الأيَّام التاريخيَّة في حياة الأُمم والشعوب تُمثِّل قدسيَّة في الذَّاكرة الوطنيَّة والهُوِيَّة والثقافة. ولا شكَّ أنَّ الاحتفاء بتلك الرمزيَّة إنَّما هو تتويجٌ لأهمِّيتها التاريخيَّة، وشحْذٌ لِلْهِمَم المُتجدِّدة، وارتقاءٌ بروح المواطنة، واعتزازٌ بالأوطان، حيث عاشت الأُمم تضحِّي من أجْلِ حياضها ومقدَّساتها، فرحمَ اللهُ باني نهضة عُمان الحديثة السُّلطان قابوس ـ طيَّب الله ثراه ـ وعاش جلالة السُّلطان هيثم ـ أيَّده الله ـ لإكمال هذه المَسيرة الظَّافرة على دروب الخير والنَّماء والسَّلام والاستقرار.
ستظلُّ عُمان هي البوصلة الَّتي تُحدِّد الاتِّجاه، واتِّجاه البوصلة نَحْوَ الأهداف الوطنيَّة المقدَّسة لا شكَّ يتطلب الفِكر والجهد والإخلاص والمثابرة من أجْلِ رفعة عُمان، وهذا يتجلَّى في العقيدة الوطنيَّة الَّتي يحتاجها الوطن في كُلِّ زمان، وأبناء عُمان أثبتوا تمسُّكهم بتلك العقيدة الوطنيَّة الراسخة في مختلف الأوقات الحرجة الَّتي مرَّت على هذا الوطن وهُمْ دائمًا على قدر التحدِّيات والآمال المعقودة.
الحوار الوطني بَيْنَ الوطن والمواطن أو بَيْنَ القيادات الوطنيَّة والشَّعب هو هدفٌ رئيسٌ يحمل تطلُّعات القائد، وقَدْ كانت توجيهاته مركزةً على هذا الجانب لِمَا يحمل من أهداف وطنيَّة سامية، ويبقى الحوار يحمل أبعادًا مُهمَّة في مَسيرة العمل الوطني العُماني.
قبل أيَّام قليلة احتفى مجلس عُمان بانعقاد جلسته الأولى للدَّوْرة العاشرة برئاسة المقام السَّامي ـ حفظه الله ـ وبحضور أعضاء مجلسَي الدَّولة والشورى، وأسدَى عاهل البلاد المُفدَّى توجيهاته الكريمة، وتأتي تلك التوجيهات السَّديدة في ظلِّ تطلُّعاتٍ موازية لرؤية وطنيَّة تحمل على عاتقها مستقبل عُمان وهي رؤية «عُمان 2040». وهنا تبرز أهمِّية التَّماهي بَيْنَ وحدة متابعة تنفيذ رؤية «عُمان 2040» ومجلسَي الدَّولة والشورى، وتحقيق شراكة نموذجيَّة عَبْرَ لجان متابعة في مجلس عُمان؛ وذلك لترجمة تلك الأهداف الوطنيَّة، وتفعيل حالة من التوازن مع الرؤية في مَسيرة المجلسَيْنِ، والانتقال العملي الدَّقيق في كُلِّ دَوْرة من دَوْرات مجلس عُمان، وهذا يتطلب ضخَّ عصارة الفِكر والجهد في سبيل تقديم هذه الأمانة الوطنيَّة، وحمْل هموم الوطن بمشاركة وطنيَّة واسعة، وتوظيف الحوارات الوطنيَّة كرافعة مُعزِّزة للفِكر الوطني بحوار وطني حقيقي يستقطب الكوادر النخبويَّة من أبناء المُجتمع، وليس على طريقة تحصيل حاصل، كما أنَّ الدَّوْر الأساس الرقابي والتشريعي يحمل أهمِّية قصوى تعتمد عَلَيْه عُمان في تجلِّياتها الوطنيَّة.
الجهاز التنفيذي للدَّولة والأمانة الكبرى بأن تكُونَ عين الله والوطن متجسِّدة في تلك الأمانة والَّتي تستوجب من كُلِّ عضوٍ عامل في هذا الوطن تلك القِيَم والمعاني الوطنيَّة النبيلة الَّتي تقدِّم عُمان نَحْوَ المستقبل المُشرِق بعون الله.
الجهاز الأمني والعسكري هو ـ بلا شك ـ مركز الثقل الوطني الَّذي تعوِّل عَلَيْه السَّلطنة والَّذي يحظى بإشرافٍ ومتابعة كريمة من المقام السَّامي ـ أيَّده الله ـ والحمدلله أنَّ سِمة الأمن والأمان والاستقرار من أعظم المكرمات الَّتي وهَبَها الله هذا البلد العزيز، ونسأله سبحانه أن يتمَّ نعمته عَلَيْنا وعلى أشقَّائنا في كُلِّ البلاد العربيَّة والإسلاميَّة والإنسانيَّة جمعاء.
الصُّورة الخارجيَّة المُشرِّفة الَّتي سجَّلتها عُمان ما زالت هي الرافعة الكبرى وفرس الرهان الَّتي وضعت الثِّقة الدوليَّة في السَّلطنة، وقَدْ أثبتت عُمان عامًا بعد عام أحقيَّتها بتلك الثِّقة العالَميَّة، وهذه السِّياسة الخارجيَّة العُمانيَّة المؤسَّسة على المبادئ الإنسانيَّة قدَّمت إضاءاتها ورسالتها للعالَم أجمع. حفظ الله عُمان في يومها المَجيد يوم الثامن عشر من نوفمبر في ذكرى (53) عامًا على النَّهضة العُمانيَّة المباركة، وحفظ الله أبناء عُمان وجعلهم نموذجًا وقدوةً يتشرف بهم هذا الوطن المعطاء في كُلِّ زمان ومكان، كُلُّ عامٍ وعُمان بخير بإذن الله.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري ناعيا اللواء أحمد أبو طالب: رحل الإنسان الذي عرفت فيه كل معاني المروءة
نعى الكاتب والإعلامي، مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، اللواء أحمد أبو طالب، أمين عام مجلس الوزراء الأسبق، ورئيس لجنة الثقافة والسياحة والإعلام الأسبق بمجلس الشعب، معربا عن خالص تعازيه للأسرة الكريمة في وفاة الفقيد.
وقال بكري، في تغريدة عبر حسابه على إكس: رحل عن دنيانا في الشهر الكريم اللواء أحمد أبو طالب، رحل الإنسان الذي عرفت فيه كل معاني الإنسانية والمروءة منذ زاملته في برلمان2005، لقد كان رمزا وطنيا معطاء، وظل محافظا على ثوابته حتى اليوم الأخير من حياته.
وأضاف: عرفته عن قرب وتزاورنا كثيرا، وكنت أحدثه منذ أيام، ودار الحديث بيننا حول التحديات التي تواجه الوطن، قلبه دوما كان ينبض بحب الوطن وهمومه.
يذكر أن اللواء أحمد أبو طالب، هو شقيق الدكتور صوفي أبوطالب رئيس الجمهورية المؤقت ورئيس مجلس الشعب، ووالد المستشار شريف أبو طالب، والنائبة ياسمين أبو طالب عضو مجلس النواب.
«مصطفى بكري»: وحدة سوريا خط أحمر.. واحذروا مخططات التقسيم
«مصطفى بكري» لـ الرئيس: لا تبالي بالخونة والمتآمرين فالشعب المصري يقف خلفك
نحن الذين نشكرك.. «مصطفى بكري» معلقا على حديث الرئيس عن المصريين.. فيديو