زيلينسكي يشكر فنلندا على المساعدات العسكرية الجديدة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكره للرئيس الفنلندي ساولي نينيستو والحكومة الفنلندية لقرارهما تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي - في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) - "إن إجمالي المساعدات العسكرية لفنلندا بلغت 1.5 مليار يورو وهذا الدعم لا يعزز أوكرانيا فحسب، بل يعزز أيضا أمن فنلندا وبقية أوروبا".
وأضاف زيلينسكي: "إنني أقدر تنفيذ اتفاقياتنا وموقف فنلندا المبدئي على الطريق نحو سلام عادل ومستدام لأوكرانيا وأوروبا ككل".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زيلينسكي أوكرانيا فنلندا
إقرأ أيضاً:
هل يلقى زيلينسكي مصير الأسد؟
انتهت عقود من حكم آل الأسد في أيام وساعات معدودات. هرب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد من سوريا تاركا خلفه معاونيه ومناصريه في مهب الريح، يواجهون المعارضة المدعومة من تركيا. برغم أعداد مقاتلي المعارضة المتواضع مقارنة بجيش النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة له، استطاعت المعارضة أن تعكس التوقعات كلها، والإطاحة بنظام عانت منه البلاد والعباد لأكثر من خمسة عقود، وذلك بعدما تخلّت عنه روسيا التي، على ما يبدو، ملت من مماطلته في تنفيذ الإصلاحات المنشودة.
طفح كيل موسكو من تملّصه ومراوغته في تنفيذ المصالحات مع الداخل والخارج، حتى ارتفعت كلفة دعمه وأصبح عبئا على الميزانية الروسية، فحان وقت التخلّي عنه وجني ثمار التخلي من خلال تحصيل بعض المكاسب في أوكرانيا والقارة الأفريقية.
زيلينسكي سجينا؟
على بُعد آلاف الأميال من سوريا، ربّما يصعب التنبؤ بمصير "نظير الأسد" الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي؛ لأنّ التنبؤات ليست من صنع الصحافة والمحللين السياسيين، إلاّ أنّ المدقق في سلوك الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، قد يستطيع تأويل الواقع وقراءة ما ينتظر تلك الحرب المفتوحة منذ ما يقارب 3 سنوات إلى اليوم.
قد تبدو العوامل السياسية والاقتصادية والعسكرية في أوكرانيا مشابهة جدا لتلك التي حصلت في سوريا، وهذا قد يفتح المجال أمام التنبؤ بشكل صريح، بأنّ مصير زيلينسكي قد يكون الفرار من كييف على عجل، عندما تملّ منه الدول الغربية هو الآخر، وتفقد الأمل من سعيه لسنوات، لتحقيق الوعود بالنصر وهزيمة الجيش الروسي.
هذا السيناريو سبق وشاهدناه في "المسلسل الأوكراني"، الذي كان سبَبَ شهرة زيلينسكي مع وصوله إلى سدة الرئاسة (خادم الشعب) وذلك في أجزائه الثلاثة، وهو يتحدث عن مُدرّس تاريخ مغمور أصبح رئيسا لأوكرانيا في تشابه مريب للأحداث. وكي يكتمل المشهد "السريالي"، تنتهي قصة المسلسل بالقبض على زيلينسكي الممثل والزجّ به في السجن.
توقف الدعم الغربي يسرّع النهاية
اعتمد زيلينسكي بشكل كبير ودائم على الدعم الغربي في مواجهة روسيا، سواء الدعم العسكريّ أو المادي. فأيّ نقص في هذا الدعم أو توقف مفاجئ سينتج عنه حُكما صعوبات اقتصادية كبرى تنعكس بشكل سريع على الميدان، وذلك نظرا لعدم وجود أي مصادر أخرى للدعم بخلاف ذاك القادم من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
عشرات المليارات من الدولارات أرسلت إلى اوكرانيا على شكل أسلحة وذخائر ودفاعات جوية ومؤخرا صواريخ بعيدة المدى استطاعت أن تطال العمق الروسي.. لكن بلا طائل حتى اليوم، ناهيك عن الأموال التي صرفها زيلينسكي من دون حسيب ورقيب، وذهب بعضها لدفع الرواتب وأجور العسكريين وبعضها من أجل تأمين مقومات الحياة للشعب المُنهك، فيما خرج بعضها الآخر إلى جيوب المسؤولين الأوكرانيين وعلى رأسهم زيلينسكي.
إذا توقّفت تلك الأموال سيكون هناك نقص حاد في ميزانية الدولة، وسيؤدي ذلك حتما إلى ضغوط شعبية داخلية، تقود إلى تغيير مزاج الشعب الأوكراني الذي يعاني من سَوق أبنائه إلى جبهات القتال ثم العودة جثثا إلى ذويهم.
أوجه الشبه مع الأسد
بالعودة إلى سيناريو الأسد، فقد واجه الأخير في سوريا حالات مشابهة. إذ اعتمد على الدعم الكلّي من دول مثل إيران وروسيا؛ كان يختصر مؤسسات الدولة السورية بشخصه، فأفرغها من مضامينها، كما اعتمد على تناحر قوى المعارضة من أجل الصمود طويلا. لكن حين توقّف الدعم وتوحدت جهود الفصائل انهار بشكل مريع. هذا كله حصل بعدما أصبحت تكلفة الحفاظ على نظام الأسد باهظة، وما عاد لأحد مصلحة بالاستمرار في إرسال المساعدات.
أما في أوكرانيا فالوضع مشابه اليوم، حيث يقترب زيلينسكي من "حافة الهاوية"، وخصوصا بعدما اتخذ قرار قضى بعدم تمديد اتفاقية إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي المُقبل من روسيا، والذي كان قبل بداية العام الجديد، آخر مصادر "الغاز الزهيد".
المؤشرات كلّها، تدل إلى رغبة الغرب بوقف الدعم عن كييف، بينما سيناريو فرار زيلينسكي من العاصمة كييف، على غرار فرار الأسد من دمشق على عجل من دون إبلاغ المقربين، ربّما يكون هو الآخر مطروحا على طاولة البحث الأوكرانية.. لكن هذه المرة الفرار إلى أين؟
وعليه، فإنّ التململ أوروبي قد بدأ بعد تلك الخطوة يلوح في الأفق. قد يعتبر الأوروبيون خطوة زيلينسكي موجهة ضدهم وليس ضد الروس وحدهم، وعندها ستكون عواقب تلك الخطوة وخيمة على العواصم الأوروبية كلّها، مع التذكير بأنّ الأوروبيين بدأوا يلمسون عبثية وعدم جدوى الدعم العسكري والنقدي الذي يرسلونه إلى كييف بعدما عجزت عن تحقيق نصرهم الموعود. بل على العكس، فإنّ الأمور تزداد سوءا وبات من الضروري الوصول إلى حلّ نهائي لتلك المعضلة التي تصيب بشظاياها الجسد الأوروبي.
قد تكون بداية الحل بإزاحة زيلينسكي، خصوصا إذا صدقت وعود دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتظر دخوله إلى البيت الأبيض بعد أيام، بوقف الحرب واستئناف التفاوض، عندها سيكون مصير زيلينسكي ربّما أسوأ من مصير الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
ستتعزّز تلك الفرضية أكثر وأكثر إذا ما أخذنا في عين الاعتبار "عجز" القارة الأوروبية عن دفع تكاليف إعادة الإعمار، نتيجة الأزمة الاقتصادية، التي بدأت تلوح أصداؤها في الأفق مع تعالي التصريحات زعماء الدول الصغيرة في القارة العجوز، حول ضرورة وقف الدعم.
أما الدول الكبيرة مثل ألمانيا، فهي الأخرى بدأت فعلا بالانعطاف، وذلك بعد تراجع شعبية المستشار الألماني أولاف شولتز نتيجة الحرب الأوكرانية نفسها. ولعل هذا ما يفسر اتصاله المطول بالرئيس بوتين والذي استمر أكثر من ساعة، واعتبرته القيادة الأوكرانية محاولة لـ"فك عزلة" موسكو.
تلك المؤشرات كلّها، تدل إلى رغبة الغرب بوقف الدعم عن كييف، بينما سيناريو فرار زيلينسكي من العاصمة كييف، على غرار فرار الأسد من دمشق على عجل من دون إبلاغ المقربين، ربّما يكون هو الآخر مطروحا على طاولة البحث الأوكرانية.. لكن هذه المرة الفرار إلى أين؟
فلننتظر ونرَ.