دبلوماسية الرسائل.. هل تتمكن طهران وواشنطن من احتواء توتر الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
طهران- منذ اندلاع عمليات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ومسارعة الولايات المتحدة إلى إرسال أساطيلها البحرية إلى شرق الأبيض المتوسط ووقوفها إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة المحاصر، عاد التوتر إلى العلاقات الإيرانية الأميركية مجددا.
وعلى ضوء التهديدات الإيرانية بخروج الوضع في الشرق الأوسط عن السيطرة في حال تمادي إسرائيل في استهداف المدنيين الأبرياء والحديث عن إمكانية فتح جبهات جديدة لنصرة غزة، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن تلقي بلاده رسالتين من الجانب الأميركي بشأن تطورات المنطقة.
وبينما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون باتريك رايدر، أن إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى المنطقة "رسالة لإيران وحزب الله اللبناني بأن لا يفكرا في التدخل في المعركة بين إسرائيل وحركة حماس"، تفاجأ الرأي العام الإقليمي بموافقة واشنطن على تمديد الاستثناءات الممنوحة للعراق من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع إيران.
احتدام التوتر
في أثناء ذلك، ذكر موقع "واشنطن فري بيكون" أن الولايات المتحدة قد تسمح للعراق بتحويل 10 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة إلى حسابات إيران في أوروبا وعمان، من خلال تمديد إعفاء بغداد من التزام عقوبات طهران.
ويأتي ذلك تزامنا مع احتدام التوتر بين الجانبين الإيراني والأميركي إثر تموضعهما السياسي بشأن تطورات الشرق الأوسط وتزايد الهجمات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا.
في حين يقرأ مراقبون إيرانيون زيارة كل من وزير خارجية بلادهم حسين أمير عبد اللهيان ومساعده للشؤون السياسية علي باقري كني -كلا على حدة- إلى جنيف في سياق المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي لاحتواء التوتر في الشرق الأوسط.
وعلمت الجزيرة نت من مصدر مقرب من الخارجية الإيرانية -فضل عدم الكشف عن هويته- أن المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن تمضي على قدم وساق منذ الأيام الأولى من اندلاع الحرب على غزة عبر 3 وسطاء إقليميين.
يرى مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان لجنيف تهدف إلى احتواء التوتر في الشرق الأوسط (وكالة الأناضول) رسائل أميركيةوأضاف المصدر، أن الجانب الأميركي سعى في رسائله لطمأنة طهران بأنه لا يريد توسعة الحرب، ولن يسمح للحكومة الإسرائيلية بتجاوز الخطوط الحمراء في غزة منها القضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامية، وطالب بعدم انخراط طهران في المعركة ونزع فتيل هجمات الحركات المتحالفة معها على قواعده في المنطقة.
وتابع المصدر للجزيرة نت، أن الجمهورية الإسلامية اعتبرت في المقابل وقف العدوان شرطا لمطالبة حلفائها الإقليميين بضبط النفس وعدم مهاجمة الأهداف الأميركية، مضيفا أن طهران طالبت كذلك بخروج القوات الإسرائيلية من غزة ورفع الحصار عن القطاع.
وأكد المصدر ذاته أن "دبلوماسية الرسائل أسهمت إلى حد بعيد في تراجع الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي واحتواء التوتر بين طهران وواشنطن وإبعاد شبح الحرب الإقليمية التي كانت في طريقها لتشعل النار في مناطق واسعة من المنطقة، بدءا من مضيق باب المندب ثم البحرين الأحمر والأبيض المتوسط وصولا إلى فتح العديد من الجبهات بوجه العدو الإسرائيلي".
ولدى إشارته إلى اعتراف المسؤولين الأميركيين أنه لا دليل على ضلوع إيران في التطورات الأخيرة بالمنطقة، رأى المصدر الإيراني في مشاركة حلفاء طهران، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في معركة غزة والهجمات الأخرى على الأهداف الأميركية بالمنطقة إنما تعد رسالة واضحة تدل على تماسك محور المقاومة وموقفه من أي عدوان قد يفرض على حلفائه.
احتواء التوترفي السياق ذاته، كشف الباحث السياسي مهدي شكيبائي، أنه منذ صفقة تبادل السجناء في أغسطس/آب الماضي بين طهران وواشنطن سعت الأخيرة سعيا حثيثا لتحريك المياه في المفاوضات النووية بغية إنقاذ الاتفاق النووي حتى قبيل رئاستها المقررة في 2024.
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد شكيبائي أن "الكيان الصهيوني عرقل أكثر من مرة المقاربات النسبية الناجمة عن الامتيازات الأميركية للجانب الإيراني، لا سيما بشأن بيع النفط والإفراج عن الأموال المجمدة"، مضيفا أن تل أبيب ترى في معركة غزة الجارية فرصة للقضاء على أي تقارب محتمل بين إيران وأميركا، بل تسعى من أجل توريط الأخيرة في حرب مع طهران، على حد تعبيره.
ورأى في التمديد الأميركي فترة الاستثناء الممنوحة للعراق من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع إيران 4 أشهر إضافية، وذلك في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة والتهديدات الإيرانية بفتح جبهات جديدة، إنما رسالة تدل على عدم عزم واشنطن الانصياع للمزاعم الإسرائيلية، وأن دعمها لتل أبيب لن يكون مفتوحا في الحرب على غزة.
مهدي شكيبائي يرى أن إسرائيل تسعى لتوريط أميركا بحرب مع إيران (الجزيرة) شراء الوقتفي غضون ذلك، رأى الباحث الإستراتيجي أبوالفضل فاتح، أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد فاقمت التوتر في المنطقة، ورفعت احتمالات توسعة رقعة الحرب، بيد أن سلوك كل من الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة أسهم بالفعل في احتواء التوتر وتراجع احتمالات تحول المعركة إلى حرب شاملة.
وفي مقال له تحت عنوان "لم تعد إسرائيل محصنة" نشره في صحيفة "اعتماد"، رأى أن احتمالات اندلاع معارك متفرقة في المنطقة لا تزال مرتفعة، رغم المساعي التي تبذل لاحتواء التوتر، واصفا أي تطور قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب بأنه "خطير".
وأشار الباحث الإيراني، إلى أن تطورات الأحداث في الضفة الغربية وجبهة جنوب لبنان أسهمتا في وضع الكيان الإسرائيلي أمام طريق مسدود إلى جانب ردود الفعل العالمية المنددة بالهجمات الإسرائيلية على غزة.
وفي مقال آخر تحت عنوان "قيامة غزة" نشره في الصحيفة ذاتها، رأى فاتح أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يشتري الوقت لصالح إسرائيل، ونصح الباحث الإيراني الدول الإسلامية بعدم وضع الخيار العسكري جانبا، حتى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وخلص الباحث نفسه إلى أن أي مواجهة حقيقية بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة ستكون مدمرة على الجانبين، وأنها سوف تصب في صالح الكيان الإسرائيلي فسحب، كما حث بلاده على عدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طهران وواشنطن الشرق الأوسط التوتر فی على غزة
إقرأ أيضاً:
أماكن سياحية لن تتمكن من زيارتها في عام 2025.. ما هي؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكن السفر العالمي أسهل من أي وقت مضى. إذ تربط المزيد من مسارات الطيران أكثر قائمة غير مسبوقة من الوجهات، مما يربط الناس والثقافات بطرق جديدة.
ومع ذلك، رغم أنه قد يبدو أن العالم بأسره عبارة عن بوفيه مفتوح للسياحة، إلا أن ليس كل ما كان متاحًا في الماضي لا يزال متوفرا على قائمة السفر.
وقد اختفت بعض الوجهات والمعالم السياحية في عام 2024، بعضها نتيجة للكوارث الطبيعية، وبعضها الآخر بسبب التحديات المالية أو ببساطة بسبب تغيير التفضيل الشخصي.
إليكم بعض الأماكن التي لن تتمكنوا من زيارتها في عام 2025، أو ربما لن تتمكنوا من زيارتها نهائيا. اثنان من فنادق لاس فيغاس الكلاسيكية فندق وكازينو "The Mirage"، لاس فيغاسCredit: Ethan Miller/Getty Imagesغادر اثنان من فنادق الكازينو أفق مدينة لاس فيغاس هذا العام، وهما "Tropicana" و"The Mirage". وسيتم استبدال "The Mirage"، الذي افتُتح في عام 1989، بفندق "Hard Rock" جديد الذي يتخذ شكل جيتار عملاق. وفي الوقت ذاته، هُدم "Tropicana"في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لإفساح المجال لملعب "بيسبول" الخاص بفريق كرة القاعدة المحترف "أوكلاند أثلاتكس".
متحف روبين للفنون، مدينة نيويورك متحف روبين للفنون، مدينة نيويوركCredit: Matthew Eisman/Getty Images
كان عام 2024 عامًا صعبًا على مشهد المتاحف الفنية في مدينة نيويورك. وأعلن متحف "روبين"، الذي يضم واحدة من أكبر مجموعات فن جبال الهيمالايا في العالم، أنه سيغلق مساحته المادية ويصبح "متحفًا بلا جدران".
ودع متحف "روبين" زواره في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكنه أعلن أن بعض أعماله - بما في ذلك غرفة الضريح البوذي التبتي الشهيرة - ستنتقل إلى متحف "بروكلين".
متحف "Fotografiska"، مدينة نيويورك متحف "Fotografiska"، مدينة نيويوركCredit: Craig Barritt/Getty Images
المتحف الفني الكبير الآخر الذي يودع نيويورك هو متحف "Fotografiska"، وهو فرع من متحف التصوير الفوتوغرافي الذي يحمل الاسم ذاته ومقره في العاصمة السويدية، ستوكهولم.
كان آخر يوم عمل للمتحف، في مقره بشارع "Park Avenue"، هو 29 سبتمبر/أيلول الماضي، رغم أن مالكي المتحف يقولون إنهم لم يستسلموا بعد في مدينة نيويورك ويأملون في الانتقال إلى موقع آخر.
كنيسة "Wayfarers"، ولاية كاليفورنيا كنيسة "Wayfarers" في ولاية كاليفورنياCredit: Gary Crabbe/Enlightened Images/Alamy Stock Photo
كنيسة "Wayfarers"، وهي كنيسة زجاجية مسجّلة في السجل التاريخي الوطني في جنوب كاليفورنيا، ما هي إلا ضحية لتغير المناخ.
صممها لويد رايت، نجل المعماري الأمريكي الأشهر فرانك لويد رايت، وكان الهيكل معرّضًا لخطر شديد بسبب الانهيارات الأرضية في المنطقة. نتيجة لذلك، اتخذ الأمناء قرارًا بتفكيك الكنيسة وتخزينها حتى يتم العثور على منزل آخر لها.
الشوارع الخاصة في حي "جيون" باليابان يزدحم المسافرون بالشوارع الضيقة في حي جيون بمدينة كيوتو اليابانيةCredit: Yuichi Yamazaki/AFP/Getty Images
في العاصمة اليابانية السابقة، أصبحت النساء اللاتي ما زلن يتدربن كفتيات غيشا تقليديات بمثابة عامل جذب سياحي بقدر ما أصبحت المباني التي يعشن فيها، ما أثار استياء سكان حي جيون التاريخي في كيوتو.
وفي محاولة للحد من تدفق "مصوري فتيات الغيشا"، صوّت المجلس المحلي في جيون في وقت سابق من هذا العام على إغلاق العديد من الشوارع الجانبية والأزقة، رغم أن الطرق الرئيسية ستظل مفتوحة للجمهور.
متحف "Living Computers: Museum + Labs"، مدينة سياتل
قام بول ألين، أحد مؤسسي شركة "مايكروسوفت"، بتأسيس هذا المتحف في مدينة سياتل، الذي كان مليئًا بعناصر من مجموعته الشخصية من أجهزة الحاسوب والأجهزة التقنية القديمة.
واعتبر المتحف استثنائيا، إذ أنه شجّع الزوار على لمس واستخدام واللعب بكل عنصر معروض. وبعد وفاة ألين في عام 2018 وبعد ظهور الجائحة عامين، تم إغلاق متحف Living Computers مؤقتًا قبل إغلاقه بالكامل في عام 2024. ومن المقرر بيع العناصر التي احتضنها المتحف بالمزاد العلني.
"القوس المزدوج" في منطقة "جلين كانيون" الوطنية الأمريكية للترفيه انهار التكوين الصخري القديم في أغسطس الماضيCredit: National Park Service
خسرت منطقة "جلين كانيون" الوطنية الأمريكية للترفيه أحد أهم معالمها السياحية في عام 2024 عندما انهار "القوس المزدوج". وقال موظفو منطقة "جلين كانيون" الوطنية للترفيه إن التكوين الصخري، المكون من الحجر الرملي "نافاهو" الذي يعود تاريخه إلى حوالي 190 مليون عام، انهار بسبب التآكل وتغيرات منسوب المياه.
أمريكااليابانسياتلكاليفورنيالاس فيغاسنيويوركنشر الاثنين، 23 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.