واضح تمامًا أنّ دعاية جيش الاحتلال تورّطت في مآزق تتفاقم مع كلّ إطلالة للمتحدّثين باسمه. فما إن يخرج ناطق باسم هذا الجيش على العالم باكتشاف جديد يزعم أنّه برهان مؤكّد ودليل قاطع على صدق المزاعم الدعائية المسبقة؛ حتى تصير الإطلالة أضحوكة سارية عبر العالم.
تنقلب هذه الدعاية على مصدرها بأضرار جسيمة؛ بسبب سذاجة ما يعرضه متحدثو جيش الاحتلال واستخفافهم بذكاء الجماهير في كل مكان.
وقعت دعاية جيش الاحتلال في أخطاء جسيمة تعقّبتها منصّات تحقّق وتثبّت كشفت زيفها وحبكتها المضللة في كل إطلالة من هذه الإطلالات.
حبكات التزييفلا يمكن فهم ما يجري بعيدًا عن جملة من العوامل والمتغيرات. فقد وقعت آخر جولة عدوان مديدة قبل تسع سنوات (2014)، ومن الواضح أنّ القائمين على دعاية جيش الاحتلال لم يأخذوا بعين الاعتبار تطوّر خبرات المنصّات الشبكية وناشطي مواقع التواصل في التصدِّي لدعاية التضليل طوال عقد مضى.
تجتهد العديد من منصّات التحقق والتثبّت حول العالم، بلا هوادة، في تفنيد حبكات التزييف، وقد أظهرت تحقيقاتها المتلاحقة التي تستند إلى أساليب سبر شبكية وتقنية، أنّ جيش الاحتلال يكذب ويتحرّى الكذب بأساليب ساذجة ويورِّط كل من يتلقّف مزاعمه الدعائية.
قوّضت جهود التمحيص الدؤوبة الثقة بما يأتي على ألسُن قادة الاحتلال ومتحدِّثي جيشه، وأحالت ما يعرضونه من مواد مصوّرة ومشاهد ميدانية إلى ملهاة جماهيرية.
يتصدّى الجمهور الشبكي- للدفقات اليومية من دعاية التضليل الحربية هذه- بأساليب لاذعة، من بينها:
أنّ ما يجري اليوم من ارتدادات عكسية يوقع منظومة دعائية ضخمة مكرّسة للتضليل في مأزق لا فكاك لها منه، فهذه التفاعلات هي طوفان، أو تسونامي بالأحرى، يقتدر على تجريف أعتى منظومة دعائية مكرّسة لقلب الحقائق وتزييف الوقائع. فجمهور الشبكات من كل الأعمار واللغات صاروا يتباروْن في إظهار فطنتهم إزاء حملة دعائية ساذجة يُدرِكون أنها استخفّت بوعيهم. وهكذا تحوّلت وسوم السخرية من دعاية الاحتلال، مثل "خماس" أو KHAMAS إلى عبء ثقيل للغاية على جيش الاحتلال تسبّب به قادته ومتحدثوه.
السخرية في منصات التواصل الاجتماعي من متحدثي الجيش الإسرائيلي وحبكاتهم. حماس مسؤولة عن انقراض الديناصورات! فقاعة التضليلولا يمكن فهم ما يجري بمعزل عن حقيقة أنّ قاعدة الاحتلال الحربية الاستيطانية لم تُصمّم بمواصفات القرن الحادي والعشرين، وأنّ دعاية التأسيس التقليديّة هوَت منذ زمن، وصارت عاجزة عن كسب العقول والقلوب، فما تراهن عليه في العقود الأخيرة هو تشويه الشعب الفلسطينيّ وشيطنة قواه ومطاردة كل من ينادي بالحقوق والعدالة في فلسطين، بينما تبقى عاجزة عن إقناع العالم بأنّ سحق الأطفال والأمهات والفتك بالرضّع والخدّج في غزة سلوكٌ حميد، أو بأنّ تصريحات الإبادة الفاشية والتهديد بالسلاح النووي خيارٌ مستساغ.
لا عجب أن يتمكّن وسم "خماس" أو KHAMAS -وما جاء على منواله- من ثَقب فقاعة التضليل التي تضخّمت في منصّات تبرير الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب، وهي فقاعة سعت إلى غسل أدمغة الجماهير من خلال أسلوب التَكرار والتثبيت، فجاءت الردود العكسية لتضع هذه الأساليب في مرآة حقيقتها وكيف أنها تعبِّر عن نزعة هوَس لا يمكن سترها.
من المؤكد أنّ دعاية الإبادة صارت عبئًا على جيشها وحكومتها وداعميها على جانبي الأطلسي، وهي تجرّ كل من يتواطأ معها إلى ثَقب أسود ينزع القناع الأخلاقي ورصيد المصداقية عنه، إن كان له من مصداقية أساسًا.
وإذ يُقال أنّ العالم بعد السابع من أكتوبر لن يعود كما كان؛ فإنّ أحد وجوه التحوّل المشهود هو دقّ المسامير في نعش دعاية التضليل وخروج مدرستها القديمة من التاريخ.
حماس هي التي دبّرت اغتيال ولي عهد النمسا في سراييفو وأشعلت شرارة الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤. أحد الردود اللاذعة على دعاية الجيش الإسرائيلي تحت وسم "خماس".aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
فلسطيني يوثق مشاهد العودة إلى منزله في شمال غزة.. ماذا حدث؟
وثّق الشاب الفلسطيني محمد عماد الخالدي، مشهد عودته إلى منزله مرة أخرى بعد شهور من الانتظار حاملا مفتاح المنزل الذي لم تُطاله يد التدمير الإسرائيلية طُوال الحرب التي استمرت 15 شهرا وتوقفت في 19 يناير الجاري.
فيديو يوثق لحظات انتظار فلسطيني العودة لمنزلهشاب يعود إلى منزله في القطاع بعد شهور من الدمار#رؤيا pic.twitter.com/QgEPXVAOOu
— رؤيا (@RoyaTV) January 30, 2025وفي فيديو منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وثق الشاب لحظات تشوقه وحبه للعودة إلى المنزل، لتتضمن المشاهد بقاء أسبوع للعودة إلى الديار، ثم 6 أيام، ثم 5 أيام، و4 أيام، ثم 3 أيام ثم يومين، ثم يوم واحد، وبعدها كان اليوم المنتظر.
اليوم المنتظر وسجود وبكاءوبين الفيديو لحظة دخول الشاب المنزل مٌرتديا الكوفية الفلسطينية، باكيا، ثم سجد على الأرض، وشكر الله، لأن منزله لم يتضرر من القصف الإسرائيلي العشوائي، ثم دخل الشاب البلكونة الخاصة بالمنزل وجلس فيها ووضع فوقه علم فلسطين، مٌعلنا انتصار الشعب الفلسطيني على جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما وثقته قناة «رؤيا» الأردنية.
عودة النازحين وتوقف الحربوعاد النازحون الفلسطينيون مرة أخرى من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، بعد أيام قليلة من توقف الحرب في الأحد 19 يناير الجاري بعد نجاح الوساطة المصرية الأمريكية القطرية، لوقف الحرب بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
نجاح الصفقة الثانية لتبادل الأسرىأما صباح اليوم فسلمت الفصائل الفلسطينية الصفقة الثانية لتبادل الأسرى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر الوسيط الدولي الصليب الأحمر.