جريدة الوطن:
2024-10-03@21:03:49 GMT

صفحة جديدة فـي تاريخ النهضة العمانية المباركة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

صفحة جديدة فـي تاريخ النهضة العمانية المباركة

يحتاج التاريخ وقتًا حتَّى تتمَّ كتابته، مقولة سمعتها قديمًا من أحَد أساطين التاريخ وأساتذته الَّذين تتلمذت على يدَيْهم، وعزَّز مقولته بضرورة دراسة ما حدَث من تقدُّم إيجابي أو سلبي، وما ترتَّب عَلَيْه من أحداث كبيرة أو صغيرة، شكَّلت فارقًا وتغييرًا كبيرًا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي العالَمي والمحلِّي، لِيتمَّ وضعها في إطارها الجديد بشكلٍ تستحقُّ معه أن يطلقَ عَلَيْها حدَث تاريخي مفصلي، يسرده البَشَر في تاريخهم الشَّفهي، وتوثِّقه الأوطان في سجلِّها التاريخي، لِيكُونَ حدًّا فاصلًا بَيْنَ مراحل متعدِّدة ومتباينة الملامح، يحبل بالأحداث المتراكمة ذات التأثير الفارق، متولِّدة من تحدِّيات وأزمات كبيرة، كان لتدخُّل البَشَر فيها، سواء من القيادات أو الشعوب دَوْر مُلْهِم في تلقِّي الصَّدمات والمِحَن، والانطلاق نَحْوَ الرُّقي والصعود.


ولعلَّ نهضة عُمان المباركة الَّتي شُيِّدت على يَدِ المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ على امتداد سنواتها الَّتي قاربت الخمسين والَّتي انطلقت في الـ23 من يوليو 1970 وحتَّى وفاته في الـ10 من يناير 2020م، هي نموذج لهذا التفسير العلمي في كتابة التاريخ، ونحن شهود عيان على تلك المرحلة، سواء ما سمعناه من الآباء والسَّابقين عن شكلِ سلطنة عُمان في بداية عصر النَّهضة المباركة، أو ما لمستُه شخصيًّا في مراحله البسيطة، فإقامتي الأولى للدراسة في بداية التسعينيَّات من القرن الماضي عاصرتُ ذروة تلك النَّهضة، وزادت قناعاتي بها عِندما جئتُ للعمل في بداية الألفيَّة الجديدة، ورأيتُ بأُمِّ عَيْني مدى التطوُّر الكبير الَّذي أحدث في عقدٍ من الزمان. واذا حاولنا تطبيق هذه المقولة المرتبطة بأحكام كتابة التاريخ سنجدُها أيضًا تنطبق بشكلٍ جليٍّ على ما بذله حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في سنواته الأولى في الحُكم من جهود حقَّقت المستحيل رغم قِصر المدَّة، فقَدِ استلمَ جلالته البلاد في ظرفٍ شديد الدقَّة، مكبَّلة بديون تكوَّنت بفعل الانخفاض غير المسبوق في أسعار النفط، وما تبعها من ظروف استثنائيَّة فرضتها جائحة كورونا «كوفيد19»، وأثَرها السلبي اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وما تبعها من ضرر بالغ على سلاسل الإمداد والتوريد عالَميَّا نتيجة الأحداث الجيوسياسيَّة الَّتي مرَّ بها العالَم أجمع، وتراجعت على إثرها كافَّة التصنيفات الائتمانيَّة العالَميَّة، وترنَّحت دوَل كبرى نتيجة تبعات تلك الأزمات المتلاحقة، ناهيك عن الآثار السلبيَّة لتغيُّر المناخ العالَمي. تلك الصورة القاتمة تجعل من سنوات حُكم جلالة السُّلطان المُعظَّم القليلة حدثًا استثنائيًّا تاريخيًّا، وصفحات مضيئة في السِّجلِّ التاريخي العُماني المليء بالإنجازات، فكانت الرؤية الثَّاقبة الثَّابتة في وجْهِ تلك الظروف الصعبة، والعمل على تخطِّيها وفق التوجيهات السَّديدة لجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ والَّتي وازنت بَيْنَ الاحتياجات الاجتماعيَّة والظروف الاقتصاديَّة الطارئة، بترشيدٍ في الإنفاق، علاجًا ناجعًا أوَّلًا لكبح جماح الدَّيْن العامِّ، الَّذي لا تنسجم جهود البناء العُماني مع وجوده على مرِّ التاريخ الطويل، نظرًا لتأثيره العميق على استقلال القرار الوطني، ثمَّ ما رأينا من إعجاز غير مسبوق في توليد فائض يُسهم في سدِّ الديون وتقليصها للحدِّ الأدنى، ودوران الاقتصاد الوطني بشكلٍ تشهد به الأرقام المتوالية عامًا بعد عام، لِنرَى عهد النَّهضة المباركة يتجدَّد بفعل تلاحم الشَّعب العُماني الوفي مع قائده الفذِّ، لِيسطِّروا سطرًا نهضويًّا جديدًا.. فكُلُّ عامٍ وسلطنة عُمان شَعبًا وقيادةً بألف خير، في عيدهم الوطني المَجيد.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م

إقرأ أيضاً:

الكوادر العمانية تستثمر في إدارة المواقع الأثرية .. حصن جبرين أنموذجا

ـ عبدالله العلوي لـ«عُمان»:

افتتاح مشروع «المول التراثي» الأول من نوعه في سلطنة عُمان نوفمبر المقبل مع بدء موسم السياحة الشتوي

حصن جبرين هو تحصين دفاعي أثري يقع في بلدة جبرين جنوب غرب مركز ولاية بهلا، ويمثل أولى تجارب الاستثمار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إدارة المواقع الأثرية في سلطنة عُمان، وقد جعلت تجربة شركة الثقة المتكاملة للاستثمار في إدارة موقع حصن جبرين منه مزارًا سياحيًا يجذب الزوار والسياح على حد سواء، حيث تجاوز إجمالي الزوار والسياح 72 ألفًا خلال 9 أشهر من العام الجاري، وتعتزم الشركة افتتاح مشروع «المول التراثي» الأول من نوعه في سلطنة عُمان في نوفمبر المقبل، مع بدء موسم السياحة الشتوي.

وقال المهندس عبدالله بن حمد العلوي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة الثقة المتكاملة للاستثمار: «إن حصن جبرين العريق بناه الإمام بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي، ثالث أئمة الدولة اليعربية، الذي شهد عهده الكثير من الإنجازات العظيمة، بينها طرد البرتغاليين من عُمان بشكل كامل وتوسيع رقعة الإمبراطورية العُمانية آنذاك، حيث بلغت قوة الدولة اليعربية أوجها في عهده».

وقد تم بناء الحصن على ثلاث مراحل استغرقت 12 عامًا، ويعتبر حصن جبرين العريق أول مدرسة «جامعة» نظامية في عُمان، وقد خرّج العديد من العلماء البارزين في التاريخ العُماني، وكذلك العديد من العلماء من خارج عُمان، وتحديدًا من الجزائر وبلاد المغرب العربي، في شتى مجالات العلوم المختلفة.

وأشارت إلى أن شركة الثقة المتكاملة للاستثمار حظيت بتوقيع أول عقد لاستثمار معلم تاريخي سياحي كأول شركة عُمانية مع وزارة التراث والسياحة في عام 2021، وقد أسهمت الشركة، المصنفة ضمن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان، في تطوير وتشغيل المعلم بصورة جديدة، حيث إنها وظفت أبناء المجتمع المحلي من أبناء الولاية خاصة، والولايات الأخرى عامة، في مختلف المجالات والدرجات التعليمية، بما في ذلك الإرشاد السياحي بعدة لغات مختلفة، منها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، مما أضاف قيمة محلية وعالمية للحصن وللقطاع السياحي بوجه عام.

وبيّن أن الشركة تعمل على إيجاد تجارب للزوار من خلال الصناعات الحرفية التقليدية والحديثة للحرفيين العُمانيين بالولاية، والأسر المنتجة، والفنون الشعبية المختلفة في سلطنة عُمان.

وأوضح أن الشركة استطاعت استقطاب المزيد من الزوار والسياح عن طريق تنفيذ تجارب فريدة من نوعها وفعاليات متنوعة، العامة منها والخاصة، من أبرزها مهرجان حصن جبرين الأول والثاني، ومهرجان الداخلية الأول، بالإضافة إلى كرنفال الخزف الخليجي، الذي كان الأول من نوعه على مستوى دول الخليج، وشارك فيه العديد من الخبراء والأساتذة من الخزافين والحرفيين من سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، مما أسهم ذلك في زيادة عدد الزوار والسياح، حيث بلغ عدد الزوار والسياح منذ بداية السنة وحتى نهاية سبتمبر المنصرم أكثر من 72 ألف زائر وسائح.

وأضاف: «تكمن أهمية استثمار المعالم التاريخية والسياحية في تعزيز الخدمات والإمكانيات في هذه المواقع للزوار كافة، وتنويع الفعاليات وزيادة الجذب السياحي لسلطنة عُمان عامة، في القطاع السياحي الواعد، وتقوم الشركة حاليًا بتنفيذ مشروع «المول التراثي» الأول من نوعه في سلطنة عُمان، والذي سيكون مقصدًا للزوار من خلال توفير مقهى ومطعم للمأكولات الشعبية، بالإضافة إلى منفذ مبيعات للصناعات الحرفية والتقليدية العُمانية محليًا وعالميًا بمختلف أنواعها، ومن المتوقع افتتاحه في نوفمبر المقبل، تزامنًا مع الموسم السياحي، حيث يُعد موسم الشتاء الأبرز للسياحة في محافظة الداخلية خاصة، وسلطنة عُمان عامة».

مضيفًا: «كان للتجارب الأخرى، سواء العُمانية أو الخارجية، في استثمار المواقع التاريخية دور كبير في الاستفادة والتطوير، وتعد تجربة الشركة العُمانية للتنمية السياحية «عُمران» في هذا النوع من الاستثمار التنموي مُعززة للقطاع السياحي في سلطنة عُمان، حيث أسهمت بشكل كبير في إيجاد فرص عمل، وإتاحة الفرص الاستثمارية والاقتصادية للباحثين عن عمل، والحرفيين، والأسر المنتجة، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمجتمع المحلي بشكل عام».

مقالات مشابهة

  • جلالة السُّلطان المعظم يُصدر مرسومًا سلطانيًّا ساميًا
  • البابا تواضروس: نصر أكتوبر صفحة بيضاء في تاريخ العسكرية المصرية وتاريخ المصريين
  • البابا تواضروس: نصر أكتوبر صفحة بيضاء في تاريخ العسكرية المصرية ونشكر الله على سلام بلادنا
  • البابا تواضروس: نصر أكتوبر صفحة بيضاء في تاريخ العسكرية المصرية
  • بدء تصفيات مسابقة القرآن الكريم ببركاء
  • الصناعات الحرفية العمانية .. أصالة تتجدد عبر الأجيال
  • في اليوم العالمي للقهوة.. تاريخ اكتشاف المشروب الأكثر إثارة للجدل في التاريخ
  • الكوادر العمانية تستثمر في إدارة المواقع الأثرية .. حصن جبرين أنموذجا
  • على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم
  • محمد بن خليفة: التعليم ركيزة النهضة