يأتي احتفال سلطنة عُمان اليوم السبت بالعيد الوطنيِّ الـ53 المَجيد، في ظلِّ خطوات وقفزات ومنجزات كبرى، حقَّقتها الإرادة العُمانيَّة (قيادةً وشَعبًا) في عددٍ من السَّنوات القليلة، رغم توالي الأزمات والتحدِّيات الَّتي فرضتها الأحداثُ العالَميَّة المتتالية، حيث حقَّقت البلاد ـ بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة والتَّوجيهات السَّديدة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم حفظه الله ورعاه ـ خطواتٍ واسعةً وجبَّارة في التقدُّم الاقتصاديِّ، خصوصًا في خفْضِ الدَّيْن العامِّ للدَّولة، الَّذي تقلَّص إلى (16) مليارًا و(300) مليون ريال عُماني بفضل ترشيدِ ورفْعِ كفاءة الإنفاق، وزيادة الإيرادات العامَّة؛ نتيجةً لارتفاع أسعار النفط، واتِّخاذ إجراءات ماليَّة لزيادة الإيرادات غير النفطيَّة، وغيرها من الخطوات الَّتي قامت بها خطَّة الإنقاذ الماليِّ، الَّتي اعتمدها قائد البلاد المُفدَّى، والَّتي استطاعت أنْ تتَّجهَ بالنُّموِّ الاقتصاديِّ بالأسعار الثَّابتة لزيادة نِسْبتُها (2.

1) بالمئة خلال النِّصف الأوَّل من العام الحاليِّ، رغم الظروف الطارئة المتعاقبة.
ورغم هذا التقدُّم اللافت في الملفِّ الاقتصاديِّ الَّذي تُشير إليه المؤشِّرات الصَّادرة والمتعاقبة، وتشهدُ به كافَّة المؤسَّسات الماليَّة العالَميَّة ـ وعلى رأسِها صندوق النَّقد الدوليُّ ـ الَّذي أكَّد في بيان ختام زيارة خبرائه لسلطنة عُمان استمرارَ الاقتصاد العُمانيِّ في مسار التَّعافي مُحقِّقًا نُموًّا قدره (4.3) بالمئة في عام 2022م، مدفوعًا بشكلٍ أساسيٍّ بارتفاعِ أسعارِ النفط ونُموِّ الأنشطة النفطيَّة وغير النفطيَّة، مُشيدًا بالنَّتائج الإيجابيَّة للأداء الاقتصاديِّ والماليِّ للسَّلطنة، وصلابة القِطاع المصرفيِّ والتحسُّن المُحقَّق في الحساب الخارجيِّ، إضافةً إلى الجهود المبذولة في احتواء التضخُّم. فتلك الشَّهادة، الَّتي تزامنَتْ مع احتفال البلاد بالعيد الوطنيِّ المَجيد، تؤكِّد أنَّنا نَسيرُ في الاتِّجاه الصَّحيح، وأنَّ السَّواعد والعقول العُمانيَّة حقَّقت من القفزات الكبرى في تلك السَّنوات القليلة الماضية.
إنَّ ما تَحقَّق من إنجازات يَشهد به القاصِي والدَّاني، ويشعرُ بها المواطن والمُقيم رغم الظروف الصَّعبة الَّتي يمرُّ بها العالَم، قائمٌ في الأساس على رؤية جلالة السُّلطان المُعظَّم السَّديدة، الَّتي سَعَتْ إلى مُواكبة التطوُّر العالَميِّ، ومُواكبة التطوُّرات بشكلٍ يسعى إلى تجديد عهد النَّهضة العُمانيَّة المباركة، الَّتي أطْلقَها المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وفق منطلقاتها وثوابتها، السَّاعية لكَيْ يكُونَ العُمانيُّ هو الأداة والغاية، فقَدْ حرص جلالة القائد المُفدَّى على تحقيقِ مزجٍ عبقريٍّ بَيْنَ الثوابت العُمانيَّة، وبَيْنَ مواكبة العصر والأخذ بتلابيب أدواته.
فقَدْ آمَنَ جلالته منذ تولِّيه مقاليد الحُكم بأنَّ تطوير التعليم بشكلٍ يُواكب العصر هو القاعدة الَّتي تتحصَّن بها الأُمم والمُجتمعات حاضرها ومستقبلها، ومضَتْ توجيهاته السَّامية إلى تطويره والأخذ بمستجدَّات أدواته وفروعه وأساليبه، قائم على إقامة منظومة تعليميَّة شاملة ومستدامة، وبحثٍ عِلمي يَقُودُ إلى مُجتمع معرفيٍّ وقدرات وطنيَّة منافِسة. وتأكيدًا على رؤية جلالته في بناء الإنسان، وضعتْ سلطنة عُمان تطوير الكفاءات الوطنيَّة وتأهيلها ضِمْنَ الأولويَّات والضرورات، فأقرَّ مجلس الوزراء تعزيز برنامج الابتعاث الخارجيِّ للأعوام (2023- 2027م) باستحداث برنامج يستهدف إعداد خرِّيجين قادرين على القيام بأدوار رياديَّة في القِطاعات الاقتصاديَّة.
ولَمْ يهمل هذا التطوُّر الملحوظ في منظومة بناء العُمانيِّ الوطنيَّة الاهتمام السَّامي الكبير بالمحافظة على الهُوِيَّة والاعتزاز بالثقافة العُمانيَّة، والعمل على مواجهة التحدِّيات الَّتي يتعرض لها المُجتمع ومدى تأثيراتها غير المقبولة في منظومته الأخلاقيَّة والثقافيَّة، وأكَّد على ضرورة التصدِّي لها، ودراستها ومتابعتها؛ لِتعزيزِ قدرة المُجتمع على مواجهتها وترسيخ الهُوِيَّة الوطنيَّة، والقِيَم والمبادئ الأصيلة، الَّتي كانت ولا تزال باب الحماية الأوَّل الَّتي تُمكِّن سلطنة عُمان من بناءِ جيلٍ واعدٍ يمزجُ بَيْنَ ثوابته وأخلاقه وهُوِيَّته الوطنيَّة، وبَيْنَ بناء شخصيَّته العلميَّة والعمليَّة، فهنيئًا لأبناء عُمان ما تَحقَّق من إنجاز، وكُلُّ عامٍ ومُجدِّد نهضة عُمان جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بخير ورفعة، والبلاد تحت قيادته الحكيمة بخيرٍ ومنعةٍ وعزَّةٍ واستقرارٍ.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانی العال م ع مانی

إقرأ أيضاً:

المنطقة الاقتصادية المتكاملة بالظاهرة.. فرص واعدة للدفع بالتنويع الاقتصادي

أكد رواد أعمال على أهمية إنشاء المنطقة الاقتصادية المتكاملة بمحافظة الظاهرة وما تحمله من فرص واعدة للدفع بالتنويع الاقتصادي وزيادة حجم التجارة البينية والنشاط الاقتصادي بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وتطوير قطاع التصدير والاستيراد وإيجاد فرص عمل للشباب الباحثين عن عمل، مشيرين إلى أن الميناء البري للمنطقة يعد محركا رئيسا لتدفق السلع

وسيسهم في تحقيق أهداف المنطقة في تنشيط التبادل التجاري.

يقول سيف بن سعيد البادي رئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الظاهرة: إن إقامة المنطقة الاقتصادية المتكاملة بالمحافظة تشكل نقلة نوعية للقطاع الخاص نظرا لموقعها الاستراتيجي الحدودي مع المملكة العربية السعودية، مما يسهم في زيادة التجارة البينية بين البلدين الشقيقين، وتقليل تكلفة الإنتاج والتصدير، وتسهيل عملية توفير السلع والمنتجات وإيجاد صناعات نوعية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وأشار قائلاً: إن مشروع المنطقة يتضمن إقامة ميناء بري ومحطة جمركية ومحطة متكاملة بالمركز التجاري والمباني الإدارية وغيرها من المرافق وسيتم خلال الفترة المقبلة إنشاء البنية الأساسية للمرحلة الأولى للمنطقة الاقتصادية والتي تشمل الطرق والتمديدات الكهربائية وشبكة المياه والصرف الصحي ومعالجة المخلفات الصناعية ومرافق المنطقة الضرورية، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الاستشارية الهندسية للمشروع كالتصميم والإشراف.

المقومات التنافسية

ومن المتوقع أن تعمل المنطقة الاقتصادية على تعزيز جهود التنمية والتنويع الاقتصادي والاستثماري وفتح مجالات جديدة للاقتصاد والاستفادة من المقومات التنافسية وجاذبية الموقع بما يخدم الصناعات ومدخلاتها.

وأضاف: إن الميناء البري سيسهم في تنشيط الحركة التجارية والصناعية بمحافظة الظاهرة، مما يوفر فرص عمل جديدة، وفرصا لتسهيل تصدير المنتجات الزراعية والصناعية من سلطنة عمان إلى الأسواق الإقليمية والدولية، كمل سيوفر فرصًا لنمو قطاعات النقل والشحن والتخزين، بالإضافة إلى تعزيز مكانة سلطنة عمان في المشهد الاقتصادي العالمي.

ويختتم البادي حديثة قائلاً: إنه من المتوقع من أصحاب الأعمال في سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية اتخاذ خطوات استراتيجية للاستفادة من الفرص التي ستوفرها المنطقة الاقتصادية المتكاملة، والتي سوف تتمثل في إقامة شراكات بين الشركات العمانية والسعودية لتعزيز التعاون التجاري والصناعي، وإنشاء مصانع مشتركة للاستفادة من المواد الخام المتوفرة في كلا البلدين بالإضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري من خلال تبني استراتيجيات ذكية ومبتكرة ويمكن للشركات العمانية والسعودية تحقيق نجاح كبير والاستفادة القصوى من الشراكة الاقتصادية الواعدة.

وقال محمد بن حميد الحاتمي: إن المنطقة الاقتصادية تعتبر من المشاريع الاقتصادية والاستراتيجية ذات الأثر الإيجابي الكبير وستسهم في تعزيز التجارة البينية بين سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية ودعم الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل.

وأشار قائلاً: إنه من المتوقع أن تحقق المنطقة العديد من النتائج الإيجابية وتتمثل في دفع عجلة التنمية الاقتصادية عبر زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الإيرادات الوطنية، وتنشيط الحركة التجارية والاستثمارية، وخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة تلبي احتياجات مختلف الشرائح المهنية، وتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير من خلال تقليل التكاليف وتسريع الإجراءات اللوجستية، وستساعد على فتح آفاق جديدة للاستثمار العقاري بالإضافة إلى تعزيز البيئة الاستثمارية وجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين المحليين والدوليين، كما أن الميناء البري بالمنطقة سيساعد على تعزيز مكانة سلطنة عمان كمركز تجاري ولوجستي إقليمي.

مركز اقتصادي ولوجستي

وأما محمد بن حمد الكلباني فيقول: من المتوقع أن تقوم المنطقة الاقتصادية المتكاملة بمحافظة الظاهرة بالعديد من الأدوار الاقتصادية والتجارية، منها إيجاد فرص عمل للشباب في مجالات التخزين ومختلف الصناعات والقطاع اللوجستي، وستجعل من سلطنة عمان نقطة تجمع للسلع والبضائع القادمة والمغادرة عبر منفذ الربع الخالي، كما سيسهم الميناء البري في تسهيل نقل البضائع والتقليل من تكاليف النقل والتخزين، وزيادة الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى ذلك سيكون الميناء بمثابة بوابة سلطنة عمان لشبه الجزيرة العربية ومركزا استراتيجيًّا يدعم ويساند الاقتصاد الوطني.

وتحدثت ميمونة بنت عبدالله المجرفية قائلة: إن إنشاء المنطقة الاقتصادية المتكاملة بمحافظة الظاهرة على طريق الربع الخالي تعتبر خطوة مهمة في تعزيز فرص الاستثمار في سلطنة عمان من خلال اللوجستيات وزيادة حركة تدفق البضائع والسلع.

وتابعت قائلة: إن المنطقة ستساعد على زيادة الصادرات من سلطة عمان إلى باقي دول الخليج العربي عبر منفذ الربع الخالي، وتنوع الصناعات من خلال خلق فرص لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى ذلك ستساعد على زيادة التبادل التجاري البيني بين سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية.

تحفيز النشاط التجاري

وأشارت قائلة: إن إنشاء الميناء البري بالمنطقة الاقتصادية سوف يسهم في تحفيز النشاط التجاري والاقتصادي وإيجاد فرص عمل كبيرة من خلال حركة الشاحنات، وفتح مكاتب تجارية من خلال ربط الميناء بميناء الدقم وبقية المواني في سلطنة عمان وكل ذلك سيساعد على تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية.

وتختتم ميمونه المجرفية حديثها قائلة: إن المنطقة الاقتصادية ستشجع أصحاب الأعمال بسلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية على إقامة مشاريع اقتصادية مشتركة مما يساعد على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين الشقيقين.

وقالت موزة بنت حميد الغريبية: إن إنشاء المنطقة الاقتصادية بالقرب من منفذ الربع الخالي الذي يربط سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية ستساعد على فتح مشاريع اقتصادية وصناعية كبيرة ومتنوعة تخدم البلدين الشقيقين، مشيرة إلى أهمية استغلال أصحاب الأعمال في البلدين الفرص المتاحة بالمنطقة وإقامة مشاريع ضخمة عالمية سواء كانت تجارية أو صناعية.

     

مقالات مشابهة

  • المنطقة الاقتصادية المتكاملة بالظاهرة.. فرص واعدة للدفع بالتنويع الاقتصادي
  • انتصر لغزة وأفشل العدوان: اليمن في ذكرى الصمود الوطني يُرتل نشيد النصر
  • بن صالح: ماضون على نهج شيخنا الغرياني لبناء الوطن
  • مصر القومي: احتشاد المصريين عقب صلاة العيد يعبر عن وحدة الصف الوطني
  • الجبهة الوطنية: الاصطفاف الوطني في صلاة العيد رسالة ضد تهجير الفلسطينيين
  • الداخلية ترسم البهجة على أسر الشهداء في العيد| فيديو
  • محافظ الغربية يستقبل المهنئين بعيد الفطر ويؤكد: العيد فرصة لتعزيز المحبة والعمل من أجل الوطن
  • أونيس: وطننا الغالي يستحق أن نقف جميعاً صفاً واحداً في وجه الفتن والتقسيم
  • خطيب صلاة العيد: تحية من أرض الكنانة إلى المرابطين حول المسجد الأقصى
  • وزير الحرس الوطني يستقبل قادة الوزارة وكبار مسؤوليها المهنئين بعيد الفطر المبارك