رأي الوطن: منجزات تجديد النهضة المباركة فـي العيد الـ53 المجيد
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يأتي احتفال سلطنة عُمان اليوم السبت بالعيد الوطنيِّ الـ53 المَجيد، في ظلِّ خطوات وقفزات ومنجزات كبرى، حقَّقتها الإرادة العُمانيَّة (قيادةً وشَعبًا) في عددٍ من السَّنوات القليلة، رغم توالي الأزمات والتحدِّيات الَّتي فرضتها الأحداثُ العالَميَّة المتتالية، حيث حقَّقت البلاد ـ بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة والتَّوجيهات السَّديدة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم حفظه الله ورعاه ـ خطواتٍ واسعةً وجبَّارة في التقدُّم الاقتصاديِّ، خصوصًا في خفْضِ الدَّيْن العامِّ للدَّولة، الَّذي تقلَّص إلى (16) مليارًا و(300) مليون ريال عُماني بفضل ترشيدِ ورفْعِ كفاءة الإنفاق، وزيادة الإيرادات العامَّة؛ نتيجةً لارتفاع أسعار النفط، واتِّخاذ إجراءات ماليَّة لزيادة الإيرادات غير النفطيَّة، وغيرها من الخطوات الَّتي قامت بها خطَّة الإنقاذ الماليِّ، الَّتي اعتمدها قائد البلاد المُفدَّى، والَّتي استطاعت أنْ تتَّجهَ بالنُّموِّ الاقتصاديِّ بالأسعار الثَّابتة لزيادة نِسْبتُها (2.
ورغم هذا التقدُّم اللافت في الملفِّ الاقتصاديِّ الَّذي تُشير إليه المؤشِّرات الصَّادرة والمتعاقبة، وتشهدُ به كافَّة المؤسَّسات الماليَّة العالَميَّة ـ وعلى رأسِها صندوق النَّقد الدوليُّ ـ الَّذي أكَّد في بيان ختام زيارة خبرائه لسلطنة عُمان استمرارَ الاقتصاد العُمانيِّ في مسار التَّعافي مُحقِّقًا نُموًّا قدره (4.3) بالمئة في عام 2022م، مدفوعًا بشكلٍ أساسيٍّ بارتفاعِ أسعارِ النفط ونُموِّ الأنشطة النفطيَّة وغير النفطيَّة، مُشيدًا بالنَّتائج الإيجابيَّة للأداء الاقتصاديِّ والماليِّ للسَّلطنة، وصلابة القِطاع المصرفيِّ والتحسُّن المُحقَّق في الحساب الخارجيِّ، إضافةً إلى الجهود المبذولة في احتواء التضخُّم. فتلك الشَّهادة، الَّتي تزامنَتْ مع احتفال البلاد بالعيد الوطنيِّ المَجيد، تؤكِّد أنَّنا نَسيرُ في الاتِّجاه الصَّحيح، وأنَّ السَّواعد والعقول العُمانيَّة حقَّقت من القفزات الكبرى في تلك السَّنوات القليلة الماضية.
إنَّ ما تَحقَّق من إنجازات يَشهد به القاصِي والدَّاني، ويشعرُ بها المواطن والمُقيم رغم الظروف الصَّعبة الَّتي يمرُّ بها العالَم، قائمٌ في الأساس على رؤية جلالة السُّلطان المُعظَّم السَّديدة، الَّتي سَعَتْ إلى مُواكبة التطوُّر العالَميِّ، ومُواكبة التطوُّرات بشكلٍ يسعى إلى تجديد عهد النَّهضة العُمانيَّة المباركة، الَّتي أطْلقَها المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وفق منطلقاتها وثوابتها، السَّاعية لكَيْ يكُونَ العُمانيُّ هو الأداة والغاية، فقَدْ حرص جلالة القائد المُفدَّى على تحقيقِ مزجٍ عبقريٍّ بَيْنَ الثوابت العُمانيَّة، وبَيْنَ مواكبة العصر والأخذ بتلابيب أدواته.
فقَدْ آمَنَ جلالته منذ تولِّيه مقاليد الحُكم بأنَّ تطوير التعليم بشكلٍ يُواكب العصر هو القاعدة الَّتي تتحصَّن بها الأُمم والمُجتمعات حاضرها ومستقبلها، ومضَتْ توجيهاته السَّامية إلى تطويره والأخذ بمستجدَّات أدواته وفروعه وأساليبه، قائم على إقامة منظومة تعليميَّة شاملة ومستدامة، وبحثٍ عِلمي يَقُودُ إلى مُجتمع معرفيٍّ وقدرات وطنيَّة منافِسة. وتأكيدًا على رؤية جلالته في بناء الإنسان، وضعتْ سلطنة عُمان تطوير الكفاءات الوطنيَّة وتأهيلها ضِمْنَ الأولويَّات والضرورات، فأقرَّ مجلس الوزراء تعزيز برنامج الابتعاث الخارجيِّ للأعوام (2023- 2027م) باستحداث برنامج يستهدف إعداد خرِّيجين قادرين على القيام بأدوار رياديَّة في القِطاعات الاقتصاديَّة.
ولَمْ يهمل هذا التطوُّر الملحوظ في منظومة بناء العُمانيِّ الوطنيَّة الاهتمام السَّامي الكبير بالمحافظة على الهُوِيَّة والاعتزاز بالثقافة العُمانيَّة، والعمل على مواجهة التحدِّيات الَّتي يتعرض لها المُجتمع ومدى تأثيراتها غير المقبولة في منظومته الأخلاقيَّة والثقافيَّة، وأكَّد على ضرورة التصدِّي لها، ودراستها ومتابعتها؛ لِتعزيزِ قدرة المُجتمع على مواجهتها وترسيخ الهُوِيَّة الوطنيَّة، والقِيَم والمبادئ الأصيلة، الَّتي كانت ولا تزال باب الحماية الأوَّل الَّتي تُمكِّن سلطنة عُمان من بناءِ جيلٍ واعدٍ يمزجُ بَيْنَ ثوابته وأخلاقه وهُوِيَّته الوطنيَّة، وبَيْنَ بناء شخصيَّته العلميَّة والعمليَّة، فهنيئًا لأبناء عُمان ما تَحقَّق من إنجاز، وكُلُّ عامٍ ومُجدِّد نهضة عُمان جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بخير ورفعة، والبلاد تحت قيادته الحكيمة بخيرٍ ومنعةٍ وعزَّةٍ واستقرارٍ.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الع مانی العال م ع مانی
إقرأ أيضاً:
جهاز الاستثمار العُماني يُعلن عن الانتهاء من 5 مشروعات وطنية
أعلن جهاز الاستثمار العُماني عن الانتهاء من 5 مشروعات وطنية ستُفتتح تباعًا، تتوزع على أربع محافظات، وتبلغ قيمتها الاستثمارية 322.7 مليون ريال عُماني.
وتتنوع هذه المشروعات في عدد من القطاعات لتشمل محطة منح للطاقة الشمسية (المرحلتين الأولى والثانية)، ومشروع السوق المركزي للخضروات والفواكه (سلال)، ومحطة بركاء للتحلية (المرحلة الخامسة)، ومشروع مجمع تعليب الأسماك والقيمة المضافة في الدقم، إلى جانب مشروع تنفيذ وتشغيل وتسليم شبكة الصرف الصحي في منطقة صحلنوت (المرحلة الأولى).
وقال هشام بن أحمد الشيدي رئيس استثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العُماني: إن المشروعات الخمسة تُجسّد استراتيجية الجهاز وأهدافه التي تتواءم مع "رؤية عُمان 2040" ومستهدفاتها الوطنية، والنهوض بالقطاعات الاقتصادية المستهدفة عبر تنفيذ مشروعات كبيرة في مختلف المحافظات بالشراكة بين الشركات التابعة له والقطاع الخاص.
وأضاف أن محطة منح للطاقة الشمسية (المرحلتين الأولى والثانية) التي تنفذها شركة نماء لشراء الطاقة والمياه بالشراكة مع شركة "أشراق سيمبكورب جينكو"، تشكل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان، وتبلغ تكلفتها الإجمالية 150 مليون ريال عُماني، موضحًا أن المحطة تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة والإسهام بصورة كبيرة في تحقيق إنتاج 10 بالمائة من الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة بحلول عام 2025م.
وأشار إلى أن تكلفة مشروع السوق المركزي للخضروات والفواكه (سلال) بلغت 50 مليون ريال عُماني، ليمثل نقلة نوعية لقطاعي الزراعة والتجارة في سلطنة عُمان، إذ يشكل مظلة موحدة تُمكّن شركات القطاع الخاص العاملة في مجال تجارة الخضروات والفواكه بالجملة من التوسع في أنشطة الاستيراد والتصدير، مبينًا أن المشروع يهدف إلى توفير بنية أساسية متطورة وحلول لوجستية متكاملة لتسهيل عمليات التجارة في الخضروات والفواكه، ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي والبنية الأساسية ودعم المنتجات المحلية والاقتصاد الوطني، وسيوفر 375 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأوضح أنه سيتم افتتاح محطة بركاء للتحلية (المرحلة الخامسة)، التي تنفذها شركة نماء لخدمات المياه بالشراكة مع شركة "جي إس انما بركاء 5 للتحلية"، بتكلفة إجمالية تبلغ 50 مليون ريال عُماني؛ ويسهم المشروع في شراء خدمات ومواد بقيمة 21 مليون ريال عُماني من قيمة المشروع للمحتوى المحلي العُماني خلال فترة الإنشاء بما يعزز إسهامات الشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أنه بعد تشغيل المشروع سيعمل على تعزيز السعة التخزينية ومنظومة النقل وتوزيع المياه وتوفير فرص عمل للمواطنين.
وبيّن هشام بن أحمد الشيدي أن مجموعة تنمية أسماك عُمان والشركة الدولية للمنتجات البحرية تشاركت في إنشاء مجمع تعليب الأسماك والقيمة المضافة بالدقم الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 27.7 مليون ريال عُماني، ويسعى إلى تعظيم القيمة المضافة للأسماك العُمانية من خلال تقديم منتجات عالية الجودة وتوفير 640 فرصة عمل مباشرة، وسيسهم في تحقيق عائد للمساهمين والإسهام في ناتج الاقتصاد المحلي لسلطنة عُمان بمعدل 14 بالمائة من قيمة الاستثمار سنويًّا.
وفي القطاع الخدمي، أوضح رئيس استثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العُماني أن شركة نماء لخدمات ظفار نفذت مشروع شبكة الصرف الصحي في منطقة صحلنوت (المرحلة الأولى) بتكلفة إجمالية قدرها 45 مليون ريال عُماني، بهدف توفير بنية أساسية للصرف الصحي في المنطقة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمخططات الحديثة.
وتأتي المشروعات الخمسة ضمن "محفظة التنمية الوطنية" لجهاز الاستثمار العُماني التي تدير الأصول والشركات المحلية، وتهدف إلى الإسهام في نمو الاقتصاد العُماني وتطويره إلى جانب مساندة الموازنة العامة للدولة.