اليمن يتصدر المشهد بمواقفه العملية المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يمانيون/ تقارير في زمن التطبيع والخنوع والخذلان وارتهان الأنظمة والحكام العرب لأعداء الأمة تبرز المواقف الصادقة لبلد المدد والنصرة يمن الإيمان والحكمة ليتصدر اليمنيون المشهد بمواقف عملية مساندة وداعمة للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في مواجهة العدوان والصلف الصهيوني الأمريكي.
تمر الأمة منذ اطلاق المقاومة الفلسطينية ملحمة “طوفان الأقصى” بمرحلة فارقة في تاريخها المعاصر، فإما أن تكون تحت لواء أمريكا وإسرائيل، أو لواء الحق ومحور المقاومة والدفاع عن قضية الأمة المركزية، وقد كشفت هذه الأحداث الأقنعة عن الكثير من الأنظمة والدول التي كانت محسوبة على العروبة والإسلام في حين لم يتبق لها من ذلك سوى الاسم.
أما اليمن فقد تبلور موقفه الرسمي والشعبي الشجاع والحر بإعلان قيادته الحكيمة في صنعاء بشكل واضح وصريح عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ اللحظة الأولى لانطلاق معركة “طوفان الأقصى” الأسطورية، والذي تزامن مع الخروج الشعبي الواسع، حيث عمت المسيرات التضامنية كل المحافظات اليمنية تأييدا وإسنادا ومباركة لهذه العملية البطولية، وتفويضا لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالمضي قدما في اتخاذ التدابير اللازمة لنصرة الشعب الفلسطيني.
وفيما لم يجرؤ أي من أصحاب الفخامة والسعادة والسمو أن يقولوا للعدو الصهيوني لا للعدوان على غزة أو حتى إدانة جرائم بني صهيون وانتهاكاتهم، رفع رجل القول والفعل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بموقفه المشرف والشجاع هامات ورؤوس اليمانيين عاليا، في زمن تراخى فيه الجميع.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تصاعد موقف القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى تجاه ما يحدث في فلسطين حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من مشاركة مباشرة في المعركة من خلال تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليات نوعية مستمرة بالصواريخ الباليستية المجنحة والطائرات المسيرة ضد أهداف عدة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، لتشكل تهديدا وضغطا إضافيا أربك العدو الصهيوني بالتزامن ما يتلقاه من ضربات موجعة من حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله في الجبهة الشمالية.
دخل اليمن على خط المواجهة المباشرة مع كيان العدو الصهيوني، بإعلانه رسمياً شنّ عدة عمليات عسكرية واستراتيجية ضمن مسار تصاعدي، على أهداف عسكرية صهيونية في “إيلات” أو أم الرشراش وصحراء النقب وغيرها من الأهداف الاستراتيجية التابعة لكيان العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة.
لم يمنع الشعب اليمني وقيادته الحرة ما تعرض له على مدى تسع سنوات من عدوان وحصار، أو حتى بعد المسافة عن الأراضي المحتلة، أن يكون له ذلك الموقف التاريخي المشرف في الوقوف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية والالتحام بحركات المقاومة في معركة الدفاع عن مقدسات الأمة وقضيتها الأولى فلسطين.
تكمن أهمية هذه المعركة في أنها حركت المياه الراكدة وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حاولت الإدارة الأمريكية تغييبها منذ العام 2011م بإشغال البلدان العربية بأحدث ما سمي بالربيع العربي، وما تلاه من اتفاقيات تطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة مقابل التنازل عن القضية الفلسطينية ونسيان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لكن وعلى الرغم من الأهمية التي تمثلها هذه المعركة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي كفرصة مواتية للدول والشعوب العربية للخلاص من الغدة السرطانية التي زرعها الغرب في الجسد العربي، إلا أن موقف هذه الدول المحكومة من قبل أنظمة عميلة كان مخيبا للغاية ولم يغادر حالة الخنوع والضعف والوهن التي كرسها قادة التطبيع والانبطاح.
قوبل موقف صنعاء الصادق والحر في مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته بكل الوسائل المتاحة بالترحيب والإشادة من كل قادة وممثلي حركات المقاومة الإسلامية وأولهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي توجه بالتحية لكل من دعم وأيّد في كل دول العالم وفي المقدمة السواعد اليمنية والعراقية التي دخلت إلى قلب هذه المعركة المباركة.
أما ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خالد خليفة فقد أثنى على الموقف العروبي الشجاع للشعب اليمني “القابض على الجمر والصامد كصمود جباله الشامخة”.. واصفا موقف صنعاء بالاستثنائي والذي مثل خرقا للحالة العربية، فصنعاء هي العاصمة الوحيدة التي تحملت مسؤولياتها الوطنية والقومية والأخلاقية والدينية في إسناد الشعب الفلسطيني ودعمه بتوجيه صواريخها ومسيراتها نحو كيان الاحتلال الصهيوني.
خليفة أكد أن الشعب الفلسطيني وهو يقود معركة الشرف دفاعا عن فلسطين والأمة العربية وعن المقدسات الإسلامية لن ينسى أبدا هذا الموقف التاريخي لليمن وشعبه، ليس من معركة “طوفان الأقصى” وحسب بل منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة.
لم يغفل ممثل الجبهة الديمقراطية الحديث عن أفواج المتطوعين من أبناء اليمن العظيم الذين انطلقوا للالتحاق بركب العمل الفدائي واستشهدوا على أرض فلسطين فامتزج الدم اليمني بالدم الفلسطيني وأعطيا معا النموذج لوحدة الدم العربي في الميدان.
وعن الخذلان العربي لفلسطين أوضح خليفة أن الشعب الفلسطيني اعتاد على ألا يلقى من منظومة الدول العربية سوى خيبات الأمل لأنه يدرك تماما حقيقة الهيمنة التي تمارسها الإمبريالية الأمريكية على العواصم العربية المسماة “رئيسية” في المنطقة وهي عواصم لا تجرؤ على تحدي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد زادها رعبا حشد الأساطيل في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج.
وعبر عن خيبة الأمل من القمم المتتالية التي تعقدها الحكومات العربية وتصرف ملايين الدولارات عليها وهي عاجزة عن إدخال شربة ماء إلى طفل في غزة، أو قطرة دواء إلى جريح، أو رغيف خبر لمن مات وهو جائع.
امتدادا لذلك عبر ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس باليمن معاذ أبو شمالة، عن الفخر والاعتزاز بموقف اليمن الذي توج بعمليات القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني الغاصب ردا على مجازره الوحشية بحق أهالي غزة، ومشاركة المجاهدين في معركة الدفاع عن الأراضي المقدسة وتحرير الأراضي الفلسطينية من العدو الغاصب.
أبو شمالة أكد أن هذا الموقف سيسجله التاريخ في أنصع صفحاته خاصة في ظل حالة العجز والتخاذل العربي، متمنيا في ذات الوقت أن يكون هذا الموقف الشجاع محركاً للمترددين من الأنظمة العربية للاقتداء به.
ورأى ان هذه المشاركة “ستجعل العدو الصهيوني في حالة تشتت وإرباك وتساهم في تخفيف الضغط على أهالي غزة، كما أنها مساهمة من الجمهورية اليمنية في إزالة العدو الصهيوني”.. مؤكدا أن الشعب اليمني أرسل رسالته اليوم بشكل معلن ولسان حاله يقول :”إننا جزء من محور المقاومة ولن يعيقنا البعد الجغرافي عن فلسطين، وسنبذل كل جهدنا في نصرة إخواننا وأهلنا في غزة بكل ما نملك”.
ولفت ممثل حماس إلى أن هذا العمل البطولي لليمن وقوته المسلحة تشعر الشعب الفلسطيني أن له ظهر وسند مهما تخاذلت عنه الأمة والدول المطبعة التي تتجرع الخزي والعار خاصة وهي ترى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية من العدو الصهيوني بدعم أمريكي وغربي.
وتعقيبا على انضمام اليمن للمعركة، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء، الدكتور مجدي عزام ” إن الله قد بعث لهذه الأمة رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومنهم اليمن الذي أعلن انضمامه رسمياً لمحور المقاومة، ليؤكد بذلك أن قضية فلسطين هي الأساسية والجوهرية، وأن الأشقاء الفلسطينيين لن يكونوا لوحدهم في هذه المعركة التاريخية ضد العدو الصهيوني”.
عزام اعتبر انضمام اليمن إلى المعركة رسالة للعالم مفادها أن فلسطين لم تعد بمفردها، وإنما أصبح لديها أخوة قادرون على دك العدو الصهيوني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.. مثمنا مواقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً تجاه القضية الفلسطينية، والوقوف مع حركات المقاومة، وإسنادها بالمال والرجال والسلاح، في وقت تخاذلت فيه الأنظمة تجاه نصرة فلسطين والمقاومة في غزة، ولم تجرؤ على إطلاق أي صاروخ على إسرائيل.
وكان ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن، أحمد بركة، أكد ان دعم الشعب اليمني لفلسطين لا مثيل له، وأن الشعب اليمني فعل كل شيء، فقد خرج في المسيرات الشعبية وشارك في المال وفي القتال والسلاح من أجل فلسطين، ولم يترك حجّةً لأحد”.
واعتبر أن اليمن بدعمه الكبير للشعب الفلسطيني يقيم الحجّة على كل الأنظمة العربية.. داعيا كل من يبحث عن العروبة بأن “يفتش عنها في اليمن”. #السيد عبدالملك بدرالدين الحوثيً#اليمن#فلسطين المحتلةُ#قطاع غزة#معركة طوفان الأقصى
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی الشعب الیمنی طوفان الأقصى هذه المعرکة أن الشعب
إقرأ أيضاً:
الإرهاب الأمريكي الصهيوني.. نموذج حيً في فلسطين واليمن
يمانيون/ تقارير لا يتوقف الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي لحظة عن استهداف المدنيين في فلسطين واليمن، مستمراً في ارتكاب أفظع المجازر وحرب الإبادة، في ظل خنوع المجتمع الدولي وصمت أنظمة الخيانة والعمالة العربية والإسلامية.
تصعيد القصف الأمريكي الصهيوني على غزة واليمن، ليس إلا محاولة خسيسة لإخماد المشروع المقاوم للغطرسة الاستعمارية، لكنه يفضح بجلاء الوجه الإجرامي لأمريكا التي تمارس إرهاب الدولة بلا قيود، ساعية لإخضاع الشعوب الحرة وكسر إرادتها بالقوة الوحشية.
تشدّقت أمريكا منذ 11 سبتمبر 2001 بمحاربة الإرهاب، لكنها قتلت الملايين، ودمرت أوطاناً، واحتلت دولاً، ولم يمض وقت طويل حتى انكشف زيفها في معركة “طوفان الأقصى”، فبدت على حقيقتها كأكبر راعٍ للإرهاب العالمي، وما فعلته في العراق وأفغانستان، وما تمارسه اليوم في فلسطين واليمن، ليس إلا دليلاً واضحاً على طبيعتها الإجرامية.
تحوّلت أمريكا التي تدّعي أنها حامية النظام العالمي إلى دولة مارقة تُمارس الإرهاب بأبشع صوره، من خلال تدخلاتها في إشعال الحروب والنزاعات في المنطقة والعالم، وتسببت خلال العقدين الأخيرين في انهيار المنظومة الأمنية الدولية بزعزعة الاستقرار العالمي، عبر دعم كيان العدو الصهيوني اللقيط لارتكاب المذابح الدموية في فلسطين، وأصبحت أيادي قادة الإدارة الأمريكية مُلطخة بدماء العرب والمسلمين وغيرهم من البشر في كل بقاع الأرض.
اختلقت “أمريكا” ما يُبرر لها غزو العراق، واحتلال أفغانستان، بحجة مكافحة الإرهاب ومارست واشنطن إرهاب الدولة، بقتل عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين والأفغان، ولعل حكاية التعذيب في سجني أبو غريب وجوانتانامو واحدة من أقبح صور الإرهاب الأمريكي.
مارست أمريكا خلال العقود الماضية أشد أنواع الإرهاب في العالم، لكن في النهاية الإرهاب يفضح نفسه كما يفضح العار من اُبتلي به، وللعار الأمريكي تاريخ أسود ملطخ بالدماء من حرب الأفيون ضد الصين إلى حرب فيتنام، إلى غزو العراق وأفغانستان ومن ثم المجازر في غزة، والعدوان على اليمن الذي وقف بكل شموخ مع فلسطين لمنع الجزار من مواصلة ذبح الأطفال والنساء.
أمريكا راعية “الإرهاب العالمي”، قدّمت وما تزال تقدم إلى جانب بريطانيا الدعم المالي والعسكري والسياسي واللوجستي، للعدو الصهيوني لارتكاب الجرائم في فلسطين منذ سبعة عقود، وتسببت منذ 17 شهراً في قتل وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني وأصبح قطاع غزة مسلخاً بشرياً لأمريكا وإسرائيل، يعبثون فيه كيفما يشاؤون دون أي اكتراث للإنسانية في تناقض عجيب لمعايير الإنسانية في قاموس واشنطن ولندن في قتل الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم وعرضهم وفي مقاومة الصهاينة المحتلين والغاصبين لفلسطين والقدس الشريف.
ما ترتكبه أمريكا وإسرائيل، من جرائم في اليمن وفلسطين، باستهداف المدنيين وتدمير الأعيان المدنية وقصف البنية التحتية، وفرض الحصار الخانق على قطاع غزة ومحاولة تهجير سكانها، إنما يؤكد عين الإرهاب، والسؤال الذي يطرح نفسه إذا لم يكن ما تمارسه أمريكا وإسرائيل بحق الشعوب من جرائم ومذابح إرهابًا، فما مفهوم الإرهاب الذي تدّعي واشنطن ولندن محاربته؟.
إن القصف الأمريكي العشوائي والهمجي على اليمن، لن يفيد الإدارة الأمريكية بأي شيء، بقدر ما يقتل المدنيين ويُدمر مقدرات البلاد ويُعزّز في الوقت ذاته من تلاحم اليمنيين واصطفافهم في مواجهة رأس الشر والإرهاب العالمي “أمريكا وإسرائيل”.
وكما فشل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي في احتلال اليمن خلال العشر السنوات الماضية، ستفشل أمريكا وحلفاؤها، ولن يستطيعوا كسر إرادة اليمنيين الذين يمضون بكل ثبات على موقفهم الإيماني المبدئي المناصر لفلسطين ولن يتراجعوا عن موقفهم الداعم للقضية الفلسطينية والمساند للمقاومة في غزة مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
مهما تمادت أمريكا في طغيانها، وتفننت إسرائيل في إجرامها، لن تستسلم الشعوب الحرة ولن تنكسر إرادة اليمنيين والفلسطينيين الذين يسطرون ملاحم الصمود، فالإرهاب الأمريكي الصهيوني لن يدوم، وسترتد جرائمه عليهما، وستظل فلسطين واليمن رمزين للمقاومة التي لا تهزم، حتى يقتلع الاحتلال، وتتحطم مشاريع الهيمنة، وتكتب نهاية الطغاة إلى الأبد.