الجزيرة:
2025-03-04@08:33:55 GMT

ماذا يعني وسم خماس؟

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

ماذا يعني وسم خماس؟

واضح تمامًا أنّ دعاية جيش الاحتلال تورّطت في مآزق تتفاقم مع كلّ إطلالة للمتحدّثين باسمه. فما إن يخرج ناطق باسم هذا الجيش على العالم باكتشاف جديد يزعم أنّه برهان مؤكّد ودليل قاطع على صدق المزاعم الدعائية المسبقة؛ حتى تصير الإطلالة أضحوكة سارية عبر العالم.

تنقلب هذه الدعاية على مصدرها بأضرار جسيمة؛ بسبب سذاجة ما يعرضه متحدثو جيش الاحتلال واستخفافهم بذكاء الجماهير في كل مكان.

وممّا أغرى هذه الدعاية بالإسراف في تلفيق المزاعم الساذجة، أنها ضمنت لحبكاتها اعتمادًا مسبقًا من أبرز منصّات السياسة والإعلام في الدول الغربية الداعمة لحملة إبادة غزة، دون أن تفطن للمتغيِّرات الشبكية والجماهيرية التي استجدّت.

وقعت دعاية جيش الاحتلال في أخطاء جسيمة تعقّبتها منصّات تحقّق وتثبّت كشفت زيفها وحبكتها المضللة في كل إطلالة من هذه الإطلالات.

حبكات التزييف

لا يمكن فهم ما يجري بعيدًا عن جملة من العوامل والمتغيرات. فقد وقعت آخر جولة عدوان مديدة قبل تسع سنوات (2014)، ومن الواضح أنّ القائمين على دعاية جيش الاحتلال لم يأخذوا بعين الاعتبار تطوّر خبرات المنصّات الشبكية وناشطي مواقع التواصل في التصدِّي لدعاية التضليل طوال عقد مضى.

تجتهد العديد من منصّات التحقق والتثبّت حول العالم، بلا هوادة، في تفنيد حبكات التزييف، وقد أظهرت تحقيقاتها المتلاحقة التي تستند إلى أساليب سبر شبكية وتقنية، أنّ جيش الاحتلال يكذب ويتحرّى الكذب بأساليب ساذجة ويورِّط كل من يتلقّف مزاعمه الدعائية.

قوّضت جهود التمحيص الدؤوبة الثقة بما يأتي على ألسُن قادة الاحتلال ومتحدِّثي جيشه، وأحالت ما يعرضونه من مواد مصوّرة ومشاهد ميدانية إلى ملهاة جماهيرية.

يتصدّى الجمهور الشبكي- للدفقات اليومية من دعاية التضليل الحربية هذه- بأساليب لاذعة، من بينها:

أنّ ما يجري اليوم من ارتدادات عكسية يوقع منظومة دعائية ضخمة مكرّسة للتضليل في مأزق لا فكاك لها منه، فهذه التفاعلات هي طوفان، أو تسونامي بالأحرى، يقتدر على تجريف أعتى منظومة دعائية مكرّسة لقلب الحقائق وتزييف الوقائع. فجمهور الشبكات من كل الأعمار واللغات صاروا يتباروْن في إظهار فطنتهم إزاء حملة دعائية ساذجة يُدرِكون أنها استخفّت بوعيهم. وهكذا تحوّلت وسوم السخرية من دعاية الاحتلال، مثل "خماس" أو KHAMAS إلى عبء ثقيل للغاية على جيش الاحتلال تسبّب به قادته ومتحدثوه.

السخرية في منصات التواصل الاجتماعي من متحدثي الجيش الإسرائيلي وحبكاتهم. حماس مسؤولة عن انقراض الديناصورات! فقاعة التضليل

ولا يمكن فهم ما يجري بمعزل عن حقيقة أنّ قاعدة الاحتلال الحربية الاستيطانية لم تُصمّم بمواصفات القرن الحادي والعشرين، وأنّ دعاية التأسيس التقليديّة هوَت منذ زمن، وصارت عاجزة عن كسب العقول والقلوب، فما تراهن عليه في العقود الأخيرة هو تشويه الشعب الفلسطينيّ وشيطنة قواه ومطاردة كل من ينادي بالحقوق والعدالة في فلسطين، بينما تبقى عاجزة عن إقناع العالم بأنّ سحق الأطفال والأمهات والفتك بالرضّع والخدّج في غزة سلوكٌ حميد، أو بأنّ تصريحات الإبادة الفاشية والتهديد بالسلاح النووي خيارٌ مستساغ.

لا عجب أن يتمكّن وسم "خماس" أو KHAMAS -وما جاء على منواله- من ثَقب فقاعة التضليل التي تضخّمت في منصّات تبرير الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب، وهي فقاعة سعت إلى غسل أدمغة الجماهير من خلال أسلوب التَكرار والتثبيت، فجاءت الردود العكسية لتضع هذه الأساليب في مرآة حقيقتها وكيف أنها تعبِّر عن نزعة هوَس لا يمكن سترها.

من المؤكد أنّ دعاية الإبادة صارت عبئًا على جيشها وحكومتها وداعميها على جانبي الأطلسي، وهي تجرّ كل من يتواطأ معها إلى ثَقب أسود ينزع القناع الأخلاقي ورصيد المصداقية عنه، إن كان له من مصداقية أساسًا.

وإذ يُقال أنّ العالم بعد السابع من أكتوبر لن يعود كما كان؛ فإنّ أحد وجوه التحوّل المشهود هو دقّ المسامير في نعش دعاية التضليل وخروج مدرستها القديمة من التاريخ.

حماس هي التي دبّرت اغتيال ولي عهد النمسا في سراييفو وأشعلت شرارة الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤. أحد الردود اللاذعة على دعاية الجيش الإسرائيلي تحت وسم "خماس".

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

والي الجزيرة يقرع الجرس لإنطلاقة العام الدراسي

قرع الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير والي ولاية الجزيرة بحضور أعضاء لجنة أمن الولاية واعضاء الحكومة صباح الأحد بمدرسة مدني الثانوية النموذجية بنات الجرس إيذاناً بإنطلاقة العام الدراسي للصف الأول والسادس إبتدائي والصف الثالث متوسط والثالث ثانوي بجميع محليات الولاية.وأعلن الوالي أن العلم والتعليم من أولويات واهتمامات حكومته مجدداً الإلتزام بمعالجة قضايا التعليم.وأعلن الدكتور كمال عوض وزير التربية والتعليم انطلاقة العام الدراسي بعد توقف طويل لافتاً إلى أن يوم السبت سيكون دوام رسمي من أجل تعويض التوقف الطويل وبشر المعلمين بإلتزام وزارة المالية بالولاية بجدولة متأخرات المرتبات.وأكد أن انطلاقة العام الدراسي بالتدرج جاء وفقاً للتوصية الفنية من التربويين لتستكمل بقية الفصول في شهر أبريل مستعرضاً الجهود الجارية لتوفير الكتاب المدرسي والإجلاس مناشداً الخيرين والمنظمات لدعم العملية التعليمية استكمالا للدور الحكومي.فيما أشارت مديرة المدرسة لتاريخ المدرسة المشرف ورفدها الجامعات بالعديد من الطالبات اللاتي صرن من المبرزات في مجالهن.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تجويع غزة في رمضان.. على ماذا يراهن الاحتلال؟
  • الأوهام الصهيونية بين التضليل والواقع: كيف يحول الإعلام هرطقات الاحتلال إلى مسلّمات؟
  • ماذا بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق في غزة؟.. مناورة أم عودة للحرب
  • والي الجزيرة يقرع الجرس لإنطلاقة العام الدراسي
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُدين قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الجزيرة نت تكشف كيف اخترقت إسرائيل البروتوكول الإنساني في غزة
  • نتنياهو ردًا على فيديو القسام: إسرائيل لن تتراجع بسبب دعاية حماس
  • نتانياهو: دعاية حماس "لن ترهب" إسرائيل
  • الجزيرة 360 تطلق باقة رمضانية متميزة تحت شعار رمضان غير
  • عوائد مالية ضخمة.. ماذا ينتظر الأهلي في كأس العالم للأندية 2025؟