سودانايل:
2024-11-24@17:07:32 GMT

الخيانة والعمالة .. مضادات السواقة بالخلا (٢)!

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

اكثر النقاط المثيرة للغثيان في خطاب الدعاية الكيزانية الحربية هي اتهامات العمالة والخيانة الوطنية لخصومهم السياسيين المعارضين لهذه الحرب التافهة، وأكبر خطأ يمكن أن نقع فيه هو القبول بأن نضع أنفسنا في مواقع دفاعية الأولى بها هم العملاء والخونة الحقيقيون!
اي تدخل اجنبي مشبوه في السودان فتح ثغرته هؤلاء الكيزان!
ايام المراهقة الإنقاذية الأولى جعل شيخهم السودان مرتعا للمتطرفين والارهابيين، لم يثبتوا على ذلك ومن باب الحرص على حماية كرسي السلطة من غضب السيد الأمريكي، فخانوا "اخوتهم في الجهاد" إذ طردوا أسامة بن لادن بعد ان نهبوا أمواله! وصلاح قوش سلم ال CIA أخطر المعلومات والملفات عن " المجاهدين" والتذلل لأمريكا بلغ درجة ان يقول وزير خارجيتهم متباهيا: كنا عيون واذان أمريكا في المنطقة!
بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري في أديس ابابا احتلت مصر حلايب واحتلت اثيوبيا الفشقة فصمتوا صمت القبور ( بغم ما قالوها)! خانوا الوطن عندما تسببوا في احتلال جزء من أراضيه بمغامرتهم الصبيانية تلك! وخانوه عندما تخاذلوا وجبنوا عن تحريره من المحتل الاجنبي وقبلوا بالاحتلال وبنهب موارد البلاد وبالتنازل عن اراضي زراعية شاسعة في صفقات مجحفة قبلوها صاغرين ! بل خانوا حتى الدراويش المساكين الذين نفذوا أوامر اغتيال حسني مبارك! قتلوهم لمحو آثار الجريمة ولحماية الرؤوس الكبيرة! قتلوهم جميعا الواحد تلو الاخر بوسائل خسيسة افتضح أمرها بعد ان اختصموا حول غنائم السلطة! وظهر الترابي في قناة الجزيرة يحكي بلا حياء تفاصيل هذه الجريمة التي كان هو على علم بها ان لم يكن شريكا فيها تخطيطا وتحريضا! واعترف بأنهم قتلوا كل منفذيها وشهودها من السودانيين! وكان يظن وهو يكشف هذه الفضيحة انه يفضح تلاميذه ولكنه نسي انه فضح الانحطاط الاخلاقي المشين لنظامه الشبيه بنظام العصابات!
هل من خيانة للوطن اكبر من الصمت عن احتلال جزء من أراضيه وبيع مصالحة بثمن بخس تحت الابتزاز؟
هل من خيانة للوطن أكبر من التضحية بوحدته مقابل البقاء في السلطة كما فعل الكيزان مع جنوب السودان!
هل من خيانة للوطن أكبر من تخصص الاجهزة الامنية والاستخبارية في صناعة الاجسام الانفصالية التي تدعو الى تقسيم البلاد كمنبر السلام العادل ثم دولة البحر والنهر ؟
هل من خيانة وعمالة أكثر من توجيه الدعوة لروسيا لانشاء قاعدة عسكرية في البحر الاحمر كما فعل البشير؟
أما الخيانة العظمى فهي إشعالهم لهذه الحرب واصرارهم على اطالة امدها وتوسيع دائرتها مع عجزهم عن الانتصار العسكري عجزا فاضحا تعكسه الوقائع على الأرض! وسبب الهزيمة هو خيانتهم للوطن عبر إضعاف الجيش فنيا وعدديا وتقوية المليشيا الموازية له التي صنعوها هم عبر عناصرهم في الجيش! سلحوها ودربوها والان بكل "بجاحة وقوة عين" يصعدون الى مقعد الاستاذية الوطنية في الحديث عن الجيش الواحد رمز السيادة ويصدرون احكام الاعدام السياسي على خصومهم بزعم انهم لم يدينو انتهاكات المليشيا !! يتحدثون بلا حياء عن الانتهاكات من مقاعد الاستاذية وهم من بدأ عهدهم بدق مسمار في رأس طبيب وانتهى بدق خازوق في جسد معلم وبين البداية والنهاية مجازر جماعية وجرائم غير مسبوقة في تاريخ السودان نفذها الجنجويد بقيادة موسى هلال الكوز تحت غطاء طيران جيش الكيزان وتحت حماية جهاز امن الكيزان الذي كان يسجن من يفتح فمه ضد هذه الانتهاكات!!
ومن امثلة خيانتهم الوطنية العظمى استجلابهم لقبائل عربية من خارج الحدود وتوطينها في اراضي القبائل الدارفورية السودانية ومنحهم الجنسية السودانية، بل انهم في مرحلة سابقة من مراحل هوسهم جعلوا الجنسية السودانية من حق كل مسلم على وجه الارض وطبعا المقصود منحها للاسلامويين وليس كل مسلم! والان يتصايحون بلا حياء من عرب الشتات والغزو الاجنبي والتغيير الديموغرافي! وهم اول نظام في العالم يعبث بجنسيته وارضه بهذا الشكل! اليست هذه مسخرة بحق!
اما بخصوص الصياح والولولة من التدخل الاماراتي فمن الذي فتح الباب الذي دخلت منه الامارات الى الشأن السوداني؟
من الذي أنشأ الدعم السريع؟ من الذي قرر المشاركة في حرب اليمن؟ من الذي اسس للفساد وابتدع بدعة التجنيب والنشاط الاقتصادي الموازي خارج ولاية وزارة المالية وتحت سيطرة العسكر خصوصا في النفط ثم الذهب؟ من الذي مكن موسى هلال من جبل عامر وبسبب ضعف الجيش فشل في تحريره منه فورثه حميدتي بعد ان طرد منه موسى هلال تحت مباركة عمر البشير واصبح هذا الذهب الملطخ بالدماء هو جسر العلاقة المباشرة مع الامارات؟
ان الاجهزة الامنية والعسكرية بسبب الفساد والحصانة المطلقة من المساءلة على أي مستوى، ثم بسبب انقسام العصابة الاسلاموية وصراعها على غنائم السلطة، انقسمت هذه الاجهزة تبعا لذلك! جزء منها باع نفسه للامارات، وجزء باع نفسه لمصر، وكل مخابرات الاقليم باعت واشترت في هذه الاجهزة الكيزانية الفاسدة والرخيصة ، وبالتالي فحديث العمالة للامارات لا تسأل عنه القوى السياسية الديمقراطية بل تسأل عنه اجهزتهم الفاسدة البائعة والمبيوعة! وفي هذه الحرب فان الدعم السريع عن طريق المال اخترق كل اجهزة الدولة الامنية والعسكرية واصبحت له فيها عيون واذان وايدي ساعدته على التقدم الكاسح في الميدان!
ولكن بسبب "البجاحة المقززة" و"المكابرة الرعناء" التي يتصف بها الكيزان – كبارهم وصغارهم – فإنهم دائما في حالة بحث عن شماعة خارجية لتعليق خيباتهم بدلا من التأمل في عيوبهم الذاتية التي اوردتهم موارد الهزائم العسكرية والسياسية والاخلاقية.


وبسبب عمى البصيرة يتصايحون الان ان في الجيش طابورا خامسا وان كتائب المجاهدين والمستنفرين يجب ان لا تأتمر بامر الجيش وان تخوض معاركها بنفسها كما ورد في تسجيلات اسفيرية، وطبعا هذا ينسف فرضية ان هذه حرب الانتصار لمؤسسية القوات المسلحة كجيش وطني كما يزعمون، إذ تتواتر الاتهامات الكيزانية للجيش بالتخاذل وهناك مطالبات باستبداله بالمقاومة الشعبية (وطبعا شعبية تقرأ كيزانية بواسطة كتائب الظل)
خلاصة ذلك هي ان هذه الحرب منزوعة البعد الوطني والمشروعية السياسية او الاخلاقية، هي صراع سلطة عاري بين الكيزان والدعم السريع، وداء الخيانة والعمالة المستوطن في الاجهزة الامنية والعسكرية الكيزانية أعجزهم عن النصر، والان بعض ابواق الحرب الكيزانية تراجعت عن نغمة "بل بس" واستبدلتها باحاديث خائبة عن فصل دارفور واقامة دولة البحر والنهر واستدعاء الاستعمار المصري لشمال السودان عبر ما يسمى دولة وادي النيل وامثلهم طريقة يحرض على تدمير الخرطوم بالكامل ونسف كل جسورها ومبانيها! أي تطبيق سياسة الأرض المحروقة بعد ان يئسوا من النصر! فهل من عمالة وخيانة وطنية وانحطاط اكبر من ذلك!
وهل الخائن والعميل هو من يسعى لإيقاف هذه الحرب والحفاظ على ما تبقى من وطن انقاذا لحياة المواطنين وكرامتهم؟ ام الخائن والعميل الحقيقي هو الكوز الذي يدعو لتوسيع الحرب ونقلها شرقا وشمالا وجنوبا مع كامل علمه بان هذا مدخل لاحراق البلاد وتقسيمها اذ لا منطق في افتراض ان الجيش الذي لم يصمد في عاصمة البلاد سوف يصمد في الأقاليم الاخرى!
انها "متلازمة البجاحة " ولا شيئ غير ذلك!
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب من الذی بعد ان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة ويلاحق عناصر الدعم السريع

شمسان بوست / متابعات:

مع استمرار الحرب في السودان منذ عام ونصف، دخل الجيش السبت مدينة سنجة بولاية سنار جنوب شرقي البلاد لأول مرة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في يونيو الماضي.

وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش دخلت سنجة ومستمرة في عملية تأمين المدينة وملاحقة بقية عناصر الدعم السريع.


أتى ذلك بعدما تحرك الجيش منذ أيام نحو المدينة من محورين، هما محور مدينة السوكي ومحور الجنوب عبر محلية أبو حجار، ليتمكن اليوم من استردادها.

عشرات الآلاف من القتلى
يشار إلى أن البلاد لا تزال غارقة منذ 15 أبريل 2023 في حرب ضارية بين الجيش والدعم السريع خلفت عشرات الآلاف من القتلى، معظمهم من المدنيين، وفق فرانس برس.

كما أدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، فر منهم أكثر من 3 ملايين إلى البلدان المجاورة.

كذلك تقدر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة.

وحسب الأمم المتحدة، يواجه السودان حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص من الجوع الحاد.

مقالات مشابهة

  • سودانيون يحتفون بسيطرة الجيش على مدينة سنجة
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة ويلاحق عناصر الدعم السريع
  • السودان تعلن عن استعادة الجيش لمدينة سنجة اليوم
  • الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان
  • المساعدات .. الحرب تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى 
  • أمن القليوبية يضبط المتهم بتهديد لاعب الزمالك
  • مدارس وهمية.. عمليات نصب "تعليم السواقة" تهدد سكان الإسكندرية
  • حسن الجوار… مبدأ وسياسة