كتبها بن لادن قبل أكثر من 20 عامًا: ما قصة انتشار “رسالة إلى أمريكا” وعلاقتها بالعدوان الصهيوني؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
رصد – أثير
إعداد: مـحـمـد الـعـريـمـي
لم تكشف عملية طوفان الأقصى منذ انطلاقها عن الفشل الاستخباراتي والعسكري الصهيوني وكذبه وتدليسه فقط، ولم تكن عملية طوفان الأقصى بمثابة الشرارة التي أحرقت أوراق الكيان واقتصاده، بل نفضت الغبار عن رسالة تعود أحداثها لأكثر من 20 عامًا !
من منا لا يتذكر أو يسمع بهجمات 11 من سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي الواقع في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية وتسببت في مقتل 2977 شخصًا.
نعم أكثر من 20 عامًا على تلك الحادثة، لكنها عادت من جديد وتسببت بضجة في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا خاصة في أمريكا برسالة كتبها زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2002م، مما عجل بصحيفة “غارديان” البريطانية لتحذف نصها كاملًا من موقعها، فما هي القصة؟
نُفض الغبار وانكشف الأمر للأمريكيين!
عقب تداول الرسالة في مواقع التواصل الاجتماعي والموجهة من أسامة بن لادن للأمريكيين قبل نحو عقدين، يتحدث فيها عن أسباب مهاجمة بلادهم في الـ 11 من سبتمبر 2001م، سارعت صحيفة “غارديان” البريطانية إلى حذف نص الرسالة كاملًا من موقعها الرسمي، مما أثار جدلا حول الرقابة على المحتوى وجدوى ذلك.
وتتضمن الصفحة الآن على النص التالي “عرضت هذه الصفحة سابقًا وثيقة مترجمة تحوي النص الكامل لرسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأمريكي، كما ورد في صحيفة “أوبزرفر” يوم الأحد 24 نوفمبر 2002م، أزيلت الوثيقة التي نشرت هنا في اليوم نفسه في 15 نوفمبر 2023م”.
ما هي الرسالة؟
هي رسالة وجّهها بن لادن للولايات المتحدة بعنوان “رسالة إلى أمريكا”، نُشرت في نوفمبر 2002م في موقع الغارديان (الأوبزيرفر سابقًا) وحُذفت الرسالة قبل يومين في 15 نوفمبر 2023م ، حيث تضمنت أسباب هجمات 11 سبتمبر ومن بين هذه الأسباب الدعم الأمريكي لإسرائيل ضد الفلسطينيين، وتعتبر الرسالة هي الأعلى بحثًا في منصات التواصل الاجتماعي في أمريكا حاليًا.
وفي الرسالة المترجمة إلى الإنجليزية يبرر بن لادن الهجمات التي نفذها “تنظيم القاعدة” ضد الولايات المتحدة معتبرا أنها رد على هجومها عليهم وعلى فلسطين، وقال “فلسطين غارقة تحت الاحتلال العسكري منذ أكثر من 80 عامًا، ولقد سلم الإنجليز فلسطين بمساعدتكم ودعمكم لليهود الذين احتلوها لأكثر من 50 عامًا، سنوات مليئة بالظلم والطغيان والجرائم والقتل والطرد والدمار والخراب”.
وتابع في الرسالة: “إن إنشاء إسرائيل واستمرارها من أعظم الجرائم، وأنتم قادة مجرميها، وبالطبع لا داعٍ لشرح وإثبات درجة الدعم الأمريكي لإسرائيل.. إن إنشاء إسرائيل جريمة يجب أن تمحى، وكل من تلوثت يداه بالمساهمة في هذه الجريمة يجب أن يدفع ثمنها، ويدفع ثمنها غاليا”.
وأضاف بن لادن في رسالته: “الشعب الأمريكي هو الذي يدفع الضرائب التي تمول الطائرات التي تقصفنا في أفغانستان، والدبابات التي تضرب وتدمر بيوتنا في فلسطين، والجيوش التي تحتل أراضينا في الخليج، والأساطيل التي تضمن حصار العراق”،ولهذا السبب لا يمكن للشعب الأميركي أن يكون بريئًا من كل الجرائم التي يرتكبها الأميركيون واليهود ضدنا”.
كما وجّه بن لادن في رسالته: “أنتم آخر من يحترم قرارات وسياسات القانون الدولي ولكنكم تزعمون أنكم تريدون معاقبة أي شخص آخر يفعل الشيء نفسه بشكل انتقائي، لقد دأبت إسرائيل منذ أكثر 50 عامًا على رمي قرارات الأمم المتحدة عرض الحائط بدعم من أمريكا”.
هذه أجزاء من الرسالة المُترجمة التي ختمها بن لادن بـ “هذه هي رسالتنا للأميركيين ردًا على رسالتهم. فهل علموا الآن لماذا نقاتلهم؟ سننتصر بإذن الله؟”
الرسالة كاملة:
هل عملية طوفان الأقصى والأحداث التي تلتها من نُفضت الغبار عن الرسالة؟
لا شك أن العدوان الصهيوني على غزة وما تسببت به عملية طوفان الأقصى من استعطاف صهيوني واستنجادها للولايات المتحدة الأمركية سببًا لظهور الرسالة، فقد عمّت مظاهرات ووقفات تضامنية داعمة لفلسطين ومنددة بالعدوان الصهيوني في مدن ومناطق أمريكية، والذي أدى لتساؤلات حول الصمت الأمريكي والدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، وأول من بدأ بإظهار الرسالة حسب بحث لـ “أثير”، هو صاحب الحساب @TruthShepherrd في منصة “أكس” إذ نشر تدوينة في 29 أكتوبر 2023م أرفق فيها رابط لصحيفة الجارديان https://www.theguardian.com/info/2023/nov/15/removed-document الذي كان يتضمن الرسالة وكتب “رسالة أسامة بن لادن إلى أمريكا حول سبب مهاجمته لليهود…أقصد الولايات المتحدة الأمريكية، مثيرة للتفكير”
Read this with an open mind:
Osama bin Laden's letter to America on why he attacked the Jews…I mean the United States of America.
Thought-provoking. https://t.co/YdIZuGkpnt
— Shepherd of Truth (@TruthShepherrd) October 29, 2023
ويوم أمس 16 نوفمبر 2023م نشر صاحب الحساب تدوينة معبرًا عن استغرابه بحذف الرسالة من الإنترنت، معلقًا بقوله: الأطفال على TikTok وجدوها وكانوا يتفاعلون بنفس الطريقة التي فعلتها عندما قرأتها، لقد اختفت رسالة أسامة بن لادن عن سبب مهاجمته للولايات المتحدة الأمريكية”.
تسببت هذه الرسالة بتساؤلات كثيرة، وبعضهم حمّل إسرائيل هجمات 11 سبتمبر، وقد نشر قسم كبير ممن تداولوا محتوى الرسالة الجزء الذي يسرد وجهة نظر “القاعدة” والتي تشير إلى أن الهجوم على الولايات المتحدة كان بمثابة “انتقام من سياسات واشنطن إبان الحرب الباردة وموقفها الداعم لسياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية”.
ودعت إحدى مستخدمات “تيك توك” إلى الاطلاع على الرسالة وقالت “يجب على الجميع قراءتها”، مشيرة إلى أن الرسالة تركت لديها “خيبة أمل شديدة”.
وقالت لينيت أدكينز وهي ناشطة مؤيدة لفلسطين يوم الثلاثاء الماضي إنها تعرضت لـ “أزمة وجودية” بعد قراءة الرسالة وتغيرت وجهة نظرها بالكامل، وأضافت “على الجميع أن يتوقفوا عن فعل ما يفعلونه الآن ويذهبوا لقراءة رسالة إلى أمريكا”.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى الولایات المتحدة أسامة بن لادن إلى أمریکا أکثر من
إقرأ أيضاً:
عملية “ناحال سوريك”.. اليمن يضرب في العمق الصهيوني
يمانيون – متابعات
أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن عملية نوعية بصاروخ “فلسطين ٢” الفرط صوتي استهدف قاعدة “ناحل سوريك”، إسنادًا لغزة ولبنان، وأكد متحدث القوات المسلّحة العميد يحيى سريع أنها حققت هدفها.
العملية تكتسب أهميتها من أربعة مستويات، هي الرسائل التي حملها الصاروخ فرط صوتي، بالإضافة إلى إشارتها لبنك أهداف واسع أمام القوات المسلحة اليمنية، داخل الكيان، على امتداد جغرافيا فلسطين المحتلة.
الأول: هي ثاني عملية صاروخية بصاروخ فرط صوتي ضد هدف عسكري الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة، منذ إعلان فوز دونالد ترامب بولاية جديدة وهزيمة كامالا هاريس، بما يحمله من أجندات تصعيد بحسب بعض المراقبين. والأكيد أنه يحمل طبيعة عدائية لكل محور الجهاد والمقاومة، فأتت هذه العملية لتؤكد مرة ثانية أن اليمن سيمضي في إسناد غزة كائنًا من كان ساكن البيت الابيض، ولن يتغير هذا الموقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
الثاني: هذه العملية جاءت استجابة للموقف الشعبي الذي أكدته جماهير مليونية في صنعاء والمحافظات الجمعة الماضية، وتأكيد جهوزيتها لكل الخيارات التصعيدية من تحالف الشيطان الأكبر بقيادة أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وهي المظاهرات التي أعقبها ضربات عدوانية أمريكية استهدفت مواقع في صنعاء وعمران.
الثالث: العملية نفذت، في ساعات الصباح الأولى، تقريبًا عند الساعة السادسة صباحًا بتوقيت صنعاء. وهذا يعني أن التحضير لإطلاق الصاروخ الباليستي “فلسطين ٢” كانت جارية في أثناء تحليق عدة طائرات لتحالف العدوان الأمريكي البريطاني أو بعده، والتي أغارت على محافظتي صعدة وعمران، لتدل على أن الضربات الأمريكية مهما كانت فلن تؤثر على القدرات العسكرية ولا على قرار إسناد غزة؛ لأن القدرات العسكرية محفوظة؛ حيث لا تصل إليها، أو على الأقل لا تتعرض إلى أضرار بأي هجوم أمريكي محتمل. وهو ما يتأكد عليه ميدانيًا بعد كل الادعاءات الأمريكية عن تضرر أي قدرات عسكرية نوعية، لا في الطائرات المسيّرة ولا الإمكانات الصاروخية. ومن ناحية أخرى؛ القرار السيادي اليمني نابع من مبادئ إنسانية ودينية لا تسمح بالتراجع مهما كانت التحديات والمغريات والتهديدات.
الرابع: هذه العملية تحمل رسالة كبرى بسرعة فرط صويتة، للقادة الذين اجتمعوا في الرياض لتحمّل مسؤوليتهم بعد أكثر من عام من التوحش والعربدة الصهيونية في غزة ولبنان، وأن ما تقوم به اليمن، سياسيًا وعسكريًا وشعبيًا، يجب أن يمثل نموذجًا، ويقدم مثالًا على القدرة والإمكانات التي تمتلكها الأمة الإسلامية، ويلزم القادة بحجة لا تقبل الدحض على تلك المسؤولية والقدرة على تحمّلها لو وجدت فقط النوايا، وابتعدت الأنظمة والدول والحكومات العربية عن الغرب الكافر، وقدمت مصالح الأمة على مصالح الغرب العدائية ضد كل ما يمت لأمتنا بصلة، سواء دينيًا أو ثقاقيًا أو أمنيًا واقتصاديًا.
إنّ أقل ما يمكن للزعماء والقادة العرب والمسلمين القيام به، هو وضع الكيان المجرم على لوائح ما يسمى الإرهاب، ورفع اسم المقاومة وحركات الجهاد في فلسطين ولبنان والمنطقة بشكل عام من تلك القوائم. وأما أكثر ما يمكن القيام به فهو كثير، ولو كان للأمة قرار في هذه القمة لما أصبح الصباح على وجود أي أثر لهذا الكيان المجرم.
هذا ليس مبالغة؛ بل حقيقة يحاول الغرب منعها أو على الأقل تأخيرها، لكنها تقترب بهؤلاء القادة أو من دونهم، وما عليهم سوى أن يضعوا بصمتهم على قائمة الشرف إن أرادوا.
————————————————
– العهد الاخباري – علي الدرواني