تسارع وتيرة الأحداث في دارفور .. بقلم : تاج السر عثمان
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
1
تتسارع وتيرة الأحداث بشكل خطير في دارفور ، ليعيد التاريخ نفسه يشكل مأساوي بعد الحرب اللعينة التي نشبت بين الجيش والدعم السريع بهدف السلطة والثروة، وتصفية الثورة، التي أدت إلى نزوح 6.3 مليون شخص حسب منظمة الهجرة الدولية، ومقتل أكثر من 10 الف شخص وما خلفته من دمار وماسي إنسانية، واغتصاب وإبادة جماعية وجرائم الحرب، واحتلال الدعم السريع لمدن مهمة في دارفور مثل: نيالا، زالنجي، الجنينة.
من جانب آخر حدث تباين في مواقف حركات دارفور الموقعة على سلام جوبا، فقد أعلنت حركات الخروج عن الحياد والوقوف إلى جانب الجيش مثل حركات جيش تحرير السودان(مناوي) والعدل والمساواة (جبريل إبراهيم)، في مؤتمر صحفي الخميس 16 نوفمبر، كما أعلنت أنها لن تسمح بتفكيك السودان، كما لن تسمح بأن تكون دارفور بوابة لتفكيك السودان، بينما أعلنت حركة تحرير السودان (الطاهر حجر) أن بيان مناوي وجبريل لا يمثلنا، وأننا مازلنا في الحياد، والسعي لوقف الحرب عبر الطرق التفاوضية واستعادة التحول المدني الديمقراطي.
تفاقمت الأوضاع بعد فشل مفاوضات جدة الأخيرة، وتم الهجوم على معسكرات النازحين كما حدث في مقتل 1335 نازح في الهجوم على معسكر واقع في مدينة أردمتا التابعة لولاية الجنينة، كما أشار مراقبو حقوق الإنسان، وإعلان الدعم السريع التحقيق في ذلك، وحسب الصحف فإن هذا الهجوم يهدف لإخفاء معالم الإبادة الجماعية التي حدثت العام 2003 وأدت ليكون البشير ومن مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
2
اشرنا سابقا الي أن حرب دارفور كانت نتاجا للسياسات الخرقاء التي انتهجها نظام الانقاذ منذ انقلاب الإسلامويين المشؤوم في 30 يونيو 1989 ، عندما جاء الانقلاب كانت دارفور في ظروف ومتغيرات جديدة أدت لانفجار الأوضاع فيها، وجاء ملتقي الفاشر فبراير 2003 بعد انفجار الاحداث، لكن الحكومة لجات للحل العسكري، مما أدي لتلك المأسأة الانسانية.، اضافة لعدم الحل الشامل باعتبار أن ما يجري في دارفور جزء من مشكلة السودان الكلية، ويجب أن ينظر اليها قوميا في اطار الحل السياسي الشامل ، وصولا الي سلام حقيقي وتنمية متوازنة وعدالة لكل انحاء السودان.
3
إضافة إلى أن الحكومة لم تنزع سلاح الجنجويد، وتم التهاون مع مجرمي الحرب، وتم تقنين الجنجويد دستوريا ، وادخاله العاصمة ، واستحواذه على مواقع سيادية وعسكرية ، أدي لاندلاع الحرب في سباق الصراع على السلطة والثروة ، بين حميدتي والبرهان ، بعد أن اصبح لحميدتي قوى عسكرية ، وثروة راكمها من دعم الاتحاد الاوربي لمنع الهجرة، وحرب اليمن ومن الذهب حيث مُنح جبل عامر ، ومن الميزانية المفتوحة التي خصصها البشير للجنجويد الذين كان يطلق عليهم “حمايتي”، وشركاته مثل شركة الجنيد.الخ.
فدارفور، كما اشرنا سابقا، كانت المحطة التي انطلقت منها الحرب الي الخرطوم، لتتجدد مرة أخرى في دارفور، مما يتطلب :
- وقف الحرب واسترداد الثورة التي كان شعارها في ميدان الاعتصام " ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور" في مواجهة دعاة التفرقة العنصرية والتطهير العرقي والابادة الجماعية وتقسيم السودان، والتمسك بوحدة وسيادة البلاد.
- الحل الشامل والعادل والتنمية المتوازنة، ووحدة البلاد في دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق او الدين أو اللغة أو الجنس والنوع،.
- ترسيخ السلام والحكم المدني الديمقراطي وحل المليشيات (دعم سريع، مليشيات الكيزان، وجيوش الحركات)، وقيام الجيش القومي المهني الموحد.
- عودة النازحين لمنازلهم وقراهم والتعويض العادل لهم، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية .
- قيام المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية.
.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة فی دارفور
إقرأ أيضاً:
القوات الروسية تتقدم في أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ بداية الحرب
قال محللون ومدونون إن القوات الروسية تتقدم شرقي أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ الأيام الأولى للحرب، بينما تبادلت كيف وموسكو هجمات جديدة بالمسيّرات.
وبحسب المصدر نفسه، استولت القوات الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على أراض في دونيتسك تعادل نصف مساحة لندن الكبرى.
وقالت مجموعة "أجنتستيفو" الإعلامية الروسية المستقلة إن الجيش الروسي سيطر الأسبوع الماضي على 235 كيلومترا مربعا داخل أوكرانيا، مسجلا بذلك رقما قياسيا للعام الجاري.
وأضافت المجموعة -استنادا إلى بيانات لمجموعة "ديب ستيت" المرتبطة بالجيش الأوكراني- أن القوات الروسية استولت الشهر الماضي على 600 كيلومتر مربع.
ووفقا لخرائط عسكرية، بدأ تسارع التقدم الروسي شرقي أوكرانيا في يوليو/تموز الماضي، واستمر هذا التسارع رغم توغل القوات الأوكرانية مطلع أغسطس/آب في مقاطعة كورسك غربي روسيا.
القوات الروسية تقترب من مدينة بوكروفسك في دونيتسك شرقي أوكرانيا (الجزيرة) تقدم مستمرونقلت وكالة رويترز عن محللين عسكريين أن القوات الروسية تتقدم داخل مدينة كوراخوف الإستراتيجية (غرب مدينة دونيتسك العاصمة الإدارية للمقاطعة التي تسيطر روسيا على أجزاء منها) باتجاه مدينة بوكروفسك التي تعد مركزا للإمداد اللوجيستي.
وقال معهد دراسات الحرب ومقره في واشنطن ومدونون روسي إن القوات الروسية دخلت بالفعل مدينة كوراخوف، بينما قالت مجموعة ديب ستيت عبر تطبيق تليغرام أمس الاثنين إن تلك القوات تتمركز قرب المدينة.
من جهتها، تحدثت هيئة الأركان الأوكرانية أمس عن معارك عنيفة على مقربة من كوراخوف.
وقال محللون في معهد دراسات الحرب في تقرير صدر حديثا إن الجيش الروسي بدأ يتقدم في الآونة الأخيرة بأسرع مما حققه في العام 2023 برمته.
وبحسب المحللين، فإن الروس يستغلون هشاشة الدفاعات الأوكرانية على طول خط الجبهة شرقي وجنوب شرقي أوكرانيا.
وأشارت وكالة رويترز إلى تصريحات لمسؤولين روس وغربيين قالوا إن الحرب دخلت مرحلة قد تكون الأخطر بعد تحقيق روسيا مكاسب ميدانية هي الأكبر، وإعطاء الولايات المتحدة ضوءا أخضر لأوكرانيا لضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى.
وبالنظر إلى التفوق العددي للقوات الروسية، تعاني القوات الأوكرانية على طول خط الجبهة، وأقر المسؤولون الأوكرانيون مرارا بصعوبة الوضع في الشرق.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتقد أن الأهداف الحقيقية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي السيطرة على إقليم دونباس بالكامل (يضم مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك) وطرد القوات الأوكرانية من كورسك.
الدفاعات الجوية الأوكرانية تتصدى لهجمات روسية على كييف (الأوروبية) هجمات بالمسيّراتفي التطورات الميدانية أيضا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن دفاعاتها الجوية دمرت 39 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة الماضية فوق 7 مناطق في روسيا.
وأضافت الوزارة عبر تطبيق تليغرام أن 24 مسيّرة أوكرانية تم تدميرها فوق منطقة روستوف جنوبي روسيا.
من جهته، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إن المدينة تتعرض لهجوم متواصل بطائرات مسيرة روسية من اتجاهات مختلفة.
وسُمعت انفجارات متتالية في العاصمة الأوكرانية، ويعتقد أن ذلك نتيجة تصدي الدفاعات الجوية الأوكرانية للهجمات الروسية.
وأصدرت السلطات الأوكرانية إنذارات من الغارات الجوية شملت كييف والمنطقة المحيطة بها ومعظم الأراضي الأوكرانية.
وبدأت روسيا حربا على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، ومذ ذاك سيطرت روسيا على المزيد من الأراضي شرقي وجنوبي أوكرانيا، وخلفت الحرب مئات آلاف القتلى من الجانبين.