«حماية المستهلك».. عمل دؤوب لتحقيق تطلعات رؤية عمان 2040
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
توظيف أحدث التقنيات لتنشيط العمليات المؤسسية ومراقبة حركة السوق
سعت هيئة حماية المستهلك منذ انطلاقها إلى المضي قدما للارتقاء بالوطن من خلال العمل الدؤوب؛ لتحقيق الأهداف المرجوة ورفعة شأنه ضمن عملية متكاملة مع مختلف المؤسسات، مستمدة الرؤى من التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.
وأكد سعادة سليّم بن علي بن سليّم الحكماني رئيس هيئة حماية المستهلك أن سلطنة عُمان استطاعت خلال السنوات الماضية التي امتدت على مدى ثلاثة وخمسين عامًا من هذا العهد الزاهر، أن تتبوأ مكانها اللائق بين دول العالم المتحضر، وأصبحت اليوم واحدة من أفضل التجارب العالمية الفريدة في العديد من المجالات، وأصبحت السياسة العمانية أنموذجا يحتذى على المستوى الدولي.
وأضاف سعادته: إن المتأمل لمسيرة النهضة العمانية يجد حكمة القيادة في البناء المتدرج لكل مسارات التنمية في مختلف الجوانب، فتحققت إنجازات عديدة في مختلف مناحي الحياة، وتكونت بنية حضارية شامخة لدولة عصرية يشار إليها بالبنان خلال فترة وجيزة من عمر الزمان، وانعكست آثار العطاء والتضحية على جانب مهم من جوانب بناء الدول ألا وهو جانب المواطنة الصادقة، التي تتجلى في أبهى حللها في ذلك التلاحم المنقطع النظير بين القيادة والشعب، ذلك التلاحم الذي أرسى دعائمه وأطّرَ مساراته السلطان الراحل -طيب الله ثراه- ويكمل المسيرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- من خلال قربه الدائم من شعبه ومتابعته المباشرة لكافة احتياجاته.
وقال سعادته: إن في العيد الوطني يحتفل شعب عُمان بهذا اليوم المبارك في ظل القيادة الحكيمة التي تقود مسيرة النهضة المتجددة، بحكمة واقتدار في جميع المجالات وتحقيقا لرؤية عمان 2040 في كافة المجالات وبتكاملية كافة الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، كلٌ يعمل على تنمية وتطوير مجاله وهذا ما انتهجته الهيئة خصوصًا في جانب التغيُّرات الاقتصادية التي تحقق تلك المعدَّلات من النمو التيّ تُلبِّي تطلعاتِ جميع أبناءَ هذا الوطن كما أكد عليها عاهل البلاد -أعزَّه الله-، خصوصًا فيما يحفظ حقوق المزود والمستهلك في كافة التعاملات التجارية وما يرسي معاملات آمنة يزهر بها الاقتصاد ويحد من مختلف الظواهر التي تضر المستهلك والمزود وعليه عملت الهيئة وكوادرها دائبين لتحقيق تطلعات رؤية عمان 2040 وأهدافها على أرض الوطن لتطوير منظومتها العملية والرقابية والإعلامية وهيمنة وجودها على النطاق الدولي والمحلي كون الهيئة منظومة رائدة وتجربة يستقى منها على مستوى الشرق الأوسط نظير ما قدمته من إنجازات على كافة الأصعدة، كل ذلك تأكيد على قدرة الهيئة على الإجادة والإبداع وتعزيز القدرة التنافسية واستمراريتها على للتطوير والتحديث المستمر في كافة مجالاتها وقطاعاتها مؤكدا أن الهيئة حصلت على شهادة نظام إدارة الجودة (الأيزو) خلال العام الحالي نظير تحقيقها المتطلبات والمواصفات.
إحصائيات
وبلغ إجمالي عدد البلاغات التي تلقتها هيئة حماية المستهلك بمختلف إداراتها على كافة محافظات سلطنة عمان منذ بداية العام وحتى نهاية شهر سبتمبر من العام الجاري (7192) بلاغا، فيما بلغ عدد الشكاوى (22738)، وبلغ إجمالي عدد الزيارات التفتيشية الميدانية التي قامت بها الفرق الميدانية التابعة للهيئة قرابة (257756) زيارة، وبلغ عدد المخالفات (8172)، فيما بلغت المبالغ المسترجعة لصالح المستهلكين (9593090) ريالا عمانيا، فيما بلغ عدد المضبوطات (136687) سلعة.
وجاء ذلك نظير الجهود المبذولة من قبل الهيئة وإداراتها البالغ عددها 13 إدارة و3 مكاتب موزعة على مختلف محافظات سلطنة عُمان وبجهود كوادرها البالغ عددهم (1087) موظفا وموظفة، حيث إن الهيئة سعت منذ صدور المرسوم السلطاني رقم (رقم 26 / 2011) لتطوير منظومتها التشريعية والرقابية والإعلامية وكافة مجالاتها، ومن الناحية القانونية والتشريعية أصدر رئيس الهيئة خلال هذا العام قرار رقم 206/ 2023 بتعديل بعض أحكام القرار رقم 256/ 2015 في شأن حظر تداول التبغ الممضوغ (غير المدخن) الذي جاء في مادته الأولى «يستبدل بنص المادة الثانية من القرار رقم 256/ 2015 المشار إليه، النص الآتي مع عدم الإخلال بالعقوبات الجزائية المنصوص عليها في قانون حماية المستهلك المشار إليه، يعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بغرامة إدارية لا تقل عن 100 ريال عماني، ولا تزيد على ألف ريال عماني، وتضاعف الغرامة في حال تكرار المخالفة».
وفي حال استمرار هذه المخالفة تفرض غرامة إدارية مقدارها 50 ريالا عمانيا عن كل يوم تستمر فيه المخالفة، على ألا يزيد مجموعها على 2000 ريال عماني.
ويتم إتلاف الكميات المضبوطة من التبغ الممضوغ (غير المدخن) وفقا للضوابط المعمول بها في هيئة حماية المستهلك، والقرار رقم 1/2023 بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون حماية المستهلك بشأن استبدال نص المادة (2) من اللائحة التنفيذية لقانون حماية المستهلك.
وتم اختيار سلطنة عمان ممثلة بهيئة حماية المستهلك لتكون مقر الانطلاقة الأولى للأسبوع العربي لحماية المستهلك للعام الجاري 2023م، حيث استضافت الهيئة خلال هذا العام الدورة الأولى من هذا الأسبوع وبحضور ممثلين من مختلف الدول العربية بعنوان «المستهلك الصغير والاستهلاك المستدام» خلال الفترة من 8-14 مارس من كل عام، بهدف تسليط الضوء على الموضوعات والقضايا المرتبطة بالمستهلك العربي.
ووظفت الهيئة أحدث آليات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية التي من شأنها تنشيط العمليات المؤسسية والمتابعة المستمرة لنشاط المستهلك ومراقبة حركة السوق اليومي والتأكد من أخذ المستهلك حقوقه بطريقة عادلة من خلال عملها على تطويع كل الوسائل المتاحة من أجل أداء رسالتها الرامية إلى نشر الوعي ورفع مستواه لدى كافة شرائح المجتمع، لا سيما الفئات التي تتابع وتستخدم التطبيقات الإلكترونية، عبر التقنيات المختلفة، وبأنظمتها المتعددة، حيث إن الوصول إلى هذه الفئات يحقق الغاية التي ننشدها حيث دشنت خلال هذا العام منظومة مطورة لـ«مرصد الأسعار» الذي يوفر قاعدة بيانات ومعلومات لأكثر من 750 ألف سلعة للمواد الغذائية والكماليات في21 مركزا تجاريا بمحافظة مسقط بصورة أولية تليها بقية المحافظات، ويسعى المرصد إلى تمكين الرقابة المؤسسية وضمان خلو الأسواق من أي تجاوزات وتمكين الرقابة الذاتية من قبل المستهلكين على السلع وأسعارها، ورصد ومتابعة توفر وحركة أسعار السلع التي يرغب المستهلك في شرائها وإعداد قائمة أسعار مؤكدة ومقارنتها بين عدد من المراكز التجارية قبل الذهاب للمركز المختار؛ مما يعزز التخطيط ويضبط المصروفات قبل الشراء.
كما أنجزت الهيئة (المرحلة الأولى لمشروع التحول الرقمي) الذي يهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للمستهلكين وتطوير نظم العمل، حيث تم الانتهاء من دراسة الوضع الراهن للإجراءات وتوثيق الخدمات والنظم المستخدمة وإنشاء دليل خدمات ووثيقة الثغرات، كما تم إعداد وثيقة تصف الوضع الراهن للهيئة بعد إجراء التحول الرقمي، التي تحتوي على تحليل شامل للتحسينات والتغييرات التي تم إدخالها.
تمكين الرسالة التوعوية
أما على صعيد المبادرات والحملات فقد عمدت الهيئة إلى تمكين رسالتها التوعوية في مختلف المجالات والاختصاص بالتعاون بين الدوائر المعنية كلا في قطاعه وعليه نفذت الهيئة خلال العام الحالي 2023م عددا من المبادرات والحملات.
حملة: «لجيل واعٍ استهلاكيّا» بهدف غرس الثقافة الاستهلاكية الآمنة لدى النشء، وكذلك لتمكين المستهلك الصغير ليصبح مدركا لحقوقه وواجباته، إضافة لتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية ونشر الثقافة الاستهلاكية الآمنة بين المستهلكين الصغار.
وهدفت حملة «السلع المحظورة» عَبْرَ شعار (وعيك يحميك) إلى تعزيز الخلفية المعرفية والقانونية للمزوِّدين حوْلَ السلع المحظورة والقرارات المرتبطة بها والعقوبات المترتبة على مخالفتها، إضافة إلى تعريف المستهلكين بالسلع المحظورة وخطورتها، وتعزيز الواجب الوطني لدَيْهم في الإبلاغ عن أيِّ ممارسات ترتبط بها، وهو ما من شأنه الإسهام في الوصول لسوق مستقِر وآمن للجميع.
كما أطلقت الهيئة حملة (خلها تدوم) حول السلع الكهربائية والإلكترونية وحقوق المستهلك وواجبات المزود بهدف إثراء معرفة المستهلكين والمزودين بحقوقهم وواجباتهم فيما يتعلق بالتعاملات التجارية المتعلقة بالأجهزة والتعريف بخطوات التسوق الذكي لشراء الأجهزة وتعزيز الوعي العام بالضمانات وسياسة الاستبدال والاسترجاع، بالإضافة إلى غرس مبدأ الشفافية والوضوح لدى المزودين في التعاملات التجارية، وتعزيز الوعي بالإعلانات المضللة فيما يتعلق بقطاع الأجهزة، وأيضا تسليط الضوء على استدعاءات الأجهزة وخفض معدل الشكاوى المرتبطة بقطاع الأجهزة، وهو ما من شأنه الإسهام في بناء بيئة استهلاكية تتسم بالشفافية والوضوح.
المبادرات
ونفذت الهيئة العديد من المبادرات أبرزها «مبادرة العقود الموحدة» ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻬﻠﻚ، وﺗﺴﻬﻴﻞ ﻛﺎﻓﺔ الإﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق، اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﻮﺣﺪ ﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ، حيث ركزت المبادرة في مرحلتها الحالية على قطاعي ورش الألمنيوم واﻟﻤﻄﺎﺑﺦ، واﻟﺴﻠﻊ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ والإﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ.
ولرفع كفاءة الخدمات المقدمة للمستهلكين في قطاع مؤسسات السلع والخدمات التجارية والصناعية والاقتصادية، وتعزيز روح المنافسة لدى المنشآت التجارية والصناعية والخدمية والتطوير المستمر للخدمات المقدمة للمستهلك من قبلها، أطلقت الهيئة «مبادرة المؤسسات الصديقة للمستهلك» في سلطنة عمان.
وتهدف المبادرة إلى خفض نسبة الشكاوى المقدمة من قبل المستهلك على هذه المنشآت، بالإضافة إلى زيادة الوعي بحقوق المستهلك وواجبات المزود لدى المستهلك والعاملين في المنشآت التجارية والصناعية والخدمية، وتحقيق الاستدامة عبر تطوير استراتيجيات تلبي احتياجات المستهلك، وتستهدف هذه المبادرة كمرحلة أولى كافة المنشآت التجارية تليها الصناعية والخدمية التي ترغب في تقديم خدمات متميزة للمستهلك العماني والمقيم في سلطنة عمان حسب معايير مرتكزة على ثلاثة محاور أساسية وهي: التركيز على الزبائن، وآليات إرضاء الزبائن، وتلبية احتياجاتهم، والتطوير والابتكار في الخدمات.
ولإيجاد مستهلك متمكن ومدرك لكامل حقوقه وواجباته، أطلقت هيئة حماية المستهلك «مبادرة مؤشرات تمكين المستهلك»، وتعد المبادرة الأولى من نوعها في سلطنة عمان ويأتي إطلاقها لمعرفة مستوى وعي المستهلك بحقوقه وواجباته، والممارسات الاستهلاكية التي يقوم بها المستهلك، بالإضافة إلى قياس مستوى تفاعل المستهلك ومشاركته تجاربه مع المجتمع، والتعرف على المشكلات التي تواجه المستهلك وتقديم الحلول لها، علاوة على الكشف عن الصورة الحقيقية للخدمات التي تقدمها الهيئة للمجتمع، وتطويرها بحيث تتماشى مع أرقى معايير الجودة والممارسات المتبعة عالميًا وكذلك تحسين جودة البرامج التوعوية التي تقدمها الهيئة للمستهلك. وتعمل المبادرة من خلال إطلاق مؤشر تمكين المستهلك، من خلال بيانات تتعلق بمهارات المستهلك، ومعرفة احتياجاته، ومشاركته الفعلية في تشكيل السوق من خلال تجاربه.
ووقعت الهيئة مذكرة تعاون مشترك مع شركة أوكيو للمصافي والصناعات البترولية وتضمن التعاون بين الطرفين في التنظيم المشترك لبرامج التدريب والاستفادة من الدورات التدريبية، والمؤتمرات، والاجتماعات، والندوات، وحلقات العمل ذات العلاقة لا سيما تلك المتعلقة بقانون حماية المستهلك، والتقليد، والغش التجاري، ووضع برامج توعية مشتركة تهدف إلى تثقيف المستهلكين بشأن الآثار الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية للاستهلاك، مما يؤدي إلى تعزيز أنماط الاستهلاك المستدام وكذلك الاستفادة من الكوادر البشرية المؤهلة، والأجهزة الفنية، والتقنية المتقدمة، والخبرات العملية المتوفرة، والمتاحة لدى كلّ من الطرفين والدعم الخدمي واللوجستي للمشاريع المتعلقة بحماية المستهلك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هیئة حمایة المستهلک سلطنة عمان من خلال سلطنة ع من قبل
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تحتضن الحدث الأضخم في الطاقة والاستدامة بالمنطقة
تستعد مسقط لاحتضان أحد أكبر الأحداث المتخصصة في قطاع الطاقة والاستدامة على مستوى المنطقة، حيث يُقام خلال شهر مايو المقبل أسبوع الاستدامة ومعرض ومؤتمر النفط والغاز (OPES)، بمشاركة واسعة من خبراء ومؤسسات دولية ومحلية، تعكس أهمية هذه الفعالية في مسيرة التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أقيم اليوم بمسقط، حيث ستجمع هاتان الفعاليتان خبراء عالميين وصانعي السياسات وقادة الصناعة لتبادل الخبرات والمناقشات حول تحول الطاقة، والاستدامة، وتنويع الاقتصاد.
ويشارك في الفعاليتين أكثر من 350 شركة عارضة من أكثر من 30 دولة لعرض أحدث منتجاتها وخدماتها، إضافة إلى مشاركة أكثر من 2400 شخص في المؤتمر من أكثر من 30 دولة، وأكثر من 500 متحدث خبير من مختلف أنحاء العالم.
وسيُعقد أسبوع عُمان للاستدامة تحت شعار "التنمية المستدامة: تحقيق التوازن بين التقدم والحفاظ على البيئة"، بينما سيُقام معرض عُمان للبترول والطاقة 2025 بالتوازي تحت شعار "توجيه عملية التحول في مجال الطاقة من خلال الابتكار في قطاع البترول والغاز".
ويأتي الحدث هذا العام بنقلة نوعية، تجمع بين الابتكار في قطاع النفط والغاز والتوجهات العالمية للاستدامة، ليشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات، وعرض أحدث التقنيات، ومناقشة التحديات الراهنة في الطاقة والمناخ والاقتصاد، وسط حضور كثيف من الخبراء وصناع القرار والمهتمين من مختلف أنحاء العالم.
حدث متكامل لمستقبل طاقي مستدام
وقال الدكتور علي بن سالم الراجحي، مدير عام التخطيط بوزارة الطاقة والمعادن: إن إقامة "أسبوع الاستدامة" سيكون في مسقط، وذلك خلال الفترة من 12 إلى 15 مايو 2025 في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض. ويأتي الحدث هذا العام بحلة جديدة ومتميزة يشهد فيها دمج مؤتمر النفط والغاز (OPES) ضمن فعالياته، في خطوة تعكس التوجه المتكامل نحو بناء مستقبل طاقي مستدام يجمع بين الابتكار والاستثمار في الحلول الصديقة للبيئة.
وأوضح الراجحي أن أسبوع الاستدامة سيقام برعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد، حيث سيتضمن حفل الافتتاح كلمتين رئيسيتين يلقيهما متحدثان بارزان، أحدهما من مركز مارك كاثر في المملكة المتحدة، والآخر رئيس جمعية مهندسي النفط والغاز، ما يعكس البعد الدولي للحدث وأهميته المتزايدة.
وسيركز الأسبوع على مجموعة من المحاور الحيوية، من أبرزها مستقبل الطاقة، وإدارة المياه والنفايات، والاستدامة في القطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة. وتوقع الدكتور الراجحي أن يشهد هذا العام مشاركة واسعة وزخمًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 120 شركة ستشارك ضمن فعاليات أسبوع الاستدامة، إلى جانب العديد من الشراكات المحلية والدولية التي ستكون جزءًا من معرض OPES المصاحب.
وأكد أن النسخ السابقة من الحدث شهدت نجاحًا كبيرًا، وطرحت العديد من المبادرات والابتكارات النوعية في مجال الاستدامة، مشددًا على أن حضور نخبة من الخبراء والمختصين من داخل سلطنة عمان وخارجها كان له دور محوري في طرح حلول عملية تلبي تحديات الاستدامة محليًا وإقليميًا.
وأعرب عن تفاؤله الكبير بنجاح نسخة هذا العام من أسبوع الاستدامة، مؤكدًا أن الفعالية تمثل منصة حيوية لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات، بما يدعم تطلعات سلطنة عمان نحو اقتصاد مستدام وتنمية متوازنة.
أوراق فنية متخصصة وفرصة لتبادل الحلول
من جانبه، أكد صالح بن علي العمبوري، مدير عام استكشاف وإنتاج النفط والغاز في وزارة الطاقة، أن هذا الحدث، الذي يُقام في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة من 12 إلى 14 مايو 2025، يمثل منصة علمية مهمة تُعرض من خلالها أوراق فنية عالية الجودة، تم اختيارها بعناية لضمان تقديم محتوى تقني متخصص يثري قطاع الطاقة.
وأوضح أن عدد الأوراق المقدمة هذا العام كان كبيرًا جدًا، مما استدعى عملية فرز دقيقة لضمان جودة المخرجات، مشيرًا إلى أن المؤتمر يشهد سنويًا إقبالًا واسعًا من الخبراء والمختصين، حيث يحرص المشاركون على التواجد حتى اللحظات الأخيرة، وهو ما يعكس القيمة العلمية الكبيرة لهذا الحدث.
وأضاف إن المؤتمر يتضمن جلسات نقاشية متخصصة (سيشنز) تغطي عدة محاور، أبرزها تحولات الطاقة، والوصول إلى الحياد الصفري، وكفاءة الطاقة، إلى جانب استعراض أحدث الحلول والتقنيات التي من شأنها مواجهة تحديات القطاع.
ولفت العمبوري إلى أن الحدث يشكل فرصة ثمينة لالتقاء الخبراء والفنيين من مختلف دول العالم، إلى جانب الشركات ومزودي التكنولوجيا، بهدف تبادل المعرفة وتقديم حلول واقعية لتحديات قطاع الطاقة، خاصة في ظل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
كما أكد العمبوري أن سلطنة عُمان تمضي قدمًا في تنفيذ برامج واضحة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وأن لديها مبادرات معترفا بها دوليا وموثقة في الأمم المتحدة، ضمن التزامها بتعزيز الاستدامة البيئية، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان تسعى جاهدة لتحقيق التوازن بين زيادة إنتاج النفط والغاز من جهة، وخفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة من جهة أخرى، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل فرصة استراتيجية مهمة، ليس فقط لمناقشة التحديات الحالية، بل أيضًا لاستشراف المستقبل عبر تبني الحلول المبتكرة في قطاع الطاقة.
دعم وطني لحدث بمستوى عالمي
من جهة أخرى، أعرب المهندس محمد بن أحمد الغريبي، مدير الشؤون الخارجية والعلاقات الحكومية والاتصالات في شركة تنمية نفط عُمان، عن اعتزاز الشركة باستضافة اثنتين من أبرز الفعاليات في قطاع الطاقة لهذا العام، وهما: مؤتمر ومعرض أسبوع الاستدامة، ومعرض ومؤتمر النفط والغاز (OPES)، واللذان من المقرر أن ينطلقا خلال شهر مايو المقبل في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
وأشار الغريبي إلى أن هذه الفعاليات تحظى بأهمية كبيرة، ليس فقط على مستوى سلطنة عُمان، بل على مستوى المنطقة ككل، نظرًا لما تستقطبه من مشاركات واسعة من خبراء ومهتمين، سواء من خلال الحضور المباشر لجلسات النقاش، أو من خلال المعارض التي تستعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات النفط والغاز والاستدامة بمختلف أبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف: "نحن في شركة تنمية نفط عُمان نرى أن دعم هذا الحدث يُسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عمان كمنصة دولية لتبادل الخبرات والتجارب، حيث يتيح البرنامج للمؤتمر فرصًا ثمينة للحوار الفني والتنفيذي، ما يعزز من تبادل المعرفة والخبرات بين المشاركين من مختلف دول العالم".
وكشف الغريبي أن عدد أوراق العمل المسجّلة هذا العام قد شهد نموًا بنسبة 29% مقارنة بالعام الماضي، حيث تم تقديم 1181 ورقة علمية من أكثر من 42 دولة، إلى جانب 23 مؤسسة من داخل وخارج سلطنة عمان، وأشار إلى أن ما يزيد عن ثلث هذه الأوراق كان من داخل سلطنة عُمان، مما يعكس حجم الكفاءات الوطنية والإمكانات الفنية المتقدمة التي يتمتع بها قطاع الطاقة في البلاد.
كما سلط الضوء على الأثر الاقتصادي والسياحي لهذه الفعاليات، مشيرًا إلى أن تأثيرها يتجاوز نطاق قطاع الطاقة، حيث بلغ حجم الأثر الاقتصادي للحدث في نسخة العام الماضي أكثر من مليوني ريال عُماني خلال أيام معدودة، وأضاف إن التقديرات تشير هذا العام إلى تسجيل أكثر من 20 ألف ليلة فندقية، إلى جانب استفادة القطاع السياحي بشكل مباشر، نظرًا لبقاء عدد من الزوار لفترات أطول لاكتشاف المعالم الثقافية والطبيعية لسلطنة عُمان.