درجات الحرارة القصوى.. كيف تؤثر على توزيع الحيوانات على الأرض؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، ستواجه الأنواع الحيوانية والنباتية في جميع أنحاء العالم ظروفا معيشية جديدة لا يمكن التنبؤ بها، مما قد يغير النظم البيئية بطرق غير مسبوقة.
وقد بحثت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ماكجيل الكندية، بالتعاون مع فريق دولي من عدة دول، في أهمية درجة الحرارة في تحديد مكان وجود الأنواع الحيوانية حاليا لفهم كيفية تأثير ارتفاع درجة حرارة المناخ على المكان الذي قد يعيشون فيه في المستقبل.
لمعرفة ذلك، اختبر الباحثون دور درجة الحرارة كعامل يمكن أن يحد من نطاق الموائل المحتملة للأنواع، وقارنوا درجات الحرارة والمناطق التي يعيش فيها 460 نوعا من الحيوانات ذات الدم البارد حاليا مع درجات الحرارة والمناطق التي يمكن أن يعيشوا فيها بناء على مدى تحملهم لدرجات الحرارة.
ووجدوا أنه على عكس الأنواع التي تعيش في المحيطات، فإن الحيوانات البرية مثل الزواحف والبرمائيات والحشرات لديها نطاقات عيش أقل تأثراً بشكل مباشر بدرجة الحرارة. ويقول الباحثون إنه كلما زاد ارتفاع أعداد نوع من تلك الحيوانات في خط عرض ما، قلّ ميله للعيش في مناطق قريبة من خط الاستواء مع درجات حرارة يمكنه تحملها. وهذا يعني أنه بدلاً من تحمل درجة الحرارة، فإن التفاعلات السلبية مع الأنواع الأخرى -مثل المنافسين أو الطفيليات- يمكن أن تكون هي التي تبقي هذه الأنواع بعيدة عن هذا الموطن المحتمل.
تقول نيكي إيه مور طالبة الدكتوراه والمعدة الرئيسية للدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن": "لم يكن مفاجئا أن نجد أن درجة الحرارة لا تحد دائما من نطاقات الأنواع، ولكن ما كان مفاجئا هو أننا على الرغم من التعقيد وجدنا أنماطا عامة في الدور الذي تلعبه درجة الحرارة عبر الأنواع".
وتضيف نيكي في البيان الصحفي المنشور على موقع الجامعة: "يساعدنا هذا البحث على فهم الأنماط العامة في مدى حساسية توزيعات الأنواع المختلفة من الحيوانات ذات الدم البارد للتغيرات في درجة الحرارة، مما سيساعدنا على التنبؤ بكيفية تغير التوزيع العالمي للأنواع بسبب تغير المناخ".
يساعد النمط الذي وجدته مور وزملاؤها في حل فرضيتين متعارضتين بشأن توزيع الحياة على الأرض عن أيهما أكثر تأثيرا على توزيع الأنواع؛ هل هي درجة الحرارة، أم التفاعلات بين الأنواع المختلفة وبعضها البعض؟
تقول مور: بينما كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن نطاقات الأنواع تحددها درجة الحرارة بدرجة أقل، وأن نطاقات الأنواع مقيدة أكثر بتفاعلات الأنواع في المناطق الاستوائية، فإن العمل الجديد يُظهر أن الأنواع الموجودة في خطوط العرض العليا يتم استبعادها بشكل متزايد من نطاقاتها المحتملة في المناطق الاستوائية، مما يدعم فكرة وجود "المقايضة بين التحمل الحراري الواسع والأداء في المناطق الاستوائية".
وبينما توفر هذه النتائج نظرة ثاقبة على حساسيات الأنواع في عوالم مختلفة وعبر خطوط العرض لتغير المناخ، فإن الخطوة التالية لهذا البحث هي اختبار هذه التنبؤات باستخدام الملاحظات الفعلية لتغيرات نطاق الأنواع، كما يقول الباحثون.
يقول الباحثون إن التنبؤ واختبار كيفية استجابة توزيعات الأنواع لدرجة الحرارة يتطلب ملاحظات جيدة عن المكان الذي تعيش فيه الأنواع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: درجات الحرارة درجة الحرارة
إقرأ أيضاً:
كوبرنيكوس: مارس 2025 يسجل رقمًا قياسيًا في ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، أن شهر مارس 2025 سجل رقما قياسيا في ارتفاع درجات الحرارة في قارة أوروبا.
وأفاد راديو بلجيكا، اليوم الثلاثاء، بأن متوسط درجة حرارة الهواء وصل إلى 14.06 درجة مئوية على المستوى العالمي، أي أعلى بنحو 0.65 درجة مئوية عن المتوسط للفترة 1991-2020، وأكثر بنحو 1.60 درجة مئوية عن مستوى ما قبل الصناعة (1850-1900).. وبالنسبة للقارة العجوز، ارتفع متوسط درجة الحرارة إلى 6.03 درجة مئوية في مارس، وهو أعلى بمقدار 2.41 درجة مئوية من متوسط مارس للفترة 1991-2020.
وأضاف الراديو أن شهر مارس 2025 سيكون هو الشهر العشرين من بين الأشهر الـ21 الماضية الذي ستكون درجة حرارة الهواء فيه أعلى من +1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
وتهدف اتفاقية باريس للمناخ إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية وإذا أمكن إلى 1.5 درجة مئوية. وهذا هدف طويل الأمد، ولا يعني تجاوز الموعد النهائي لعدة أشهر أن الهدف الأكثر طموحا للاتفاق الدولي لم يعد قابلا للتحقيق.
من جانبها، قالت سامانثا بورجيس، مسؤولة سياسة المناخ في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF) إن شهر مارس 2025 "يسلط الضوء مرة أخرى على كيفية استمرار درجات الحرارة في تحطيم الأرقام القياسية"، وأضافت أنه كان أيضا شهرا مختلطا من حيث هطول الأمطار، "حيث شهدت العديد من المناطق أكثر شهر مارس/آذار جفافا على الإطلاق، بينما شهدت مناطق أخرى أكثر شهر مارس رطوبة منذ 47 عاما على الأقل".
وشهدت أوروبا الشرقية وجنوب غرب روسيا أكبر تغيرات في درجات الحرارة، في حين شهدت شبه الجزيرة الأيبيرية درجات حرارة أقل من المتوسط.
وأوضح الراديو أن درجات الحرارة القياسية أثرت في جميع أنحاء العالم أيضا على المحيطات، حيث وصل متوسط درجة حرارتها إلى 20.96 درجة مئوية في مارس، مما جعله ثاني أكثر شهر مارس دفئا على الإطلاق. ويصل الجليد البحري أيضا إلى مستويات قياسية، ولكنه آخذ في الانخفاض، سواء في القطب الشمالي أو في القطب الجنوبي. بالنسبة لشهر مارس، كان حجم الجليد البحري في القطب الشمالي هو الأدنى منذ 47 عاما من سجلات الأقمار الصناعية، بنسبة 6% تحت المتوسط. كان عام 2024 بالفعل الأكثر دفئا على الإطلاق على مستوى العالم وأول عام تقويمي يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة العالمية عتبة الاحترار البالغة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع متوسط درجة حرارة 15.10 درجة مئوية، و0.72 درجة مئوية فوق متوسط 1991-2020 و1.6 درجة مئوية فوق ما يسمى بعصر ما قبل الصناعة.