جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@16:24:30 GMT

صباح الخير يا بلادي

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

صباح الخير يا بلادي

أنيسة الهوتية

صباح الخير يا بلادي، بلادي الأبية التي تقدمت دول العالم أجمع وأعلنت على لسان وزير خارجيتها معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الموقر أنَّ حماس حركة مقاومة وليست مُنظمة إرهابية، ومعاليه كان المُبادر كذلك بمطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتشكيل محكمة لجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

ورغم الألم المرير والحزن الكظيم والقهر العظيم الذي يعانيه قلبي كقلوب جميع البشر الإنسانيين على الحال الذي آل إليه وضع أطفال وكبار وشيوخ وشباب ورجال ونساء فلسطين، إلا أني بدأت أردد بطَربٍ وأكرر وأُدَندن في لحظة غيبوبة حسية مدمجة بإحساسٍ غَيمي عند سماعي للخبرين اللذين زُفا على مسامعي كزف العروس التي "صبرت ونالت (وَمن مثلك!).. نعم من مثلك يا عُمان الأبية برجالك الأوفياء للوطن، والدين، والإنسانية الذين يظهر معدنهم الذهب الخالص في المواقف الشديدة، والذين يصطفون في أوائل الصفوف المتقدمة بآرائهم وأقوالهم وأفعالهم المتكئة على جدار الإنسانية قبل جدار الدبلوماسية والسياسة الدولية، وكذلك السياسة الدينية التي جعلت الكثير من البشر يتحولون إلى (اللادين) بسبب عدم وضوح الدين بعد تعكير صفاء الأديان من المتعاملين بها لمصالح خاصة لهم، ثم "شخصنة" الدين لمآرب أخرى.

وَمن مثلك! يا بلادي التي أعلنت مباشرة منع الطائرات الإسرائيلية من الطيران في مجالها الجوي، ليتحد موقفها مع القيم الإنسانية قبل كل شيء! فقانون (لا ضرر ولا ضرار) هو الثابت هُنا في سلطنتنا اتباعًا لسُنة النبي الحبيب عليه وعلى آله أزكى الصلاة والسلام.

وَمن يعرفني حق المعرفة يعرف أني لستُ من المُرائين، ولا أحب التصفيق لأحد إلا إذا كان فعله أو قوله متميزًا وَيستحق، وهنا وجدت المُتميز فعلًا لأجل ذلك أنا الآن أكتب هذه السطور التي أعنونها بوصف: (الحق يقال)، والحق اسمٌ من أسماء الله تعالى يعلو ولا يُعلى عليه... وهذه كلمات حق أقولها في بلادي ورجالها الأوفياء، في أول مقالة لي بعد التوقف عن الكتابة لما يقارب الشهرين! شَهرين لم أستطع أن اكتب سطرًا واحدًا مُتكاملًا من بعد أحداث غزة! ووضعتُ جميع كتاباتي السابقة في ملفٍ وأقفلتُ عليه لأن شعوري كان مُفحمًا تمامًا محترقًا تمامًا حتى جعلني أشعر بأن لا شيء يستحق النشر!

لا فكرة، لا إنجاز، لا فكاهة، لا أدب، لا ألم، لا شيء بتاتًا أمام ما يحصل في غزة... إلا اليوم، شعرت أن هناك ما يستحق النشر ليس فقط لأجل غزة؛ بل للأُمتين الإسلامية والعربية اللتين انجرفتا إلى ملذات السعادة بمقاييس الأُمم المتحدة بالتنويم المغناطيسي أو السحر الأسود المنمق باللسان السياسي الدولي! وما كان هذا سيحدث لو كانوا متمسكين بمبادئهم الإسلامية الأساسية دون انشقاق، وقول فلان وعلان، حتى نسوا أصل الدين وجذوره الثابتة في الأرض بينما هم يتتبعون الأفرع والعصافير التي تزقزق عليها!

على الأمة الإسلامية ان ترجع إلى نفسها، وتقرأ وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)، و(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، و(الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هيبة الدين أعظم وأكبر من هيبة التمثيليات السياسية التي تكتبها الأمم المتحدة ويخرجها ويمنتجها بعض الدول المصلحجية مع رئاستها ويمثلها الكومبارس من الخط الأول، والضحايا هُم من يظنون أنهم يتملقونهم لنيل الأمان والسلام والرُقي إلا أنهم ليسوا سوى أعداد من الخشب في مخزنهم للاستخدام في الاحتراق الأخير!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعاء الصائم قبل الإفطار لتفريج الهم والكرب.. احرص عليه الآن

الصيام ليس مجرد عبادة بدنية تقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة روحانية تفتح أبواب القرب من الله، وتذكّر الإنسان بحقيقة ضعفه وحاجته إلى مولاه.

 ومن أعظم ما يمكن أن يفعله الصائم في لحظات الإفطار أن يرفع يديه إلى السماء متضرعًا بالدعاء، متيقنًا بأن الله قريب مجيب، وأن رحمته وسعت كل شيء.

دعاء ختم القرآن في رمضان .. تعرف عليه3 أدعية تعينك على الطاعة في رمضان أوصى بها النبي.. رددها بعد كل صلاة

وقد بشّرنا النبي ﷺ بأن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد، فقال في الحديث الشريف: "ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطر، ودعوة المظلوم" (رواه الترمذي). وهذا يدل على أن لحظة الإفطار هي من أرجى الأوقات لقبول الدعاء، خاصة لمن كان يحمل همًا أو كربًا، أو ضاقت به الدنيا وأثقلته الأحزان.

فإن كنت تمر بضيق أو تشعر بأن الهم قد غلبك، فلا تحزن، فإن الله أقرب إليك مما تتصور، يسمع نجواك، ويعلم بحالك، ولا يحتاج منك إلا أن تلجأ إليه بقلب صادق، ولسان ذاكر، ودمعة خاشعة، فتقول:

دعاء اليوم الرابع من رمضان .. ردده لتنزل عليك رحمات اللهدعاء قيام الليل للزواج والفرج .. اغتنم الوقت وردده الآندعاء تفريج الهم قبل الإفطار

"اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقدرتك التي قهرت كل شيء، أن تفرّج عني ما أهمني، وتكشف عني ما أحزنني، اللهم يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، ويا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فسهّله، وإن كان قليلًا فبارك لي فيه، وإن كان كثيرًا فاجعلني من الشاكرين."

ثم توسّل إلى الله بأسمائه الحسنى، وقل:

"اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي."

ثم استغفر الله وأكثر من الصلاة على النبي ﷺ، وقل:

"اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، اللهم صلّ على سيدنا محمد في الأولين، وصلّ على سيدنا محمد في الآخرين، وصلّ على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، اللهم اجعل صلواتنا عليه سببًا في رفع البلاء، وتفريج الكرب، وقضاء الحوائج، وشفاء الأسقام، ودفع الشرور، وزيادة البركات، وحسن الختام."

دعاء قيام الليل لفك الكرب والهم.. اغتنم الوقت ورددهاليقين بالاستجابة

بعد أن تنتهي من الدعاء، اجعل قلبك ممتلئًا باليقين أن الله قد سمعك، وأنه لن يخيب رجاءك، فهو القائل في كتابه العزيز:

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقوله تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ [النمل: 62].

فلا تظن أن دعاءك يضيع، ولا تيأس إن تأخرت الإجابة، فإن الله أعلم بحالك، وأرحم بك من نفسك، وقد يؤخر الاستجابة لحكمة، أو يدّخر لك بها خيرًا في الدنيا أو الآخرة، أو يصرف بها عنك شرًا لا تعلمه.

أفضل ما يفعله الصائم مع الدعاء

إلى جانب الدعاء، هناك أعمال يحبها الله وتكون سببًا في تفريج الهموم، منها:

الاستغفار: قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ۝ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ۝ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا﴾ [نوح: 10-12].

الصدقة: فهي ترفع البلاء وتطفئ غضب الرب، كما قال النبي ﷺ: "داووا مرضاكم بالصدقة" (رواه الطبراني).

حسن الظن بالله: فالله عند ظن عبده به، فإن ظن به خيرًا وجده، وإن ظن غير ذلك فليتحمل عاقبة سوء ظنه.

قراءة القرآن وتدبر معانيه: فالقرآن هو النور الذي يبدد ظلام القلب، وهو الشفاء الذي يزيل الأوجاع، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82].

لا تجعل لحظة الإفطار تمر دون أن ترفع يديك بالدعاء، فما أجمل أن تبدأ فطرك بشكر الله وحمده، وما أكرم أن تجعل دعاءك سبيلاً إلى الفرج والتيسير، وما أعظم أن تطرق باب الكريم الذي لا يرد من دعاه.

فاثبت على الدعاء، وأحسن الظن بالله، وتذكر أن الله قريب منك، أقرب مما تتصور، فلا تترك الدعاء، ولا تيأس من رحمته، وكن على يقين بأن الفرج آتٍ، والهم زائل، بإذن الله الرحمن الرحيم.

مقالات مشابهة

  • "الأرصاد".. أمطار الخير والبركة تهطل على منطقة حائل
  • دعاء الصائم قبل الإفطار لتفريج الهم والكرب.. احرص عليه الآن
  • دعاء ختم القرآن في رمضان .. تعرف عليه
  • مختار جمعة: الصيام حماية من المعاصي وباب من أبواب الخير
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • دعاء اليوم الثاني من رمضان.. تعرف عليه
  • لجلب الخير والمغفرة.. أدعية لـ ثاني ليلة في رمضان بالقرآن الكريم
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا
  • رمضانُ الخير والعطاءات