ضغط أمريكي يُبقي الصراع مع "حزب الله" عند مستوى الاستنزاف
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه رغم الخسائر التي تكبدها تنظيم "حزب الله" اللبناني، والتي دفعته إلى تغيير تكتيكاته ونصب كمائن دقيقة مضادة للدبابات تسببتبسقوط قتلى إسرائيليين، إلا أن الضغط الأمريكي يُبقي الصراع حتى الآن على مستوى "حرب الاستنزاف".
وقالت الصحيفة في تحليل تحت عنوان "التهديد الأمريكي يترك إسرائيل وحزب الله على السياج"، أنه في بداية الأسبوع بدا الوضع على وشك تصعيد كبير في الجبهة الشمالية، وربما حتى حرب حقيقية، والسبت الماضي، قام الحزب بتوسيع نطاق إطلاق النار بشكل كبير، واستخدم وسائل حرب جديدة، وتمكن من إلحاق إصابات بإسرائيل في هجمات استمرت يومي الأحد والإثنين، ورد الجيش الإسرائيلي بهجوم محسوب من الفرق المضادة للدبابات وفرق الهاون، بالإضافة إلى إحباط محاولات التسلل، كما قصف منشآت "حزب الله" والبنية التحتية في جنوب لبنان.
"جيروزاليم بوست" تحض العالم على الوقوف في وجه "حزب الله"https://t.co/kMAP4wCRZF pic.twitter.com/d7QF3t0aUg
— 24.ae (@20fourMedia) November 15, 2023
خيبة أمل إسرائيلية
تقول الصحيفة إنه في صفوف الجمهور الإسرائيلي، وخصوصاً بين سكان الشمال، كانت خيبة الأمل واضحة فيما يعتبره الكثيرون رد فعل إسرائيلي ضعيف، وخاصة أن الجيش الإسرائيلي لم يتلق بعد الأمر بمهاجمة لبنان وإزالة تهديد قوات الرضوان، لافتاً إلى أنه في هذه المرحلة، يريد المستوى السياسي في إسرائيل التركيز على القتال في غزة والتعامل مع التهديد الشمالي في وقت لاحق، إذا لزم الأمر.
ضغوط أمريكية
وعلقت "يديعوت": "لكن هذا ليس سوى جزء من الصورة، يقف خلف الكواليس، الأمريكيون الذين يمارسون ضغوطاً شديدة على إسرائيل حتى لا تفتح جبهة أخرى، والرسالة القادمة من واشنطن واضحة (لا تخوضوا حرباً مع حزب الله)".
خوف سكان الشمال
وأشارت الصحيفة إلى أن يوم السبت 7 أكتوبر (تشرين الأول) "الرهيب" غمر سكان الشمال الخوف من أن ما حدث على حدود غزة سيحصل لهم عاجلاً أم آجلاً، ولكن بدرجة أكبر بكثير من الخطورة، والسؤال الوحيد هو "متى سيحدث ذلك؟".
وأوضحت الصحيفة أن هذه المخاوف تعززت في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما فتح عناصر حزب الله النار وحاولوا دخول إسرائيل، مستطردة: "لقد فهمت المؤسسة الأمنية أن التقييم الاستخباراتي الذي قدم للحكومة، ويقول إن الحرب في غزة ستكون متعددة الأطراف، وأن الجبهة الأكثر خطورة ستكون ضد حزب الله، قد بدأ يتحقق".
إخلاء المستوطنات ونزوح عشرات الآلاف
في أعقاب تلك الأحداث، بدأ العديد من رؤساء المجالس في الجليل الأعلى بإخلاء طوعي للسكان، وبعد ذلك تم تنفيذ عملية إخلاء أكبر للمستوطنات بأوامر من الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع، والنتيجة هي نزوح عشرات الآلاف من المستوطنات.
وذكرت أن سكان الشمال، الذين أُمروا بالإخلاء والذين فعلوا ذلك بمبادرة منهم، بعيدون عن منازلهم، وأن الوضع على الحدود اللبنانية الآن متفجر بقدر ما كان عليه من قبل.
كاتب إسرائيلي يضع "سيناريو مثالياً" للتعامل مع #حزب_الله https://t.co/aQLG23WZbz
— 24.ae (@20fourMedia) November 15, 2023
قضيتان أمام إسرائيل
وفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية مضطرتان الآن إلى التعامل مع قضيتين، الأولى "ماذا سيحصل إذا حدث تصعيد كبير لسبب ما في الشمال وبدأت الصواريخ تتساقط على العمق الإسرائيلي حتى حيفا وما ورائها؟"، أما المسألة الثانية فهي أكثر صعوبة ووجودية "كيف يمكن لإسرائيل أن تخلق واقعا أمنياً جديداً على الحدود الشمالية يسمح لسكان المستوطنات القريبة من الحدود بالحفاظ على نمط حياة طبيعي دون خوف يومي على حياتهم وممتلكاتهم"؟.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل غزة حزب الله لبنان سکان الشمال حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت بضمان أمريكي.. وحماس تطالب بتطبيق المرحلة الثانية
أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن قرار بتعليق جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو القرار الذي وصفته حركة حماس بأنه تجويع لأهالي القطاع.
وأكد المكتب أن إسرائيل لن توافق على أي هدنة جديدة دون الإفراج عن المحتجزين لديها، مشيراً إلى أن رفض حماس لمقترح المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف لاستمرار المفاوضات، رغم موافقة إسرائيل، سيؤدي إلى عواقب إضافية.
الطريق الوحيدونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تقديرات إسرائيلية أن المساعدات التي دخلت غزة تكفي حماس لتغطية احتياجاتها لنحو ستة أشهر. من جانبها، دعت حماس الوسطاء الدوليين للضغط على إسرائيل لمنع قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة، وطالبت بتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق. وأكدت حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أن الطريق الوحيد لاستعادة الرهائن هو بدء مفاوضات المرحلة الثانية.
وكانت حماس قد طالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة أن المقترح الأمريكي لهدنة حتى منتصف أبريل، والذي وافق عليه نتنياهو، يعكس تراجع إسرائيل عن التزاماتها. وأكد القيادي في حماس محمود مرداوي أن الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى يكمن في استكمال تنفيذ الاتفاق، بما يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن الحركة لن تتراجع عن هذه المطالب.
المقترح الأمريكيوكان مكتب نتنياهو قد أعلن، بعد مناقشة أمنية ترأسها نتنياهو بمشاركة وزير الدفاع وكبار المسؤولين الأمنيين وفريق التفاوض، عن اعتماد الخطوط العريضة التي اقترحها المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح. ووفقاً للاقتراح، سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن في اليوم الأول من الاتفاق، سواء كانوا أحياءً أم قتلى، مع إمكانية إطلاق سراح الباقين في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.
كما اقترح ويتكوف تمديد وقف إطلاق النار، معتبراً أن الوقت الحالي لا يسمح بتقريب وجهات النظر بين الأطراف لإنهاء الحرب، وأن الأمر يتطلب مزيداً من الوقت لإجراء محادثات حول وقف إطلاق نار دائم. وبموجب الاتفاق، يحق لإسرائيل العودة إلى القتال بعد اليوم الثاني والأربعين إذا شعرت أن المفاوضات غير فعالة.
هدنة من 3 مراحليذكر أن الهدنة في غزة بدأت في 19 يناير، وامتدت مرحلتها الأولى 42 يوماً، وهي واحدة من ثلاث مراحل يتضمنها الاتفاق. وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو 1700 فلسطيني من سجونها. وكان من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى، لكنها تعثرت بسبب اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق.
وتنص المرحلة الثانية على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب، مع إعادة الأسرى المتبقين. وأكدت حماس استعدادها لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة خلال هذه المرحلة. أما المرحلة الثالثة فمخصصة لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة تكلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
من جهتها، تطالب إسرائيل بالإفراج عن المزيد من الأسرى في إطار تمديد المرحلة الأولى، وتؤكد حكومة نتنياهو على حقها في استئناف القتال في أي لحظة للقضاء على حماس ما لم تتخلَّ الحركة عن السلاح. كما تشترط إسرائيل أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح بالكامل، مع القضاء على حماس التي سيطرت على القطاع عام 2007.
اقرأ أيضاً«حماس»: مقترح «هُدنة منتصف شهر أبريل» تنصل واضح من إسرائيل بشأن اتفاقنا
«حماس» عن هدم الاحتلال لمنازل مخيم نور شمس: انتهاك للقانون الدولي
الصليب الأحمر يتسلم جثامين 4 إسرائيليين من حماس