رولا بقسماتي لـ «الراي»: سلافة معمار الأقرب لي... نضحك ونبكي معاً
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تخوض رولا بقسماتي تجربة التمثيل لأول مرة في عمل تركي معرّب من خلال مسلسل «الخائن» الذي يُعرض حالياً بمشاركة مجموعة من النجوم وفي مقدّمهم قيس الشيخ نجيب وسلافة معمار.
بقسماتي تحدثت عن تجربتها في مسلسل «الخائن» وصداقتها مع سلافة معمار وتفاعلها مع أحداث غزة في هذا الحوار.
• ما العوامل التي تجعلك تقبلين أو ترفضين تكرار تجربة المشاركة في مسلسل تركي معرّب؟
- المشاركة في هذه الأعمال تحتاج إلى نَفَس طويل.
عدد كبير من الممثلين كانت لديهم أزمة بسبب ابتعادهم عن عائلاتهم وكانوا يحتاجون لأذونات كي يزوروا عائلاتهم في وقت أن التصوير لا يمكن تأجيله، بينما انا كانت ابنتي معي وهي صغيرة ولا يمكنني أن أبتعد عنها 8 أشهر. حتى أنني سجّلتُها في المدرسة وكنت قد تحدثت مع مدرستها في لبنان وأخبرتُها بالوضع وبأنني يمكن أن أعود إلى لبنان في منتصف العام الدراسي أو آخِره، واخترتُ مدرسة تركية تعتمد نفس المنهاج. والمشكلة أن ابنتي تكيّفت مع الوضع ورفضتْ العودة حتى أقنعتُها. لا يوجد شيء سهل في الحياة ولكن يجب ان نقيس الأمور بايجابياتها وسلبياتها ونختار على هذا الأساس. وعلى الصعيد الشخصي أنا على قناعة بأن هناك تجربة أولى في كل شيء وأنني أستطيع أن أصطحب ابنتي معي الى أبعد مكان في الكون، وأنني قادرة على تحمل المسؤولية ولا شيء يمكن أن يردعني. ابنتي «جدعة» وعلاقتنا ممتازة وقد تأكدتُ من هذا الأمر خلال وجودي في تركيا.
• وهذا يعني أنك مستعدة لتكرار التجربة؟
- طبعاً في حال توافر النص الجيد والدور الجميل. وأنا أقول دائما إن حقيبة سفري مركونة خلف الباب وعندما يصلني الدور المُناسِب لا شيء يمنعني من السفر. يمكن أن أشارك في مسلسلات داخل لبنان وأن أتعرف على ممثلين يشبهونني وآخَرين لا يشبهونني، ولكن لا توجد صداقات راسخة، وإن حصلت فهي نادرة، بينما في الخارج كنا كلنا قلباً واحداً لأننا اجتمعنا في مبنى واحد ولفترة طويلة والوجع جَمَعَ بين الكل. وهناك ممثلون تواجدتُ معهم في تركيا وستستمر صداقتي معهم مدى العمر، وتعرّفت على الوجه الحقيقي لبعض الممثلين لأن مَن يضع القناع لا بد أن يسقط مع مرور الوقت.
• أيّ من الممثلين شعرتِ بأنه يشبهك؟
- هناك الكثير من القواسم المشتركة بيني وبين بعض الممثلين، لكن سلافة معمار هي الأقرب إلي وكذلك ايلي متري وشربل زيادة وتاتيانا مرعب وغيرهم. ولكن يوجد شبه كبير بيني وبين سلافة، فهي صريحة وشفافة مثلي، وعلاقتنا صادقة وراسخة وحقيقية، فنحن نضحك ونبكي معاً ومن نفس الطينة.
• أيهما تعطي الممثل أكثر، الدراما المشتركة أم التركية المعرَّبة وخصوصاً أن البعض يختار الثانية لأنها تؤمّن لهم انتشاراً أكبر بسبب فترة العرض التي تستمر لأشهر طويلة؟
- هذا صحيح، ولكن يمكن أيضاً لمسلسل من 10 حلقات أو ثلاثين حلقة ان يحقق الغاية نفسها إذا تم تنفيذه بطريقة صحيحة على مستوى النص والإنتاج والإخراج وإذا كان هناك انسجام بين الممثلين. فهذا الأمر سينعكس على الشاشة، والناس سيقتنعون بالشخصيات. في المقابل انتشار الأعمال المعرّبة صار أوسع، عدا عن أن جَمْعَ ممثلين من مختلف الجنسيات في أي مسلسلٍ كان يشكل عاملاً يَلْقى رضى الجمهور ويحضّهم على المتابعة. المسلسل التركي المعرّب فَرَضَ نفسه شئنا أم أبينا.
• كيف تتفاعلين مع ما يحصل في غزة؟
- ما يحصل صعب جداً. يوجد بشر في الحياة ولكنهم ليسوا بشراً. وهناك نصف إنسانية، ولا أفهم مثلاً مَن يقولون إنهم يتعاطفون مع ما يجري في غزة ولكن هناك حدوداً للتعاطف. أنا لا أفهم ذلك، فإما أن نكون انسانيين وإلا من الأفضل ألا نضحك على بعضنا. أنا حزينة جداً وأشعر بالعجز لأنني غير قادرة على فعل شيء تجاه الأشلاء التي تتطاير والأطفال الذين يُقتلون وإبادة شعب بأكمله. وأعترف بأنني لم أشاهد شعباً كالشعب الفلسطيني الصامد والجبّار والذي يعلّم الناس معنى الوطنية. وفي ظل عجْز العالم وتخاذُله، لا يسعنا الا الدعاء لأن يكون الله إلى جانب الفلسطينيين في غزة.
• ماذا تتوقعين لهذه الحرب؟
- لا اعرف ولكنني أعرف أن الاسرائيليين بلا ضمير. وأنا أتضامن مع الشعوب التي تتحرك لنصرة الفلسطينيين وأرى أنهم الأمل الوحيد للضغط وخصوصاً الشعوب الغربية. السوشال ميديا كشفتْ حقيقة إسرائيل أمام الغرب وأنهم يبيدون الشعب الفلسطيني ويقتلون الصحافيين. الغرب يتغنّى بالديموقراطية والحضارة ويدّعون أن كل البشر سواسية ولكن تبيّن أن العرب ليسوا بشراً بالنسبة إليهم، ونحن تبيّن لنا أن الغرب ليس حضارياً. كفى كذباً على الناس، وشعوبهم عرفت الحقيقة، وعليهم أن ينتظروا الأسوأ عندما تحصل الانتخابات لأن شعوبهم ستحاكمهم. حرب غزة أوجدتْ الوعي عند الشعوب الغربية التي تتعامل مع الإنسان كإنسان بينما نحن العرب منقسمون حتى ضمن البلد الواحد، وهذا الأمر يحزنني كثيراً.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: سلافة معمار هذا الأمر
إقرأ أيضاً:
حرب لا يمكن الفوز بها.. وواشنطن تضع نهاية "اللعبة" في أوكرانيا!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذّر الكثيرون منذ وقت مبكر من أن الحرب الأوكرانية لا يمكن لأي طرف الفوز فيها وأن الجميع خاسر، بل ذهب صمويل شارب إلى أكثر من ذلك؛ وهو عضو فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية خلال إدارة أوباما ومؤلف مشارك لكتاب "الجميع يخسر: الأزمة الأوكرانية والمسابقة المدمرة لأوراسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي". وقد تنبأ "شارب" قبل ثلاث سنوات بنهاية قد تكون صادمة للحرب في أوكرانيا بسبب غموض الهدف والخطة. يقول: "كان الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 لحظة فارقة للولايات المتحدة وحلفائها، وكانت أمامهم مهمة عاجلة وهي مساعدة أوكرانيا في الرد على روسيا، لكن دون أن يكون هناك وضوح لكيفية وموعد وقف الحرب".
ولعل من يتأمّل موقف واشنطن داخل مربع الحرب الأوكرانية يضع يده على الفور على سمة من سمات التحرك الأمريكي الخارجي وهي الغموض، وهذا لا يقع تحت بند ارتكاب أخطاء سياسية بل هو غموض مقصود ومتكرر، ومن يفحص الحروب التي أعلنتها وشاركت فيها الولايات المتحدة خلال القرن الأخير يتأكد أن الغموض حول نهاية المهمة كان سمة دائمة لتلك التدخلات. الحرب الأفغانية وحرب العراق نموذجان مليئان بالدروس المشابهة، ومن قبلهما حرب فيتنام التي تحولت إلى كابوس للأمريكيين وفشل ذريع للتدخل الأمريكي الخارجي.
وقد اتفق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في يونيو 2022، مع ما قاله شارب، عندما أشار إلى أن الولايات المتحدة "امتنعت في الواقع عن وضع ما تعتبره نهاية اللعبة؛ لقد ركزنا على ما يمكننا القيام به اليوم، وغدًا، والأسبوع المقبل، لتقوية يد الأوكرانيين في ساحة المعركة إلى أقصى حد ممكن.. وكان مسار الحرب بعيدًا عن الوضوح في تلك المرحلة. ومع امتداد المعارك وزيادة الخسائر أصبح من الصعب على الولايات المتحدة التحدث عن وجهة نظرها بشأن هدف الحرب التي لا تخوضها قواتها".
صحيح أن التوقعات بانتهاء "اللعبة"-كما وصفها سوليفان-تفترض أن يقرر الأوكرانيون متى يتوقفون، لأنهم هم من يموتون من أجل بلدهم، بغض النظر عما قد تريده واشنطن. لكن كييف ظلت تبحث عن النصر المزعوم رغم تعاظم الخسائر. وجاء قرار وضع حدّ للسيناريو الأسوأ مع وصول ترامب للبيت الأبيض، لأن الولايات المتحدة ضجرت من دفع المزيد من التمويلات بالمليارات دون جدوى، خاصة بعد أن أوضحت سنوات القتال أن أيًا من الطرفين لا يملك القدرة-حتى بمساعدات خارجية-لتحقيق نصر عسكري حاسم على الطرف الآخر.
ومن الواضح أن العوامل المؤدية إلى صراع مدمر كانت مؤهلة للاستمرار لسنوات مقبلة دون نتيجة نهائية. وظل العالم ينظر ويتأسى ويتأسف لأنه مجرد رقم صغير في هذه الحرب. والجميع يعلم في الحرب والسلم أن الأرقام الصغيرة لا تحدد نهاية اللعبة، وبالتالي قررت الولايات المتحدة البدء في توجيه الحرب نحو نهاية تفاوضية في القريب العاجل، ولا يهمها الآن الاستراتيجية المستقبلية لحلفائها الأوروبيين أو حتى موقف كييف. ولن يكون أمام الجميع خيار الانتظار بعد تضاعف تكاليف الحرب البشرية والمالية والعسكرية. كما أنه لا مجال الآن لأي دور لمن كانوا يروجون للعكس بعد أن أهلكت تداعيات الحرب التماسك الغربي وتضررت بشكل عميق الاقتصادات الأوروبية، خاصة مع تبخّر الأمل لدى العواصم الغربية من تحقيق كييف لمكاسب في ساحة المعركة، من شأنها أن تجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كما اتضح لواشنطن أيضا أن رغبة أوكرانيا هي الاستمرار في القتال حتى لو كانت ستقودها للخسارة. وقد كشف التاريخ أن الدول قد تختار الاستمرار في القتال على الرغم من الاعتراف بحتمية الهزيمة، وألمانيا كانت خير مثال لذلك إبان الحرب العالمية الأولى. باختصار، لن تؤدي المكاسب أو الخسائر في ساحة المعركة بالضرورة إلى إنهاء الحرب.
الجميع يتذكرون ما قاله الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، عن الرئيس بوتين، وبثقة منقطعة النظير: "هذا الشخص لا يمكن أن يظل في السلطة". كان ذلك بعد شهر من اندلاع الحرب في فبراير 2022؛ وها هو بايدن اليوم يجلس في نادي المتقاعدين، بينما بوتين مازال في مركزه يدير دفة الحكم بل وارتفعت شعبيته لأن الناس يلتفون حول الزعيم والعلم في أوقات الحرب. وهذا في حد ذاته مؤشر على أن الولايات المتحدة كثيرا ما تندفع في الحروب دون قدرة على حسمها. وجاء ترامب وسعى إلى التراجع وكانت عملية إخراج القرار على طريقته الدرامية، وشاهد العالم المؤتمر الصحفي الذي حاول خلاله مع نائبه إهانة حليفهما زيلينسكي بشكل متعمد حتى يستسلم لقرار وقف الحرب. بينما فشل الافتراض السابق لدول حلف الناتو وأوكرانيا بأن العلاقات بين روسيا والغرب لا يمكن أن تتحسن طالما ظل بوتين في منصبه. لكنها تتجه إلى التحسن رغما عنهم ولأن ترامب يريد ذلك!
وسيثبت أن هناك معادلة أخرى في العالم –وهي أدوات السلم وليس الحرب-وشرط الرحيل ربما كان أحد السيناريوهات التي تجول في ذهن الحكام الغربيين –ويحلمون بها لتخليصهم من الكابوس-عندما كان بايدن في الحكم لكن سجلُّ التحولات السياسية التي أعقبت خروج بايدن وفريقه لم يوفر مساحة للتفاؤل الأوروبي لأن الطريق إلى روسيا "أفضل"، من وجهة نظر المصالح الغربية، اختفى تماما!