتهاكات والأعمال الوحشية هو انعكاس طبيعي لغياب المسائلة.

وفي هذا السياق، يقول المحامي والخبير القانوني معز حضرة لموقع سكاي نيوز عربية إن الإفلات من العقاب أدى إلى تكرار الانتهاكات التي تجرمها اتفاقيات جنيف الأربع ومواثيق القانوني الدولي الإنساني واتفاقيات الصليب الأحمر.

ويضيف "الأفعال التي نشاهدها خلال الحرب الحالية تؤكد تجاهل أطراف الحرب للمواثيق والقوانين الدولية والمحلية".

ملاحقات وتصفيات
تزايدت خلال الفترة الأخيرة عمليات ملاحقة المدنيين على أساس عرقي وسياسي، واعتقل طلاب ونساء حكم على بعضهم بالإعدام تحت قانون الوجوه الغريبة، ويوم الجمعة قتل قيادي في
حزب الأمة بأحد معتقلات الجيش بمنطقة النيل الأزرق جنوب شرق البلاد.

ويوم السبت، أثار مقطع فيديو يظهر جنودا يهددون شابان بالحرق بعد أن غطوهم بإطارات سيارات قديمة، مخاوف كبيرة من تزايد الاستهداف الممنهج بتهمة الانتماء.

وفي الأشهر الماضية نشر ناشطون مقاطع فيديو بشعة تضمنت عمليات ذبح وقطع رؤوس وبقر بطون قام بها جنود الجيش، وأخرى تظهر عمليات قتل طالت مدنيين على يد قوات الدعم السريع.

ويرى الصحفي والمحلل السياسي ايهاب مادبو أن مثل هذه الوقائع تؤكد الانحدار الكبير الذي وصلت اليه الحرب السودانية، وهي مرحلة لم تصل اليها أيا من الحروب التي حدثت في دول المنطقة خلال العقود الماضية، بحسب وصفه.

ويوضح في حديث لموقع سكاي نيوز عربية "الانتهاكات المتكررة التي وقعت منذ اندلاع الحرب وحتى الآن هي انعكاس لخطاب الكراهية والتحريض الذي تم بشكل منظم من غرف داعمة للحرب وتابعة لتنظيم الإخوان بهدف قطع الطريق أمام أي حل سلمي (...) هذا السلوك ورط البلاد في حرب يصعب السيطرة عليها".

سكاي نيوز عربية - أبوظبي  

مقالات مشابهة

  • تطورات الحرب على غزة في يومها الـ 442.. تصعيد مستمر ومعاناة إنسانية متفاقمة
  • روسيا: مستعدون للتوصل إلى حل وسط بشأن أوكرانيا
  • صيادو غزة أو مهنة الموت على بعد 300 متر من الشاطئ
  • حزب بارزاني: ضغوط أمريكية لحل البيشمركة والقوات التابعة للأحزاب الكردية ودمجها بوزارة واحدة
  • مباحثات أردنية أوروبية بشأن وقف إطلاق النار بغزة واستقرار سوريا
  • «العامة للاستثمار» تستقبل قيادات دولية لجذب استثمارات عالمية في قطاع الصحة
  • حكومة “تقدم” أو الشق السياسي “للخطة ب” !
  • مطالب دولية بحماية المدنيين مع تزايد انتهاكات “حرب السودان”
  • مؤشرات إيجابية بشأن الاتفاق على شبكة أمان مالية أوروبية لفلسطين
  • قبيل تنصيب ترامب.. قمة أوروبية بحضور زيلينسكي حول حرب أوكرانيا