الفنان المغربي نعمان لحلو يطلق أغنية غزة وشهود الزور
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
الرباط- "غزة وشهود الزور" هو عنوان الأغنية الأخيرة التي لحنها وغناها المطرب والملحن المغربي نعمان لحلو ونشرها قبل أيام على قناته في يوتيوب، ولاقت تفاعلا في مواقع التواصل الاجتماعي حيث وجدها الجمهور معبرة عن واقع الحال في القطاع الذي يعيش حرب إبادة أمام أعين العالم.
تقول كلمات الأغنية التي كتبها الشاعر سعيد متوكل وقام يونس الخزان بالتوزيع، "أنا غزة رمز العزة، أنا اللي مات وأنا اللي عزى" وتضيف، "الله حق، الله عدل، واللي معاه ربي ديما منصور، وانت جيتي، تاخد داري وجبتي معاك شهود الزور".
ثم تخاطب الأغنية الاحتلال الإسرائيلي، "جيب معاك حبال الصمت، وجيب معاك شْهود الزور، جيب الرومان وجانكيز خان، جيب المغول مع تيمور، ولو تبني 100 سور وسور، وفالمواقع تحجب الكلمة وتقطع الما وتقطع النور، جيل جديد جايب العيد كل شيء فْكتاب مذكور".
يقول نعمان لحلو لـ "الجزيرة نت"، إن ما يحدث في غزة جعله يشعر بالعجز، ويضيف "رغم أن العالم كله يغلي رفضا للإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة لكن لا أحد يفعل شيئا لمنع مرتكب هذه الإبادة، وهذا يشعرنا جميعا بالعجز".
واشتغل المغني والملحن نعمان لحلو مع الشاعر سعيد متوكل في ورشة عمل استمرت لأيام لإخراج الأغنية وفق التصور الذي كان يريده لها.
يقول "لم نكن نريد أن تعبر الأغنية عن الحزن أو الفرح أو الغضب، بل عن العزة والكرامة"، لذلك يكشف أنه قسمها إلى 3 مقاطع، وسجل كل مقطع في أوقات مختلفة، في السادسة صباحا حيث يكون الصوت قويا ثم في الظهيرة وفي الليل، ليجمع المقاطع معا وتكتمل الأغنية كما صدرت في شكلها النهائي.
يؤكد نعمان، "أردنا إعطاء جرعة أمل وسط أزمة كبيرة لكن دون خنوع أو حزن".
المبدع وقضايا الأمةوتفاعل فنانو المغرب العربي مع المجازر المرتكبة في غزة وفلسطين في ظل الصمت الدولي، وأنتجوا أغاني للدعم المعنوي والمشاركة في موجة التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية، وخاصة مع أهالي قطاع غزة.
وقبل أسبوعين صدرت للفنان التونسي أغنية "وا أمتاه" من كلمات الشاعر فيصل الشريف وألحان وغناء لطفي بوشناق، جاء في مطلعها، "وا أمتاه الصمت قد أردانا، إنا سئمنا الجور والطغيانا، سفك العداة دماءنا في غزة، والغرب قد كانوا لهم أعوانا".
ثم صدرت بعدها أغنية "نشيد القدس" من كلمات الشاعرة التونسية شيراز جردق.
يرى نعمان لحلو أن المبدع ينبغي أن يكون حاضرا في القضايا الحاسمة لأمته، فالأغنية -في نظره- هي بمثابة الإسمنت الذي يجمع الشعب أو الأمة التي تشترك في الدين واللغة والثقافة.
ورغم حزنه على الفظاعات التي ترتكب في غزة، أشاد لحلو بالحراك الذي يشهده الشارع العالمي سواء العربي أو الغربي، وأكد "أنا ضد من يقول إن الشعوب تعيش في صمت، الشعوب حية وضميرها حي".
ودعا لحلو الفنانين والمؤثرين إلى القيام بأدوارهم في زمن الأزمات وإيصال الرسائل والحقائق في زمن حجب المعلومة.
وأضاف، "ليس لدينا خصاص في الإبداع، وعلى المبدعين أن يستيقظوا وأن يكونوا حاضرين في القضايا والمنعطفات الحاسمة للأمة"، معتبرا أن دورهم مهم في التعبير عن هموم الناس وإيصال أصوات المستضعفين والدفاع عن القضايا العادلة.
الحاجة إلى الفن المسؤولمن جهته، أكد الناقد الفني مصطفى الطالب أن القضية الفلسطينية كانت دائما حاضرة في الفن المغربي منذ سبعينيات القرن الماضي مع مجموعات "جيل جيلالة" و"ناس الغيوان" و"لمشاهب" و"السهام" ومغنيين آخرين، لافتا إلى أن هؤلاء الفنانين كانوا يؤمنون بأهمية الفن في الدفاع عن القضايا الوطنية حيث غنوا عن الصحراء المغربية والمسيرة الخضراء والاستقلال، وفي الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وخاصة فلسطين التي تعرضت للاحتلال والمجازر.
وأوضح الطالب في حديث مع "الجزيرة نت"، أن أهمية أغنية "غزة وشهود الزور" التي أطلقها لحلو، تكمن في أنها جاءت في زمن التطبيع مع إسرائيل وسط صمت الفنانين والمثقفين، إلى أن جاء طوفان الأقصى ومأساة غزة التي تشهد إبادة جماعية في ظل صمت الدول العربية.
ولفت المتحدث إلى أن الفن الذي يخاطب الوجدان والذي يستأثر باهتمام جماهير عريضة في المجتمع يعد سلاحا قويا في نصرة القضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ففي نظره، فإن أغنية أو فيلما أو رسما يمكن أن يكون له الأثر الكبير على الناس أكثر من المقالات والخطب وإن كانت هي الأخرى لها دورها المهم، "كم من مرة حارب العدو الصهيوني رسما أو فيلما لأنه يكشف لا إنسانيته وهمجيته وهناك من طرد من عمله بسبب ذلك؟".
وأشار الطالب إلى أن الثقافة الإسلامية تشجع الأعمال الفنية زمن الحروب، لافتا في هذا الصدد إلى أن الرسول الكريم عند مواجهته كفار قريش دعا الشاعر حسان بن ثابت إلى هجائهم وقال أيضا إن من البيان لسحر.
وأكد الناقد الفني على أن الحاجة ماسة اليوم إلى الفن المسؤول والهادف لمواجهة التفاهة والميوعة الفنية التي أفسدت الذوق والجمال وسُخرت لها أموال طائلة لإلهاء الشعوب العربية وتخديرها حتى لا تكون في مستوى قضاياها أي قضايا التحرير والاستقلالية والحرية والكرامة وخاصة نصرة الشعب الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حصاد نجوم الأغنية لعام 2024
«صوت مصر» تزيح «الهضبة» وتنفرد بالقمة
«حماقى» بشكل جديد.. و«تامر» حضور مشرف
شيرين عبدالوهاب.. عودة مفاجئة
«هيجيلى موجوع» «ترند» العام.. ورامى صبرى «جامد كدة كدة»
شهد عام 2024 حالة كبيرة من النشاط لعدد كبير من نجوم الأغنية على مستوى الوطن العربى، فهو العام الذى ظهرت فيه أسماء كبيرة على الساحة بأعمال أعادت طابع المنافسة من جديد للساحة.
ما يميز 2024 أنه العام الذى أعاد للألبوم الغنائى رونقه وتميزه، كونه عملاً ليس بالمستحيل تحقيقه على عكس ما يتم تصديره للجمهور فى السنوات الأخيرة، وتصدر الـ«السينجل» للمشهد.
عمرو دياب وحماقى وتامر حسنى وأنغام وشيرين عبدالوهاب ورامى صبرى وتامر عاشور ورامى جمال وأحمد سعد وأصالة جميعهم نجوم أثروا العام بأعمال إبداعية كبيرة شكلت جدلاً واسعاً من المنافسة.
بالطبع كالعادة سنبدأ بالنجم الكبير عمرو دياب بالرغم من كونه ليس الأبرز والأنجح خلال العام، فهو من افتتح العام بألبومه الجديد «مكانك» الذى استطاع من خلاله أن يواصل نجاحه واستمراره على قمة الهرم الغنائى فى العالم العربى، ولكن دون شك يبقى نجاح النجم الكبير عمرو دياب حالة مختلفة وغير مقترنة بجودة أعماله الجديدة، فهو النجم الذى يمتلك رصيداً كبيراً للغاية فى قلوب جمهوره ومحبيه وربما يطغى هذا الرصيد على اهتمامهم بالنظر لجودة أعماله فى الفترة الأخيرة.
من دون شك «الهضبة» علامة مصرية مميزة على ساحة الغناء العالمى وكان ألبومه الأخير «مكانك» على مستوى لا بأس به ولكن من دون شك أيضاً عمرو يستطيع تقديم أفضل من ذلك كثيراً، خاصة وسط تشابه الألحان والموسيقى الخاصة بأعماله خلال الحقبة الأخيرة.
سنتحدث عن صاحبة العرش خلال العام وهى النجمة الكبيرة أنغام بألبومها الجديد «تيجى نسيب» الذى رسخ عقيدة «صوت مصر» فى نفوس جمهورها من المحيط إلى الخليج، فهى من أعادت للألبوم الغنائى رونقه وتميزه من جديد، وغردت خارج السرب متفوقة على الجميع، واستطاعت تسطير تاريخ جديد بتفوق ربما من الصعب تحقيقه فى الظروف الحالية التى تمر بها الساحة ومع تغير ثقافات الجمهور.
من ضمن النجوم الذين برزوا داخل حلبة المنافسة بقوة هذا العام، النجم محمد حماقى الذى طرح مجموعة من أغانى ألبومه الجديد «هو الأساس» خلال صيف عام 2024، ظهر حماقى بشكل ومنهج مختلف تماماً عن جميع أعماله السابقة، محققاً نجاحاً كبيراً خلال موسم الصيف.
حماقى لأول مرة هذا العام توجه سهام النقد إليه من قبل «شرطة الأغنية»، وهم جمهور الأغنية على «السوشيال ميديا»، والسبب هو أغنية بعنوان «صدمة» جاءت بها عبارة «ينعل أبو الناس»، فبالرغم من تميز أداء حماقى وإبداع اللحن والموسيقى إلا أن العبارة كانت «ثقيلة» على «شرطة الأغنية»، ولكن رصيد حماقى عند جمهوره وعلم الجميع برغبته فى التجديد والوصول لكل فئات الأغنية كان سلاح التخطى.
وأيضاً النجم تامر حسنى حضر خلال العام بعدد من الأغانى التى ربما مرت مرور الكرام باستثناء «دويتو» بهاء سلطان الذى تم تصويره على هيئة إعلان لإحدى شركات الاتصالات، وظهر خلاله النجمان بشكل مميز ومختلف.
النجمة شيرين عبدالوهاب طرحت خلال العام أيضاً مجموعة من أغانى ألبومها الجديد «8 أغانى»، وتواصل حالياً تسجيل عدد آخر من الأغانى من المؤكد أنها ستقوم بضمها للألبوم، واستطاعت شيرين أن تحقق نجاحاً كبيراً بالرغم من كل الصعوبات التى واجهت أعمالها الجديدة بعد أزمتها مع «روتانا»، فهى من يحتل المرتبة الثانية بعد أنغام كنجاح خلال عام 2024، ووقوفها فى المرتبة الثانية ليس لفروق إبداعية بين الأغانى، ولكن بسبب الأزمات والصعوبات التى واجهت الألبوم وقللت من انتشاره بين الجمهور وعلى صفحات «السوشيال ميديا».
وأيضاً وجود المطرب رامى صبرى بألبوم جديد خلال عام 2024 بعنونا «أنا جامد كدة كدة»، استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً وملحوظاً على الساحة، فدائماً ما يتصدر رامى ضمن مواسم الكبار ويستطيع حجز مكانة لا بأس بها بالرغم من جبروت منافسيه.
أما المطرب المبدع تامر عاشور فدائماً ما يجلس فى مكان ربما لا يستطيع أحد التقرب منه، فهو النجم الذى لا يستطيع أحد منافسته فى أغانى الحزن والدراما، واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً خلال العام بأغنيتين الأولى «هيجيلى موجوع» صاحبة «الترند» الأشهر خلال العام، والثانية كانت منذ أيام بعنوان «ياااه».
تامر عاشور موهبة نادرة، فهو النجم صاحب الصوت المميز الذى يسحر القلوب وإحساس لا يجد حواجز للوصول للناس، وكانت حفلاته بمهرجان الموسيقى العربية هذا العام خير دليل على ذلك، خاصة أنه النجم الأول على مدار تاريخ المهرجان الذى يحيى حفلتين فى يومين متتاليين «كامل العدد».