خبير إسرائيلي: لماذا يقوض نتنياهو إستراتيجية بايدن في غزة؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
حاول أحد المستشارين السياسيين الإسرائيليين السابقين توضيح الكيفية التي يقوّض بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إستراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن لـ "اليوم التالي" في غزة ودوافع نتنياهو لهذا التقويض.
وركز نمرود نوفيك، العضو في "منتدى السياسة الإسرائيلية" وكبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء السابق شيمون بيريز، في مقال له نشرته "مجلة تايم الأميركية"، على توضيح أن نتنياهو، في سعيه لتقويض إستراتيجية بايدن أعلن معارضته للعنصر الرئيسي في الإستراتيجية، وهو تولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة.
وقال الكاتب إن معارضة نتنياهو لإستراتيجية واشنطن لا علاقة لها بمستقبل غزة ولا السلطة الفلسطينية ولا الضفة الغربية، بل بأمر أكثر أهمية بالنسبة لنتنياهو، وهو "مأزقه القانوني".
وبعد أن عدد نوفيك عناصر إستراتيجية بايدن التي وصفها بأنها "مربحة للجانبين: الفلسطينيين والإسرائيليين" بعد حرب غزة، قال إن نتنياهو ألقى قنبلة سياسية بإعلان اعتراضه الثابت على إدارة السلطة الفلسطينية لغزة، محطما حجر الزاوية للإستراتيجية التي كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحاول حشد الدعم الإقليمي لها.
وقال الكاتب إن إستراتيجية واشنطن من شأنها إعفاء إسرائيل من الحاجة إلى حكم 2.2 مليون فلسطيني في غزة دون أن يكون هناك مخرج في الأفق، وتوفير أفق سياسي "موثوق به" للفلسطينيين، وبالتالي منع الضفة الغربية من الانزلاق إلى أزمة شبيهة بغزة، بالإضافة إلى تجهيز السلطة الفلسطينية للسيطرة على غزة في المستقبل، وكذلك بناء وتعزيز تحالف إقليمي قوي تقوده الولايات المتحدة لكبح التدخل الإقليمي لإيران ووكلائها، مع إحياء الحديث عن التطبيع مع إسرائيل.
إحباط وخيبة أمل
وأضاف نوفيك أن الجهود الأميركية لإقناع إسرائيل بالنظر في السياق، وليس فقط في الأبعاد العسكرية، لعملية غزة، انتهت بإحباط. وبالمثل، انتهت الدبلوماسية المكوكية لوزير الخارجية أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط واجتماع العاصمة الأردنية عمان مع وزراء الخارجية العرب في الأسبوع السابق، بخيبة أمل.
وأوضح أن نتنياهو، مستخدما أسلوبه المعتاد في تحويل الانتباه، قد ورط بلينكن في جدل لا نهاية له حول عدد الشاحنات التي تدخل غزة، وما قد تتضمنه حمولتها، ومدة وتواتر فترات التوقف الإنسانية، مشيرا إلى أن كل ذلك يهدف لتجنب مناقشة وضع غزة في اليوم التالي.
وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو قال للرئيس المحبط بايدن، ووزير الدفاع المندهش أوستن، والوزير بلينكن مرارا وتكرارا "ليس الآن.. الآن نحن نركز على تدمير حماس".
نتنياهو مقتنع أكثر من غالبيتهموقال الكاتب إن البعض في واشنطن يبرر لنتنياهو بأنه لم يقتنع بضرورة الاستعداد منذ الآن لليوم التالي، والبعض الآخر يعرفه بشكل أفضل، ويقولون إنه مقتنع أكثر من غالبيتهم، لكنهم يبررون بأنه يخشى أن تكشف مناقشة اليوم التالي عن ضرورة أن تغير إسرائيل مسارها بشأن القضية الفلسطينية. وبما أن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف لن يسمحوا بذلك، فإن دفع مثل هذه الإجراءات سيكون سببا أكيدا لأزمة للائتلاف الحكومي.
ومع ذلك، يقول الكاتب إن ما هو على المحك ليس تماسك التحالف الحاكم، لأن الشركاء يمكن استبدالهم دون الحاجة إلى انتخابات جديدة، ومن المؤكد أن زمن الحرب يبرر مثل هذه الإجراءات الطارئة.
ويخلص نوفيك إلى أن ما هو على المحك شيء أكثر أهمية بالنسبة لنتنياهو، وهو "مأزقه القانوني"، وأنه على عكس هؤلاء الشركاء اليمينيين المتطرفين في الائتلاف، فإن من يحتمل أن يحلوا محلهم لن يمنحوه مخرجا تشريعيا أو غير ذلك قبل أن تأخذ محاكمته بتهم الفساد مجراها ويصدر في حقه حكم قضائي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الکاتب إن
إقرأ أيضاً:
خبير: ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لإنجاز أهدافه العسكرية قبل 20 يناير
قال الدكتور عصام ملكاوي، أستاذ الدراسات الاستراتيجية، إن عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة مرة ثانية له دلالات وقراءات سياسية مختلفة من قبل دول العالم، إذ أن الجميع بات ينظر إلى الدور الجديد إلى إدارة ترامب بناءًا على وجهة نظره، لا سيما وأنه له صفات شخصية مختلفة عن أي رئيس أمريكي سابق.
شخصية فريدةوأضاف «ملكاوي»، خلال مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هنالك حالة ضرورية جدًا لقراءة السلوك الشخصي لترامب، التي يطغى عليها «الأنا العالية»، إذ أنه يرى أنه من أفضل من جاء ليحكم في البيت الأبيض، ويحاول أن يثبت ذلك فعليًا، لذلك هناك مخاوف من القوى الإقليمية والاقتصادية والعسكرية في العالم، من هذا التحول المفاجئ في السلوك الأمريكي السياسي.
إنهاء الحروب المندلعةولفت أستاذ الدراسات الاستراتيجية، إلى أن ترامب عندما أعطى رئيس الائتلاف اليميني الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو مهلة شهرين لحين عودته إلى البيت الأبيض لكي يفعل ما يشاء في المنطقة، كان لأنه حين يتولى السلطة رسميًا في 20 يناير المقبل، ستكون هناك سياسات أمريكية مختلفة.
وأوضح أن ترامب أعطي الضوء الأخضر لنتنياهو لكي ينجز أهدافه، وإن لم ينجز ستكون هناك قرارات جديدة من شأنها أن توقف الحرب في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحرب الروسية - الأوكرانية وفي الشرق الشرق الأوسط، أولوية في أجندة ترامب الخاصة، ليس لأنها ذات أهمية كبرة للولايات المتحدة بقدر من اليسير عليه أن ينجزها مباشرة خلال الأسبوع الأول من وجوده في البيت الأبيض مما يعطيه دعمًا وزخمًا لاستمراره إدارته أمور أكبر من ذلك تتعلق بالملف الصيني، والعلاقات الأمريكية – الأوروبية.