حراك دبلوماسي لإعادة الملف اليمني للاهتمام الدولي وسط انشغال العالم باحداث غزة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
عاد الحراك الدبلوماسي الدولي والاقليمي حول الملف اليمني بعد قرابة شهر من الجمود بسبب الانشغال بالحرب في غزة، نحو الحديث عن قرب توقيع اتفاق سلام بين الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثيين برعاية أممية، بعدما هندسة السعودية بوساطة عمانية خارطة الطريق بين الأطراف المتحاربة في اليمن.
وبين الرياض ومسقط، يحاول المبعوثان الأممي هانس غروندبرغ والامريكي تيم ليندركينج اعادة الزخم للجهود الدولية حول الملف اليمني الذي ذهب نحو الاحداث في قطاع غزة منذ 7 اكتوبر الشهر الماضي.
وتحدثت صحيفة الشرق الاوسط السعودية بأن التحركات الأخيرة في جهود السلام التي تقودها السعودية تتمحور حول خريطة السلام الأولى التي قُدمت في رمضان الماضي، بعد إجراء تعديلات وملاحظات عليها من الشرعية اليمنية والحوثيين.
وتؤكد أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني اطَّلع قبل نحو شهر على مسودة خريطة السلام، وأجرى عليها بعض التعديلات والملاحظات، مشيرة إلى أن الحوثيين قبلوا بالتعديلات حول مسألة آلية الضرائب والجمارك في ميناء الحديدة وصرف الرواتب في الصيغة الأساسية الأولى لخريطة السلام.
اجتماعات مكثفة
وفي يومي الأربعاء والخميس الماضيين، كثف الوسطاء الدوليين لقاءاتهم مع المسؤولين الحكوميين والأقليميين، حيث بحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، الجهود المشتركة لدعم مسار السلام في اليمن، بما في ذلك التعاون والتنسيق بين الجانبين بشأن خارطة الطريق المطروحة من السعودية.
وجدد خالد بن سلمان التزام المملكة بدعم مجلس القيادة وتشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في اليمن.
وعقد المبعوثان الأممي هانس غروندبرغ والأمريكي تيم ليندركينج لقاءات منفصلة مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، فيما أكد رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي على اهمية التزام المجتمع الدولي بقرارات مجلس الامن ذات الصلة بالحالة اليمنية، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، الذي يضمن نزع سلاح المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة، وحقها الحصري في تنفيذ سيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات العامة.
وجدد رئيس وأعضاء المجلس التزامهم والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل، ودعم جهود السعودية والوسيطين الاميركي، والاممي الرامية الى انهاء المعاناة الانسانية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ إن المباحثات مع الرئيس رشاد العليمي، وأعضاء المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وطارق صالح وفرج البحسني، اضافة الى وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، ركزت على تقدم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يعالج بعض ظروف المعيشة المتدهورة وويؤسس وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، تمهيدا لعملية سياسية يمنية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
وأكد انه التقي لدى جولته الاخيرة إلى الرياض بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر واتفقا على أهمية الحفاظ على بيئة مواتية لمواصلة الحوار البنّاء من أجل التوصل إلى تسوية سياسية جامعة.
كما اعرب غروندبرغ في لقاء مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، عن تقديره لوحدة المجلس في دعم استئناف العملية السياسية في اليمن.
دعم دولي للجهود السعودية
واجتمع اعضاء مجلس القيادة الرئاسي مع سفراء بعثات دول الأعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي منها امريكا وبريطانيا وفرنسا، ضمن الجهود المنسقة للدفع نحو اتفاق يمني ينهي النزاع الذي طال أمده.
وفي هذا الجانب، التقت السفيرة الفرنسية لدى اليمن كاترين قرم، مستجدات الأوضاع الراهنة والدفع بعملية السلام، مع عضوي مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي عثمان مجلي، معبره عن اهتمامها الكبير بالعمل لاستئناف عملية المفاوضات التي تقودها السعودية.
وناقشت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف أوبي مع عضوي مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي وطارق صالح مستجدات الأوضاع الإنسانية والجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب، وبدء مسار سياسي يعالج قضايا الصراع المحورية ويؤسس لسلام مستدام في البلد والمنطقة بشكل عام.
كما ناقش سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن ستيفن فاجن، مع عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي هذه الجهود المنسقة للذهاب نحو إنهاء الحرب في اليمن.
ويتواصل الحراك الدولي حتى الجمعة، حيث بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مع سفير تركيا لدى اليمن مستجدات الاحداث، وتطورات الاوضاع، والجهود المبذولة لإحلال السلام، في المقابل أكد السفير التركي موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة والحكومة، والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي في سبيل تحقيق السلام في البلاد.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت الثلاثاء الماضي أن المبعوث لليمن تيم ليندركينج بدأ جولة جديدة في دول الخليج للدفع بالجهود الحالية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء دائم للصراع في اليمن، سيلتقي خلالها بشركاء يمنيين وسعوديين وعمانيين وإماراتيين وغيرهم من الشركاء الدوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لضمان وقف إطلاق نار دائم وإطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة الأمم المتحدة ومواصلة الجهود للتخفيف من الأزمة الاقتصادية والمعاناة التي تثقل كاهل اليمنيين.
وقلل البرلماني اليمني شوقي القاضي من أهمية هذا الحراك الدبلوماسي، مطالبا في تغريدة على "إكس" أحرار اليمن بالطاولة ويتصدّروا "صناعة القرار" لإنقاذ وطنهم من الضياع وبناء سلام شامل دائم في ظل الجمهورية والوحدة والتنمية والديمقراطية، مضيفا أنه عليهم أن يترقبوا"الفصل الأخير" لسيناريو "صوملة اليمن" وتوزيعها على المليشيات والكيانات المسلحة وترحيل الصراعات تحت شعار "إنهاء الأزمة اليمنية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة اليمنية الحوثي الأمم المتحدة مجلس القیادة الرئاسی الرئاسی عیدروس الأمم المتحدة لدى الیمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان .. لعمامرة يبحث في بورتسودان توحيد الاتفاقات الدولية ومبادرات السلام
تشهد العاصمة السودانية المؤقتة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال ووقف الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وتوحيد الاتفاقات الدولية ومبادرات السلام، ووصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، إلى المدينة لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السودانيين، وفي الوقت نفسه اجتمع نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي وصل البلاد في زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات.
لعمامرة الذي تمتد زيارته إلى يومين ينتظر أن يلتقي خلالها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، وعضو المجلس إبراهيم جابر، وتختتم بلقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وتأتي الزيارة عقب الاجتماع التشاوري الذي عُقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الأربعاء الماضي، وشارك فيه ممثلون عن الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وجيبوتي (الرئيس الحالي للهيئة الحكومية المعنية بالتنمية «إيغاد»)، والأمم المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والبحرين والولايات المتحدة الأميركية.
وتُعد زيارة لعمامرة إلى بورتسودان الثانية له لبورتسودان منذ اتخاذها عاصمة مؤقتة للحكومة السودانية، ويُنتظر أن تتناول مباحثاته هناك تطور الأوضاع واستمرار الحرب والحركات الدولية الهادفة لوقفها، وذلك عقب اجتماع نواكشوط التشاوري بشأن السودان، تحت اسم «المنظمات متعددة الأطراف الراعية لمبادرات السلام في السودان»، وهدفه توحيد مبادرات السلام الإقليمية والدولية.
ويُنتظر أن يبحث لعمامرة مجدداً محاولة «إحياء» استئناف المفاوضات المباشرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، على أن يقودها «شخصياً»، والوصول في الحد الأدنى لاتفاق لحماية المدنيين، ما يفتح الباب أمام مباحثات لوقف الأعمال العدائية، وإنهاء الحرب سلمياً.
حرص سعودي على السودان
وفي السياق ذاته، قال إعلام مجلس السيادة الانتقالي إن البرهان التقى ببورتسودان، السبت، نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي الذي وصل البلاد في زيارة قصيرة، لبحث العلاقات السودانية - السعودية وتعزيزها وترقيتها، والتعاون المشترك بين البلدين. ونقل الإعلام السيادي عن الخريجي قوله إن المملكة العربية السعودية حريصة على استتباب الأمن والاستقرار في السودان.
ولم تكشف بورتسودان عما دار في الاجتماع، بيد أن المسؤول السعودي كان قد ذكر إبان مشاركته في اجتماع نواكشوط التشاوري الأسبوع الماضي، وفقاً لما نقلته «الشرق الأوسط»، أن بلاده تبذل جهوداً حثيثة لحل الأزمة السودانية، مشيراً إلى «مباحثات جدة 1» التي تمخضت عن «إعلان جدة الإنساني» و«مباحثات جدة 2» التي استهدفت إيجاد حل سياسي مستدام، يضمن أمن واستقرار السودان وتماسك الدولة ومؤسساتها، ومواصلة التنسيق بين الدول العربية والإسلامية والصديقة من أجل وقف القتال في السودان، ورفع المعاناة عن شعب السودان.الخريجي: وقف القتال أولوية
وأكد الخريجي أن حل الأزمة السودانية يبدأ بوقف القتال وتعزيز الاستجابة الإنسانية، والتمهيد لمستقبل سياسي يضمن أمن واستقرار البلاد ووحدتها وسيادتها ووقف التدخلات الخارجية.
وكان اجتماع نواكشوط قد دعا للتنسيق الإقليمي والدولي، وعقد اجتماعات تشاورية، تتناول الأوضاع في السودان والجهود والمساعي والمبادرات من أجل وضع حد للاقتتال في السودان، وفي الوقت نفسه كانت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان»، المعروفة اختصاراً بـ«ALPS» في سويسرا، منتصف الشهر الحالي، قد أجرت مشاورات مع فاعلين في المجتمع المدني والنساء والشباب لبحث تصوراتها بشأن خطط من أجل استئناف المباحثات بين الجيش و«قوات الدعم السريع».
وتأتي الجهود الدبلوماسية التي يقودها مبعوث غوتيريش في بورتسودان، في ظل تصاعد العمليات القتالية بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بما في ذلك الخرطوم والجزيرة ودارفور.
ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد الضحايا المدنيين بسبب الحرب التي توشك على إكمال عامها الثاني، وتقدرها منظمات دولية بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، بينما يقدر عدد النازحين داخل البلاد بأكثر من 11 مليوناً، وعدد الذين لجأوا لبلدان الجوار بنحو 3 ملايين، من جملة سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليوناً، ويعاني نحو 25 مليوناً منهم كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ حسب الأمم المتحدة.
كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس