جريدة الوطن:
2025-10-18@03:33:10 GMT

رفعة الإنسان.. هو فقه سلطنة عمان

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

رفعة الإنسان.. هو فقه سلطنة عمان

كما هي العادة وفي مِثل هذه المناسبات الخالدة تأتي الكلمات بلسمًا يشفي الصدور، وضوءًا يُنير الطريق، وأملًا في الغد نَحْوَ السَّير السَّديد المُعبَّق بسحر البخور العُماني، فاستمعنا لكلمات ليست كالكلمات، بل هي طمأنينة وابتسامة لغدٍ مُشرِق، ومواصلة لنهضة مُتجدِّدة وذلك من خلال الخِطاب السَّامي الَّذي ألقاه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في افتتاح دَوْر الانعقاد السَّنوي للدَّوْرة الثَّامنة لمجلس عُمان يوم الثلاثاء الرابع عشر من نوفمبر الماضي، والَّذي يأتي تزامنًا مع احتفالات سلطنة عُمان بعيدها الوطني الثالث والخمسين المَجيد، حيث جاء خِطاب جلالته ـ أعزَّه الله ـ شاملًا بليغًا مريحًا موزِّعًا باقات الأمل من خلال رصد ما يحلم به المواطن من آمال وأحلام ومستقبل زاهر وسط أجواء عالَميَّة غير مستقرَّة، إلَّا أنَّ طريق سلطنة عُمان دائمًا ما يسير بخطوات مدروسة ومرصودة بدقَّة نَحْوَ مواصلة النَّهضة ومواكبة النَّجاح بنجاح من خلال نهضة دائمة، مستمرَّة، مستقرَّة، لها مرتكزات عُمانيَّة خالصة وفريدة خالدة تاريخيَّة ومُتجدِّدة، لها إرث تاريخي وبُعد حضاري مستقبلي مدعم بكُلِّ أشكال التكنولوجيا والعِلْم، والثقافة والأدب، مزيَّنة ومطبَّقة بتعاليم الدِّين الإسلامي السَّمحة، حاضرة في تجنُّب تقلُّبات العالَم أو التأثُّر بمحدوديَّة ضيِّقة للغاية مع مخرجات السِّياسة العالَميَّة والإقليميَّة، فتكُونُ سلطنة عُمان دائمًا هي المحطَّة الأولى لالتقاء العقل والحكمة والبُعد عن الانفعالات وتسخين الأحداث، وهذا ما تخطوه السِّياسة العُمانيَّة الخارجيَّة منذ بدأت النَّهضة بداية السبعينيَّات وفجَّرت طاقاتها فعمَّت البلاد ونَعِم بخيرها العباد.


وفي الشَّأن الداخلي تشهد السِّياسات المتَّبعة للحكومة العُمانيَّة خلال فترات الأزمات العالَميَّة الأخيرة، سواء البيئيَّة أو الخلافات السِّياسيَّة والَّتي يطول تأثيرها العالَم كُلَّه والَّذي ـ بطبيعة الحال نحن جزء مِنْه ـ تشهد هذه السِّياسات الحكوميَّة ومن خلال مواصلة العمل وفق رؤية «عُمان 2040» تحقيق التوازن المالي والتخطيط الاقتصادي شديد الدقَّة لتجنُّب المخاطر الدوليَّة، حيث لا يشعر المواطن بأعباء تلك المرحلة المضطربة الَّتي يمرُّ بها العالَم، خصوصًا ذوي الدخل المحدود وأُسر الضمان الاجتماعي من خلال إرساء وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعيَّة، وهو ما يبعث الاطمئنان لدى المواطنين، ووصلت لَهُم خاصيَّة التفرُّد بنعيم الاستقرار ورغد الحياة، مع التلاحم والتكاتف بَيْنَ أفراد المُجتمع وقائده والَّذي أسفرت نتائجه بما تنعم به البلاد، ويشعر به المواطن منذ تولِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحُكم في البلاد.
الشَّاهد من خلال مرور (53) عامًا من النَّهضة المباركة، وصولًا إلى النَّهضة المُتجدِّدة الَّتي أتمَّت العامَ الرابع أنَّ العمل الوطني في عُمان متميِّز، وأنَّ التلاحم والبحث عن العِلْم والتفرُّد بسياسات لها خاصيَّة بيئيَّة لا ينعم بها إلَّا أهْلُ سلطنة عُمان، وهي فِقْه خاصٌّ أولى أولويَّاته رفعة الإنسان وتطوُّره وتلاحمه مع قيادته الَّتي سخَّرت كُلَّ الإمكانات لِيكُونَ هو درَّة الحاضر والماضي والمستقبل مُكلَّلًا بروح الأصالة وكرَم البداوة الصحراويَّة، ورفاهيَّة الحياة العصريَّة المنعَّم بمبادئ وأخلاق يُحَسد عَلَيْها تشعرك بتلك الأصالة الَّتي تجد ملامحها في كُلِّ عمل وطني مُطعَّم بالتنمية والابتكار المتزامن مع العمل الصَّادق، لِيكُونَ في النِّهاية ما نشاهده وننعم به الآن في دَولة المؤسَّسات وسيادة القانون، لِيستمرَّ قطار التنمية باستحداث أفضل السُّبل وتوفيرها للرُّقي بالعمليَّة التعليميَّة الَّتي هي أساس التنمية، وتعزيز القدرات في مجال تقنيَّة المعلومات والتواصل الرَّقمي بما ينسجم مع أهداف رؤية «عُمان 2040»، إنَّ من أهمِّ ما يميِّز الاحتفال بالعيد الوطني هو إبراز الهُوِيَّة للعُمانيَّة الَّتي تجسَّدت في التكاتف من أجْل الوطن وتفضيل المصلحة العامَّة على المصلحة الشخصيَّة بتخطِّي الأزمات الَّتي يشهدها العالَم، وجعلت سلطنة عُمان نموذجًا استثنائيًّا في التطوُّر مُثمر المضمون ورائع الشَّكل ووفير الإنتاج برؤية عصريَّة ونهج تطويري كثير التفرُّد والتميُّز. فكُلُّ عامٍ وجلالة السُّلطان المُعظَّم وكُلُّ عُمان في تقدُّم مستمرٍّ ونهضة مستمرَّة.
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير « »

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من خلال العال م ع مانی

إقرأ أيضاً:

النادي الاجتماعي للجالية المصرية بسلطنة عمان يلتقي بالسفير ياسر شعبان لتهنئته بتوليه مهام منصبه

قام أعضاء مجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية المصرية بسلطنة عمان بزيارة إلى مقر سفارة جمهورية مصر العربية في مسقط، لتقديم التهنئة للسفير ياسر شعبان بمناسبة توليه مهام عمله سفيرًا لجمهورية مصر العربية لدى سلطنة عمان.

وخلال اللقاء، أعرب أعضاء مجلس الإدارة عن خالص تمنياتهم لسعادته بدوام التوفيق والنجاح في أداء مهامه، مؤكدين حرص النادي على استمرار التعاون المثمر مع السفارة بما يخدم أبناء الجالية المصرية ويعزز روح الانتماء والولاء للوطن.

من جانبه، رحّب السفير ياسر شعبان بأعضاء مجلس الإدارة، معربًا عن تقديره لهذه الزيارة الكريمة، ومؤكدًا دعمه الكامل لجهود النادي في تنفيذ برامجه الثقافية والاجتماعية التي تسهم في تحقيق التكامل بين جهود السفارة والنادي لخدمة أبناء الجالية المصرية في السلطنة.

كما تناول اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة، بهدف تفعيل دور النادي كمظلة اجتماعية وثقافية شاملة للمصريين المقيمين في سلطنة عمان.

وقد حضر اللقاء كل من:-


• المستشار محمد عبد المنعم – المستشار السياسي بسفارة جمهورية مصر العربية لدى سلطنة عمان 
• المستشار أحمد شعيب – نائب سفير جمهورية مصر العربية لدى سلطنة عمان
• المستشارة منة ضياء – قنصل جمهورية مصر العربية لدى سلطنة عمان

مقالات مشابهة

  • النادي الاجتماعي للجالية المصرية بسلطنة عمان يلتقي بالسفير ياسر شعبان لتهنئته بتوليه مهام منصبه
  • مشروعات الغاز الطبيعي تواكب نمو الصناعات التحويلية وتطور منظومة المناطق الاقتصادية الخاصة في سلطنة عمان
  • محاضرة عن يوم الأغذية العالمي بولاية ضنك
  • بعد صدور المرسوم السلطاني.. بيان من "حقوق الإنسان"
  • المرأة العمانية.. هي عمان في بناء المستقبل و إلهام الأجيال القادمة
  • مركز مناظرات قطر يعلن استضافة سلطنة عمان لبطولة آسيا للمناظرات باللغة العربية 2025
  • سلطنة عمان تستضيف بطولة آسيا للمناظرات في نسختها الثالثة الشهر الجاري
  • رجّي استقبل سفير سلطنة عمان أحمد بن محمد السعيدي
  • العيسائي لـ«عمان الاقتصادي»: مشاريع المدن المستقبلية تدفع السوق نحو مرحلة جديدة
  • لماذا اختارت «زها حديد» مسقط؟