قصور النظام الدولي.. رد مفاجئ من رئيس الوزراء على القصف الإسرائيلي في غزة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه منذ تشكيل النظام العالمي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تعاني الدول النامية من اختلالات هيكلية على أصعدة مختلفة، مضيفا أن الدول النامية أيضا تواجه العديد من التحديات الناشئة الناتجة عن الأزمات العالمية المتعددة والمتعاقبة، فضلاً عن تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية إلى مستويات خطيرة، لاسيما خلال الوقت الراهن.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الجمعة، عبر نظام الفيديو كونفرانس - نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أمام "قمة صوت الجنوب العالمي" المُنعقدة بالهند، افتراضيا.
وأضاف رئيس الوزراء: "للأسف يتم التعامل بازدواجية في معالجة بعض القضايا الدولية التي لم يتم حسمها على مدار عقود "، مؤكدًا أن " هذا واضح للجميع".
وأشار مدبولي إلى أن القصف الإسرائيلي غير المسبوق والعمليات المستمرة في قطاع غزة ما هي إلا شواهد على انحياز النظام الدولي وقصوره في التصدي لانتهاكات القانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتبار أن هذا هو الحل الوحيد لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط.
وفى سياق متصل، دعا الدكتور مصطفى مدبولي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء كل صور القتال، بما يسمح بحل الأزمة الإنسانية في غزة وتمهيد الطريق أمام الجهود السياسية الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم.
كما أكد رئيس الوزراء أن معالجة هذه الاختلالات تتطلب إرادة سياسية جادة من المجتمع الدولي لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، استناداً إلى مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول على أراضيها وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، كما أشار إلى أهمية إصلاح البنية الاقتصادية العالمية التي تعاني من عدم التكافؤ والتوازن مما يجعلها غير قادرة على ضمان تحقيق العدالة لجميع البلدان.
وقال مدبولي، إن هناك حاجة ماسّة إلى إصلاح النظام المالي العالمي، بما يُعزز دور مؤسسات التمويل الدولية ويُجنِّب البلدان النامية حرمانها من جني مكاسب التنمية المستدامة التي تحققت بصعوبة، فضلا عن تعزيز جهود العمل المناخي للتغلب على تحديات تغير المناخ، كما أوضح أيضاً أن الأمر يستلزم توسيع قاعدة التمويل لدى بنوك التنمية متعددة الأطراف، وكذا تقييم أفضل البدائل لإعادة توجيه حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولي، كما أشار إلى أهمية تدبير تمويلات إضافية من مصادر مختلفة، بما في ذلك رؤوس الأموال الخاصة، مؤكدًا أن التمويل المرتبط بمواجهة التغيرات المناخية يجب أن يكون تمويلا إضافيا إلى جانب المساعدات التنموية الخاصة.
وأوضح رئيس الوزراء أهمية التعامل مع مشكلة ارتفاع الديون السيادية الخارجية للبلدان النامية والتي ارتفعت إلى 11.4 تريليون دولار في عام 2022، وهو ضعف ما تم تسجيله خلال العقد الماضي، مشيرًا إلى أهمية الوضع في الاعتبار أن المسارات الحالية للديون تشكل تهديدا رئيسيا لاستقرار الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي.
وفي السياق ذاته، قال مدبولي إن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات فعالة وملموسة لتجنب أزمة الديون العالمية، مشيرًا إلى أهمية تدشين آليات تتسم بالشمولية والفعالية والاستدامة للتعامل مع المشكلات ذات الصلة بالديون في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، مضيفًا: " نعول على الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به مجموعة العشرين، باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية، بما يُمكن من اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ".
وخلال كلمته، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديره للجهود المبذولة من قبل حكومة الهند لتنظيم هذه القمة في هذا التوقيت المهم، حيث تعد فرصة للاستفادة من الرؤى ووجهات النظر التي تم طرحها خلال القمة الأولى لدول الجنوب العالمي في يناير الماضي، بهدف مواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجه دولنا، مؤكدًا أن التعاون بين مصر والهند في ظل هذه الظروف المفصلية يعد امتدادا للعلاقات التاريخية المشتركة بين الدولتين بوصفهما من المؤسسين لحركة عدم الانحياز التي دعمت مصالح الدول النامية خلال حقبة الحرب الباردة، وأكد أيضاً على أهمية استمرار هذا التعاون لتعزيز صوت الجنوب العالمي من أجل الحفاظ على مصالح البلدان النامية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي - في ختام كلمته - على الالتزام التاريخي للدولة المصرية بتعزيز صوت الجنوب العالمي في جميع المحافل، واستمرارها في القيام بهذا الدور في ظل الظروف الدولية المفصلية، خاصة في ظل انضمام مصر إلى مجموعة "البريكس" المرتقب في يناير المقبل، معربا عن تطلعه إلى مواصلة العمل بشكل بناء مع البلدان النامية الأخرى لخلق المجتمع المستدام والمستقبل الذي يخدم المصالح المشتركة على أفضل وجه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي العدوان الاسرائيلي الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطينية تهجير الفلسطينيين حركة حماس شهداء فلسطين صوت الجنوب العالمي قصف غزة قطاع غزة قوات الاحتلال مجزرة جباليا مخطط اسرائيل مصطفى مدبولي الدکتور مصطفى مدبولی الجنوب العالمی رئیس الوزراء إلى أهمیة
إقرأ أيضاً:
النائب إيهاب وهبة يؤكد أهمية الثقافة في الحفاظ على الهوية المصرية
أكد النائب إيهاب وهبة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري في مجلس الشيوخ أهمية الثقافة في الحفاظ على الهوية المصرية، خاصة في ظل الانفتاح التكنولوجي على العالم، مشيرا إلى أنه لم تعد هناك تربية سليمة للأبناء، خاصة في ظل وجود السماء المفتوحة والسوشيال ميديا.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة بمجلس الشيوخ لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن البرامج الثقافية وآثارها على المدارك المعرفية للشباب، وتطوير قصور الثقافة.
ولفت النائب في كلمته إلى ضرورة محاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة، منوها بأن العلاج الأمني ليس هو الحل، وإنما البحث في المشكلات التي يعاني منها العمل الثقافي.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن قانون قصور الثقافة لسنة ١٩٨٩ ، نص على إنشاء وتحويل قصور ثقافة جديدة، وهي جزء من الحل، قائلا: لذا أرى أن تحويل بيوت الثقافة إلى قصور ثقافة أفضل وأشمل لأن الأخيرة تضم مساحة وأنشطة متنوعة، بالاضافة إلى وجود مشكلات للعاملين في مجال الثقافة الذين يعانون من ضرورة وجود فاتورة إلكترونية لصرف أموالهم القليلة جدا، متابعا: هناك الكثير من الأنشطة المتوقفة مثل الموسيقي بسبب عدم وجود الآلات.
وأشار إلى تردي الأحوال الحالية لموظفي الهيئة العامة لقصور الثقافة ومعظمهم فنانين وموهوبين، مقترحا تطبيق اشتراك من ١٠٠ إلى ٢٠٠ جنيه مثل مراكز الشباب مع ضخ استثمارات من القطاع الخاص لدعم قصور الثقافة والقطاع الثقافي في مصر.
وحول الحرف اليدوية، قال النائب إيهاب وهبة إنها تحظى باهتمام كبير على مستوى العالم حيث تمثل تريليون دولار، مشيرا إلى أن الصين تصدر ما يصل قيمته إلى نحو 5 مليارات دولار في العام، والهند بحوالي ٣ مليارات دولار، ويعمل في مصر ما يقرب من ٢ مليون عامل بمجال الحرف اليدوية ٣٠٪ منهم من السيدات، بما يؤكد أهمية هذا القطاع وضرورة الاهتمام به.
ولفت وهبة إلى أن الحرف اليدوية في مصر تواجه العديد من المشكلات منها التمويل ووقوعها خارج الاقتصاد الرسمي عدم معرفة أصحاب الحرف اليدوية بالمبادرات السهلة القادرة على حب مشكلاتهم.