"ان بي سي نيوز": الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية تؤجج التوترات بأوروبا
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تجاوزت أصداء الاضطرابات إثر الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية الشرق الأوسط، وسط حالة من التردد بين حلفاء الولايات المتحدة المقربون فيما يتعلق بحدود حرية التعبير، بينما تتصاعد التوترات السياسية والعامة، بحسب ما ذكرت شبكة "ان بي سي نيوز" الأمريكية.
يوم الاثنين الماضي، أقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، بعد أيام من اتهامها للشرطة بالتساهل الشديد مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.
وأدى رحيل برافرمان إلى تعديل وزاري شهد عودة غير متوقعة لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون كوزير للخارجية. وسيكون كاميرون الآن مسؤولا عن قيادة استجابة بريطانيا للحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، والتي ساعدت في تأجيج الاستقطاب في السياسة والمواطنين البريطانيين بشكل عام.
ونوهت الشبكة إلي أن مثل تلك الخطوات تدل علي أن ما يحدث في الشرق الأوسط يلقي بظلاله علي القارة العجوز، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث تعاني أوروبا من تخبط في تحديد موقفها من الحرب وسبل الاستجابة لها، بالإضافة إلي كيفية التعامل مع حقوق المتظاهرين الذين ساروا لأسابيع في شوارع أكبر المدن في القارة.
وقال لويجي سكازيري، الباحث البارز في مركز الإصلاح الأوروبي ومقره العاصمة البريطانية لندن، في تصريحات نشرتها "ان بي سي نيوز"، أن الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية تتسبب في استقطاب عميق للمجتمعات الأوروبية.
وبحسب مسؤولين بريطانيين، شارك 300,000 من المتظاهرين في مسيرة في العاصمة البريطانية للمطالبة بوقف حملة القصف الإسرائيلية علي قطاع غزة. ولكن قدر المنظمون عدد المشاركون بما يقرب من 800,000 شخصا. وكانت المسيرة التي نظمت يوم السبت الماضي سلمية بدرجة كبيرة.
وأوضح سكازيري إن ما يحدث في غزة سيكون له تأثير في جميع أنحاء الدول الغربية لأنه ينظر إلي الغرب على نطاق واسع على أنه "متواطئ" في سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وتأتي الاضطرابات السياسية في بريطانيا في الوقت الذي شارك فيه نحو 180,000 شخصا في مسيرات في فرنسا، في حين كثفت السلطات الألمانية من جهودها للحد من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
وفي ألمانيا، اشتكى المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين من أن الإجراءات الشرطية والسياسية القاسية قد حدت من جهودهم للاحتجاج.
ومن ضمن الإجراءات الشرطية والسياسية القاسية والقمعية، سمح مسؤولو برلين للمدارس بمنع الطلاب من ارتداء الألوان أو الأعلام الفلسطينية. وفي مدينة هامبورج الألمانية، تم حظر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ثم السماح بها، مع تقييد علي عدد الأعلام.
وأشارت الشبكة إلي أن هناك القليل من الدلائل على تباطؤ هذه الانقسامات في أوروبا.
وقال سكازيري: "أعتقد أننا على الأرجح في بداية هذه الظاهرة وليس في نهايتها، وهذا بسبب أن الصراع لا يبدو أنه يظهر أي علامة على التباطؤ."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل المقاومة الفلسطينية أوروبا بین إسرائیل والمقاومة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
كاتب من تل أبيب: انتصار إسرائيل «وهم خطير» والفلسطينيون باقون بأرضهم
في تصريحات لافتة من قلب “تل أبيب”، قال كاتب إسرائيلي، “إن الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان”، مؤكّدا أن “انتصار إسرائيل الكامل وهم خطير“.
وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حذّر الكاتب والباحث الإسرائيلي دان أريلي، “من خطورة السعي لتحقيق “نصر كامل” على الفلسطينيين”، معتبرا أن هذا “النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراع والعنف المستمرين”.
وأوضح أريلي، “أن التفكير في المستقبل يتطلب الابتعاد عن منطق الإذلال أو محاولة سحق الطرف الآخر بالكامل”، مشددا على أن “القوة الحقيقية لا تكمن في الانتصار الكامل، بل في العظمة والقدرة على جعل الآخرين يشعرون بأنهم انتصروا”.
وأشار إلى أن “منح الشعور بالنصر للطرف الآخر من شأنه أن يفتح الباب لتحسين العلاقات في المستقبل”، قائلاً: “عندما يشعر الشخص الآخر بأنه قد فاز، هناك فرصة أكبر لأن يشعر انطلاقا من هذه النقطة بتحسن تجاهك، ما يؤدي إلى بناء علاقة أفضل”.
وتساءل أريلي في مقاله: “هل النصر الكامل هو الاتجاه الصحيح؟ هل الإذلال هو الطريق الصحيح؟” ليجيب بشكل قاطع: “برأيي، لا.. هذا ليس الحل الصحيح على الإطلاق”.
ووفق الصحيفة، “دعم الكاتب رأيه بالتجربة التاريخية، مستشهدا بما حدث لألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى”، قائلا: “إذلال ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى أدى مباشرة إلى الحرب العالمية الثانية، هذه دروس يجب أن نتعلم منها”.
وأكد أريلي أن الفلسطينيين “لن يذهبوا إلى أي مكان، وحماس ستظل قائمة بشكل أو بآخر، كما سيبقى “حزب الله” و”الحوثيون” وإيران جيرانا لنا”، مضيفا أن “السعي لتحقيق نصر كامل ليس سوى محاولة لإذلال الطرف الآخر، وهي رؤية خاطئة تماماً”.
واعتبر أن أي “انتصار من هذا النوع سيمنح الإسرائيليين، شعورا مؤقتا بالرضا، لكنه في المدى الطويل سيخلق المزيد من الكراهية والانتقام، ويؤسس لمزيد من الحروب”.