لتطوير الجودة والإنتاج.. المفتي: النبي علمنا الأخذ بأسباب العلم في كل زمان
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن سيدنا النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، عاش مع صحابته الكرام مدة زمنية تصل إلى 23 سنة، منها 13 سنة في مكة المكرمة، و10 سنوات في المدينة المنورة، لافتا إلى أنه وخلال هذه الفترة الزمنية، وضع سيدنا النبي تصورا لمفهوم وتصرفات وقواعد التعامل مع ولي الأمر.
وأوضح المفتي خلال لقاء تلفزيوني: "تصرفات سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قسمت إلي أربعة أقسام، فقد تصرف مبلغا شرعا عن الله عز وجل، باعتباره نبيا، وفي هذا التصرف تأتي التصرفات الثلاثة الباقية، فقد يتصرف مع الناس بصفته حاكما وواليا، وإن كان هذا التصرف لم يأت فى نص، إلا أنه جاء مغلفا بصورة الوحي الشريف، لأنه يدرب الناس ويعلمهم فى كيفية الإدارة، ولم يحبذ أن يأتى هذا فى نص محدد ومجدد، وترك الأمر للناس يجتهدون فى الإدارة وتطور عصورهم".
وأضاف: "سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، كان فى تقديري بمثابة المعلم، وعندما جاء موسم تقبير النخل فقال لهم لا تقبروه، فلما قل إنتاج البلح، ذهبوا عليه، فقال لهم أنتم أعلم بشؤون دنياكم، وكان هدفه من هذا أن يعطي رسالة، وهو ضرورة الأخذ بأسباب فى العلم فى كل زمان ومكان، حتى يطوروا الجودة والإنتاج".
ولفت فضيلة المفتي إلى أن للشريعة الإسلامية منهجها الرَّصين، وضوابطها الواضحة في احتواء النوازل والمستجدات على مدى القرونِ السالفةِ، حيث إنها تعتمد على مبادئَ التيسيرِ والسماحةِ، وسهولةِ التطبيقِ، وتنزيلِ الأحكام الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة على الواقعِ بما يوافق حالةَ الإنسان الخاصةَ وظروفَ المجتمعات بشكل عامٍّ، وهذا يُعدُّ من أهم خصائص الشريعة الإسلامية بصفة عامة، وقد أثمرَ ذلك بالضرورة صلاحيةَ هذه الشريعة لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومرونتَها الكبيرة في مواجهة النوازل والقضايا التي تَستَجِدُّ؛ ذلك لأن الشريعة الإسلامية ربانيةُ المصدر، قد جاءت بواسطة الوحي من لدن الحكيم الخبير تبارك وتعالى، مراعيةً لمصالح العباد، نافيةً لجميع صور التشدد والغُلُوِّ والتضييق.
وشدد فضيلته على أن الجماعات المتشددة ضيَّعت قواعد مستقرة وأمورًا ثابتة عند علماء المسلمين في تفسير النصوص، فلم تفهم هذه الجماعاتُ الغاياتِ من تصرفات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وخصوصية بعض المواقف دون غيرها، وهي مسألة جلية وضَّحها كثير من العلماء، فقد فرَّقوا بين تصرفات النبي الكريم في أنحاء أربعة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يتصرف بمقتضى كونه مبلِّغًا عن ربه، وقد يتصرف بمقتضى كونه قاضيًا، أو كونه مفتيًا، أو كونه وليًّا وإمامًا للمسلمين في حالات أخرى، وهذه أمور كانت حاضرة وبقوة ومعروفة عند الصحابة الكرام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شوقي علام المفتي الجماعات المتشددة سيدنا النبى صلى الله علیه وسلم سیدنا النبی
إقرأ أيضاً:
داعياته خطيرة.. المفتي يحذر من خطورة عدم التفريق بين الشريعة والفقه
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، توضيح الفرق بين الشريعة والفقه ضرورة محذرًا من أن عدم التفريق بينهما يؤدي إلى داعيات خطيرة.
وأكد "عياد"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، على أهمية التمييز بين الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي، مشيرًا إلى أن عدم إدراك هذا الفرق يؤدي إلى سوء الفهم الديني وظهور الجمود والتطرف من جهة، والانفلات والرفض من جهة أخرى.
وأوضح مفتي الديار المصرية، أن الشريعة تمثل الأحكام الإلهية الثابتة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل وجوب الصلاة والصيام وتحريم القتل بغير حق، وهي أحكام قطعية لا تقبل الاجتهاد، أما الفقه، فهو الاجتهاد البشري في فهم الشريعة وتطبيقها وفق مستجدات العصر، مما أدى إلى تنوع المذاهب الفقهية واختلاف الآراء المبنية على أسس علمية راسخة.
وأشار إلى أن خلط الفقه بالشريعة يؤدي إلى عدة إشكاليات، منها الجمود الفكري والتقليد الأعمى، حيث يظن البعض أن الاجتهادات الفقهية ثابتة لا تقبل التطوير، مما يعوق حركة الفقه الإسلامي عن مواكبة العصر، محذرا من التسيب الفكري الذي يدفع البعض إلى رفض الشريعة بالكامل، نتيجة عدم التمييز بين الأحكام القطعية والمتغيرة.
وأكد أن الفقه الإسلامي كان قادرًا عبر العصور على استيعاب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مستشهدًا بقول الإمام الشاطبي: "الشريعة مبناها على تحقيق المصالح ودرء المفاسد"، مما يفتح المجال أمام التجديد الفقهي بما يحقق مقاصد الدين.