عاد الحراك الدبلوماسي الدولي والاقليمي حول الملف اليمني بعد قرابة شهر من الجمود بسبب الانشغال بالحرب في غزة، نحو الحديث عن قرب توقيع اتفاق سلام بين الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثيين برعاية أممية، بعدما هندسة السعودية بوساطة عمانية خارطة الطريق بين الأطراف المتحاربة في اليمن.

 

وبين الرياض ومسقط، يحاول المبعوثان الأممي هانس غروندبرغ والامريكي تيم ليندركينج اعادة الزخم للجهود الدولية حول الملف اليمني الذي ذهب نحو الاحداث في قطاع غزة منذ 7 اكتوبر الشهر الماضي.

 

وتحدثت صحيفة الشرق الاوسط السعودية بأن التحركات الأخيرة في جهود السلام التي تقودها السعودية تتمحور حول خريطة السلام الأولى التي قُدمت في رمضان الماضي، بعد إجراء تعديلات وملاحظات عليها من الشرعية اليمنية والحوثيين.

 

وتؤكد أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني اطَّلع قبل نحو شهر على مسودة خريطة السلام، وأجرى عليها بعض التعديلات والملاحظات، مشيرة إلى أن الحوثيين قبلوا بالتعديلات حول مسألة آلية الضرائب والجمارك في ميناء الحديدة وصرف الرواتب في الصيغة الأساسية الأولى لخريطة السلام.

 

اجتماعات مكثفة


وفي يومي الأربعاء والخميس الماضيين، كثف الوسطاء الدوليين لقاءاتهم مع المسؤولين الحكوميين والأقليميين، حيث بحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، الجهود المشتركة لدعم مسار السلام في اليمن، بما في ذلك التعاون والتنسيق بين الجانبين بشأن خارطة الطريق المطروحة من السعودية.

 

وجدد خالد بن سلمان التزام  المملكة بدعم مجلس القيادة  وتشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في اليمن.

 

وعقد المبعوثان الأممي هانس غروندبرغ والأمريكي تيم ليندركينج لقاءات منفصلة مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، فيما أكد رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي على اهمية التزام المجتمع الدولي بقرارات مجلس الامن ذات الصلة بالحالة اليمنية، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، الذي يضمن نزع سلاح المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة، وحقها الحصري في تنفيذ سيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات العامة.

 

وجدد رئيس وأعضاء المجلس التزامهم والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل، ودعم جهود السعودية والوسيطين الاميركي، والاممي الرامية الى انهاء المعاناة الانسانية.

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ إن المباحثات مع الرئيس رشاد العليمي، وأعضاء المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وطارق صالح وفرج البحسني، اضافة الى وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، ركزت على تقدم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يعالج بعض ظروف المعيشة المتدهورة وويؤسس وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، تمهيدا لعملية سياسية يمنية جامعة برعاية الأمم المتحدة.

 

وأكد انه التقي لدى جولته الاخيرة إلى الرياض بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر واتفقا على أهمية الحفاظ على بيئة مواتية لمواصلة الحوار البنّاء من أجل التوصل إلى تسوية سياسية جامعة.
كما اعرب غروندبرغ في لقاء مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، عن تقديره لوحدة المجلس في دعم استئناف العملية السياسية في اليمن.

 

دعم دولي للجهود السعودية


واجتمع اعضاء مجلس القيادة الرئاسي مع سفراء بعثات دول الأعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي منها امريكا وبريطانيا وفرنسا، ضمن الجهود المنسقة للدفع نحو اتفاق يمني ينهي النزاع الذي طال أمده. 

 

وفي هذا الجانب، التقت السفيرة الفرنسية لدى اليمن كاترين قرم، مستجدات الأوضاع الراهنة والدفع بعملية السلام، مع عضوي مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي عثمان مجلي، معبره عن اهتمامها الكبير بالعمل لاستئناف عملية المفاوضات التي تقودها السعودية.

 

وناقشت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف أوبي مع عضوي مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي وطارق صالح مستجدات الأوضاع الإنسانية والجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب، وبدء مسار سياسي يعالج قضايا الصراع المحورية ويؤسس لسلام مستدام في البلد والمنطقة بشكل عام.

 

كما ناقش سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن ستيفن فاجن، مع عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي هذه الجهود المنسقة للذهاب نحو إنهاء الحرب في اليمن.

 

ويتواصل الحراك الدولي حتى الجمعة، حيث بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مع سفير تركيا لدى اليمن مستجدات الاحداث، وتطورات الاوضاع، والجهود المبذولة لإحلال السلام، في المقابل أكد السفير التركي موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة والحكومة، والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي في سبيل تحقيق السلام في البلاد.  

 

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت الثلاثاء الماضي أن المبعوث لليمن تيم ليندركينج بدأ جولة جديدة في دول الخليج للدفع بالجهود الحالية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء دائم للصراع في اليمن، سيلتقي خلالها بشركاء يمنيين وسعوديين وعمانيين وإماراتيين وغيرهم من الشركاء الدوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لضمان وقف إطلاق نار دائم وإطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة الأمم المتحدة ومواصلة الجهود للتخفيف من الأزمة الاقتصادية والمعاناة التي تثقل كاهل اليمنيين.

 

وقلل البرلماني اليمني شوقي القاضي من أهمية هذا الحراك الدبلوماسي، مطالبا في تغريدة على "إكس" أحرار اليمن بالطاولة ويتصدّروا "صناعة القرار" لإنقاذ وطنهم من الضياع وبناء سلام شامل دائم في ظل الجمهورية والوحدة والتنمية والديمقراطية، مضيفا أنه عليهم أن يترقبوا"الفصل الأخير" لسيناريو "صوملة اليمن" وتوزيعها على المليشيات والكيانات المسلحة وترحيل الصراعات تحت شعار "إنهاء الأزمة اليمنية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحكومة اليمنية الحوثي الأمم المتحدة مجلس القیادة الرئاسی الرئاسی عیدروس الأمم المتحدة لدى الیمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني

 

دعت الإمارات العربية المتحدة، في بيان هام، تضمن رسالة الدولة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحكومة المدنية، بما يشمل توجيه دعوة رسمية لجميع الأطراف المعنية، والأطراف المتحاربة للمشاركة في محادثات جدة.
وفي هذا السياق، أشادت بعثة دولة الإمارات، في رسالتها إلى المجلس، بالجهود التي تقوم بها أوغندا، وبما يبذله مسؤولو الاتحاد الإفريقي والقادة الإقليميون من أجل إنهاء هذه الأزمة.
وكانت دولة الإمارات قد ضمّت صوتها إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في دعوته التي وجهها إلى زعماء الفصائل المتحاربة للاجتماع تحت رعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بلا مزيد من التأخير، وللمشاركة في الاجتماع السياسي الشامل المرتقب في أديس أبابا خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو 2024.
ووجهت دولة الإمارات، في بيان صدر في نيويورك، نداء عاجلاً لمواجهة خطر المجاعة، وتواصل دولة الإمارات التأكيد على أهمية السماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية العاجلة بشكل مستدام إلى المدنيين المحتاجين.
“يجب على المجتمع الدولي زيادة الدعم المقدم إلى السودان، فالاستجابة لهذه الأزمة أمر في غاية الأهمية، ولا يمكن استمرار عرقلتها من جانب الفصائل المتحاربة التي لا تمثل مصالح الشعب السوداني، وفي هذا السياق، تواصل دولة الإمارات تركيزها على العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتخفيف من خطر المجاعة، وتشجيع الأطراف المتحاربة على المشاركة بشكل إيجابي في عملية سياسية، كما تدعم دولة الإمارات كافة المبادرات الرامية إلى إنهاء هذا النزاع، وتؤمن إيماناً راسخاً بأن محادثات السلام، يجب أن تحظى بدعم جميع من يرغبون في رؤية حل سلمي لهذا النزاع”.
وجددت دولة الإمارات دعمها “لجهود خفض التوترات، وتنفيذ وقف إطلاق النار، ودفع المفاوضات قُدُماً، مما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني”، ويؤكد العنف المستمر أن أياً من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني، وتشدد دولة الإمارات مجدداً على أنه لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع.
كما ردت دولة الإمارات على الادعاءات الزائفة التي أطلقها ممثل القوات المسلحة السودانية ضد الدولة، فأبرزت الأدلة المفنّدة ما يلي:
– الصور من جوازات السفر التي زعمت القوات المسلحة السودانية أنها “عثرت عليها في ساحة القتال” كانت في الواقع صورا فوتوغرافية، مأخوذة عن طريق الماسح الضوئي لبيانات ستة جوازات سفر تخص عاملين في المجال الخيري، ورجل أعمال زار السودان قبل فترة طويلة من بدء النزاع، وتتناقض الادعاءات التشهيرية الموجهة ضد هؤلاء الأفراد بشكل صارخ مع الترحيب الذي تلقوه في السابق من السلطات السودانية، ويمتلك جميع الأفراد جوازات سفرهم، ويحتفظون بحقهم في اتخاذ الإجراءات القانونية.
– صورة المركبة المصفحة التالفة التي نشرها ممثل القوات المسلحة السودانية وأخطأ في تحديدها على أنها “مركبة مصفحة من طراز نمر ذات تصميم داخلي من طراز فورد “، إن البيان الإماراتي يوضح بشكل قاطع أنها ليست مركبة من طراز نمر، وفي الواقع، لم يتم تصنيع أي مركبة “نمر” باستخدام الهيكل الخارجي أو المقصورة الداخلية لمركبة فورد.
– ترفض دولة الإمارات الادعاءات الزائفة بشأن توريد أسلحة ومعدات عسكرية لطرف متحارب، ولم تقدم الإمارات أي أسلحة أو معدات ذات صلة بأي نوع إلى أي من الأطراف المتحاربة منذ بداية النزاع. وقدمت دولة الإمارات مساعدات عسكرية للسودان قبل اندلاع النزاع، وذلك بناءً على طلب حكومة السودان، من خلال وزارة الدفاع السودانية والقوات المسلحة السودانية، لدعم جهود السودان في الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد، وطلب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بصفته رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان آنذاك، رسمياً المساعدة العسكرية من دولة الإمارات، في إطار اتفاقية الدفاع الموقعة بين البلدين في 29 يوليو 2020، وكان الدعم والمساعدة من قبل دولة الإمارات متسقاً مع التزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
– صور الهواتف تعود للهواتف التجارية التي كانت تُباع على نطاق واسع منذ عقود مضت، هذه الأنواع عبارة عن هواتف مدنية قديمة لم تعد قيد الإنتاج، إن شعار وعلامات شركة “اتصالات” التي تظهر على بعض الهواتف قديمة، يعود تاريخها إلى ما قبل عام 2000، ولم تعد تستخدم من قبل الشركة.
وقال متحدث باسم حكومة دولة الإمارات: “إن الادعاءات التي قدمها الممثلون السودانيون، ليست أكثر من افتراءات ليس لها سياق أو أدلة مؤيدة، ويجب تجاهلها بإجراءات موجزة”.
كما يسلط البيان الضوء على العلاقات العميقة بين البلدين، “إن آثار هذا النزاع محسوسة بشدة من قبل كافة أفراد الجالية السودانية الكبيرة المتواجدة في دولة الإمارات، والذين يشكلون جزءاً مهماً من مجتمعنا، ويعكس وجودهم عمق العلاقات المتجذرة بين البلدين”.
ويوضح البيان، المساعدة المباشرة والكبيرة التي تقدمها دولة الإمارات لشعب السودان، فقد سعت دولة الإمارات إلى المساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني، وبعد أن رفضت القوات المسلحة السودانية للأسف عرضنا المقدم في 25 مايو 2023 لإنشاء مستشفى ميداني في السودان لتقديم المساعدات والدعم الطبي، أنشأت الإمارات العربية المتحدة مستشفيين ميدانيين بالقرب من الحدود التشادية السودانية، ولا يزالان يشكلان شريان حياة بالغ الأهمية لأولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية.
علاوة على ذلك، وقعت دولة الإمارات الأسبوع الماضي اتفاقيات جديدة مع الأمم المتحدة لزيادة مساعداتها المقدمة إلى السودان، وخصصت مبلغ 70 مليون دولار أمريكي إضافية، كمساعدات للسودان من خلال الشركاء الرئيسيين ووكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مبلغ 130 مليون دولار أمريكي قدمتها كمساعدات إنسانية إلى السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وستواصل دولة الإمارات تقديم قضيتها من خلال الأمم المتحدة للمساعدة في إنهاء النزاع، وإزالة ضباب المعلومات المغلوطة من المناقشات الدولية والتي تسعى إلى حجب الطريق نحو حل النزاع وإنهاء المعاناة في السودان.
ويمكن الاطلاع على البيان الكامل للبعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الرابط:

بيان البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة رداً على الادعاءات الزائفة التي وردت في رسالة الممثل للسودان لدى مجلس الأمن والمؤرخة في 10 يونيو 2024


مقالات مشابهة

  • روسيا تبدأ رئاسة مجلس الأمن الدولي والوضع في اليمن على جدول الأعمال
  • الداعري: قواتنا المسلحة تخوض اليوم معركة وطنية في مواجهة الحوثيين
  • عضو الرئاسي اليمني سلطان العرادة يدعو الأحزاب إلى توحيد موقفها السياسي
  • هام : الكويت تعلن دعم اليمن بـ “3 طائرات و 2 محركات”
  • المنتخب اليمني يتعادل أمام نظيره الكويتي في ثالث مواجهاته ضمن بطولة غرب آسيا للشباب
  • قحطان مفتاح السلام…حملة إلكترونية تطالب بالإفراج عن أكثر مواطن طالت مدة اخفائه في معتقلات الحوثي
  • «حكماء المسلمين» يشارك بمؤتمر القيادة العالمية للسلام في نيروبي
  • تحذيرات مما يجري في مسقط .. المجلس الرئاسي ومواجهة التأسيس لحروب قادمة ومطالب بمكاشفة الشعب
  • في رسالة إلى مجلس الأمن.. الإمارات تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام في السودان
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني